"إحنا بتوع 30 يونيو".. رب صفعة خير من ألف ميعاد!

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
"إحنا بتوع 30 يونيو".. رب صفعة خير من ألف ميعاد!


جانب من وقفة أصحاب المعاشات.jpg

(27/04/2016)

كتب: أسامة حمدان

مقدمة

أفاق البدري فرغلي، رئيس اتحاد أصحاب المعاشات المؤيد لجنرالات 30 يونيو، على صفعة الباشا الضابط، احمر وجهه خجلا وندماً وشن هجومًا حادًا على الرفاق في وزارة الداخلية، وبصوت متهدج يقطر بالحسرة ذكرهم بالعشرة التي لا تهون إلا على ابن الحرام، وبالانقلاب والدم!

إحنا اللي جبنا السيسي!

صفعة الباشا يوم الثلاثاء، لم تستثنِ أحداً في مسيرة عجائز الانقلاب الاحتجاجية، على إهمال الجنرال السيسي لأصحاب المعاشات، وذلك بميدان طلعت حرب، ومن وهج الصفعة قال فرغلي، إنهم بالرغم من حصولهم على تصريح بالتظاهر من قِبل وزارة الداخلية، إلا أن قوات الأمن فضت المسيرة بالقوة، لافتًا إلى أن المسيرة كن بها (600) شخصًا فقط!

أضاف رئيس اتحاد المعاشات:

" لما الظابط اعتدى عليا أنا قولتله إحنا بتوع 30 يونيو، إحنا اللي جبنا الرئيس والدستور والبرلمان، إحنا السبب في أنك تقف تزعقلي، وتزغدني"، ولم تسعف الذاكرة فرغلي بأن الانقلاب الذي دعمه وأيده هو من فتح الطريق لـ "بطرس غالي" الذي سرق فلوس المعاشات وهرب.

صفعة "فرغلي" كانت لحظة تعري إباحية بامتياز للحكم العسكري غير المستتر بأي ورقة من أوراق الديمقراطية، وهو يتخلص من رفاق 30 يونيو، بعد أن ارتكب المجازر وأشركهم في فاتورة الدماء، التي سالت والتي أبى العسكر أن يحملوها وحدهم، يعتبر مرحلة مختلفة عن كل سابقيها عدا حقبة الستينات والقضاء على الديمقراطية في 1954 ،وهي الحقبة التي لم يمر بها عموم الشباب وجيل الوسط، وإنما مر بها تحديدًا الأحزاب والحركات السياسية التقليدية، من اليسار واليمين وفقط شيوخ هذه الحركات.

تاريخ إجرام العسكر

الخلفيات الأيديولوجية لكل فريق سياسي الأن بعد انقلاب 30 يونيو، هي الحاكمة لكل التصورات والتحركات، التي تلت 25 يناير 2011، فكان الاصطفاف العلماني واضحًا من جهة، بينما كان الاصطفاف الإسلامي واضحًا من الجهة الأخرى، طوال فترة ما قبل الانتخابات الرئاسية في 2012 ، التي جاءت بالرئيس المدني المنتخب محمد مرسي.

وحاولت بعض القوى أن تقوي شوكتها بالتعامل مع المجلس العسكري، وكأنه طرف بغير ذي مصلحة وأنه طرف محايد، يجب أن يتم استمالته لجانبها، وقد كان هذا دليلاً على قصر وعدم فهم سواء بحسن نية أو بسوئها، للمجلس العسكري وطموحاته ووضعه داخل الدولة المصرية، وكذلك علاقته الوثيقة بالثورة المضادة وارتباطه بالنظام العالمي بعد اتفاقية كامب ديفيد.

وبعد انتخابات الرئاسة وإعلان فوز الدكتور محمد مرسي، كان الطبيعي أن يكون الاصطفاف بين معسكر الثورة الممثلة في إفرازها الأول، وهو الانتخابات الرئاسية، وبين الثورة المضادة التي بدورها خسرت الانتخابات، التي شاركت فيها بمرشح رئاسي وهو أحمد شفيق.

