"حمزة منصور": نحن مع أنظمتنا ضد أي هجمة أمريكية
من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
[22-01-2004]
محتويات
[أخف]مقدمة
مناهجنا ليست مثالية ولكن نرفض تغييرها.
يحكم حركتنا المبادئ لا ردود الأفعال.
النظام الذي يستند إلى شعبه لا يخشى أي قوة في العالم.
ما زلنا نملك أوراق ضغط للتأثير في موقف فرنسا من الحجاب.
تجربة (الإخوان المسلمين) في الأردن تحتاج لمزيد من إلقاء الضوء والدراسة، خاصةً أن الحركة في كثير من أحداث المنطقة أصبحت محط أنظار المراقبين لمواقفها الواضحة والصريحة.
الشيخ "حمزة منصور"- أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي- الذراع السياسي للجماعة- حضر إلى القاهرة للمشاركة في عزاء الفقيد المستشار "محمد المأمون الهضيبي".. التقينا به وحاورناه حول آخر تطورات الشأن الأردني ودور الحركة هناك خاصةً في الجانب السياسي.
نص الحوار
- بدايةً ثار في الأردن مؤخرًا قضية تغيير المناهج ما موقف الحزب؟
- لا نقول إن مناهجنا إجمالاً هي المناهج المثالية، ولكنها تنطوي على إيجابيات كثيرة والمستهدف الآن تغييب القيم الإيجابية والاتجاهات السليمة التي تقوم عليها هذه المناهج، ولاسيما بعد أحداث 11 سبتمبر لتحل محلها قيم جديدة تهدف إلى تحقيق الأطماع الأمريكية الصهيونية، خاصةً أن ما يُسمى معاهدة السلام بين الأردن والكيان الصهيوني كان أحد نصوصها يقول "بإلغاء حالة العداء"، وهو لا يعني وقف حالة الحرب فقط، ولكن أيضًا إلغاء الذاكرة، و"غسيل الدماغ"، بحيث يصبح العدو صديقًا، ويركز على ما يسمونه قيم التسامح، ونحن نعتقد أن القيم الإسلامية متسامحة، ولكن ليس مع المحتلين، فالتعامل مع هؤلاء لا يكون إلا من خلال البندقية؛ لذلك نحن ننظر بخطورة بالغة لهذه الحملة المتزامنة لتغيير المناهج في الأردن والجزيرة العربية، وأفغانستان والعراق واليمن وغيرها، فهذه الحملة تريد أن تصل إلى زحزحة الصمود والممانعة في الأمة ولتحل قيمًا غربية وإباحية وسلبية إزاء الأحداث والمتربصين بالأمة، ولذلك نحن نسعى جاهدين عبر كل وسائلنا السياسية والإعلامية والنيابية بالتعاون مع كل القوى الحية والشعبية لتفويت الفرصة.
- ولكن هل اتخذت الحكومة الأردنية خطوات رسمية لتغيير المناهج؟
- نعم فقد أعلنت الحكومة على لسان وزير التربية والتعليم بإلقاء خطة للتركيز على ما يُسمى القيم المشتركة وثقافة السلام وما يعتبرونه حقوق للإنسان، ونحن نعتقد أن هذه المصطلحات تخفي وراءها أمورًا خطيرة، فثقافة السلام تعني الإقرار للعدو باحتلال الأرض، وحقوق الإنسان من وجهة النظر والقيم الغربية المادية والانحلالية وليس حقوق الإنسان المستندة إلى القيم الدينية وإرثنا التاريخي والحضاري لهذه الأمة، وهو بإجماع كل المنصفين كان سيبقي النموذج الأمريكي الحقيقي لرعاية حقوق الإنسان.
- أمَّا القيم المشتركة فنحن نعتقد أن هناك قيمًا مادية منفلتة تقوم عليها المدنية أو الحضارة الغربية، نحن نرفضها لتناقضها مع ديننا وقيمنا، ولا أدلَّ على ذلك من القيم التي عبرت عنها مؤتمرات التي عقدت ولاسيما مؤتمر (بكين).
