معركة الهوية بين الأمس واليوم
معركة الهوية بين الأمس واليوم
دكتوراه في اللغة بكلية دار العلوم جامعة القاهرة
أرى الغطرسة الأمريكية، وأشهد قوتها العسكرية، وأشاهد رئيسها وهو يمشى مغترا بقوته، مفتونا بجنده وعتاده، وأسمع تصريحاته التى تنضح غطرسة وكبرا، فلا أشعر بالخوف، ولا ينتابنى القلق، كما أشاهد خنزير اليهود المتغطرس العجوز, وهو يحاول أن يبدو فى مشيته رشيقا نشيطا ليبلغ بمشيته تلك رسالة إلى من حوله من زعماء العرب والمسلمين لكن ذلك كله أيضا لا يشعرنى بالقلق إلى حد الاضطراب، ويملؤنى بالخوف إلى درجة الرعب، أن أرى طوابير المنهزمين ثقافيا وأخلاقيا، والمسارعين إلى الانبطاح والانسحاق تحت أقدام أسيادهم اليهود، يبتغون عندهم العزة، ويستمدون منهم القوة، ويحاولون من خلال المؤتمرات واللقاءات والندوات أن يُسمعوا أصواتهم لسادتهم، وأن يُظهروا شدة ولائهم وعمق انتمائهم، لكل ما هو أمريكى أو يهودى.
وبالرغم من أن ظاهرة المسارعين فيهم، والمنبطحين تحت أرجلهم ليست جديدة ولا مستحدثة، فإن الخطير فى هذه الظاهرة هو فى الطريقة التى أصبحت تتم بها فى هذه الأيام. ممن قبل كان هؤلاء المنافقون ويُلبسون نفاقهم أقنعة يتسترون خلفها، ويمنعهم الخجل أو الجبن أو الخوف من الرأى العام أن يصرحوا بولائهم، أو يجاهروا بانتمائهم، لكن الجديد المرعب هو ما نراه من كلاحة هذه الوجوه، وصفاتها ومجاهرتها بالعمالة، وترويجهم للهزيمة، ودفاعهم عن الإستسلام والإنبطاح وهى حالة رأينا لها شبها فى تاريخنا المعاصر عندما تمكن الاستعمار البريطانى من زمام الأمور فى مصر، وبلغ من النفوذ والتأثير حداً جعله يكوَّن أحزابا، ويؤلف حكومات، ويفرضها على الشعب كما يشاء عند ذلك رأينا قطيعا من المثقفين، وأصحاب الوجاهة، ممن كبروا تحت عباءته وفى ظلال نعمته ممن أغدق عليهم أسيادهم الإنجليز ألقاب الباشوات والأعيان، وقدموهم للأمة على أنهم أساتذة الجيل، وعمداء الأدب، ويقودون الأمة إلى هذا النوع من الثقافة اللقيطة، ويكرسون لديهم الشعور بالتبعية، ويحاولون أن يقنعوا أبناءهم بأن الانقياد للغرب حكمة، والانتماء إليه حضارة، وسلوك سبيله مدنية، واتباع منهجه قدر لا مفر منه. حتى رأينا واحد من صنائعهم يقول بالحرف الواحد فى كتابه " مستقبل الثقافة فى مصر":
"إن سبيل النهضة واضحة بينة مستقيمة ليس فيها عوج ولا التواء، وهى: أن نسير سيرة الأوربيين، ونسلك طريقهم. لنكون لهم أنداداً ولنكون لهم شركاء فى الحضارة خيرها وشرها، حلوها ومرها، وما يحب منها وما يكره، وما يحمد منها وما يعاب " (1 )
بل إن الرجل ليذهب فى الدعوة إلى قطع مصر عن جذورها وأصولها حداً بعيداً فيقول مستهزئاً بدعاة الأصالة والمحافظة على شخصيته مصر الإسلامية:
وإنى لأتخيل داعيا يدعو المصرين إلى أن يعودوا إلى حياتهم القديمة التى ورثوها عن آبائهم فى عهد الفراعنة فى عهد الرومان واليونان أو فى عصرها الإسلامى. أتخيل هذا الداعى وأسأل نفسى: أتراه يجد من يسمع له... فلا أرى إلا جوابا واحداً يتمثل أمامى، بل يصدر من أعماق نفسى، وهو أن هذا الداعى إن وجد لم يلق بين المصرين إلامن يسخر منه ويهزأ به" ( 2)
ولم يكن طه حسين وحده هو فارس هذا الميدان وإنما شاركه آخرون، كانوا لايقلون عنه جرأة فى الدعوة إلى اتباع سبيل الغرب، وضرورة المسارعة إلى تبنى ثقافته، والإنصباغ بصبغته وإن اقتضت إرادة أسيادهم من المستعمرين أن تنظم جهودهم. وتوظف طاقاتهم تبعا لتخصصاتهم. فهذا طه حسين فى مجال الثقافة والفكر. وهذا أحمد لطفى السيد فى مجال السياسة والفلسفة. وهذا جورجى زيدان يتخصص للطعن فى تاريخ الإسلام بسلسلة رواياته التى أسماها " روايات تاريخ الإسلام " فى مجال الدراسات الاجتماعية جاء شيلى شميل، وسلامة موسى وفى مجال مهاجمة الإسلام والدولة الإسلامية جاء سليم سركيس وفرج أنطون، وسليم نقاش. وفى الطعن فى ثوابت الإسلام الأساسية جاء على عبدالرازق. ليهاجم نظام الإسلام السياسى ممثلا فى الخلافة.
