من يدير الخراب.. السيسي أم المشير طنطاوي؟
(03/03/2016)
كتب: أسامة حمدان
محتويات
مقدمة
لم يكن تأكيد جمال ريان، الإعلامي الفلسطيني والمذيع بفضائية "الجزيرة"، بأن الحاكم الفعلي لمصر هو "محمد حسين طنطاوي"، وزير الدفاع الذي أقاله الرئيس محمد مرسي من منصبه، مجرد كلام في الهواء، بل هو نتاج قراءة في مشهد "الخراب" العبثي الجاري في أم الدنيا، واعتراف سابق من قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بذلك.
"ريان" طرح سؤالا في وقت سابق- عبر حسابه الشخصي على "تويتر"- قائلا: "إلى متى يحكم المشير طنطاوي مصر بالقوة، بدَّل رئيسا شرعيا انتخبه الشعب في خمسة استحقاقات انتخابية، والسيسي رئيس الضباط يصول ويجول دون تفويض من الشعب؟".
وأضاف "السيسي هو من فضح طنطاوي بأنه وراء الانقلاب على مرسي، حينما قال في التسجيل: "كل حاجة بنعملها طنطاوي هو صاحبها". وتوجه "ريان" إلى الشعب المصري قائلًا: "اصحوا يا مصريين.. حاكمكم الفعلي الآن هو المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس العسكري، ورئيسكم الشرعي المنتخب في المعتقل".
وكان السيسي قد أكد- في تسريب له حين كان وزيرًا للدفاع عقب الانقلاب على الرئيس الشرعي الدكتور محمد مرسي، أن "المشير طنطاوي رجل عظيم جدا، بدليل أن أي حاجة إحنا اللي بنعملها دلوقتي، أي حاجة بنؤمر إنها تتعمل هو صاحبها، وهو اللي كافح فيها، وهو اللي ضغط فيها".
أسرار العلاقة
وعلى طريقة "المافيا"، تتسرب معلومات عن طبيعة علاقة السيسي بالأب الروحي المشير محمد حسين طنطاوي، بعدما أقيل من منصبه كوزير للدفاع ورئيس للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، وقبلها كان قد ترك منصبه، كحاكم مؤقت للبلاد وسلم السلطة للرئيس محمد مرسي، بوصفه أول رئيس منتخب لمصر بعد ثورة 25 يناير.
وربما يعتقد الكثيرون أن المشير ترك منصبه وحل السيسي محله بانقلاب، أو بحركة غدر ضد المجلس العسكري ورئيسه، والأمر المؤكد برأي خبراء ومراقبين أن طنطاوي أخبر الرئيس مرسي أنه يرغب في ترك منصبه، والمفاجأة أنه لم يرشح الفريق سامي عنان، رئيس الأركان وقتها، ونائب رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ليخلفه حسب التوقعات، ولكن طنطاوي أقنع د. مرسي بأن يأتي خلفًا له اللواء عبد الفتاح السيسي، رئيس المخابرات الحربية!".
أربك الخروج السلمي لـ"طنطاوي" المشهد السياسي، وأكد أن العلاقة بين الرجلين كانت أكثر من جيدة، ولكن جاءت حادثة 17 رمضان، وجريمة مقتل الجنود في رفح ليُقال "طنطاوي وعنان" بشكل مهين، ويأتي السيسي بصورة أقرب للانقلاب والعقاب، لم يخفف من حدتها تعيين طنطاوي مستشارًا عسكريا للرئيس محمد مرسي.
والمفاجأة هنا أن "طنطاوي" ما زال يحتفظ بعلاقة "سياسية وعسكرية" مع السيسي، والأخير يحفظ له جميل التخطيط للانقلاب، ولم ينس أن المشير كان سببًا في تعيينه وزيرًا للدفاع، ومن ثم لم يذهب السيسي ليشغل مكتب وزير الدفاع، بل ظل يمارس مهامه ويدير الوزارة من مكتبه القديم بمبنى المخابرات الحربية، تاركًا مكتب وزارة الدفاع للمشير السابق، الذي تردد عليه بشكل منتظم، رغم أنه أخذ كل أوراقه ومتعلقاته، في إشارة إلى أن وزارة الدفاع لم تكن طوع الرئيس مرسي.
ورد "السيسي" الجميل للأب الروحي، وأخرجه مثل الشعرة من العجين من كل البلاغات المقدمة ضده، وتكرار اتهامه بقتل الثوار والتلميح بالتواطؤ، والصفقات بين المجلس العسكري ونظام مبارك، بينما يقول المشير طنطاوي للمقربين منه: "حتى لو كانت لنا أخطاء فهي ليست جرائم"!.
لا تقلق!
وفي وقت سابق اعترف "القومجي" مصطفى بكري، المؤيد للانقلاب العسكري، بأن "طنطاوى" مهد الطريق منذ فترة طويلة لتولي السيسى منصب وزير الدفاع، بعد إحالته للتقاعد، موضحًا أن السيسى يحفظ الجميل للمجلس العسكرى و"اللواء العصار"، الذى لعب دورا "انقلابيا" مهما، ولذلك يبقى عليه بالمجلس العسكرى الحالي.
وأشار "بكري"، خلال الندوة التى أقامها نادى "روتارى" الإسكندرية الماسوني، إلى أن الأيام كشفت عن دور "طنطاوي" إبان حكم الرئيس محمد مرسي، وما قام به من تخطيط للانقلاب لحفظ ثروات العسكر، وأضاف "واجهت المشير طنطاوى بعد فوز مرسي بالحكم، ونقلت له أن المصريين غاضبون، ويقولون إنك سلمت البلد للإخوان، فرد المشير "أنا هقولك وتصدقنى؟ أنا دخلت الحمام وطلعت لقيت مرسي رئيس مصر، ولا تقلق"!.
المصدر
- تقرير: من يدير الخراب.. السيسي أم المشير طنطاوي؟ موقع بوابة الحرية والعدالة