يا ليتني كنت إخوان .. بقلم مؤمن الدش
نعيش الآن تلك الأيام الخداعات التى بشر بها رسولنا الكريم وقال عنها يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق وينطق فيها الرويبضة قالوا وماالرويبضة يارسول الله قال الرجل التافه وما أكثر الرويبضة من حولنا هذه الأيام .
إذا كنت أحد الواقفين على شط الإخوان فى تلك الحقبة العصيبة والمرحلة الفارقة من تاريخ مصر ولايزال الأمر ملتبسا عليك بفعل تلاعب المتلاعبين بعقلك وسموم إعلام سحرة فرعون يصبونها فى أذنيك صبا فيصيبون جهازك الحسى بالإرتباك والتردد فتقدم قدما وتأخر أخرى ولم تصل إلى مرحلة اليقين بصحة موقفك إذا كنت من هؤلاء فابعث ببصرك إلى الجانب الآخر من نهر الإنقلاب .
وتفحص تلك الوجوه الواقفة هناك وإن لم تخونك ذاكرتك فستتذكر على الفور إن تلك الوحوه هى نفس الوجوه التى بالأمس القريب ثورنا عليها بعضهم عاد إلينا من الأبواب الخلفية وبعضهم عاد من سلم الخدامين ... وقتها ستحدد موقفك على الفور ولن يلتبس عليك الأمر مرة أخرى
أما إذا كنت ممن أدمنوا السير جنب الحيطان ولايعنيهم الأمر فى شئ فهذا حقك لكن إياك أن نسمع صوتك غدا وأنت تتضور جوعا أنت ومن معك .
أينما تولى وجهك فثم وجه إخوانى يقف إلى جوارك فى المحن وأينما ذهبت عيونك فهناك وجه إخوانى بشوش يبتسم فى وجهك عند لقاءه فى أى مكان سواء كنت تعرفه أو لاتعرفه ...
وأينما ساقتك قدماك فستجد إخوانى يذلل لك أى عقبة قد تعوقك عن الوصول لهدفك أو قضاء حاجتك دون أن ينتظر منك جزاءا ولاشكورا ...
وإذا كنت قادما من أحد الأسواق مثلا محملا ببعض الأكياس الثقيلة لزوم إحتياجات أسرتك وكنت تسير فى أحد الشوارع المزدحمة فانفلتت منك تلك الأكياس بحيث لم تستطع السيطرة عليها وتبعثرت أشياءك فستجد إخوانى ينسل من وسط تلك الجموع وكأنه خرج من تحت الأرض ليعرض عليك خدماته ويساعدك فى جمع متعلقاتك ...
ولو أنك كنت تصطحب والدتك المسنة مثلا لقضاء حاجة ما وأعيتك الطرق وزحام المواصلات وظهر الأجهاد على وجه الوالدة فركنت بها إلى جانب الطريق فستجد إخوانى يقف إلى جوارك فجأة بسيارته كى يوصلك ووالدتك إلى حيث تشاء أو تجد إخوانى آخر يسرع إليك حاملا كرسيا كى تجلس عليه والدتك إذا كنت مارا أمام محله أو شركته ....
هم أناس يحبون فعل الخير كحبهم للحياة وقد يكون أكثر ...... الإخوان تواضع جم ... رباطة جأش ... مثابرة ... صبر على المكاره بلا حد أقصى .
الإخوان روح مصر فهل يستطع الجسد العيش بغير الروح .
الإخوان هم العمود الفقرى لجسد الوطن ولو كره الحاقدون وإعترض الفاشلون وإندهش الجاهلون وتعجب المنحرفون الفاسدون وتندر الراسبون فى كل الإختبارات الشعبية .
الإخوان جماعة سيتوقف التاريخ عندها طويلا ويحار المؤرخون ماذا يكتبون عنها هل يكتبون عن مؤسسها الشيخ حسن البنا الذى كان سببا فى إغلاق بيوت البغاء فى مصر والتى كانت مرخصة من قبل الحكومة المصرية آنذاك أم يكتبون عن مهدى عاكف أحد الفدائيين المصريين ضد الإنجليز أم يكتبون عن كتيبة الإخوان التى حررت عبد الناصر .
ومن معه من الأسر فى الفالوجة أم يكتبون عن خيرت الشاطر ذلك الملياردير الذى يمتلك مايعادل ميزانية مصر هذا إذا كان لمصر ميزانية لازالت باقية حتى الآن ومع هذا سخر أمواله ومايملك هو وكثيرون من رجال الأعمال الإخوان فى سبيل الله والوطن ..
أم يكتبون عن مرشدها الحالى الذى قالت عنه زينب الغزالى إحدى رائدات الإخوان أنها أثناء إعتقالها جاءوا بمجموعة من الشباب وأذاقوهم كل صنوف العذاب كى يجبروهم على سبها والبصق على وجهها ففعل الجميع ماعدا شخص واحد رفض رفضا قاطعا فعل ذلك رغم مالاقاه من تعذيب ذلك الشاب يدعى محمد بديع حسب ماجاء فى مذكراتها ...
أم يكتبون عن نساء الإخوان وشباب الإخوان وبنات الإخوان وحتى أطفال الإخوان ...... ياليتنى كنت إخوان .
يسقط .... يسقط ... حكم العسكر
المصدر
- مقال:يا ليتني كنت إخوان .. بقلم مؤمن الدش موقع: إخوان الدقهلية