ولم يكن من قبيل المصادفة أن تنهض الصحافة فى مصر نهوضا مفاجئاً وقوياً ومؤثراً فى وقت واحد فقد نشأت هذه الصحف بتنسيق مباشر بين منشئيها وبين المستشرق الإنجليزى هـ. !. ر. جب الذي كان يعمل مستشاراً لوزير الخارجية الإنجليزى فى ذلك الوقت.
وقدأدرك "جب " الأثر الخطير للصحافة والتعليم وعبر عن ذلك فى الكتاب الذي أشرف على جمعه وتأليفه والتقديم له والتعقيب عليه، والذى اشترق فى تأليفه جماعة من المستشرقين المختلفى الأجناس وهو كتاب " إلى أين يتجه الإسلام ؟ (WHITHER ISLAM ( فيقول بعد أن بين ضرورة أن يجرى التعليم على الأسلوب الغربى، وعلى المبادئ الغربية وعلى التفكير الغربى -: " يجب أن لا ينحصر الأمر فى الاعتماد على التعليم فى المدارس الإبتدائية و الثانوية، بل يجب أن يكون الاهتمام الأكبر على الصحافة.. إلى أن يقول: إن الصحافة هى أقوى الأدوات الأوربية وأعظمها نفوذا فى العالم الإسلامى ". (3 )
وإذا استعرضنا أسماء الصحف التىاستماتت فى خدمة الاستعمار الإنجليزى وأدت له أجل الخدمات، وفعلت بالعقلية المصرية المسلمة مالم تفعله الجيوش الصليبية على مدى تاريخها كله وجدنا من أبرزها:
"المقتطف" التى أصدرها يعقوب صروف فؤاد صروف و"المقطم" التى أصدرها فارس نمر. " وهؤلاء كانوا من أولياء الاستعمار البريطانى ومن أخلص خدامه فى مصر، وقال عنهم اللورد كرومر: إنهم هبة السماء له ". ( 4)
ويضاف إلى هؤلاء فريق آخر من الصحفين أمثال. سركيس ومكاريوس سليم تكلا وبشارة تكلا وآخرون.
إن من يراجع أحداث الفترة فى بدايات القرن العشرين سيرى تنسيقا محكماً. ودقيقاً، ومتكاملاً فى منظومة التغريب من خلال التعليم والصحافة والثقافة والفكر والأدب ونظريات الإجتماع، وسيجد أن الساحة قد خلت من أسماء الأعلام المسلمين، واتسعت لأعلام الفكر الغربى من أمثال " دور كايم " فى الإجتماع , "وفرويد " فى علم النفس ونظريات التربية. و"دارون " فى مجال علوم الإنسان من حيث التطور و الغيات. و" ماركس " فى الإقتصاد. وظهرت الدعوة إلى السفور ونبذ الحجاب بحجة تحرير المرأة. وكما نهض نصارى الشام بدورهم فى مجال الصحافة. كان منهم فريق آخر قد تخصص فى إشاعة ثقافة الغرب وأخلاقه ومبادئه عن طريق " المسرح " من أمثال "يعقوب صنوع " و"جورج أبيض" و "سليم نقاش" و"مارون نقاش" وغيرهم.
