ممنوع العزاء فى "مانديلا"! ـ محمد عبد القدوس
13/12/2014
الكاتب محمد عبد القدوس
غابت الحكومة المصرية وظهرت شارة رابعة فى تلك الاحتفالية الضخمة التى أقيمت فى جنوب إفريقيا لوداع قائدهم نلسون مانديلا، وحضرها 91 رئيس دولة بالتمام والكمال من قادة العالم.
وإذا سألتنى عن مغزى ما حدث، وما الذى جاء بشارة رابعة إلى آخر الدنيا، ولماذا غاب الحضور المصرى تماما باستثناء رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان وهو ليس وزيرا فى الحكومة؟ قلت لحضرتك إن هذا شئ طبيعى جدا؛ فالقائد العالمى الراحل له سياسة مختلفة تماما عما نراه فى مصر حاليا، و"نلسون مانديلا" كان يدعو إلى وحدة الصف، ورفض الانتقام وإقصاء الآخر، وتحقيق العدالة.
وفى عهده لم يكن هناك سجناء رأى؛ بل البلد كلها على قلب رجل واحد تتطلع إلى المستقبل تحت رئاسته، بعدما نجح فى إنهاء الانقسام الذى ساد لمئات السنين بين البيض والسود، وهذا كله غير موجود فى بلادى، بل العكس هو السائد تماما بعد الانقلاب حيث رأينا دماء غزيرة فى الشوارع، والسجون ممتلئة عن آخرها، ولذلك كان من الطبيعى أن تختفى حكومة مصر من احتفالية جنوب إفريقيا، وممنوع عليها الظهور هناك وإلا قوبلت بعاصفة من الاعتراض على ما يجرى عندنا، وبدلا منها حلت "شارة رابعة" وحملها الجمهور ومن يحب نلسون مانديلا.
فتلك الشارة أصبحت عالمية، وترمز إلى كفاح شعب ضد حكم العسكر.
المصدر
- مقال:ممنوع العزاء فى "مانديلا"! ـ محمد عبد القدوسموقع:شبكة رصد الإخبارية