ميلشيات الإخوان ومدرسة المستنقع
الدكتور جابر قميحة
محتويات
مقدمة
هنيئًا لك يا شعب مصربل "ألف هنيئًا" وألف بشرى بحياة الرخاء والرفاهية التي تعيشونها حاليًا في ظل نظام الرئيس مبارك "حكيم الشرق" كما لقبه الصحفي الطائر ممتاز القط، وفي ظل الحزب الوطني الديمقراطي وعلى رأسه المحروس "جيمي" حسني .. حقًّا إنها حياة الرخاء والرفاهية واستشعار الطمأنينة والسلام، ولم لا وقد قضت الحكومة المباركية على كل مظاهر التخلف والفساد.
فلم يعد هناك بطالة، وانفتحت ميادين العمل المجزي لمن يريد، حتى أصبحت فرص العمل أكثر من طالبي العمل. وقضت على مشكلة الإسكان، بعد بناء ثلاثة ملايين وحدة سكنية من دخل قناة السويس الذي بلغ 998 مليون دولار في ثلث عام، ومساهمات الشركات وأصحاب رؤوس الأموال.
وقضت على الرشوة قضاء مبرمًا بعد محاكمة "العشرين حوتًا" الذين يعدون أشهر المرتشين. وألغت قانون الطوارئ، وتكونت لجنة من خمسين خبيرًا ممن شهد لهم بالعفة، والخبرة، والأمانة، لوضع دستور يفي بحاجات الأمة.
وتنحى الرئيس مبارك عن الحكم، وتشكلت حكومة ائتلافية تمثل كل الأحزاب والاتجاهات، تحكم مصر لمدة عام، وهي المدة الممنوحة للانتهاء من دستور شامل عادل يجعل السيادة للأمة، والقانون لا للرئيس.واستردت الحكومة أموال البنوك وأموال الشعب المهربة للخارج، وقُدم الناهبون المهربون للمحاكمة.
وأجبرت مصر إسرائيل على الاعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم، وعاصمتها القدس الشريف، وعودة اللاجئين إلى وطنهم. وألغت قانون الطوارئ، وأفرج عن كل المعتقلين مع تعويضهم ماديًا وأدبيًا، عن مدة الاعتقال.
أما باستيل مدينة نصر ـ الذي خصص للتعذيب ـ فصدرت الأوامر بتحويله إلى متحف، من معروضاته أدوات التعذيب المختلفة، وصور أشهر المعذبين، وصور ضحايا التعذيب. وحضرت بنفسي محاكمة القاتل محمود إسماعيل، ونطق القاضي بالحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة.
وحضرت محاكمة عصابة الأطفال التي ظلت سبع سنين تعربد وتفسق بالأطفال، وقتلت منهم أربعين طفلاً. وسمعت النطق بالحكم الرادع "بعد الاطلاع على المادة ... والمادة حكمت المحكمة ..." . وأخذ الصوت يشحب في أذنيّ، ويتسلل إليهما صوت أقوى وأشد رنينًا: الصلاة خير من النوم... الصلاة خير من النوم...
وأيقظني هذا الصوت الحبيب لأجد نفسي وقد توسدت ذراعيّ على مكتبي، ورحت في نومٍ عميق. وأمامي كومة من صحف الأسبوع، وخصوصًا ما يدعى بالقومي منها، وصحيفة الأهرام بصفة أخص. بعد صلاة الفجر، عدت إلى مكتبي ، و أخذت ألقي نظراتي على هذه الصحف العجيبة، فأجدها وقد غصت، بعناوين ضخمة في الصفحات الأولى والداخلية. ومنها ـ على سبيل التمثيل
- ميلشيات الإخوان تهدد مستقبل التعليم الجامعي.
- مجلس الشعب يدين ميلشيات جماعة الإخوان المحظورة في جامعة الأزهر.
