"الباز": سجدنا لله في الهزيمة فنصرَنا
[25-09-2004]
مقدمة

- التقرب إلى الله والالتزام في العبادة والتدريب أهم العوامل للفوز
- أبدأ يومي بصلاة الفجر في جماعة، ثم تمرينات اللياقة، وأختم القرآن شهريًّا
- الجيران لم يعرفوا أنني ألعب الملاكمة إلا من الأوليمبياد!!
"اتفقنا كملاكمين على أن نسجد لله تعالى على حلبة الملاكمة، سواء فزنا أم خسرنا؛ شكرًا لله على الأداء، فنصرَنا الله تعالى على أبطال العالم.. أهم العوامل للفوز على الإطلاق القرب من الله قدر الاستطاعة والالتزام، سواء في العبادة أو مواعيد التدريب.. أنا من أسعد الناس؛ لأن الله رزقني بزوجة صالحة نقيم معًا شرع الله.. من الجيران من لم يكن يعرف أنني ألعب الملاكمة إلا من أوليمبياد أثينا 2004م، فأصبحوا ينادونني بالبطل، وعلَّقوا لي الزينات عقب الفوز".
هذا ما يؤكده- في حواره مع (إخوان أون لاين)- الملاكم المصري محمد الباز، صاحب أول الفتوحات اليونانية في أوليمبياد أثينا، باقتناصه ميداليةً برونزيةً لوزن 91 كيلو جرامًا، ليكسر بها حالة الصيام التي عاشتها الرياضة المصرية لمدة 20 عامًا عن الفوز بميدالية، منذ أن حصل لاعب الجودو المصري محمد رشوان على ميدالية فضية في أوليمبياد لوس أنجلوس عام 1984م.
نص الحوار
- بدايةً نريد أن نعرف كيف سجلت انتصاراتك؟
- بدأت لعبة الملاكمة منذ عام 1985م في مركز شباب البساتين، ولعبت في العديد من بطولات الجمهورية، وانتقلت بعدها إلى نادي السكة الحديد، ثم المنتخب عام 93، وحصلت عامها على بطولة العالم العسكرية، وفي عام 94 حصلت على برونزية العالم، ثم ذهبية العرب94 و95 بمصر، وبرونزية الدورة العربية في97 ببيروت، ثم فضية في أوكرانيا، وبرونزية في روسيا، كما حصلت على فضية دورة الألعاب الإفريقية بأبوجا، ثم برونزية البطولة الإفروآسيوية 2003م، ومسك الختام برونزية أثينا 2004م.
الإنجاز وأثينا
- كيف حققت إنجازك في أثينا؟
- لم يكن يوم 22 أغسطس الماضي يومًا عاديًّا في حياتي، عندما حصلت على الميدالية، وسر سعادتي ليس مجرد الحصول عليها، ولكن لأنها فتحت الباب لإحراز أربع ميداليات أخرى بعد غياب20 عامًا إلا أنني لا أخفي حزني على ضياع الذهبية أو الفضية التي كنت أقرب لها، لكن الإصابة منعتني، والحمد لله على كل حال.
- وماذا عن لحظة سجودك لله أمام العالم الذي يشاهدك بعد كل مباراة لعبتَها، هل كانت عفويةً منك؟!
- السجود ليس جديدًا علينا، طول عمرنا نسجد لله كلاعبين بعد فوزنا، ولكن في دورة أثينا بالذات اتفقنا- بعثة الملاكمة- على أن نسجد لله على حلبة الملاكمة أمام العلم، سواء فُزنا أو خسرنا؛ شكرًا لله على الأداء، بدليل أن الثلاثة الذين خسروا منا خسروا بشرفٍ، وبفارق ضئيل عن أبطال العالم.. ونحن نريد أن نقول للعالم- من خلال هذه السجدة-: "يا ناس ياللي بتقولوا علينا إرهابيين أدينا مسلمين وبنفوز عليكم في الرياضة"، وبالتالي لم تكن لحظة السجود عفويةً، بل كانت مقصودةً ولها هدف.
- ماذا لو وقع لاعبٌ صهيوني في قرعتك.. هل ستنسحب؟!
