وائل قنديل يكتب : مصابو الثورة فى بورصة الجحيم

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
وائل قنديل يكتب : مصابو الثورة فى بورصة الجحيم


بتاريخ : الأحد 09 يونيو 2013

الاستاذ وائل قنديل

من كان يصدق أن ضحايا نظام مبارك من مصابى ثورة يلوحون بورقة التصالح مع المخلوع من أجل المال بعد ثلاثين شهرا من الجريمة؟

إننا أمام تراجيديا مقبضة فى مسيرة ثورة يناير، تكشف بوضوح أن هناك من نجح فى تلويث الجوهر الأخلاقى لثورة يناير، فصار ممكنا إغراء بعض المحسوبين على قوائم المصابين فيها بالمضاربة والسمسرة فى بورصة الغضب المتصاعد.

وحسب ما تناقلته الميديا عما جرى فى جلسة محاكمة مبارك أمس، فإن محسوبين على مصابى الثورة أصدروا بيانا عجيبا تضمن قائمة طويلة من المطالب وانتهى بعبارة يهددون فيها بأنه «إذا لم يتم تنفيذ هذه المطالب من قبل النظام الحالى سوف نتصالح مع الرئيس السابق من أجل المال».

إذن.. فالفيروس المبكر الذى وضع داخل «مصابى الثورة» تظهر آثاره الآن بوضوح، حيث جرت عمليات مدروسة ــ مبكرا جدا ــ لتهجين قوائم المصابين بأصناف لا تمتّ لهذه الثورة بصلة منذ أيام المجلس العسكرى، وقد بحّت الأصوات فى ذلك الوقت تطالب بتنقية قوائم مصابى الثورة مما ألحق بها من عناصر جرى استخدامها فى مناسبات عديدة ضد الثورة.

وفى ذلك تحمل مضابط مجلس الشعب المنعدم بقرار من المحكمة الدستورية واقعة شهيرة بين أحد النواب من جهة، وبين رئيس البرلمان فى ذلك الوقت سعد الكتاتنى، ووكيله أشرف ثابت، حين تحدث النائب عن تزوير فى قوائم المصابين بمعرفة جهات أمنية تم من خلاله إضافة أسماء لمن لا علاقة لهم بموضوع الثورة من الأصل، وهو الكلام الذى رفض وكيل المجلس الإقرار بإمكانية حدوثه، فما كان من النائب إلا أن عاد بكارنيه يحمل اسم أشرف ثابت وكيل مجلس الشعب باعتباره من مصابى الثورة.

والخطير أن اللعب بورقة مصابى الثورة لا يزال مستمرا حتى الآن فى إطار التحضير للرحلة إلى الجحيم المعلنة فى نهاية يونيو الجارى، الأمر الذى يضعنا أمام جريمة حضارية تجعل بعضهم لا يمانع فى إحراق الثورة ذاتها مقابل التخلص من محمد مرسي، وقد رأينا نموذجا مصغرا لهذا الانحطاط فى وقت مبكر عندما تولت شخصيات مشهورة محسوبة على الثورة «مقاولة» هدم موقعة الجمل وصناعة روايات مكذوبة بشأنها تبرئ مبارك وعصابته منها.. وفى تطور لاحق صار خصوم الثورة فى كابينة قيادتها بعد تفريغها من مضمونها المحترم.

وبالطريقة ذاتها التى جرت بها عمليات إنتاج عبوات ثورية مزيفة وفاسدة فى فترة تولى المجلس العسكرى الحكم، للتشويش على ائتلافات الثوار الحقيقية، تمت تعبئة روابط وائتلافات وهمية للمصابين تمارس نشاطها الآن.

ويبقى أن ثائرا حقيقيا لا يمكن أن يضحى بثورته لقاء مال، أو كيدا لمن كانوا معه ثم تفرقت بهم السبل، كما أن مصابا حقيقيا فى أحداث الثورة لا يمكن أن يتاجر بإصابته ويضارب بجراحه فى بورصة الغضب، آو يؤجرها لمن يدفع أكثر.

المصدر