- سرور يطالب بعدم اللعب في عقول الطلاب. وشهاب يؤكد أن الحكومة ستضرب بيدٍ من حديد على من يبث الرعب في البلاد.
- رئيس جامعة الأزهر: طلاب الجماعة المحظورة أنفقوا ببذخ على الطلاب الجدد لضمهم إلى صفوفهم، وحطموا باب الجامعة، وضربوا زملاءهم.
- في مذكرة رئيس جامعة الأزهر: ممارسة جماعة الإخوان المحظورة داخل الجامعة أضرت بالعملية التعليمية. نرفض أن يفرض الطلاب إرادتهم على القرار الجامعي.
- وفي عرض د. شهاب لمذكرة وزارة الداخلية: الجماعة المحظورة أعدت مخططًا يستهدف استثارة القاعدة الطلابية.
- نواب الوطني في مؤتمر صحفي: ممارسات الجماعة تهديد خطير لأمن مصر.
- في اجتماع طارئ لمجلس جامعة الأزهر برياسة طنطاوي: لقاءات فكرية مع الطلاب، وترسيخ الانتماء للأزهر ومنهجه الوسطي.
- لا تدخل للإفراج عن المحبوسين.
- تدابير مشددة لمنع اختراق الأفكار المتطرفة جامعة الأزهر .
- إدانة مجلس الشعب لما حدث في جامعة الأزهر لا تكفي، ويجب النظر في وضع جماعة الإخوان المحظورة.
مع الماضيين القريب والبعيد
وقبل أن نشير إلى مضامين بعض هذه العناوين ـ وغيرها كثير ـ نشير إلى أن موضوعها هو الاستعراض الرياضي الذي قدمه قرابة خمسين من طلاب الإخوان بجامعة الأزهر، وهم بملابس الفدائيين، من مجاهدي حماس، ويقدمون عرضا رياضيًا للكاراتية، والكونغو فو، أثناء اعتصامهم. ولم تكن هذه أول مرة يقدم فيها مثل هذا العرض، و يصور تلفازيًا، ويعرض في قناة فضائية.
ففي تقرير أعده الأستاذ حسين عبد الغني مدير مكتب الجزيرة في القاهرة ، وأذاعته الجزيرة تعقيبًا على العرض الرياضي لطلبة الأزهر، والذي ألبسته الحكومة "البدلة الميري" لعسكرة العرض وتوزيعه على الصحف الأمنية، والفضائيات اللاظوغلية، قال: إن القناة سبق لها أن عرضت منذ أربع سنوات شريطًا كاملاً لعرض شبابي إخواني مشابه، ولم يحدث أي رد فعل لا من السلطات نفسها، ولا من الخصوم السياسيين للإخوان. عرض الشريط القديم عام 2002م، ويعتبر الشريط الجديد (ديسمبر 2006م.) بالنسبة له لعب عيال (المصريون 18/12/2006م)
ولأترك هذا الماضي القريب إلى ماض أبعد، وهو أواخر الأربعينيات وبداية الخمسينيات من القرن الماضي، يوم تحولت الجامعات كلها إلى الزي الأصفر، وقاد الإخوان معسكرات التدريب لضرب الإنجليز، وكان ذلك في كل الجامعات وخصوصًا جامعة فؤاد الأول (القاهرة) وجامعة إبراهيم باشا (عين شمس) . ومن أسماء القيادات الطلابية الإخوانية وجميعها من الطلاب: حسن دوح، ومصطفى البساطي، ومحمد عاكف (مرشد الإخوان الحالي).
وخاض الطلاب معارك طاحنة ضد الإنجليز في خط القناة. وقدم الإخوان عددًا من طلبتهم شهداء، منهم: عمر شاهين، وعادل غانم، وأحمد المنيسي. وكان رئيس جامعة فؤاد الأول الدكتور عبد الوهاب مورو يبارك هذه العمليات، وأصر ـ رحمه الله ـ على أن يشترك في حمل نعوش الشهداء، وهم في طريقهم إلى مثواهم الأخير (وهذه المعلومة بالذات أهديها إلى الشيخين أحمد الطيب، والطنطاوي) .