مقاومة التطبيع
- أيضًا ماذا حققت الحركة في مجال مقاومة التطبيع خاصةً وأن الجميع كان يضع الآمال على دوركم في هذا المجال؟
- لا يخفى عليك أن هذه المرحلة هي مرحلة انكسار عربي وإسلامي وعلو واستكبار للأمريكان والصهاينة، وبالتالي نحن نتوقع على المدى القريب إنجازات كثيرة، لكن ذلك يتطلب كثيرًا من الجهد، ووسائلنا في مقاومة التطبيع وسياسات الاختراق تقوم على استخدام الوسائل والأساليب السلمية ونتصدى من خلال الكتلة والحزب وإعلام الجماعة والعمل المشترك مع القوى والأحزاب الأخرى، وكذا من خلال البيانات والمسيرات والاعتصامات، وكلها أساليب نستخدمها ونعتقد أنها تسهم في تعبئة الرأي العام تجاه المواقف المنحازة للمصالح الوطنية والعربية والإسلامية.
- ثار مؤخرًا حديث عن موقف الحركة من إبعاد قادة (حماس) من الأردن أثناء حكومة رئيس الوزراء الأردني الأسبق "عبد الرءوف الروابدة" نريد توضيحًا للموقف في ضوء خلافكم الأخير مع "الروابدة" ؟
- الحديث عن (حماس) هو حديث عن عدد من القادة في حماس (المكتب السياسي)، لأن (حماس) ليس لها تنظيم في الأردن، ولا تسعى لتنظيمات خارج الإطار الوطني الفلسطيني، فـ(حماس) استوعبت تاريخ المقاومة والجهاد في المراحل السابقة، وبالتالي لا تريد أن يكون لها تناقضات مع النظم العربية، وتريد توجيه عدائها فقط للاحتلال الصهيوني، وحينما نتحدث عن (حماس) فإننا نتحدث عن مواطنين أردنيين يحملون الجنسية الأردنية، ونعتقد أن إبعادهم يخالف القانون الأردني الذي يمنع إبعاد المواطنين الأردنيين، والجماعة رفضت ذلك، وهذا غير منطقي، وما زالت الجماعة تحاول تصحيح هذا الخطأ بالعمل على إعادة المواطنين الأردنيين من قيادات (حماس).
- ولكن هل كان ذلك سببًا لرفضكم منح أصواتكم للـ"روابدة" لرئاسة مجلس النواب؟
- نحن لا نتصرف بردود الأفعال ولكن بناءً على عملية تقويم شاملة وعلى أسس مؤسسية مدروسة لتحقيق المصلحة العامة، وفي هذا الإطار اتخذنا قرارنا بعدم التصويت للـ"روابدة".
الدور النيابي
- لا يخفى عليكم أن هذا المجلس هو نتاج قانون رفضناه وما زلنا نرفضه لأنه لا يسمح بتمثيل حقيقي لشعب الأردن وبالتالي هذا القانون لا يسمح بوصول قوى سياسية للبرلمان والأغلبية الساحقة من أعضاء المجلس يمثلون عشائرهم أو مناطق جغرافية نائية، والحركة الإسلامية لكي تحقق أهدافها الكاملة من العمل النيابي تحتاج إلى ثقل مؤثر في البرلمان لتيسير الوصول إلى قرارات مؤثرة في ظل الوضع الحالي، ومع ذلك يعمل إخواننا بالتنسيق مع الآخرين على القواسم المشتركة وأولوياتنا في هذه المرحلة هى إحداث تغيير حقيقي في قانون الانتخاب وما لم يتغير هذا القانون لن يتحقق أي إصلاح حقيقي في الأردن.
- ورغم أن كتلتنا النيابية بعيدة عن الأغلبية في البرلمان لكن كما نقول بلغتنا الدارجة "بيضة قبان"؛ فقد كانت عاملاً حاسمًا في رئاسة مجلس النواب.
- وبالتالي المرشح الذي زكته كتلتنا للرئاسة هو الذي نجح في الدورتين غير العادية والعادية.
