"بدلة الضابط".. أكذوبة غرسها العسكر في لعب العيال!
(26/07/2016)
كتب: أسامة حمدان
محتويات
مقدمة
"عسكر وحرامي".. لعبة من التراث يحفظها أطفال مصر عن ظهر قلب، كبر الأطفال وصاروا شبابا ونزلوا إلى ميدان التحرير يهتفون في وجه نظام مبارك "الشعب يريد إسقاط النظام"، حتى إذا انقشع غبار ثورة يناير اكتشف الأطفال الكبار أن العسكر يلعبون نفس اللعبة ولكن بوجهين، ظهر ذلك جليا في انقلاب الـ30 من يونيو 2013، حيث إنهم "العسكر والحرامي" في نفس الوقت.
اكتشف الأطفال الكبار أن "بدلة الضابط" مثل مسوح "الحملان"، يختفي تحتها شياطين العسكر، مترادفات الطفولة القديمة البريئة غابت عقب الانقلاب الدامي، وبدأ الأطفال الكبار يسألون بدورهم: من يقتل شعب مصر؟ وتحير الأطفال الكبار "بِمَ نجيبهم وهم يؤمنون بوطنية محضة أن الجيوش جزء من الوطن، وأن الجيوش مقدسة في الدفاع عن الوطن والشعب، وأن العسكر والحرامي وجهان لشيطان واحد".
ترويع!
في 3 يوليو، تلاعب الانقلابيون بأصول اللعب، واعتبروا أن بدلة الضابط لا تمنع أن يرتديها الحرامي، كانت قواعد العسكر أن الغلبة لهم، ليس بمفهوم لعبة الطفولة بل على العكس بترويع الوطنيين، وكأن الشعب والحكومات الشرعية التي وصلت عبر صناديق الاقتراع مجرد لصوص يجب تصفيتهم، عندما لا يتوافقون مع مزاج العسكر ومصالح من شاكلهم من "الحرامية" المتنفعين معهم الذين يعيثون في الأرض فسادا.
بعد ثلاث سنوات من انقلاب العسكر، يستحيل أن يقنعنا صاحب بدلة الضابط بأن العنف وسفك الدماء يولدان ديمقراطية أو حتى سلاما، بل إن عنف الجيش لن يجلب سوى الانتقام والدفاع عن النفس، نعم "عنف مضاد"، وهذا طبيعي جدا، فيستحيل أن يرد المقتول غدرا وزورا على القاتل بالورود، يستحيل أن يرد على انتهاك حقه في الدستور والمواطنة والإنسانية بالأحضان.
والذي يطيب لإعلام العسكر تدنيس أي رد فعل، حتى مجرد التظاهر السلمي بمسمى "الإرهاب"، لمصالح دولية لا تغيب عن الحصفاء، هذا وتزعم بها كل فئة مستبدة كعسكر مصر اليوم، ونظام الأسد قبله، لتبرير قتل شعبها وكسب تعاطف سياسي دولي يعزف على أنغام سابقات طالما استخدمتها المُنتهِكة الكبرى "أمريكا" لضرب دول وسحق شعوب لتحقيق مصالحها تحت مسمى الحرب على "الإرهاب".
"عسكر وحرامي" لم تجلب لمصر سوى العنف والقمع، ولعل المفارقة المؤلمة لوأد روح ثورة 25 يناير 2011، ووأد أمل شعب كامل هي تلك الموجة الرجعية الثانية العارمة لحرامية الثورة المصرية "الانقلابيبن"؛ لأنها أعادت مفهوم الشرطة القمعي في أذهان الشعب المصري.
شرطة مبارك الشريكة في بدلة الضابط التي حورب منهجها الاستبدادي وأريقت دماء طاهرة في سبيل التخلص من ربقة استعبادها، الشرطة التي هتكت دم خالد سعيد دون ذنب، فانطلقت الحملة بنداءات على الفيس بوك من صفحة "كلنا خالد سعيد"، عادت اليوم وللأسف لتصبح مقبولة التعسف ومباركة المنهج، بحسب إعلام العسكر.
وبلغ تواطؤ المعارضة في مصر مع العسكر إلى الحد الذي جعل السيسي يسأل الشعب التفويض لتقويض "الشرعية" ومخلفاتها الدستورية؛ لقيادة مصر إلى الحرب الأهلية، وهو الجيش الذي يفترض أن يكون حامي الحمى والذائد عن شعب مصر وأمنه، لا أن يكون أداة التسلط والقمع والاستبداد ونقض الشرعية، بل والقتل للاستحواذ على الحكم واجترار البطولة الوهمية بالتشبيه بحقبة عسكرية مختلفة شخصية وظروفا ومستقبلا وطنيا وعروبيا.
بدلة الحرامية!
في انقلاب 30 يونيو 2013، تساوى العسكر مع الحرامي في سرقة مصر العظيمة وسرقة أمنها واستقرارها وسرقة حق شعبها، ففي مفهوم اللعبة القديمة اختل وزن العسكر حتى في منظور "أطفالنا"، خصوصا وأننا أمام الحدث في معضلة الإجابة عليهم يوميا: مَنْ يَقْتلْ الشعب ويعتقل الأبرياء ويرفض الشرعية؟.
الدم الأحمر أصبح مصلحة حيوية من مصالح العسكر لتلقي المزيد من وقود القتل الأسود ومأساة من مآسي الوطن والشعب المصري وحقوق الإنسان، وأصبح دعاء من كشف "بدلة الضابط" أن يحفظ الله مصر من مغبة الغدر و"الحرامية"، سواء توشّحوا بزي عسكري أم تنكروا بزي مدني.
المصدر
- تقرير: "بدلة الضابط".. أكذوبة غرسها العسكر في لعب العيال! موقع بوابة الحرية والعدالة