ولا ينسى التاريخ العملية الحربية الكبرى التي قام بها الفدائيون من طلاب الإخوان ـ أتذكر منهم: علي صديق، ويوسف علي يوسف، عن طريق بحيرة المنزلة، وهي نسف القطار الإنجليزي المحمل بالذخيرة، والسلاح، والجنود، وكلف المستعمرين 50 مليون جنيه استراليني. كل ذلك وما انقض الإخوان على البلد، وما انتزعوا الحكم من أحد، ولكنهم غرسوا روح العسكرية والفدائية الحقة في نفوس الطلاب بل الشعب كله.
ومدرسة المستنقع
ولكن مصر في السنوات الأخيرة ـ بعد المد الإخواني المبرور ـ نشأت فيها "مدرسة المستنقع" التي يفرز أعضاؤها فكرًا وآراء تزكم الأنوف والعقول، وتثير الغثيان، ولأن كل إناء بما فيه ينضح نرى واحدًا من هيئة المدرسة لا يعبر عن الإخوان إلا بالمحظورة، ولا عن بيانات قادتها إلا بـ "الإسهال والتغوط" . ومن سمات هذه المدرسة:
- استحلال الكذب البواح، دون مروءة وحياء.
- النفاق الخسيس، فهم " أبواق " لا تردد إلا صوت السيد، ولا يقولون إلا ما يرضيه.
- المغالطة سوء التأويل، والتهويل والإغراق في المبالغة، فهم كما يقول المثل العامي "يجعلون من الحبة قبة".
- التضحية بالقيم، ومصلحة الأمة في سبيل النفع الذاتي (فمن صحف هذه المدرسة، ما يوزع ألف نسخة في اليوم، ويحقق خسارة يومية قدرها عشرة آلاف جنيه من دم الشعب).
سطور من إفرازات المدرسة
وعذرا أيها القراء أن أقدم هذه السطور ، حتى تتبينوا بأنفسكم طبيعة هذه المدرسة وتوجهاتها:
- ... فالأزهر الذي سبقت رسالته ودوره ظهور تلك الجماعة بقرون طويلة، والذي يقف بسماحته وفهمه العميق للإسلام أمام طموحات الجماعة، وأطروحاتها الدينية المغلوطة، أصبح اليوم ساحة لاستعراض قوتها، وكان منظر فتية الأزهر في ساحة جامعته وهم يرتدون الملابس والأقنعة السوداء رسالة من الجماعة تقول إن الخصومة قد انتهت مع الأزهر، وإن فكر الجماعة قد غزا حصن الإسلام الأول في العالم الإسلامي. (سرايا الأهرام: 15/12/2006م)
- ... فلا شك أنه أمر خطير لم تحكمه مصادفة ولن تشفع له أي تبريرات، ولن يكون له تشخيص سوى أن هذه الأفعال سوف تحرق الوطن، وسوف تعيدنا إلى الوراء آلاف الخطوات، وأنها أفعال مقصودة تحمل أكثر من رسالة، تمثلت في المفردات التي استخدمها الطلاب أثناء تدريباتهم مثل ترديد "صامدون" "صامدون" ولا ندري أمام من يصمد هؤلاء؟ أمام العدو الإسرائيلي، أم أمام مقاومة الاحتلال الإنجليزي. جمال الكشكي (الأهرام: 14/12/2006).
- ... من المسئول عن التغرير بطلاب الجامعة الذين انضموا إلى جماعة الإخوان المحظورة، وقاموا بأعمال الشغب؟ من الذي تلاعب بعقولهم، وفكرهم وحولهم إلى ميلشيات لا تؤمن إلا بمنطق القوة الغاشمة، ولا تمسك في يديها كتابًا، وقلمًا، وإنما تحمل فكرًا متزمتًا! هل المال أغراها أم غابت الجامعة فتركت الساحة أمام المتلاعبين العابثين، الذين يلوحون ببريق الشعارات ورنين المال، وتيسير الخدمات التي يصعب الحصول عليها من الجامعة كالكتب، والمذكرات بأسعار رمزية. أيمن السيسي (الأهرام: 19/12/2006م).
