أحمد القاعود يكتب: صور الماريشال في موسكو ودهب في القاهرة

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
أحمد القاعود يكتب: صور الماريشال في موسكو ودهب في القاهرة

15-02-2014

أحمد القاعود

أثناء وقوفه بين يدي الرئيس الروسي في أدب جم وتذلل مبالغ فيه في موسكو، كانت دهب حامد التي اختطفتها قواته تضع مولودتها بعد عملية قيصرية وهي مقيدة بأصفاده في القاهرة.

وبينما كان المصريون يتناقلون صوره وكلمات تضرعه لفلاديمير بوتين بأن تعطف عليه بجزء من وقته الثمين لمقابلته، كانت صورة دهب تتطاير لإعلان ميلاد حرية جديدة لمصر والمصريين.

ذهب الماريشال عبد الفتاح السيسي إلى روسيا لضمان دعمها له إذا ما تطورت الأمور في مصر إلى ما هو أسوأ، وإذا ما دخلت مصر إلى المصير السوري، نتيجة جرائمه اليومية المتزايدة في سبيل تحقيق أحلامه بالساعة "أوميجا"، فمن غير الروس يدعم بشار الأسد الذي قتل ما يقرب من الربع مليون شخص وشرد الملايين ودمر دولة كاملة وحضارة عظيمة بسبب شذوذ نفسه؟!!.

انتهت الزيارة ولم يعلن عن إجراء عقد واحد لشراء لعبة نارية حتى للأطفال، أو حتى برتوكول تعاون فيما يفيد الشعب المصري، بالرغم من أن وسائل الدعاية المصرية أكدت وألحت أن أكبر صفقة في التاريخ سيعقدها عبد الناصر الجديد مع الدب الروسي.

لم تجن مصر من الزيارة سوى فضيحة تمثلت في مجموعة من الصور لقائد الجيش المصري وهو يقف بطريقة مهينة أمام الرئيس الروسي، وتلعثم لوزير خارجيته الفاشل كعادته في مؤتمراته الصحفية.

لكن المهم والأهم لروسيا كما لقائد الانقلاب الدموي أن يعلن بوتين دعمه للجنرال في الوصول للرئاسة.

و لم لا؟ أليس الأفضل لها أن تدعم دمية لا يملك من أمره شيئا أن يكون رئيسًا لدولة كبيرة في الشرق الأوسط تكون أرضًا جديدة لملاعبة الولايات المتحدة الأمريكية بعد انتهاء أمر الحليف السوري، وخراب دولته؟.

أليس من الأفضل أن يقف أمامه الرئيس المصري الجديد وهو خاضع ذليل وكأنه سائق سيارته؟ أو نادل في مطعم قد يدخله عرضًا ويعرف شخصيته؟!، على عكس الرئيس المنتخب الذي عامله معاملة الند للند.

ارتدى المشير جاكيت عليه نجمة حمراء، قيل إن بوتين أهداه إياه، دون تورع أو خجل منه فالجاكت ليس هدية تذكارية قد يحتفظ بها ضمن نياشينه ورتبه التي منح نفسه أعلاها قبل أيام، وإنما لها علاقة بالعرف الاجتماعي وما يليق بمن هو في منصبه خاصة أنه في زيارة رسمية يفترض فيها ارتداء زيه العسكري الذي يتطلع دومًا لخلعه حتى يكون رئيسًا لمصر المنكوسة في عهده وحياته.

مصر التي ستكون "أد الدنيا" حسب كلام المشير أمام مجموعة من المطربين والراقصات في عهد الرئيس مرسي والذين يحتفي دوما بهم، تخرج من الخريطة يومًا بعد الآخر بصورة فاقت وضعها في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، وبالرغم من عودتها القوية في عهد الرئيس المنتخب لتأخذ مكانًا يليق بها، فإنها سرعان ما هبطت إلى الحضيض في عهد العسكر، خلال أشهر قليلة فقط.