مواجهة العدو المشترك

الاصطفاف الأيديولوجي هو الحاكم الآن، ويلعب العسكر على هذا الاصطفاف في صورته التقليدية، دون السماح بحدوث أي تطور فكري لدي الأطراف المتنازعة على الثورة، وهو ما يؤدي إلى التشتت في مواجهة الانقلاب العدو المشترك للثورة، هذه الحالة الساذجة قد سمحت للثورة المضادة بجناحها العسكري ان تتصدر المشهد.

استغل العسكر بعد انتخابات 2012 وفوز الرئيس محمد مرسي، مراحل كان واضحًا فيها كيف أن الكراهية والاستعداء بين رفاق ميدان التحرير، حتى ولو على حساب مصلحة الثورة، كانت هي السائدة كما حدث في التعديل الدستوري، الذي أقره دكتور مرسي لمواجهة المحكمة الدستورية العليا، وكذلك إقالة نائب عام نظام مبارك، وهو ما حاربته بشدة القوى المخالفة للتيار الإسلامي ،رغم يقينها أن هذه الإجراءات ضرورية!

وعي جديد

وبرأي محللين سياسيين بعد "صفعة فرغلي" من الخطأ أن تظل نفس الرؤى السابقة، فالواضح جليًا أن الوعي بأبعاد الانقلاب قد اختلف بشكل كبير لدي الجميع، وأن هناك أبعاد صارت واضحة متمثلة في :

  1. دور وتحالف طبقة رجال الأعمال مع الثورة المضادة.
  2. دور المجلس العسكري وطموحه الاقتصادي في السيطرة على كل مؤسسات الدولة.
  3. كامب ديفيد وعلاقتها بتغيير العقيدة القتالية للجيش المصري.
  4. التحول لضرب المقاومة والصداقة مع الكيان الصهيوني.
  5. وحدة الثورة المضادة في مختلف الأقطار العربية.
  6. قضية العدالة الاجتماعية ودورها في إشعال الثورة.
  7. القمع العام لأي صوت يحاول أن يغرد بما لا يقبل به الرقيب العسكري.
  8. التغريب والتضييق الديني.

هذا الوعي الجديد الذي تشكل بعد الانقلاب العسكري، ربما بدأت ملامحه تظهر واضحة لدى أغلب الشباب، ولكن لا يمكن أن ننسى أن أبناء الحركة الإسلامية الرافضة للانقلاب العسكري تحديدًا، هم من وقفوا بشكل أساسي في مواجهة واضحة مع منظومة (العسكر - الثورة المضادة) بعد الانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013، فكان من الطبيعي أن يكونوا هم الأكثر تطورًا.

أيديولوجية ثورية للجميع!

وبرأي مراقبين رب ضارة نافعة حيث أفرز الانقلاب، جيلا جديدا بأيديولوجية إسلامية واعية، مدركة لمشاكل مجتمعه وأبعاد الصراع بصورته العالمية، لامس بشكل واضح النقاط السابقة دون أن يتنازل عن ثوابته المتمثلة في الشريعة، ولكن صارت أكثر عمقًا في فهم مقاصد الشريعة، والقيم التي يجب أن تمثلها ، كنقيض لكل ما مثله طغيان الحضارة المادية.

هذا التطور الفكري وهذا الوعي صار واضحًا في شعارات مسيراته ومقاومته للانقلاب، بمختلف الصور السلمية وغيرها، وحتى هذه اللحظة لازالت الأطراف غير الإسلامية غير محايدة، تنظر لعموم الإسلاميين على أنهم حفنة من الإرهابيين لا يدركون سوى القتل! هناك حاجة ملحة أن يحدث تطور أيضًا لدى الشباب غير المنتمي للحركة الإسلامية، ولكنه يقف في خانة التضاد مع العسكر، ليدرك أبعاد الصراع مع المنظومة الحالية، والتي هي نقاط اتفاق مع شباب الإسلاميين.

إن المطلوب الآن الاتفاق على أيديولوجية ثورية جامعة، في مواجهة الثورة المضادة، هدفها واضح (العدالة الاجتماعية في مواجهة الرأسمالية - الاستقلال في مواجهة التبعية - الحرية في مواجهة القمع - الهوية في مواجهة التغريب – الشرعية في مواجهة الانقلاب).

المصدر