- ... في انتظار العملية الاستشهادية الأولى ضد النظام المصري المحتل، أطلقت جماعة "الإخوان المحظورة" أولى كتائبها الاستشهادية في موقع يتوسط جامعة الأزهر الإسلامية. واستعرض الاستشهاديون المقنعون بلباسهم الأسود، مهاراتهم القتالية في الكاراتية، والكنغ فو، وتعالت صيحاتهم مهددة، بالويل والثبور للمتعاونين مع الاحتلال في شخص رئيس الجامعة الدكتور أحمد الطيب. وقد أحاطت قوات الاحتلال المصري منطقة التدريبات الاستشهادية، ولم تقو على الاشتباك، لارتفاع مستوى التأهيل القتالي للكتيبة الإخوانية. واكتفت بحماية مدرجات، وأسوار الجامعة الأزهرية، وكفلت خروجًا أمنًا لرئيس الجامعة الذي كان قد أعلن تحديه ... ميليشيات الجماعة المحظورة المعروفة بكتائب "صامدون" الجناح العسكري لاتحاد طلاب الإخوان الحر. لو فيه إخواني واحد عنده حبة خردل من خوف على هذا البلد ما نام ولا استرخى له جفن، ولا ارتاح على جنبه وهو يرى ميلشيا إخوانية على الطريقة الفلسطينية، تهدد زملاءها وأساتذتها، وتستعرض جهاديتها في قلب جامعة الأزهر قبالة مكتب الرئيس الطيب. (حمدي رزق ـ المصري اليوم 12/12/2006م).
- ... لو قبلوا القدم، مكانهم خارج الجامعة التي داسوا على حرمتها بالأحذية، ولو أبدوا الندم، مكانهم أمام محقق جريء، يعلمهم احترام القانون، لا تقبل منهم.. شفاعة .. الاعتذارات لا تصح في جريمة متكاملة الأركان دبرت بليل، لإرهاب المجتمع. القانون وحده هو الحكم، لا بد أن تتخلى الجامعة الأزهرية عن سلبيتها التي أورثتها العجز عن مواجهة تلك الفئة الباغية، وتقدمهم جميعًا إلى مجالس تحقيق جامعية، ولتحمي الدولة قرار الجامعة ، ولا تتقاعس هي الأخرى كما يحدث دومًا ، اعتذارهم أقبح من ذنبهم، ما صدر عن طلاب الإخوان بجامعة الأزهر ، من اعتذار فضائي والكتروني، ذهبوا إليه راضين أو مدفوعين إليه من الجماعة لتداري عورتها التي أظهرتها بكل بجاحة في وجه المجتمع، مرفوض بالثلث، وأدعوا جميع المفزوعين والمروعين لرفض هذا الاعتذار. (حمدي رزق ـ المصري اليوم ـ 14/12/2006م).
- ... اليوم يومك يا هاشمي (أحمد عمر هاشم) ، الميليشيا يا شيخنا الجليل انتهكت حرم الجامعة التي تربيت فيها صغيرًا، ونمت في الرواق، فلما شببت عن الطرق ترأستها لسنين ثمان، فلما اقتحمها الإخوان سكت، ولم نعتد منك سكاتًا ، واختفيت واعتدنا منك بروزًا. ...اليوم يومك يا هاشمي، ازعق.. اصرخ، ابك بالدمع الهتون جامعتك وأزهرك ، ولا تخش في الله لومة لائم من الإخوان، ... اليوم يوك يا هاشمي، انفض ثيابك، وقلها ثلاثًا : وا أزهراه، وا أزهراه، لعل الإمام الأكبر يسمع النداء. (حمدي رزق ـ المصري اليوم ـ 17/12/2006م).
