"نزال": التفويض السياسي أفشل الحوار الفلسطيني- الفلسطيني
[04-01-2004]
محتويات
مقدمة

• رفضنا تفويض السلطة كي لا ينسجوا في جنح الظلام اتفاقيات سرية على شاكلة اتفاقية (أوسلو) المشئومة.
• الجبهة الشعبية أبلغتنا أن حصيلة مشاركتها في منظمة التحرير صفر، فهل ننضم ونزيد الأصفار؟!
• ليست هناك أيُّ وساطة قطرية أو غيرها بين (حماس) والإدارة الأمريكية.
• نؤيد المقاومة العراقية ضد القوات المحتلة.
نفى "محمد نزّال"- عضو المكتب السياسي لحركة (حماس)- أن يكون هناك ترتيب يجري حاليًا لعقد جولة ثالثة من الحوار الفلسطيني- الفلسطيني، مؤكدًا أن (حماس) ستبحث الأمر في حال توجيه دعوة لها لهذا الحوار.
وقال إن (التفويض السياسي)، الذي طلبته السلطة الفلسطينية من الفصائل الفلسطينية- في حوار القاهرة الأخير- أفشل هذا الحوار، وأن (حماس) رفضت إعطاءهم التفويض؛ لأن التجارب المريرة علَّمت (حماس) أن بعض تلك القيادات الفلسطينية سبق أن انطلقت دون تفويض من أحد؛ لينسجوا في جنح الظلام اتفاقياتٍ سريةً على شاكلة اتفاقية (أوسلو) المشئومة، وأن التفويض ربَّما ينتج اتفاقات أخطر.
وقال "نزال" إن (حماس) رفضت الانضمام لمنظمة التحرير؛ لأن صانعي القرار فيها لا يريدون اتخاذ أي إجراءات إصلاحية سياسية وإدارية ومالية، وهم مستفيدون من بقاء الأوضاع الراهنة، والمطلوب من (حماس) و(الجهاد) المشاركة لتستكملا (الديكور)، الذي يُزيِّن الصورة لا أكثر ولا أقل!!.
وأشار إلى أن نقاشًا طويلاً جرى بين (حماس) وبين الإخوة في الجبهة الشعبية حول المشاركة في المنظمة، سألناهم خلاله عن تقديمهم بموضوعية لحصيلة مشاركتهم، فأجابوا بصراحةٍ وجرأةٍ نشكرهم عليها، قائلين: الحصيلة صفر!!.. فهل تريدون من (حماس) أن تنضمَّ لزيادة عدد الأصفار؟!
كما نفى "نزال" وجود أي وساطة قطرية بين (حماس) والإدارة الأمريكية، مشيرًا إلى أنه لا تحفُّظ عندنا على إجراء لقاءات أو اتصالات مع الإدارة الأمريكية، وسبق أن جرت مثل هذه اللقاءات، والاستثناء الوحيد من هذه السياسة هو الكيان الصهيوني...، وفيما يلي تفاصيل الحوار:
نص الحوار
- يجري الحديث حاليًا عن جولة ثالثة للحوار الفلسطيني بالقاهرة.. متى تجري هذه الجولة؟ وهل ستشاركون فيها؟
- سمعنا عن ذلك في وسائل الإعلام، ولكن لم نُبلَّغ رسميًا عن أيّة جولة جديدة للحوار، وعندما نُدعى سندرس ذلك ونحدد موقفنا إن شاء الله.
- بعيدًا عن العبارات الدبلوماسية والمجاملات.. هل يمكن القول بأن الفشل هو نتيجة الجولة الثانية من الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة؟
- في تقديري- وبموضوعية- أن حوار القاهرة لم يفشل، ولكنه لم ينجح!!
- ولكن هذه إجابة متناقضة.. كيف يمكن الجمع بين عدم الفشل وعدم النجاح؟
- النجاح والفشل أمران نسبيان، وتتحدَّد نسبة النجاح والفشل بمقدار تحقق أو عدم تحقُّق الأهداف المرجوَّة من الحوار، والذين وصفوا نتيجة الحوار بـ"الفشل" قاسوا ذلك على عدم الوصول إلى تفاهُم على (الهدنة)، التي يبدو أنها كانت هي الهدف الوحيد الذي يبتغونه، ولكننا نرى أن هناك عدة أهداف كانت متوخَّاةً من الحوار، تحقَّق بعضها، ولم يتحقَّق البعض الآخر، وما يجعلني أتحفَّظ على وصف الحوار بـ"النجاح"- بمقدار تحفُّظي على وصفه بـ"الفشل"- هو أن الحوار كان يُفترض أن يصدر عنه بيان سياسي ختامي، يتضمَّن الآليات والأساليب لترجمة نقاط التفاهم التي يتم التوصُّل إليها، ولكن للأسف لم يتم ذلك!!