- ولكن ما هي المعايير التي تستندون عليها لمنح أو حجب الثقة من أي حكومة أردنية في ضوء تصويتكم الأخير بحجب الثقة عن حكومة "الفايز"؟
- منهجنا في منح الثقة أو حجبها يستند إلى جملة اعتبارات أهمها خطط الحكومة ممثلة في بيانها الوزاري والطريقة التي تشكلت بها الحكومة وقدرتها على تنفيذ بيانها الوزاري، هذا المعيار نحن نطبقه على كل الحكومات.. من هنا يأتي حجبنا، سواء كان هذا المعيار عاملاً حاسمًا في منح الثقة أم لا؛ لأن ذلك يعبر عن قناعات.
- ما مدى النجاح الذي حققتموه في مواجهة القوانين الاستثنائية التي أصدرتها الحكومة السابقة أثناء غياب البرلمان؟
- نعتقد أن هناك اتفاقًا وعزمًا على تغيير بعض القوانين، ومنها تغيير قانون الانتخابات وقانون البلديات والقوانين المتعلقة بالأسرة، والأخيرة تمَّ إقرارها نتيجة إملاءات خارجية، ونعتقد أننا نستطيع تحقيق بعض الإنجاز في تلك القوانين على قاعدة التحالفات.
- لماذا اشتركتم في انتخابات بلدية(عمان) رغم إعلان الحركة مقاطعة الانتخابات البلدية؟
- نحن قاطعنا الانتخابات البلدية وانحصرت مشاركتنا فقط في مجلس أمانة (عمان) ومقاطعتنا للانتخابات في المحافظات كانت احتجاجًا على قانون البلديات الذي يُعطي الحكومة الحقَ في تعيين رؤساء البلديات ونصف الأعضاء.
- بلدية (عمان) قانونها لم يتغير وإن كنا حريصين على أن يتم تغييره ليصبح أكثر ديمقراطية وأكثر تعبيرًا عن إرادة المواطنين، ولم نطمع في الفوز بالأغلبية لأن النصف كان محجوزًا للحكومة، وكنا نتنافس مع الحكومة على النصف الآخر.
سقوط بغداد
- كيف ترون سقوط العاصمة العراقية بغداد في يد الاحتلال الأمريكي؟
- لم يكن أقل علينا تأثيرًا من سقوط القدس لأننا نعتقد هذه هجمة غربية صليبية، كما أعلنها الرئيس الأمريكي "بوش"، وبغداد تمثل البداية لحملات أخرى لا ندري هل تتجه غربًا أم جنوبًا أو شرقًا، ونحن في تعاملنا مع القضايا وفي موقفنا من الحكام العرب ننطلق من أن هذه الأرض التي تم تدنيسها بالاحتلال هي عربية إسلامية وشعبها جزء من الشعب العربي الإسلامي والمشروع الصهيوني الأمريكي معاد للأمة؛ ومن ثم فليس هناك أحد أولى منا بالوقوف بجانب العراق، بل نحن أسبق من غيرنا فهي ليست قضية منظمة أو حزب أو اتجاه بل قضية أمة ومستقبل أمة.
- ولكن البعض يرى أن ما حدث ضد العراق حالة خاصة ويزعم أنها لن تتكرر في أقطار عربية أو إسلامية أخرى؟
- اعتقد أن من أهم أهداف احتلال العراق هو تصفية القضية الفلسطينية بقتل روح الصمود وتوطين اللاجئين الفلسطينيين في أماكن وجودهم والإعداد لمرحلة جديدة من (الترانسفير)، ومن هذا الإدراك اتخذنا موقفنا الواضح القوي إزاء العدوان على العراق.
- وتحاول الإدارة الأمريكية توظيف الدور الأردني لتسهيل مهمتها في المنطقة؛ بإعطاء الأردن دورًا في تدريب القوات العراقية، ونحن نعتبر هذه القوات التي يتم تدريبها جزءًا من مشروع الاحتلال، ونحن مع أمتنا وحق شعبنا العربي والعراقي على ألا يكون هذا التعاون جزءًا من المشروع الأمريكي، الذي يستهدف أن يضرب العراقيين بعضهم البعض، وإيجاد واقع عراقي وعربي مرتبط بالمشروع الأمريكي للمنطقة.