- على الإطلاق.. بل على العكس سأصرُّ على ملاكمته؛ لأشفي غليلي، وأذكر واقعةً حدثت لي منذ شهرين ونصف الشهر قبل انطلاق أثينا في البطولة العربية في الأردن، وقعتُ مع لاعب فلسطيني يحمل جنسية إسرائيلية فغلى الدم في عروقي، لدرجة أني كنت أضربه ضرباتٍ قويةً، فإذا ما أوشك على الوقوع كنت أتراجع حتى يقف مرةً أخرى، ثم أضربه مجموعةً أخرى قوية ثانية وثالثة، ومن الطريف أن الحكَم كان فلسطينيًّا فأنهى المباراة لصالحي لعدم التكافؤ.
مُعينات على التفوق

- بعد أثينا.. هل حدث تغيرٌ في علاقاتك مع أسرتك وأصحابك وجيرانك؟
- ستندهش حينما أقول لك إن من الجيران من لم يكن يعرف أنني ألعب ملاكمةً حتى أثناء أثينا، ولم يعرفوا إلا من خلال التليفزيون، لكن بعد ذلك صاروا ينادونني بالبطل، وعلَّقوا لي الزينات.. أما مع أسرتي فلا تغيير، فهم معي طوال مشوار حياتي، خاصةً أن الله رزقني بزوجةٍ صالحة أعانتني كثيرًا.
- بمناسبة المعينات على التفوق.. هل تذكر لنا أهمها؟
- أهمها على الإطلاق القرب من الله قدر الاستطاعة، والالتزام سواء في العبادة أو مواعيد التدريب، وبالتالي ستجد نفسك سعيدًا في بيتك، فأنا قبل الميدالية كنت من أسعد الناس؛ لأن الله رزقني بزوجة صالحة، كما ذكرت لك نقيم معًا شرع الله في البيت ونسير على منهجه.
- إذن ما برنامجك اليومي؟
- أصلي الفجر في جماعة وأحيانًا في المنزل، ثم أتناول الفطور، ثم تمرينات اللياقة في الثامنة صباحًا، وتمرينات فنية ليلاً.. كما أني أختم القرآن الكريم شهريًّا، لكني كنت مقصرًا في الفترة الأخيرة، وأحرص على قراءة كتب الفقه على المذاهب الأربعة وفقه السنة، التي لا بد من توافرها في كل بيت مسلم، وأيضًا كتاب البداية والنهاية.
- هل تستمع إلى شرائط خطب أو دروس إسلامية؟
- الذي لا يعرفه أحد أنني كان لديَّ مكتبة إسلامية، قمت بتكوينها خلال الفترة 98 وحتى 2001م، عندما وجدت دخل الملاكمة بسيطًا جدًّا؛ وابتعدتُّ خلالها عن الرياضة تمامًا، سواء الملاكمة المحلية أو الدولية، ولكن طالبني المدرب قناوي صالح بالرجوع بعد أن فكَّرت في الاعتزال، وبحمد الله عُدت وحقَّقت كل الإنجازات السابقة، وبالنسبة للشرائط كنا نأخذ معنا في البطولات شرائط الشيوخ: وجدي غنيم، وعمرو خالد، ومحمد حسين يعقوب.. والحمد لله الكمبيوتر عندي في البيت عليه إسلاميات.
روشتة وطموحات
- هل نعتبر ما ذكرته روشتة لصُنع نجم ناشئ؟
- المهم- كما قلت- القرب من الله، ولكن ليس معنى ذلك التواكل، فأنا- على سبيل المثال- ظللت بعيدًا عن أسرتي نحو 4 سنوات في معسكرات وبطولات، وكان أصعب موقف على نفسي عندما رزقني الله بـ"نور الدين" يوم (2/7) الماضي وسافرت بعدها بيوم (3/7) إلى أثينا؛ مما يعني أن النجاح لم يأتِ من فراغ.
- أخيرًا.. ما طموحاتك بعد حصولك على برونزية أثينا؟
- الميدالية جعلتني أفكر في المستقبل بشكل آخر، خاصةً بعد قرار المهندس إبراهيم محلب- رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب- بأن أتولى الإشراف على مدرسة ملاكمة، وكان ذلك حلم حياتي.. وأمامي الآن بطولة الفرانكفون، المقرر إقامتها في إفريقيا العام المقبل، وكذلك بطولة البحر الأبيض المتوسط أيضًا في العام المقبل، وأعدكم بالاستمرار في تحقيق الإنجازات التي في الحقيقة لم أكن أتوقعها، ولكني أعمل ما أستطيع وأترك النتيجة لله سبحانه وتعالى.
المصدر
- حوار: "الباز": سجدنا لله في الهزيمة فنصرَنا موقع اخوان اون لاين