- لماذا لم يَصدُر بيانٌ سياسيٌُّ يتضمَّن نقاطَ التفاهُم التي ذكرت أنه تم التوصُّل إليها؟
- أصرَّ الإخوة في حركة (فتح) ومعهم بعض الفصائل التي تدور في فلكهم على تضمين البيان نصًّا يفيد "التفويض السياسي" للسلطة الفلسطينية، وهو أمر اعترضنا نحن وحلفاؤنا عليه.
- ولا بد من الإشارة هنا إلى أن لجنة الصياغة قد توصَّلت إلى بيان وافَق عليه الجميع، ولكن فوجئنا بالأخ رئيس وفد حركة (فتح) يطالب قبل الجلسة الختامية التي سيعلن فيها البيان، بإضافة بند (التفويض السياسي)، ويصرُّ عليه كشرط للموافقة على صدور البيان، وهو ما عطَّل صدوره طبعًا!
التفويض
- أنكر رموز في السلطة طلب التفويض، مشيرين إلى أنهم لا يحتاجون إلى تفويض من أحد، باعتبار أنَّ منظمة التحرير الفلسطينية- التي هي مرجعية السلطة- هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني... فما هو رأيكم؟
- إنكار طلب (التفويض السياسي) أثار استغرابنا، ذلك أن هناك محاضر رسمية ومعتمدة دوّن فيها كل ما ورد من أقوال خلال جلسات الحوار، ويمكن الرجوع إليها للتأكد من ذلك، أما أن السلطة لا تحتاج إلى تفويض، فهو أمر أغرب؛ لأن مَن يعتقد بأنه لا يحتاج إلى تفويض، فلماذا يطلبه إذن؟!
- هل لنا أن نفهم أسباب رفضكم للتفويض؟
- بصراحة أرجو أن تتسع صدور الذين طلبوا التفويض للسلطة، نحن وكثيرٌ غيرنا لا يمكن لنا تفويض قيادات السلطة والمنظمة في ظل التجارب المريرة التي عاشها الشعب الفلسطيني خلال العقد الماضي، عندما انطلق بعض تلك القيادات دون تفويض من أحد؛ لينسجوا في جنح الظلام اتفاقات سرية على شاكلة اتفاقية (أوسلو) المشئومة وما تبعها وتفرَّع عنها من اتفاقات، فإذا كان هؤلاء أنتجوا اتفاقات بهذه الخطورة دون تفويض، فماذا يمكن أن ينتجوا لنا بالتفويض؟!.
- ولكن التفويض طُلِب للتحرّك السياسي، وليس لتوقيع اتفاقات؟
- لا معنى لطلب التفويض من أجل التحرك السياسي، فالسلطة تتحرك سياسيًا بتفويض أو بغيره، ولا أحد يقف في وجهها، كما أنه ليس من المنطقي أن يطلب التفويض من فصائل ليست في إطار المنظمة كـ(حماس والجهاد)، أو مجمدة نشاطها (كالقيادة العامة والصاعقة).
منظمة التحرير الفلسطينية
- ما الذي يمنع أن تنخرطوا في أُطُر منظمة التحرير الفلسطينية، باعتبارها البوابة الشرعية الفلسطينية؟
- أبدَينا في جميع الحوارت السابقة- وخلال الحوار الأخير- استعدادنا للانخراط في مؤسسات المنظمة، ولكننا طالبنا بإعادة بنائها على أسس سياسية وديمقراطية جديدة، ومن المؤسف القول بأننا لم نلمس جدية في دعوة (حماس) و(الجهاد) إلى دخول المنظمة، ذلك أن صانعي القرار فيها لا يريدون اتخاذ أي إجراءات إصلاحية سياسية وإدارية ومالية، وهم مستفيدون من بقاء الأوضاع الراهنة، والمطلوب من (حماس) و(الجهاد) المشاركة لتستكملا "الديكور" الذي يُزيِّن الصورة لا أكثر ولا أقل!
- ولكن لماذا لا تدخلون المنظمة وتعملون على إصلاحها من داخلها بدلاً من البقاء متفرجين خارجها؟!
- هذه دعوة حق يراد منها باطل، وهي تبتغي استدراج حماس للدخول، وبعدها لن يحدث أي تغيير جوهري وحقيقي، وأريد هنا الاستشهاد بنقاش طويل جرى بيننا وبين الإخوة في الجبهة الشعبية حول المشاركة في المنظمة، سألناهم خلاله عن تقديمهم بموضوعية لحصيلة مشاركتهم، فأجابوا- بصراحة وجرأة- نشكرهم عليها قائلين: الحصيلة صفرًا!.. فهل تريدون أن ننضم لزيادة عدد الأصفار؟!
- أشرتَ في حديثك إلى أن (التفويض السياسي) هو الذي حال دون صدور البيان الختامي، ولكن ماذا عن موضوع (الهدنة) الذي كان مثار الضجَّة؟
- موضوع الهدنة طُرح باستفاضة، وأوضحنا وجهة نظرنا التي شارَكنَا فيها الإخوة في حركة (الجهاد الإسلامي)، والقيادة العامة، والجبهة الشعبية، والصاعقة، وهي أن فصائل المقاومة لا يمكن أن تعلن عن هدنة جديدة في ظل استمرار العدوان على الشعب الفلسطيني، وأن المطلوب هو وقف العدوان قبل الحديث عن أي هدنة، وأن الاستمرار في مطالبة فصائل المقاومة- بإعلان الهدنة أو وقف إطلاق النار-يظهر وكأن جذر الأزمة هو المقاومة وليس الاحتلال، كما أبدينا استعدادًا لتحييد المدنيين من دائرة الصراع من الطرفين، وتمت الموافقة على تضمين ذلك في البيان الختامي، ولكن هذه المبادرة ذهبت ضحيةً لعدم صدور البيان الختامي.