- .... أتعجب أن يصدر بيان المجلس الأعلىللأزهر بتوقيع الإمام بشأن الافتئات الإخواني على حرم الجامعة الأزهرية متأخرًا سبعة أيام كاملة، وكأن الإمام الأكبر، والمجلس، والمشيخة، ووكيلها، والشيوخ في واد سحيق لا يسمعون جلية الميليشيا في حرم الجامعة على مرمى حجر... لا عذر لطلاب هددوا أمن جامعتهم؛ لأنهم تحولوا من حفظ القرآن إلى ميليشيا قتال فحق عليهم العقاب، ولكن عقابهم لا يعفي آخرين من المسؤولية . (حمدي رزق ـ المصري اليوم ـ 18/12/2006م).
- ... في وصفه الميليشيات الإخوانية التي برزت قبالة مكتبه باستعراضات عسكرية، قال الدكتور ـ الطيب ـ أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر "إنهم خراف ضالة انفردت بها الذئاب" وبدوري أسأله: كنت فين يا راعي لما الخراف ضلت، وانفردت بها الذئاب. ؟ (حمدي رزق ـ المصري اليوم ـ 19/12/2006م).
- ... الانتحار السياسي للإخوان، هل قررت جماعة الإخوان المسلمين المحظورة أن تنتحر سياسيًا؟ ... إن التنظيم الذي يسعى إلى حيازة مثل هذه المنظمات أو التشكيلات، يسعى إلى حيازة جيشٍ أو شرطةٍ أو حرس وطني. والسؤال هو لماذا ... ؟ إن السعي إلى تكوين جيش وشرطة بديلة وموازية للجيش والشرطة الرسميين... كل هذه الجهود انطوت على عمل كبير من جانبهم، سواء في مجالات التخطيط أو التفكير، أو الترتيب، أو التنفيذ... (حازم عبد الرحمن ـ الأهرام ـ 17/12/2006م).
وجلسة مجلس الشعب
وكانت جلسة مجلس الشعب يوم 17/12/2006م. وطبعًا توالى المتكلمون من أعضاء الحزب الوطني، وطبعًا وصفوا مشهد طلاب الأزهر بأنه ميليشيات تهدد حاضر مصر، ومستقبلها بالدمار، والخراب، وضرب الديمقراطية في صميمها. و ... و ...
حتى "شوبير" رفع صوته بمثل هذه الكلمات .. أى والله شوبير!!!، ورأيتني أضرب كفًا بكف، وأتمثل بقول الشاعر:
لقد هُزلت حتى بدا من هُزالها
كلاها وحتى سامها كل مُفلسِ
ومما قيل : إن أبناء الشعب بعد أن رأوا ما رأوا أصبحوا يعيشون في رعب، وفزع، ولا يأمنون على أنفسهم أمام هذه الميليشيات المدمرة، فلا بد أن تضرب الدولة على المحظورة بيد من حديد حماية للشعب، واستعادة لطمأنينته وشعوره بالاستقرار والسلام.
وهذا الادعاء الأخير يذكرني بكلمات قصصية لجمال الدين الأفغاني، قرأتها من نصف قرن وهي أن أحد المواطنين الأثرياء، كان يكلف خادمته ـ وكانت سوداء دميمة ـ بأن تخرج بابنه الوليد بعد الغروب ليتنسم هواء نقيًا في حدائق الشارع .. وهي تسير به كان لا ينقطع عن البكاء، فتهدئ من روعه وتقول: لا تخف يا حبيبي من الظلام، ما دمت في حمايتي.. يقول جمال الدين: ولو أنطق الله هذا الوليد لقال: أنا لا أخاف من الظلام، ولكني أخاف من وجهك القبيح الدميم.
