مع الاعتذار للشعب الأنتيلى

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
مع الاعتذار للشعب الأنتيلى

30 نوفمبر 2010

بقلم: حسن المستكاوي

● ما هذا المناخ الذى سيطرت عليه الجماجم الفارغة المحشوة بالكراهية، ما هذا الفراغ الذى نعيش فيه.. طول النهار والليل شكوى وغضب، وسوء فهم وسوء نية، وسوء تقدير، وتربص وترصد.. ثم أجد رد فعل قيادات الأندية ركوبا ومطيا للموجة، فلا توجيه للاعب ولا للجمهور، ولا خطاب إعلاميا يهدئ من تلك النار التى تنهش فى عقول الشباب بل خطابا يشعلها.. بينما فى العالم كله حين يقع لاعب فى خطأ أخلاقى فإن ناديه يسارع بعقابه.. ويشير القارئ سامح عثمان فى رسالة له إلى قصة لويس سواريز لاعب أياكس، الذى عض منافسا فعاقبه ناديه بالإيقاف مباراتين، وتغريمه ماليا لسوء سلوكه وحين أوقفه الاتحاد سبع مباريات لم يحتج النادى إطلاقا.

● هذا صحيح، وهناك عشرات الأمثلة، لكن سوف يرد عليك الذين يريدون لنا البقاء غرقى فى عصير الكراهية الذى يقترب من الحلقوم، سوف يردون بالجملة الشهيرة: «واحنا مالنا هذا فى هولندا.. كيف تقارن بين دولة تعيش على عبق زهرة التيوليب، وبين دولة تزرع الصحراء وتبنى على الأرض الزراعية»؟

● على أى حال التربص والترصد والحساسية انتشرت وامتدت للوطن العربى كله.. فقد تلقيت عتابا وقرأت رفضا ونقاشا تعليقا على جملة كتبتها قبل أيام، فى موضوع عن الفيفا بعنوان إنهم يسرقون اللعبة، حيث قلت: «لاشك أن انتشار التليفزيون والفضائيات أتاح انتشار كرة القدم، ويمكن نقل مباريات من أقصى مكان فى الأرض، فأناس فى شنياينج بالصين أو فى الخرطوم لا يعرفون أن مانشستر مدينة إنجليزية، لكنهم يشجعون مانشستر يونايتد».

● العتاب من السودان، وليس من شنياينج.. فكيف أقول إن هناك فى الخرطوم من لا يعرف مدينة مانشستر. ولم أكن أتصور أن ذلك يستحق العتاب.. ففى مصر ملايين الملايين لا يعرفون مدينة مانشستر. وأذكر أنى منذ سنوات انتقدت أداء منتخب مصر، فقلت إنه مثل منتخب سرس الليان، فتلقيت خطابا من نادى سرس الليان يحتج على هذا التشبيه، ويومها عرفت أن الحل يكمن فى جزر الأنتيل الهولندية.. فلن يعاتبنى مواطن أنتيلى واحد لو استخدمت اسم دولته، ثم أنهم والحمد لله لا يقرأون العربية.

لم أقصد الإساءة طبعا لأهل الخرطوم وهم من أكثر شعوب العالم العربى ثقافة بشهادة دور النشر والصحف وأرقام توزيعها.. لكنى مرة أخرى يجب أن أحتاط من الحساسية.. ففى يوم من الأيام أيضا قلت عن اتحاد الكرة إنه يخاطب الهنود الحمر.. فتلقيت اتصالا تليفونيا وقال المتحدث: «أنا السفير الهندى فى القاهرة.. ماذا تقصد بما كتبت عن اتحاد الكرة؟!»

● أسقط فى يدى... و... قد كان مقلبا من زميل يعلم بقصة منتخب سرس الليان.. والآن بعد 10 سنوات أحب أقول بصراحة إن «منتخب مصر يومها كان مثل منتخب جزر سرس الليان واللى يحصل يحصل.. مع الاعتذار للشعب الأنتيلى»؟!

المصدر