وبينما هؤلاء جميعا يعملون كل فى ميدانه , كان رجل الدين النصرانى " وتلوب" يتولى بنفسه وضع الخريطة الذهنية لعقول أبناء مصر عن طريق سيطرته واشرافه على وضع مناهج التعليم فى مصر، ولم يكتف باستقدام المعلمين من أوربا ليصنعوا لمصر عقلية أبنائها، وإنما انتقى من أبناء العائلات المصرية المعروفة، خيرة أبنائها وأذكاهم، وأرسلهم فى بعثات تعليمية إلى أوربا، وهناك تلقفتهم أيدى المبشرين، ليعودوا جنوداً مخلصين لفكر الغرب وثقافته. وما نراه اليوم من قوافل المنبطحين والمنهزمين. والراعين فى تبجح وفجور إلى أتباع الغرب والمسارعة إلى اظهار الولاء وشدة الإنتماء إليهم هم أبناء وأحفاد هؤلاء المشوهين والمارقين. الذين باعوا أنفسهم لشياطين الغرب على مدى سنوات القرن العشرين.
وإذا كانت تلك الهجمة الشرسة منذ بدايات القرن الماضى، قد وجدت لها رجالاً صادقين. وجنوداً مخلصين. حملوا راية القرآن، واستماتوا تحتها حتى لاتسقط، واستطاعوا أن يكشفوا باحتواء القرآن الباهرة أباطيل هؤلاء الحلقورين المنهزمين فإن الميدان اليوم ينشد رُبانه، ويستنفر فرسانه، ويستنهض همة المخلصين من أبناء الأمة لكى يؤدوا واجبهم دفاعا عن دينهم، وصيانة لعقيدتهم، وحراسة لأطفال هذه الأمة العظيمة.
لقد وجدت الموجة الأولى التى بدأت مع أوسط القرن التاسع عشر وبلغت ذروتها فى بدايات القرن العشرين، رجالا أفذاذاً واجهوا الباطل بشمم ولطموا وجهه القبيح بقوة، ونظروا إلى الساقطين فى وحْلِهِ نظرة ازدراء واحتقار. ومن هؤلاء الشوامخ الأفذاذ الإمام أحمد عرفان وحفيده أبو الحسن الندوى فى الهند. والإمام أبو الأعلى الودودى فى باكستان. والإمام سعيد النورسى فى تركيا. والإمام أحمد بن عبدالله المهدى فى السودان. والإمام محمد بن عبدالوهاب فى الجزيرة العربية. والإمام السنوسى فى ليبيا وتلميذه المجاهد البطل عمر المختار. والإمام حسن البنا فى مصر، وتلاميذه الأعلام الذين حملوا راية الجهاد، وأعادوا للإسلام عزته، ورفعوا فى أرجاء الأرض رايته من أمثال الشيخ محمد الغزالى فى مصر. والدكتور مصطفى السباعى فى سوريا والشيخ محمد محمود الصواف فى العراق، والشهيد محمد محمود الزبيدى فى اليمن والشيخ أحمد ياسين فى فلسطين.
كما قام فى مصر رجال أفذاذ خدموا الإسلام فى صمت، وقدموا له أغلى ما يملكون، من أمثال: أحمد تيمور باشا. الذي استطاع بنفوذه وجاهه، أن يُعين على انشاء الجمعيات الإسلامية التى قاومت التبشير والإستشراق ووقفت بقوة أمام نفوذ التغريب والغزو الثقافى بعد سقوط الخلافة فى مصر، واستطاع أن يمكن السيد محب الدين الخطيب فى إصدار مجلة " الفتح " الأسبوعية فى وقت لم يكن ذلك ميسورا، فى نفس الوقت الذي استطال فيه دعاة التغريب، وظهر كتاب" الشعر الجاهلى" ل "طه حسين " والإسلام وأصول الحكم - لعلى عبدالرازق. وفتحت صفات جديدة " السياسة " ومجلة الهلال والمصور لسلامة موسى ومحمود عزمى، واسماعيل مظهر وغيرهم، للدعوة للبهائيين وتيسير السبل للتغريب، وممارسة اللغة العربية والإسلام، ولولا ما بذله الرجل من جهد ما وجد أمثال مصطفى صادق الرافعى، والخضر حسين، عبدالعزيز جاويش وغيرهم من المجاهدين المخلصين مجالا للدفاع عن الإسلام.