- هل تعتقد أن إسقاط الرئيس العراقي المخلوع "صدام" واعتقاله قد أثرَّ سلبيًا على باقي حكام المنطقة في اتجاه المزيد من الرضوخ للمطالب الأمريكية خوفًا من تكرار نفس السيناريو ضدهم؟
- كل الأنظمة ازدادت خوفًا؛ فهي أساسًا كانت تخاف من العصا الأمريكية الغليظة، لكننا لا نبرر خوف الأنظمة العربية، ونعتقد أن قوتها في اعتمادها على شعوبها، والنظام الذي يستند على قاعدة شعبية صلبة قادر على الصمود والممانعة، أما مداهنة الإدارة الأمريكية وإعطاؤها مزيدًا من التنازلات فإن ذلك لن يحميها من الإدارة الأمريكية لأنها متصهينة ولا حدود لأطماعها.
- وموقفكم من أي حكومة عربية يمكن أن يستهدفها الأمريكان؟
- تحكمنا المبادئ التي تملى علينا ألا نكون طرفًا في تحالفات مع عدو واضح عدوانه ﴿إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ...﴾ (الممتحنة:من الآية9)، وبالتالي نحن نرفض التحالف الأمريكي، وحينما يكون استهداف الأمريكان للأنظمة سنكون في الخندق المواجه للأطماع الصهيونية والأمريكية.
قضية الحجاب
- الجماعة في الأردن أطلقت دعوة لقيادات ورموز الحركة الإسلامية في العالم لاتخاذ موقف ضد القرار الفرنسي بمنع الحجاب في المدارس والمؤسسات الحكومية... هل لديكم برنامج عملي للتحرك ومتابعة القضية؟
- لدينا برنامج للتحرك في مواجهة هذه الإجراءات الفرنسية، ونخشى أن تتسع هذه الدائرة؛ حيث سمعنا أن مسئولين بلجيكيين دعوا لنفس دعوة "شيراك"؛ وهو ما يؤكد أن هناك حملة في أوروبا تأتي استجابة لضغوط صهيونية التي تريد أن تواجه تعزيز الدور الإسلامي في أوروبا، وبرنامجنا اشتمل على مخاطبات للرئاسة الفرنسية وللجمعية الوطنية الفرنسية والحكومات الإسلامية، أن تقف موقفًا مساندًا حقيقيًا للمسلمين المعتدى على حقوقهم في فرنسا، وهناك بعض الفعاليات منها اعتصامات ومسيرات وملتقيات بقصد إيصال رسائل قوية لفرنسا، أن سياستها الجديدة تقابل بشجب وإدانة، وأن هذه السياسة ستنعكس سلبيًا على العلاقة بين فرنسا والعرب والمسلمين.
- وإذا لم تستجب فرنسا؟
- نحن- الآن- حريصون على الشِق الأول؛ وهو تعزيز قناعات الرئاسة والحكومة الفرنسية بتطبيق المبادئ الفرنسية التي تكفل حرية الاعتقاد والممارسة، وهو ما يوجب على الحكومة الفرنسية عدم الاعتداء على حقوق النساء، وبعضهن فرنسيات يتظاهرن وهن يرفعن العلم والنشيد الفرنسي، ونركز على هذا الجانب، وإنْ رأينا أنَّ فرنسا لن تسمع لصوت الضمير والحق والعدل فمن الطبيعي أن نتخذ خطوات ضاغطة، ولدينا أوراق ضغط نستطيع أن تؤثر- لا مجال للحديث عنها الآن- عسى أن تفلح سياستنا في الشق الأول بإقناع فرنسا.
المصدر
- حوار: "حمزة منصور": نحن مع أنظمتنا ضد أي هجمة أمريكية موقع اخوان اون لاين