آمال عبد الله: ما يروَّج عن دارفور أكاذيب
حوار: إيمان حسن
مقدمة
- توقعات بتزايد أعداد أطفال الشوارع في السودان
- ما يروِّجه الإعلام الغربي عن دارفور مجرد أكاذيب
- تشرُّد البنات مشكلةٌ أكثر تعقيدًا من تشرد الأولاد
حذرت مديرة منظمة الأطفال اليافعين بالسودان- "آمال محمود عبد الله"- من أن مشكلة أطفال الشوارع في السودان تتنامى ولا تنحسر بخلاف ما تدَّعيه الحكومة الفيدرالية في الخرطوم، وقالت إن أعدادهم تفوق بكثير رقم الـ153 ألف طفل المعلَن رسميًّا، كما أن عدد فتيات الشوارع قُدِّرَ بنحو 6 آلاف فتاة.
وأوضحت آمال عبد الله أن إعادة تأهيل الأطفال وإدماجهم وترقية أوضاعهم وتعزيز حقوقهم الأدبية والحياتية يمثِّل أهم التحديات التي تواجه المعنيِّين بهذا الملف في السودان.
وفي حوار لها مع موقع (إخوان أون لاين) تناولت مديرة منظمة الأطفال اليافعين بالسودان مجموعةً من القضايا الأخرى ذات الصلة بالشأن السياسي السوداني، نجملها في هذا الحوار على النحو التالي:
- برجاء إعطائنا نبذةً بسيطةً عن نشاط المنظمة؟ ولماذا حددت المنظمة العملَ مع شريحة اليافعين (المراهقين)؟
- تعمل المنظمة في مجال تأهيل رعاية الأطفال تحت الظروف الصعبة، كالحروب والنزاعات المسلحة والفقر الشديد والنزوح، وللمنظمة برامج عامة في إطار تعزيز حقوق الطفل، ومرحلة الأطفال اليافعين هي مرحلةٌ حسَّاسة يتم فيها التحول الحقيقي لشخصية الطفل واستعداده لمرحلة قادمة؛ حيث يتحول من شخص يحتاج إلى رعاية إلى شخص عليه أن يكون مسئولاً عن آخرين، فهي مرحلةٌ حساسةٌ في التحولات النفسية والفسيولوجية تحتاج لرعايةٍ خاصةٍ من أخصائيين محترفين ومهنيين.
مثلث الشراكة
- كيف يتم تأهيل الأطفال؟ وما المساحة الزمنية التي يتم فيها تأهيلهم؟!
- الجهات المعنية بالتأهيل هو مثلث الشراكة المجتمعية، وهي الدولة في المقام الأول، ثم المجتمع المدني والقطاع الخاص، والمجتمع المدني له دورٌ خاصٌّ ومميزٌ في قربه من المشاكل واحتكاكه بالمجتمعات، والسودان يتميز بحب العمل التطوعي، وللمنظمات التطوعية أشكالٌ مختلفةٌ من التداخلات ومن الفئات المستهدفة، كالفئات التي تعيش ظروفًا صعبةً وذوي الاحتياجات الخاصة والمشردين وأطفال الشوارع، وكذلك تتراوح فترة التأهيل من مؤسسة لأخرى، فمثلاً التأهيل النفسي من 6 أشهر إلى عام، أما فترة التأهيل النفسي والاجتماعي والاقتصادي المتكامل، والذي يسمح بإعادة الإدماج الكلي في المجتمع من جديد والعودة إلى كنف الأسرة أو إيجاد شكل جديد بديل للأسرة.. هذا قد يأخذ سنواتٍ طويلةً وأحيانًا يأخذ عامًا.
