ولهذا يجب أن تبقى

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
ولهذا يجب أن تبقى


(الاحد, 6 مارس 2016)

بقلم : ماجدة شحاتة

إن قوة الإسلام إنما تنبثق من قوة الرابطة التي تجمع أهله .

عرف ذلك عدو الإسلام فعمل على تفريق وتشتيت وتمزيق ، فأسقطت الخلافة في مؤامرة محكمة ومدبرة ، فانفصمت آخر عرى تربط الأمة كوحدة في مواجهة الأخطار .

جاءت جماعة الإخوان كحاجة وضرورة ملحة وكبديل يعكس فهم وبعد نظر واستقراء الإ مام البنا ؛ ليحفظ كيان الأمة ولايخضع لحكومات أو سياسات عميلة .

كان على القوى المتصهينة أن توجد البديل الآمن قطعا للطريق على محاولة بعث أو إحياء للخلافة أو رابطة مثيلة في أهدافها وغاياتها .

نجح المحتل بالأصالة في ترويج نظمه العميلة والتغطية على ضياع الخلافة بتصنيع جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وكلها طبقا لمواصفات الخدمة على تكريس الاحتلال بالأصالة أو الوكالة نحو مزيد من التفكيك وتقطيع الأواصر بين الأمة الواحدة .

أثبتت الوقائع والأحداث أن جماعة الإخوان كبناء جامع هو بمواصفات نوعية فهما ووعيا وعملا للإسلام واستعادة مجده ، وبعث لحلم الخلافة في ملايين المسلمين على طول الأرض وعرصها .

تحققت في جماعة الإخوان مقومات الوحدة التي يمكنها حال تمكنت أن تشكل قوة قادرة على تجميع وتوحيد بلا كثير عناء ؛ فقد امتدت في أكثر من سبعين دولة ، وحققت ثقة وحضورا كان جديرا بالتفاف كل المسلمين حولها دعما وتمكينا .

كان ولابد بعد الثورات وتصدر الجماعة المشهد أن تعاق حركتها وتشل مسيرتها بكل الطرق ؛ حتى تسقط أمام الشعوب عن عمد وسبق إصرار وترصد .

جاءت الاتهامات للجماعة في عدوى محمومة شارك فيها الجميع حتى أبناء الجماعة لم يقصروا !!!!

وتحت لافتة "النصيحة" ومشجب

" النقد " تم تشريح الجماعة تشهيرا وتشويها وتحريضا وتعريضا ؛ ورميت الجماعة بكل السهام مغرضة ومحبة عن قوس واحدة ، دون هوادة ولا كلل .

لم تكن النصيحة أو النقد إلا حقا روج أباطيل حول الجماعة ، وكانت جسرا عبرت عليه قوى تتربص وتترصد ، ترقب في هدوء معركة تقطيع وتمزيق أوصال الجماعة ، لتكون أثرا بعد عين ، أو أن يتداعى البنيان ليسفر عن آخر ليس كما يحلم البعض - في ظل نفس معطيات الاستهداف العالمي للأمة بحرب وتركيع - لن يكون سوى مسخ مشوه ، أو وجود صوري لجماعة كان لها تاريخ !!

حالم من يتصور أن بتفكيك أو هدم الجماعة يمكن توليد كيان أعلى جودة فإنهاء جماعة الإخوان -كآخر حصن تتحصن به الأمة في مواجهة عدوها - هدف لايقل خطرا عن إنهاء دولة الخلافة رغم علاتها .

إن إعادة تكوين وتشكيل كيان يضرب بجذوره في النفوس والعقول ثم يتمدد على مساحات شاسعة من الجغرافيا راسخا رسوخ الجبال ، هو عمل يستغرق عقودا ليمكنه أن يشق طريقه وسط الأعاصير .

ومن ثم يتحقق للعدو تبطئ حركة النهوض وتأخيرها ، والتمدد أكثر في جغرافيا الأمة فسادا واستبدادا .

إن حماية كيان الإخوان بمقوماته من التوهين أو التفكيك يصبح ضرورة وفريضة حين يكون هو حائط الصد دون مزيد من انتكاس الأمة وارتكاسها في مستنقع التبعية .

آن لكل من لا يرى أبعاد الحملة ضد الإخوان أن يفيق خاصة في ظل تداعي شراذم الأرض وشذاذ آفاقها على الأمة ؛ ليدرك أن واجب الوقت ليس الرمي بسهم التشكيك والتشويه في أطر ناعمة، ولكنه الإبقاء على الجماعة على ما فيها من أخطاء وعلل ؛ لأنه لا بديل له إلا التفكك والتشظي والتشرذم .

وما واقع الأمة ببعيد بعد إسقاط الخلافة والذي ارتبط بتشويه حتى كاد أن يكون مطلب أمة .

المصدر