من "الكفتة" إلى "ماليزيا".. يا عزيزي كلهم كاذبون!

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
من "الكفتة" إلى "ماليزيا".. يا عزيزي كلهم كاذبون!


من الكفتة إلى ماليزيا.jpeg

(15/02/2016)

كتب: أسامة حمدان

مقدمة

"إذا كان رب الانقلاب كاذبا فشيمة مؤيديه النصب"، ذلك ما يمكن به وصف حالات الغش والنصب والاحتيال والخداع التي تفشت منذ مجيء انقلاب 3 يوليو 2013، والتي بدأت باكتشاف عقار "الكفتة"، مرورًا بفنكوش قناة السويس الجديدة، وصندوق تحيا مصر، وفزاعة الإرهاب المحتمل، ومشروع المليون وحدة سكنية، والعاصمة الإدارية الجديدة، وشبكة الطرق التي ستحزِّم مصر في عام، وأصغر حاصل على الدكتوراة "النصاب".

ومنذ أيام انتقل الفيروس إلى أتباع السيسي، وتفاجأ المصريون بكذب طالب بكلية صيدلة الأزهر جامعة أسيوط، وادعائه الحصول على الجائزة الأولى في مسابقة دولية للقرآن الكريم نظمت في العاصمة الماليزية كوالالمبور. وتعددت أكاذيب العسكر وتمددت في فضاء القمع بمصر، من أول "لا والله ما هو حكم عسكر"، و"لن أترشح لرئاسة الجمهورية"، و"تقطع أيدينا إذا قتلت مصريين"، و"مسافة السكة"، وعلاج فيروس سي والإيدز، ومشروع أبناء مصر، كل تلك الوعود وأكثر صدرت من عسكر الانقلاب، وكلها أكاذيب.

وبرأي مراقبين فإن العسكر كاذبون منذ زمن بعيد، وخصوصًا حينما دخلوا السياسة، والمقصود بالعسكر هم قيادات الجيش، فاستغلوا حب الناس لجيش بلدهم وبدؤوا يستخدمون اسم الجيش المصري من أجل إعطاء مصداقية لوعودهم، لكن تلك المصداقية فُقدت، وأصبح الكثير من المصريين لا يثق في جيشه، بل للأسف أصبح بعضهم يكره جيشه بسبب حزمة الأكاذيب والانقلاب على الشرعية وثورة 25 يناير.

تكريم الكذب!

وكما فضح العسكر اللواء عبد العاطي "خير كبابجية الأرض"، قامت مشيخة الأزهر بإلغاء حفل تكريم الطالب الكاذب، واعتذر الدكتور عباس شومان عن حضور الحفل بشكل مفاجئ؛ بحجة حضور جنازة الدكتور محمد المختار المهدي، عضو هيئة كبار العلماء ورئيس الجمعية الشرعية، الذي توفي فجر أمس، بعد أن وردت معلومات للمشيخة تفيد بأن الطالب لم يشارك في المسابقة العالمية للقرآن كما ادعى.

فضيحة طالب الأزهر لم تكن الأولى، حيث سبقه إلى ذلك إسلام صلاح بشارة، الذي ادعى في يونيو 2015 بأنه أصغر شاب مصري حاصل على الدكتوراة، ليتم تكريمه من طرف السيسي في عيد العلم، قبل أن يتضح بعد ذلك كذب ادعائه ويَصدُر حكم قضائي بحبسه بتهمة النصب.

ردود الأفعال

وجاءت ردود الأفعال القوية من قبل أساتذة في جامعة الأزهر، الذين أبدوا دهشتهم من إقبال مشيخة الأزهر على تكريم الطالب بدون التأكد والتوثق من الجائزة، حيث استغرب الدكتور محمود دراز، الأستاذ بجامعة الأزهر، كيف تقبل الجامعة على خطوة كهذه دون متابعة ومراجعة. وفي ذات السياق دعا إلى ضرورة إحالة جميع المسؤولين عن هذه الواقعة إلى التحقيق؛ باعتبارهم "متورطين في الفضيحة أيضا، وليس الطالب وحده".

واعتبر أن

"هذه كارثة بكافة المعايير، إذ أن الطالب من المفترض أنه تم ترشيحه وإيفاده من قبل الأزهر للمشاركة في المسابقة".

ومن جانبه قال الدكتور يحيى إسماعيل، أمين جبهة علماء الأزهر:

إنه رغم الكشف عن كافة تفاصيل هذا الواقعة حتى الآن، إلا أن مجرد التشكيك في صحتها من قبل القائمين على الجائزة ومن بعد تأكيد السفارة الماليزية لعدم عقد الجائزة إلا في شعبان المقبل، يقدح في مصداقية الطالب الأزهري وفي جميع المسؤولين الذين ساعدوه لنشر هذه الأكاذيب، إلى جانب الإعلاميين الذين نشروا الخبر دون التوثق من صحته.

من جانبه أعلن الدكتور أحمد حسني، نائب رئيس جامعة الأزهر، أن الجامعة ستجري تحقيقا عاجلا لمعرفة مدى صحة حصول الطالب الأزهري على المركز الأول في مسابقة القرآن الكريم بماليزيا من عدمه، مؤكدا أنه ستتم إحالة الطالب لمجلس تأديب، لاتخاذ قرار بشأنه، في حالة ثبوت عدم حصوله على اللقب، حيث قد تصل عقوبته إلى الفصل من الكلية.

أدلة أخرى

لم يخرج الطالب الأزهري الكاذب عن النص العسكري إذن، بل سبقه العسكر بعقود، فها هو ناصر من فيلم "المنشية" ومحاولة الاغتيال إلى الصاروخ "رائد"، والأسلحة الجديدة التي لم يُر لها مثيل، والغواصة الجيب، والطائرة الأسرع من سرعة الصوت، ثم دواء الجيش من أجل شباب دائم، مرورًا بالانتصارات المزيفة في العدوان الثلاثي، وحرب اليمن ، وحرب زائير، ثم توغلنا داخل إسرائيل، وإسقاطنا 120 طائرة للعدو، وأخيرًا نصل إلى فيلم التنحي، كل ذلك وأكثر كان كذب العسكر أيام ناصر.

ثم نذهب للسادات وكذبته الكبرى بأنه الرئيس المؤمن بالرغم من حبسه للمشايخ وتعذيبهم، وفيلم هدم المعتقلات "من أجل بناء معتقلات أكبر"، ثم أخيرًا معاهدة كامب ديفيد، ثم نصل لمبارك وكل أكاذيبه التي لا تعد ولا تحصى، وأهم تلك الأكاذيب هي مقولة "يا مبارك يا الفوضى"؛ لأن الآن معنا مبارك والفوضى. واستمر المجلس العسكري في الكذب، ولعل أكبر أكاذيبه هي التحية العسكرية لشهداء ثورة يناير التي أصبحت بعد ذلك مؤامرة، فلا ندري لمن كان تعظيم السلام.

أما قائد الانقلاب فقد تفوق على كل العسكر، فكذبه وخيانته لا حدود لها، البداية حين قال: "تنقطع يدي إذا طالتكم بسوء"، فقتل وحرق الأبرياء العزل، ثم قال: "لو عاوزني أمشي قولوا أمشي بس متنزلوش"، ثم أعطى أوامره بمزيد من القمع والاعتقال والقتل، وتمددت السجون والمعتقلات في عهده، وأخيرا أهدى المصريين مشرحة جديدة تتسع لـ1000 جثة دفعة واحدة، استعدادا لما هو قادم.

المصدر