أحمد الشويخ يكتب : السيسي يحرر الأقصى
لم نكن نعلم يوما أنه سيأتي علينا يوم تتضاءل أحلامنا حتى صرنا نتمنى أن نعود من المسجد القريب من البيت سالمين غير مراقبين.لاتذكرت يوما ليس ببعيد، ونحن ذاهبون أنا وإخوتي إلى صلاة تراويح ليلة القدر في (مسجد عمرو بن العاص) أكبر مساجد مصر - لنصلي خلف الشيخ محمد جبريل وكنت أتذكر كلمات أمي وهي تقول هيا قبل العصر لتصلوا داخل المسجد فلقد كان المسجد يمتلئ عن آخره، وكانت الشوارع المحيطة مكتظة بالمصلين الذين أتوا من جميع محافظات مصر ليقيموا هذه الليلة المباركة
وتبدأ الصلاة وينتظر الناس الدعاء حتى يصل الشيخ إلى الدعاء ويقول "يارب الأقصى والعتيق .. حرر الأقصى الأسير" وترى صيحات المصلين وهم يرددون "آمين"- فتشعر أن النصر قد اقترب جدا، ومن منا لا يريد أن يموت شهيدا في سبيل الله ويموت على أعتاب الأقصى.كانت أمي تحكي لنا قصص الأولين "صلاح الدين وخالد بن الوليد" وتقول في نهاية كل قصة "أنا وهبتكم لله" إما أن تحرروا الأقصى أو تكونوا من شهداء النصر
ما ظننت يوما أن يكون منا من يفكر في أمن إسرائيل، وما ظننت يوما أن تصل العلاقات الدبلوماسية إلى حد تفكير العدو في لعب مبارة كرة قدم مع مصر ، ماظننت يوما أن يقول السفير الإسرائيلي الأسبق أن مصر وإسرائيل الأن في سرير واحد في الوقت الذي نقوم بفعل أي شئ يدمر المقاومة
حتى أحلام المقاومة تضاءلت إلى حد التفكير فقط في فتح معبر وبناء ميناء بحري .. لا أعلم ما الذي تغير ..أنا أم الظروف؟، لكن عندما أنظر جيدا أكتشف أن هذا واقع أمة وليس بلدا واحدا أو دولة بعينها فكلنا صرنا غرباء في بلادنا ورأينا الأمم وهي تتداعى علينا كما أبلغنا رسول الله.
لكن ما فجعني أن أسمع من أحدهم نصا "بكرة تشوف السيسي وهو بيحرر القدس" فقمت لأني ما استطعت التحدث بعدها، وقلت في مخيلتي كنا نحلم بالأقصى وصرنا نحلم بالصلاة في زاوية قريبة، وأن نعود سالمين دون الاعتقال أو دون المراقبة لكن في النهاية أتمنى من الله أن يستخدمنا ولا يستبدلنا
المصدر
- مقال: أحمد الشويخ يكتب : السيسي يحرر الأقصى موقع كلمتي