“الإخوان” في مسيرة الدفاع عن القدس.. جهاد يقابله جحود
كتب: سيد توكل
مقدمة
"أين الإخوان وأنصار بيت المقدس من أزمة القدس؟"، جملة رددها أحمد قذاف الدم، قريب العقيد القتيل معمر القذافي، محاولا بها خلط الأوراق وبدلا من توجيه اللوم إلى الخونة المتواطئين على بيع القدس للصهاينة، بموجب اتفاق القرن واولهم السفيه السيسي، راح قذاف الدم الداعم لانقلاب "حفتر" يكيل الاتهامات للاخوان المعتقلين في سجون السيسي بأمر تل أبيب، وذلك من على منصة برنامج "على مسئوليتي" الذي يقدمه الإعلامي الأمنجي أحمد موسى، ويكتب سكريبت الحلقة اللواء عباس كامل، مدير مكتب السفيه السيسي.
في غضون ذلك أكد مرشد جماعة الإخوان المسلمين محمد بديع أن أعضاء الجماعة معتقلون حتى يمكن تمرير "صفقة القرن"، في إشارة لخطة تعدها واشنطن وينفذها السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، لتسوية نهائية للقضية الفلسطينية بما يتوافق مع مصالح كيان الاحتلال الصهيوني.
وفيما يردد بغبغاء اليوم السابع الصحفي دنداروي الهواري عبارة " يسألون عن جيشنا..ونسألهم: أين حماس وداعش والإخوان من تحرير القدس؟!"، يرد الكاتب والمحلل السياسي وائل قنديل، بالقول :"عمّت الأفراح عواصم ما كان يعرف باسم "محور الاعتدال العربي" الذي تطور وتحوّر فيما بعد، وصار يعرف بعرب اعتدال، أو عرب إيفانكا، أو بعبارة واحدة ..عرب إسرائيل".
الانقلاب والصفقة!
وقال بديع السبت الماضي مخاطبا قضاة الانقلاب في جلسة عقدتها محكمة جنايات القاهرة للنظر في قضية فض اعتصام ميدان رابعة عقب الانقلاب العسكري في 2013، "فلسطين قضيتنا الأبدية.. وقضية الأمة العربية والإسلامية.. نحن محبوسون لإتمام البعض صفقة القرن".
ووصف هذه الصفقة -التي كان السفيه السيسي أشار إليها في وقت سابق من هذا العام- بأنها خطيرة وكارثة، وأشار إلى قرار ترمب اعتبار القدس المحتلة عاصمة لـ"إسرائيل"، قائلا إن كل شيء يهون من أجل فلسطين والقدس والمسجد الأقصى، وإن الأمة الإسلامية لن تقوم لها قائمة حتى تنصر فلسطين.
ورد بديع على اتهام القاضي له بالتحريض بدعوى الدفاع عن فلسطين بأن طالبه بإخراج المعتقلين من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين حتى يقاتلوا من أجل فلسطين، وأكد أنه لا تعنيه الأحكام التي ستصدرها المحكمة ضده وضد مئات آخرين يحاكمون معه في قضية اعتصام رابعة وغيرها من القضايا.
وعد بلفور الثاني!
يقول الكاتب والمحلل السياسي " وائل قنديل" :
- "لا يقل الدور الرسمي العربي في إعلان الاعتراف الأميركي بالقدس، عاصمة للاحتلال الصهيوني، عن دور ترامب، بل ربما يسبقه، بالنظر إلى أن وزير خارجية مصر، أكبر دولة عربية، وصاحبة الحروب الثلاث ضد إسرائيل، سبق الرئيس الأميركي الوقح في الاعتراف، بشكل عملي، بالقدس عاصمة للصهاينة، حين هرول إلى منزل رئيس حكومة الكيان الصهيوني، في القدس المحتلة، ليتناول العشاء، ويقضي السهرة مع نتنياهو وزوجته، متفرّجاً على نهائي كأس أمم أوروبا في صيف العام الماضي".
موضحاً:
- "كانت فضيحة التخلي عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، تنفيذاً للرغبة الإسرائيلية، هي الدرس الافتتاحي الأول في تهيئة المجتمع المصري للتعاطي الإيجابي مع مبدأ عدم قدسية الأرض، وتدريب الأذن وتجهيز المزاج لفكرة التنازل عن التراب الوطني، إذا اقتضت "المصلحة العليا" التي هي بالضرورة مصلحة أصحاب المقام السامي، رؤساء وملوكاً، ومن ثم لا غضاضة في تبادلها، بالبيع والإهداء والعوض، وصولا إلى اللحظة القدس".
وفي عام 2013 – قبل الانقلاب- قال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع، لممثلي تجمع الهيئات والمنظمات العاملة للقدس "إن مدينة القدس هي أساس الدفاع عن كل أراض المسلمين في بقاع الأرض وسيظل الإخوان المسلمين يعملون لتحريرها".
القدس قضية الأمة
وأضاف بديع، خلال كلمة له أمام "ملتقى العاملين للقدس" الذي عقد في 6/4/2013 بالقاهرة:
- " إن فلسطين هي القضية الأولى لكل أحرار العالم والأمة الاسلامية هي المؤتمنة على البشرية ومقدساتها ونحن مأمورون بحماية دور العبادة لجميع الأمم". وتابع "إن نصرتم إخوانكم في فلسطين ..نصركم الله في قضاياكم الأخرى لأن تلك القضايا فروع لقضية فلسطين".
ويقول المُستشار عبد اللهِ بن سليمان العقيل :
- "إنَّ تدخُّل الإخوان المسلمين في حرب فلسطين عام 1948م، لا يُعتَبَر استثناءً من مبادئ الإخوان؛ حيث إنَّ الجماعة منذ تأسيسها في العام 1928م، وقد وضعَتْ في برنامجها مُهمَّة الدِّفاع عن القضايا الإسلاميَّة في مختلف أنحاء العالم، وفي القلب منها قضيَّة فلسطين".
ويضيف:
- " إنَّ الإخوان المسلمين هُم أوَّل من تنبَّه لخطر اليهود؛ لأنَّهم يعرفون الدَّور الذي قام به اليهود ضد الخلافة الإسلاميَّة، ومساومتهم للسُّلطان عبد الحميد الثَّاني على فلسطين، والذي أبى أنْ يفرِّط في أيِّ جزءٍ من فلسطين، وبعدها دبَّر يهود الدَّونمة، مؤامرتهم لإسقاط الخلافة الإسلاميَّة في تركيا بالتَّعاون مع الدِّول الصَّليبيَّة، ومن خلال جمعياتهم الماسونيَّة المنتشرة حول العالم".
المصدر
- تقرير: “الإخوان” في مسيرة الدفاع عن القدس.. جهاد يقابله جحود بوابة الحرية والعدالة