- ذكرت تقارير صحفية أن هناك وساطة قطرية بين حماس والإدارة الأمريكية، وأن هناك تفاهمًا تمّ لوقف العمليات العسكرية في عام 48، مقابل التجاوب مع مطالب حماس الخاصة برفع اسمها عن لائحة الإرهاب، ورفع الحظر عن أرصدتها، وغير ذلك من المطالب.. ما مدى صحة ذلك؟
- ليست هناك أي وساطة قطرية أو غيرها بين (حماس) والإدارة الأمريكية، و(حماس) ليست لها مطالب خاصة بها، وإذا كان هناك ثمة مطالب فهي تتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني، وما ذكرته التقارير الصحفية غيرُ صحيح.
- هل هناك ما يمنع وجود لقاءات واتصالات من طرفكم مع الإدارة الأمريكية؟
- من حيث المبدأ لا تحفُّظ عندنا على إجراء لقاءات أو اتصالات مع الإدارة الأمريكية، وقد سبق أن جرت مثل هذه اللقاءات، فنحن مع سياسة الأبواب المفتوحة مع جميع الجهات الشعبية والرسمية، والاستثناء الوحيد من هذه السياسة هو الكيان الصهيوني.
احتلال العراق
- ما موقفكم من الاحتلال الأمريكي للعراق؟
نحن ضد العدوان على العراق أساسًا، ونرى أن هدف هذا العدوان هو احتلال العراق، ونهب ثرواته، وأن الأهداف المعلَنة- البحث عن أسلحة الدمار الشامل، والإطاحة بنظام استبدادي لمصلحة نظام ديمقراطي- إنما هي أكاذيب باتت واضحةً لكل ذي عينين، فالعراق أصبح مُحتلاً منذ ثمانية شهور، وأسلحة الدمار الشامل لم تُكتشف، وليس هناك وضوحٌ فيما إذا كان الاحتلال الأمريكي سيُغادر الأراضي العراقية؛ لذا نحن نقول بقوة: لا للاحتلال الأمريكي.
- وماذا عن المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأمريكي.. هل تؤيدونها؟ وما رأيكم فيمن يصف المقاومة بأنها عمل "تخريبي" مستندين إلى العمليات التي تنفذ ضد أهداف وأشخاص عراقيين؟
- نحن مع المقاومة ضد القوات المحتلة، بغض النظر عن هوية القائمين عليها، ونصيحتُنا لهم أن يوجِّهوا سلاحهم إلى المحتلِّين لا إلى العراقيين؛ لأنهم سيزيدون التفاف قطاعات الشعب العراقي حولهم، وسيجنِّبون الشعب العراقي الفتن، ومحاولة حرف المقاومة عن بوصلتها.
الأنتخابات
- ما صحة ما يُقال عن انتخابات وشيكة لرئيس المكتب السياسي؟ وما تعليقُكم على طرح اسمكم كأحد المرشحين للرئاسة؟
- ليست هناك انتخابات وشيكة أو قريبة لرئاسة المكتب السياسي، وما يُثار عن أسماء وأشخاص هي تكهُّنات صحفية.
- هل يمكن تحديد موعد الانتخابات؟ وما مدى صحة ما يُقال عن أن "خالد مشعل" لن يترشَّح لولاية ثالثة بحكم النظام الداخلي، الذي لا يُجيز له ذلك؟
- نحن لا نتحدث عن أي تفاصيل تتعلَّق بالانتخابات، سواء لجهة موعدها أو طريقتها، كما أننا نلتزم بالسياسة المتبعة في الحركة، التي لا تجيز لأي شخص أن يتحدَّث عن أنظمة الحركة واللوائح الداخلية، إلا بالقدر الذي يكونُ ضروريًّا، ولا تترتب عليه أي أضرار أمنية.
- وأودُّ التأكيد هنا على أنَّ حركة (حماس) حريصةٌ على تعميق الشورى والديمقراطية، والانتخابات هي الوسيلة المعتمَدة لدى الحركة في فرز قياداتها وأُطُرها الشورية.
- أُثير الكثير من التساؤلات حول اتصالاتٍ بينكم وبين الحكومة الأردنية لحلِّ مشكلة مبعدي (حماس) من الأردن.. فهل من جديد؟
- لا جديد حتى الآن، ونحن نقرأ عن ذلك في وسائل الإعلام!!
المصدر
- حوار: "نزال": التفويض السياسي أفشل الحوار الفلسطيني- الفلسطيني موقع اخوان اون لاين