لقد قام كل مخلص بدوره فى مواجهة الهجمة الأولى. فمن لهجمة اليوم ؟ وهى أشد شراسة، وأعتى أسلحة، وأعمق أثراً. وأخطر أسلحتها جميعا حالة الخواء الروحى. والفراغ الدينى. والغياب الفكرى والثقافى. الذي يتيح لباطلهم المزخرف أن يمتد فى فراغنا، وأن يتمكن من قلوب شبابنا وبناتنا، على أيدى زمرة المستغربين الذين ما كان لهم أن يوجدوا إلا فى غياب المؤمنين الصادقين.
وإذا كان الأستاذ." فهمى هويدى " قد أطلق على هؤلاء الخائنين لتراثهم وأمتهم وصف " طوابير المنهزمين " وأسماهم غيره " أصحاب ثقافة الإستسلام " فإن الله سبحانه وتعالى قد أسماهم " المنافقين" وحدد أوصافهم بقوله (بَشِّرِ المُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً. الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ المُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ العِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعا (5
لقد حددت الآية الكريمة ملامحهم، وأظهرت حقيقتهم، وفضحت أسرارهم وكشفت مقاصدهم وأهدافهم، وسخرت من هذا الهدف الذليل الدنيء فىاستفهام تهكمى ساخر "أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ العِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً"
إن المسارعة إلى الأعداء رغبة فيهم أورهبة منهم، لاتصدر إلا عن قلب مريض خالى من الإيمان بالله، والثقة فيه وحب التوكل عليه " (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ (6
إنه مرض يصيب النفس فيفقدها مقومات المروءة والرجولة، تلك المقومات التى تمنع صاحبها من أن يسعى فى تحقير أصله ووطنه، ويعلى من شأن أعدائه وقاتليه "ولو أنه وثق بنفسه، واعتز بشخصيته، وأخذ ما تعلمه مأخذ الناقد الممخص، لاستبانة له الحقائق، ولأهدى لأمته خيراً كثيراً، ولكنه ألقى بكل ذلك عن كاهله، وألغى وجوده وإرادته، وأسلم نفسه لسادته يملاؤنها بما يشاؤون. ويفرغون منها ما يريدون... وهذا شر أنواع الإستعباد لأنه الفناء التام للشخصية، ومن هنا تجد صاحب الثقافة الأمريكية يتغنى بأمريكيته، وصاحب الفرنسية يمجد فرنسيته، ومن تعلم فى انجلترا الإنجليز مثله الأعلى وهكذا... وحسبك من هؤلاء جهلا وضلالة، بل عمى وبلادة - أن أحدهم لايشرع قلماً يعيب به على سادته أنهم يستذلون الضعفاء، ويحتلو ن أوطانهم، ويستأثرون بثرواتهم، بل أنه لا يكتف عن التغنى بما يتوهم لهم من مزايا ومآثر.." ( 7)
إن مثل هؤلاء الكتَّاب. اللذين عميت بصائرهم وانتكست فطرتهم وفسدت ضمائرهم وقلوبهم، لن يجدى معهم التناصح وبيان الحق (فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ المَوْتَى وَلاَ تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ. وَمَا أَنْتَ بِهَادِ العُمْيِ عَن ضَلالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ( 8 وإنما لابد من مواجهتهم والتصدى لعمالتهم، ومحاصرة سمومهم، حتى لا يخلصوا إلى قلوب العامة، فيفسدوا فيهم اعتزازهم بدينهم، وثقتهم فى خالقهم، ويقينهم بربهم سبحانه وتعالى.
إن الهجمة شرسة , والمعركة حامية، وهى معركة ولاء لله وبراء من أعدائه، ولن يصمد فيها إلا المخلصون الصادقون، فانظر أين مكانك فى كتائب المجاهدين الصادقين.(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ ( 9
الهوامش
(1 )مستقبل الثقافة فى مصر - طه حسين - فقرة 9 ص41
(2 )المصدر نفسه.
( 3)الإتجاهات الوطنية فى الأدب المعاصر جـ2 د / محمدمحمد حسين ص217. مؤسسة الرسالة لسان العرب 1/206، تاج العروس 1/144 .
(4 )صفات من تراث الإسلام - أنور الجندى - و الإعتصام لسان العرب 1/206، تاج العروس 1/144 .
( 5)النساء آية (138/139)
( 6)المائدة آية (52)
( 7)تذكرة الدعاة - الخولى - صـ38 مكتبة الفلاح
(8 )سورة الروم - آية (52/ 53)
(9 )العنكبوت آية (96).
دكتوراه في اللغة بكلية دار العلومجامعةالقاهرة