ونحن نقول لعموم الشعب ما قاله أحمد حسن الزيات ـ رحمه الله ـ من نصف قرن "لا تخافوا الإخوان فإنهم يخافون الله" . ونقول للسادة الكبار: بل احموا الشعب منكم بالرحيل الأبدي .ونسي المستنقعيون أنهم - بصورة غير مباشرة - وسموا شعبنا المناضل الصابر بالجبن، حين صوروه بأنه يعيش في "حالة رعب وفزع" بسبب ما سماه المستنقعيون "الميليشيات الإخوانية".
أليس فيكم رجل رشيد؟!
إن الذي أساء إلى الشعب، ودمر كرامته وزرع الرعب في أعماقه هو ما ارتكبه ويرتكبه النظام، ولم يناقشه أعضاء الوطني، ولا هيئة مدرسة المستنقع ومنها:
- تزوير كل الانتخابات: مجلس الشعب ـ اتحادات العمال ـ اتحاد الطلاب.
- هتك الأعراض علانية في 15 مايو الماضي أمام نقابة الصحفيين.
- هتك أعراض المعتقلين في السجون.
- التحرش الجنسي الخسيس وسط القاهرة في عيد الفطر السابق.
- ضرب القضاة بالأحذية على مرأى من الجميع.
- سماح الأمن للبلطجية ليقتحموا جامعة عين شمس، ويعتدون على طلاب الإخوان.
- توفير مبنى كامل بجامعة القاهرة تكلفته 20 مليون جنيه لجمعية جيل المستقبل التي يرأسها جمال مبارك.
- فضيحة تأشيرات الحج التي كشفت تقارير أمنية، أن بعض أعضاء الوطني تورطوا في بيعها.
- ما كشفه الدكتور أحمد جودت الملط، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات من استمرار زيادة العجز الكلي في الموازنة العامة حيث بلغ 61.4 مليار جنيه، مقابل 23 مليار في العام السابق.
وحدثت تجاوزات في موازنات الهيئات الاقتصادية بالدولة بلغت 13 مليار جنيه بتأشيرات لم تعرض على مجلس الشعب، صرفت كلها على تأثيث المكاتب، والمكافآت والبدلات.
ومما كشفه أن أحد الموظفين الكبار يصرف 1500 جنيه شهريًا بدل انتقال في حين أنه يستخدم سيارات الحكومة في انتقالاته (المصريون 20/12/2006م). هذا قليل من كثير جدًّا لم يثر أحد من السادة، ولا يعد بالخطير في أنظارهم: أما الخطر المدمر فهو مشهد تمثيلي قام به عشرات من طلاب الأزهر، بزي أسود، وكوفيات مكتوب عليها "صامدون".
ونظامنا الآن يرقص رقصة الطائر الذبيح، وهو في ساعة الاحتضار، ولحظات "الغرغرة"وصدق الأستاذ فاروق جويدة إذ قال في برنامج العاشرة مساء : إن الدولة حاليًا بهذه الحملة المكثفة على الإخوان تقوم بأقوى دعاية لهم.
تحية للشرفاء
ولكن مصر لم تعدم ألسنة وأقلامًا شريفًة ، قالت كلمة الحق بموضوعية رائعة.. ومن هؤلاء:
- الدكتور رفيق حبيب، والأستاذ فهمي هويدي، والأستاذ ضياء رشوان، والدكتور حسن نافعة، والدكتور عمرو الشوبكي، والأستاذان جمال، ومحمود سلطان، والأستاذ إبراهيم عيسى، والأستاذ وائل الأبراشي.. وغيرهم.
وأحيي طلاب الإخوان بالأزهر في بيانهم العقلاني الرائع الذي فندوا فيه أقاويل رئيس جامعة الأزهر . وأخيرًا أحيي من كل قلبي فضيلة مرشد الإخوان في حديثه الجامع المانع لصحيفة الدستور (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).
المصدر
- مقال: ميلشيات الإخوان ومدرسة المستنقع موقع إخوان برس