"انتخابات الدم".. مصالح الكبار أولاً.. والشعب يدفع الثمن!
(22/11/2015)
كتب: جميل نظمي
وسط مشاركة ضعيفة في أول يوم من انتخابات المرحلة الثانية ببرلمان الدم في خارج مصر، والتي بدأت أمس ولم يتجاوز عدد المشاركين بها 10 آلاف مصيري في جميع لجان الخارج، بينما حظيت بعض اللجان بالرقم صفر. وبين غياب واضح فإن من كبار السن وبعض السيدات في محافظات الوجه البحري، الذين يتم تخويفهم ليل نهار بغرامة الـ500 جنيه، في حال عدم التصويت.. بدأت اليوم الانتخابات داخل مصر، وسط دعوات للمقاطعة؛
حيث تتفاعل بقوة منذ صباح اليوم في شوارع مصر حملة "سيبنهالكم" وكان عدد من الشباب دشن تلك الحملة بعد المرحلة الأولى لانتخابات مجلس الشعب، داعين الشباب لعدم الحضور أمام اللجان للإدلاء بأصواتهم، ويتوجهون في يومي الانتخابات إلى مقار السفارات لطلب الهجرة كنوع احتجاج رمزي على ما يفعله النظام من "حملات اعتقالات ومداهمات واختفاء قسري وغيرها من الانتهاكات".
وقالت حركة "6 أبريل" في تدوينة عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "سايبنهالكم"، دعوة لمواجهة النظام بحرب الطوابير، طوابير التقديم للهجرة أمام السفارات، طوابير رمزية للاحتجاج، الطوابير اللي أكيد مش ممنوعة".
وأضافت الحركة:
- "فكرة جديدة في مواجهة القمع والظلم، فكرة رمزية يوصل بيها الشباب صوتهم في مواجهة الديكتاتور وأعوانه وأبواقه الإعلامية دعمًا للفكرة، ودعمًا لإبداع شباب الثورة الذي لم ولن يتوقف، ودعمًا لصوت الثورة".
وحسب مراقبين، تشكل الجولة الثانية من الانتخابات في 13 محافظة، ساحة لتصفية الحسابات بين رجال الأعمال وعدد من الجهات السيادية التي تدير العملية السياسية.
وبلغ الصراع درجة عالية بين رجل الأعمال نجيب ساويرس، من جهة، وبين قائمة "في حب مصر" التي يقودها لواء المخابرات السابق سامح سيف اليزل، من جهة ثانية. حيث يسارع سيف اليزل الزمن لإعاقة مرشحي "المصريين الأحرار" على المقاعد الفردية في المرحلة الثانية، بعد النتيجة التي حققها الحزب في المرحلة الأولى بالحصول على 41 مقعداً، متصدرا المقاعد الفردية بين الأحزاب.
ويسعى سيف اليزل لضم جميع نواب الحزب في تحالفٍ تقوده قائمة في (حب مصر) التي تديرها الأجهزة السيادية، وهو ما رفضه ساويرس الذي يرغب في تكوين كتلة ضغط بالبرلمان المقبل.
واعتبر محللون أن
- "مشهد رجل الأعمال صلاح دياب وهو مكبّل بالقيود لن يغيب عن مخيلة أي من رجال الأعمال الكبار، وهو ما سيدفع الكثير منهم إلى تكوين تكتلات سياسية تخدمه كأوراق لعب في يده أمام النظام السياسي الحالي".
وعلى الرغم من وجود مرشحين لحزب "المصريين الأحرار" على "قائمة في حب مصر"، لكن في ضوء تصاعد الصراع، قام ساويرس بتمويل قائمة "التحالف الجمهوري" بالقاهرة التي يقودها وكيل جهاز المخابرات والمرشح الرئاسي السابق، حسام خير الله، ونائب رئيس المحكمة الدستورية العليا سابقاً تهاني الجبالي، في مواجهة قائمة سيف اليزل، في محاولة لمنع فوزها في القاهرة، وشرق الدلتا.. ولفت مصدر مقرب من ساويرس، في تصريحات إعلامية، اليوم، أن الأسبوع الماضي شهد مشادة كلامية بين سيف اليزل وساويرس بأحد الفنادق بعد تصاعد الخلاف بينهما.
ولم يتوقف صراع الانتخابات على رجال الأعمال والجهات السيادية، بل انضمت إليه مختلف الأحزاب والقوائم الطامحة لتكوين كتلة قوية في البرلمان المقبل، إذ وقع خلاف عشية الانتخابات خلال اجتماع ضم سيف اليزل ورئيس حزب "مستقبل وطن" محمد بدران، والقائم بأعمال رئيس حزب "المصريين الأحرار" عصام خليل، حول تشكيل هيئة برلمانية تحت قبة البرلمان. ويسعى "المصريين الأحرار" إلى التنسيق مع عدد من المرشحين المستقلين خلال المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية لتشكيل تحالف تحت قبة البرلمان.
ووصل الصراع إلى حدّ اتهام "قائمة في حب مصر" حزب "المصريين الأحرار" بأنه يضم شخصيات خطيرة على أمن مصر وأمنها القومي، وأن هناك عدداً كبيراً من الفائزين يعدون من فلول الحزب الوطني ورجال أعمال نجحوا باستغلال نفوذ المال، وهو ما رفض "الأحرار" الرد عليه.
في المقابل، رأت بعض الأحزاب أن التنسيق والاندماج مع قائمة "في حب مصر"، مسألة ضرورية لأنها الأقرب من حيث الإيديولوجية والتوجه السياسي. ومن بين تلك الأحزاب التي أعلنت ذلك "حزب الوفد" و"المؤتمر" و"حماة الوطن"، والتي أعلنت عن انضمام نوابها الذين فازوا خلال المرحلة الأولى، أو المنتظر فوزهم خلال المرحلة الثانية إلى قائمة "في حب مصر" لكونها الأقوى من أجل تشكيل غالبية بالبرلمان تحقق مصالحها.
فيما يسعى مقربون من السيسي لإنهاء الخلافات داخل قبة البرلمان، خوفاً من حدوث فوضى تؤثر على سير المجلس، بدعم رسمي لقائمة "في حب مصر" لتكون صاحبة الغالبية داخل البرلمان المقبل، لتشكل الحكومة وتختار رئيس البرلمان وتسيطر على كل رؤساء اللجان.
المصدر
- تقرير: "انتخابات الدم".. مصالح الكبار أولاً.. والشعب يدفع الثمن! موقع بوابة الحرية والعدالة