وبالرغم من سوء الوضع وبشاعته فإن وسائل الدعاية المصرية الحاضة دومًا علي القتل والإرهاب بحق المصريين، لا تزال تمارس دعايتها السوداء بأكاذيب واضحة وفاضحة تأخذ مصر وقطاع المغيبين من الشعب إلى المجهول وإلى نكسة جديدة ستكون أكثر فداحة من نكسة عبد الناصر.

وسائل الدعاية النازية تلك لا ترى سلبيات في تصرفات أجهزة الدولة في حق المصريين، ولا في جرائم المشير السيسي بحق الشعب وبناته وأطفاله، واتجاهه بالوطن نحو عصور الظلام وانتشار الخرافة والقتل على الهوية.

لكن الأكثر انحطاطًا من وسائل الإعلام التي تتحدث وفقًا لما يأمرها به مالكها وهو بالضرورة رجل أعمال فاسد وذو مصالح اقتصادية مع السلطة.

هم أولئك الذين يدعون زوًا وبهتانًا أنهم ليبراليون أو تقدميون ويدافعون عن حقوق الإنسان وربما الحيوان.

وأخذوا ينتقدون تصرفات السلطة التي جاءوا بها بعد أن أزكمت جرائمها الأنوف وطالت نيرانها أنصارها من القتلة المشاركين في 30 يونيو.

بدأ هؤلاء يتحدثون عن جرائم تعذيب تحدث في حق معتقلين "ليسوا إخوانًا" وإهانات يتعرضون لها في سجون الانقلاب العسكري، رغم أنهم من أنصار السلطة و30 يونيو و3 يوليو.

وكأن قضيتهم الأساسية ليست كون هؤلاء المعذبين مؤيدين لقمع السلطة ضد الإخوان والثوار، وإنما الخطأ الأساسي للسلطة هو تعذيب أنصارها، الذين ساندوا قهرها وظلمها وبطشها لعشرات الآلاف غيرهم من الثوار المدافعين عن الحرية والديمقراطية.

ومع هذه التصرفات الانتقائية والإجرامية أيضًا من قبل هؤلاء المدعين، أخذت وسائل الإعلام الدموية تنقل على استحياء أخبارًا عن تعرض أنصار 30 يونيو إلى التعذيب من رجال السلطة.

هذه الوسائل وهؤلاء الأشخاص لم يتحدثوا عن محنة عشرات الآلاف من المصريين الذين ماتوا حرقًا والمعذبين يوميًّا في سجون السيسي، أو آلاف المطاردين خارج منازلهم، أو أولئك الذين دفعوا عشرات الآلاف من الجنيهات ظلمًا لإخلاء سبيلهم، أو الذين تحرق ممتلكاتهم وتنتهك أعراضهم وستر بيوتهم من ميليشيات الدولة، أو البنات اللاتي يتعرضن للتحرش أو للضرب من قبل ذكور السلطة.

أخر هذه المشاهد المؤلمة كان دهب التي رفض ممثل الادعاء العام أو ما يعرف بوكيل النيابة إخلاء سبيلها وهي حامل في الشهر التاسع، وجرت لها عملية الولادة وهي مقيدة بالكلابشات في سرير القتلة، خوفًا من هروب سيدة أجرت للتو عملية ولادة، هذه السيدة العظيمة الرائعة لم يلتفت إليها إعلام القتلة ولا النخبة المحرضة على القتل التي تتحدث عن التعذيب الآن.

هذه السيدة ألهمت الثوار إصرارًا على استكمال ثورتهم حتى يتم شنق أخر قاتل بأمعاء أخر قاض وفرد من نخبة الخيانة العار.

بين صورة السيسي المهينة في موسكو وصورة دهب التي سيخلدها التاريخ، كرمز لنضال المرأة المصرية، ستتحرر مصر من كبوتها، وطغمتها الفاسدة والخائنة مهما طال الطريق وزاد بطش السفاح.

صحفي وباحث إعلامي

أحمد القاعود - Ahmed Elkaoud

أحمد القاعود

المصدر