وقف صرف تموين "أغسطس".. هل يكون بداية لإلغاء الدعم نهائيًا؟
(02/08/2015)
كتب: عبد الله سلامة
"هل يشكل وقف صرف تموين شهر أغسطس خطوة أولى لإلغاء التموين نهائيا؟".. سؤال طرح نفسه بقوة في الشارع المصري في أعقاب إعلان وزارة التموين في حكومة الانقلاب وقف صرف تموين شهر أغسطس 2015 عن المواطنين؛ بذريعة استكمال بيانات البطاقات الذكية عن طريق الموقع الإلكتروني الخاص بدعم مصر
بالإضافة لتسليم الأوراق المطلوبة لإضافة المواليد الجدد عن طريق بقالي التموين، وأثار القرار تساؤلات حول أسباب وقف التموين ولماذا لا يتم صرفه وإعطاء مهلة للمواطنين للتسجيل واستكمال أوراقهم، وهل يمكن أن يكون القرار تمهيدا لإلغاء التموين نهائيا؟.
سياسة المسؤولين في وزارة التموين في تطفيش المواطنين لم تقتصر فقط على صرف السلع التموينية، بل تعدته إلى رغيف الخبز، والتي تسببت سياستها بتهديد 44 ألف مخبز على مستوى الجمهورية، مطلع أغسطس الجاري، بوقف التعامل مع وزارة التموين والمواطنين بالبطاقات التموينية أثناء صرف الخبز المدعم وبيعه بالسعر الحر 35 قرشا، بسبب زيادة التكلفة الإنتاجية، بالإضافة لتأخر صرف المستحقات المالية البالغة مليار جنيه، وتعطل ماكينات الصرف.
وقال عبد الله غراب، رئيس شعبة المخابز باتحاد الغرف التجارية:
- إن المخابز قد تلجأ إلى صرف الخبز للمواطنين بحوالى 35 قرشا، ومنع التعامل بالبطاقات التموينية في حالة رفض الوزير لهذه المطالب، مشيرا إلى أن التكلفة الإنتاجية في تزايد مستمر، والوزير كل ما يهمه الظهور يوميا في الإعلام للحديث عن نجاح المنظومة، مؤكدا أن المنظومة تم تطبيقها بطريقة عشوائية فأراحت المواطن وأتعبت أصحاب المخابز.
في حين أعلن عطية حماد، رئيس شعبة المخابز بالقاهرة، أن الشعبة بصدد عقد اجتماع عاجل منتصف الأسبوع الجاري، لبحث المطالب الخاصة بالمخابز والمشكلات التى تعرقل الصناعة في مصر، خاصة بعد تجاهل وزير التموين الانقلابى الدكتور خالد حنفي لمطالبهم، مشيرا إلى أن أصحاب المخابز على مستوى الجمهورية يهددون بالتوقف التام عن إنتاج الخبز منذ انتهاء شهر رمضان؛ بسبب تأخر وزير التموين في دفع المستحقات المالية المتأخرة الناتجة عن فارق إنتاج الرغيف.
وأوضح أن تأخر المستحقات المالية يؤدى لعجز أصحاب المخابز عن دفع أجر العمال الموجودين في "الفرن"، مؤكدا أن التكلفة الخاصة بصناعة الرغيف في الفترة الحالية أصبحت تزيد عن الـ40 قرشا، متهما الوزير بخداع أصحاب المخابز؛ لأنه وعدهم بإعادة النظر في التكلفة العامة لرغيف الخبز كل 3 أشهر، وهو ما لم يحدث على مدار 15 شهرا، مشيرا إلى أن التكلفة في تزايد مستمر، فبعض المخابز أخذت إجازة لحين النظر في التكلفة الحقيقية لرغيف الخبز.
خداع وزير تموين العسكر امتد إلى أنواع السلع التموينية المفترض صرفها لدى محال البقالة، ففي حين أعلن الوزير عن ضخ 20 ألف طن دواجن مجمدة داخل فروع المجمعات الاستهلاكية ومنافذ التوزيع الخاصة بالشركة القابضة بسعر 17 جنيها للكيلو الواحد، إلا أن المنافذ بالقاهرة والجيزة اختفت منها الدواجن المجمدة، فأصبحت غير موجودة إلا في تصريحات وزير التموين بالصحف وعلى شاشات التلفزيون.
وفشل المواطنون في صرف السلع التى أعلن عنها الوزير خلال الفترة الماضية، الخاصة بالدواجن المجمدة واللحوم السودانية التى تبدأ أسعارها من 45 إلى 55 جنيهًا، الأمر الذي آثار استياءهم، وقال مسؤول بالشركة القابضة للصناعات الغذائية، إن الدواجن المجمدة التى أعلن عنها الوزير عن طرحها خلال الفترة المقبلة لم يدخل منها سوى كميات قليلة للغاية لم تتجاوز الـ10% من المعلن عنه، ونفذت بمجرد دخولها بسبب ضآلة الكمية الواردة.
وأكد أن الكميات صغيرة جدا لا تكفي استهلاك يومين؛ حيث إن المجمعات لا يوجد بها الدواجن منذ أكثر من شهر، ونقوم يوميا بإرسال تقارير للشركة القابضة عن الوضع الحالي، ولكن "لا حياة لمن تنادى".
من جانبه قال ماجد نادى، المتحدث باسم بقالي التموين: إن الوزير وعدنا بضخ كميات من الدواجن واللحوم المجمدة للبقالين على مستوى الجمهورية، ولكنه لم ينفذ ذلك؛ بحجة أن البقالين والمنافذ التابعة لهم غير مجهزة بالثلاجات، برغم وجود ثلاجات قام البقالون بشرائها.
وطالب نادى وزير التموين بالحصول على حصة من الدواجن واللحوم المجمدة التي تعاقدت عليها الوزارة وتصل إلى 55 ألف طن لبيعها بأسعار مخفضة للمواطنين بالمجمعات الاستهلاكية بمشاركة 25 ألف بقال تموينى يمثلون أكبر شبكة توزيع على مستوى محافظات الجمهورية.
المصدر
- تقرير: وقف صرف تموين "أغسطس".. هل يكون بداية لإلغاء الدعم نهائيًا؟ موقع بوابة الحرية والعدالة