العنف والاستجابة
- ما مدى استجابة الأطفال لعملية التأهيل؟
- تختلف استجابة الأطفال لعملية التأهيل لأسباب كثيرة تتعلق بالأسرة والظروف المعيشية، فالعنف ضد الطفل، وانفصال الأبوين، والعيش في أسرة مفككة، مع وجود جاذبية في الشارع قد تدفع الطفل للشارع دون رغبة في الرجوع، وتدفعه كذلك إلى عدم الاستجابة لأنواع التأهيل، ومن ثم رغبة الطفل وإشراكه في العمل، كذلك النظرة الدونية من المجتمع تدفع الطفل إلى عدم الاستجابة، إلا إذا تمت معالجات متوازية في توجيه رفع وعي المجتمع وتوجيه برامج الدعوة والتأييد لتغيير النظرة إلى الطفل، من طفلٍ مهدِّد للمجتمع لطفل ضحية يحتاج للرعاية والحماية.
فتيات الشوارع
- من ضمن إفرازات الحرب في السودان وجود العديد من الفتيات في الشوارع تعرضن للاغتصاب والاعتداء الجنسي.. فهل تهتم الجمعية بهذه الفئة من البنات؟ وكيف يتم تأهيلهن؟
- تبنَّت المنظمة هذه المشكلة، ودقت ناقوس الخطر؛ لأن مشكلة تشرد البنات هي مسألة أكثر تعقيدًا من مشكلة تشرد الأولاد؛ لأنها مرتبطةٌ بوجود جيل جديد في الشارع لم يجرب الحياة الأسرية الحقيقية، فهو جيلٌ لم يعرف الأسرة ثم لفظها، بل بدأ في الشارع، وهي مسألة مختلفة وخطيرة على نشأة الطفل وصحته وبنائه النفسي.
- وفي هذا الإطار أنشأَت المنظمة مركزًا للفتيات ومركزًا إنتاجيًّا وتأهيليًّا لبناء مهاراتهن وقدراتهن، ولكن فوجئنا بأن هؤلاء الفتيات هن أمهاتٌ صغيراتٌ، فبدأنا باستقبالهن حتى لا نسبِّب لهن إزعاجًا نفسيًّا، ولكن أصبحت هناك صعوبةٌ في إدارة البرامج في ظل وجود هؤلاء الأطفال، وأخطر ما يميِّز مشكلة أطفال الشوارع أن الظاهرة تتنامى ولا تنحصر، وفي آخر إحصائيات لعدد أطفال الشوارع في السودان بلغ 135 ألف طفل، إلا أن هذا التقدير مرَّ عليه ثلاث سنوات، وملاحظاتنا تقول إن النسبة أكبر من ذلك؛ لأن ظروف السودان متحركة بصفة عامة، ومنهم 6 آلاف فتاة، ونتوقع تزايد هذه النسبة خلال الأعوام القادمة.
مشروع لأطفال دارفور
- هل كان للمنظمة دورٌ في تأهيل ومساندة أطفال دارفور؟
- نعم.. لنا برنامج خاص لأطفال دارفور، وللمنظمة مكتبٌ في جنوب دارفور؛ حيث نقوم بتنفيذ مشروع لإعادة التأهيل النفسي والاجتماعي للأطفال المتأثرين بالنزاعات المسلحة، وقد تم تأهيل 750 طفلاً بالشراكة مع "اليونيسيف"، وبمساعدة الشرطة وشيوخ المعسكر والشباب المتطوع.
- وما حقيقة الوضع القائم في دارفور؟ وهل بالَغَ الإعلام الغربي في تصوير ما يحدث في دارفور، خاصةً بالنسبة للأطفال؟
- لستُ من الجمعيات الحقوقية التي تتبعت الحالات، ولكن بالنظر والملاحظة والفهم الإستراتيجي فإن ما حدث في دارفور ليس انتهاكًا بهذه الصورة مطلقًا، وقد قمنا بعمل وإعداد دورات وبرامج تؤكد أن ما يروِّجه الإعلام الغربي في دارفور مجرد أكاذيب، ولكن ما يحدث في دارفور ليس في مصلحتنا كمسلمين، فطالما هناك حربٌ فهناك انتهاكاتٌ، وكل مَن له وعيٌ سياسيٌ يعرف حقيقة الوضع الآن.
المصدر
- مقال:آمال عبد الله: ما يروَّج عن دارفور أكاذيبإخوان أون لاين