آيات عرابي تكتب: شنطة "ريجيني" وحذاء "ميسي" وغارات "سيناء"

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
آيات عرابي تكتب: شنطة "ريجيني" وحذاء "ميسي" وغارات "سيناء"


(29 مارس 2016)

هدية لائقة بعصابة الإنقلاب ومؤسساته وإعلامه بلا شك، بل ربما بالغ قليلاً في أهميتهم على سبيل المجاملة، ففردة حذاء واحدة كانت تكفيهم وزيادة. المذيعة التي هبطت على ماسبيرو منذ عدة سنوات بباراشوت زكريا عزمي بين مجموعة صغيرة العدد، كاد قلبها يتوقف من شدة الفرح وهي تمسك بفردتي الحذاء غير مصدقة أنها تمسك حذاء ميسي بذات نفسه.

لن أتطرق إلى مفهوم النظافة الشخصية التي تجعل من المستحيل على أي شخص أن يمسك بحذاء ويغوص فيه بأصابعه ثم يضع يده على شعره، بل ودعك أيضاً من الإنسحاق النفسي الذي يجعلها تمسك بـ "جزمة" بكل ذلك الفخر والتبجيل الذي ظهر على ملامحها. بالطبع أرى أن عصابة الإنقلاب ومؤسساته وإعلامه وصبيانه وغلمانه يستحقون ما هو أقل من ذلك، ولو كان هناك ما هو أحقر من الحذاء لاستحقوه فوق رؤوسهم، بدءاً من شاويشهم وانتهاءً بأقل مؤيديه.

لكنني أرفض ان يوجه تبرعه بنعليه إلى "المصريين" ومن حقي أن اراها إهانة خصوصا إذا شاهدت صورة ميسي وهو يضع على رأسه القبعة اليهودية بكل تبجيل ويرسم ملامح الورع على وجهه وهو يقف امام حائط البراق المحتل وبجانبه يقف حاخام يهودي !

اعود بعدها، فأحدث نفسي، بل الإهانة الكبرى لمصر أن تسطو عليها تلك العصابة، الإهانة الأكبر أن نرى المجازر التي يرتكبها الطيران المصرائيلي يومياً في سيناء وأن نرى من يخنق غزة بالمياه ويقتل شبابها بالرصاص، فيصمت بعضنا وتتعطل قدرتنا على الفعل لأننا منهمكون في مناقشة البديهيات، لأن بعضنا يرى هؤلاء المجرمين جيشاً وطنياً ويصر على وجود الشرفاء فيه.

أقول لنفسي أن الإهانة لم تبدأ حتى يوم 30 يونيو بل بدأت قبل ذلك، حين سكتنا عمن طالبوا الرئيس بالرحيل. (بعض هؤلاء يجوبون شاشات القنوات الآن مطنطنين بشعارات الثورة.) ربما يرى البعض أن العاصفة حول لقاء ميسي واهداءه الحذاء كان تصرفاً مقصوداً لتخفيف الضغط النفسي على عصابة الانقلاب وشاويشهم حموكشة جراء فضيحة بيان الداخلية التي ازهقت أرواح خمسة من الأبرياء ثم اتهمتهم بقتل ريجيني واشاعت رواية كوميدية لا يمكن أن تصدر حتى عن صندوق قمامة قديم، اثارت سخرية وغضب الشارع الإيطالي.

وهو رأي له وجاهته، فعصابة الانقلاب حين تتعرض للضغط تتصرف كمن يتعرى من ملابسه ويكشف سوأته ليتمكن من الهرب ممن يطارده. هذه نتيجة توصلت إليها من دراسة ردود أفعال تلك الحثالة البشرية التي سطت على مصر يوم 3 يوليو.

الصحافة الإيطالية لم ت كتف بالسخرية من رواية داخلية الإنقلاب، بل امتدت السخرية اليوم إلى الشاويش حموكشة شخصياً حيث كتبت صحيفة ايل فاتو كوتيديانو مقالا سخرت فيه من عقلية حموكشة وسطحية تلفيقاته وطالب كاتب المقال بسحب السفير الايطالي من القاهرة قبل أن يبدأ شاويش الانقلاب في اتهام "الكيمتريل" بقتل ريجيني.

أزمة عصابة الإنقلاب لم تقتصر على بيان الداخلية عن مقتل ريجيني والذي وصفته نفس الصحيفة بالـ"نكتة"، فعلى الجانب الآخر من الاطلنطي بدأت نبرة التململ من غباء الإنقلاب تتعالى في الصحف الأمريكية، فالطريقة التي تعامل بها الإنقلاب في سيناء مثلت حاضنة شعبية مثالية لمسلحي تنظيم الدولة

ويبدو عمليات صيد المدرعات التي يقوم بها مسلحو التنظيم يومياً ذكرت المحللين الامريكيين بتجربتهم المريرة في العراق، ومع إدراكهم ان جيشاً معدوم الكفاءة صغير الحجم يعتمد على المعونات العسكرية الأمريكية، قد ينهار بمعدلات أسرع من تلك التي اصابت الجيش الأمريكي في العراق، مما يهدد الكيان الصهيوني

دفع على ما يبدو صحيفة نيو يورك تايمز في مقالها الافتتاحي إلى دعوة الرئيس الأمريكي لإعادة النظر في العلاقة مع مصر ووجهت له لوماً على المماطلة في تسمية الإنقلاب بالإنقلاب واستشهدت بتصريح تمارا كوفمان خبيرة الشرق الأوسط الذي قالت فيه "مصر ليست وتداً للاستقرار ولا شريك يعتمد عليه".

في هذه الظروف يصبح من الطبيعي (وفقاً لطريقة تفكير العصابة واجهزتها المخبولة) أن تحاول تخفيف الضغط على أعصاب الشاويش حموكشة، بتصدير فضيحة أكبر. تفسير ربما لا يروق للبعض، ولكنه نمط منتظم تعاملت به عصابة الإنقلاب في أكثر من حالة لتوجيه اهتمام الرأي العام لأمور أخرى وكان السبب الأساسي في معظم الحالات، هو تخفيف الضغط على حموكشة نفسه.

المصدر