مساعدات السعودية للانقلاب: أرز خالٍ من الدسم!
(21/12/2015)
كتب: أسامة حمدان
محتويات
مقدمة
حالة من الغضب الشعبي اجتاحت جميع أنحاء مصر، بعد أنباء أفادت بتعهد السعودية بتقديم مساعدات للسيسي ونظام الانقلاب العسكري تصل إلى 30 مليار ريال، على مدى السنوات الخمس القادمة، وضخ استثمارات في شرايين جمهورية العسكر.
حالة التشنج نتجت عن "المبالغة" في تحليل الموقف السعودي الأخير، بما يتخيل معه القارئ أن الرياض ستضخ 8 مليارات دولار مرة واحدة في شرايين الانقلاب، وسترسل بأساطيل من السفن لا أول لها ولا آخر محملة بالمنتجات البترولية، وفي مقدمتها البنزين والسولار والغاز، وستعيد أمجاد رسوم المرور وإيرادات قناة السويس!
شبح شرم الشيخ
وبات السؤال الذى لا يفارق طاولة الثوار:
- "ما مصير المبادرة السعودية الأخيرة؟ وهل ستخرج للنور أم ستضاف لوعود مؤتمر شرم الشيخ الذي تبخر؟".
سياسيون ونشطاء أبدوا استياءهم من موقف الملك سلمان والنظام السعودي بصفة عامة، على الدعم الأخير لنظام الانقلاب العسكري بمصر، خصوصا مع اقتراب الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير.
وتساءل النشطاء:
- "لماذا لم تدعم السعودية نظام الرئيس الشرعي المنتخب الدكتور مرسي لتستقر البلاد بأحرج فترة انتقالية للديمقراطية بتاريخ مصر بعد ثورة 25 يناير؟ ولماذا دعمت السعودية انقلاب الجيش المصري على الشرعية وثورة 25 يناير وإرادة الشعب؟ أليس هذا تدخلاً أشبه بالاحتلال؟!".
وقال نشطاء:
- "نرفض جملة وتفصيلاً أي مساعدات سعودية لنظام الانقلاب العسكري، لأنها تضر بمصر وشعبها، ولا تفيد إلا السيسي الخائن الفاسد، والأفضل أن تنفق أموال السعودية على السعوديين وفقراء المسلمين".
وفي خضم الغضب من قرار المساعدات تخطى الجميع حقيقة أن مليارات الدولارات التي ضخت في شرايين الانقلاب، ذهبت كلها إلى حيث لا يعلم أحدًا، ولم يستفد منها الشعب ولو بدولار واحد، مثلها مثل إطلاق التفريعة الجديدة لقناة السويس ومؤتمر شرم الشيخ
حينما بشر الانقلاب المصريين بأنهم سيأكلون الشهد وسيشربون العسل، وأن مئات المليارات من الدولارات ستتدفق على البلاد عقب إطلاق التفريعة وانتهاء المؤتمر، وأن كل مشاكل مصر الاقتصادية والمعيشية والحياتية سيتم حلها بمؤتمر سحري و"قناة جديدة"، وهو ما ثبت عكسه تمامًا.
غضب الثوار
وفيما يتمنى الشارع الثوري وأنصار الشرعية ألا تأتي مساعدات خليجية، في ظل النظام القائم؛ لأن هذا الدعم يعني استمرار القمع والسجن التنكيل والاعتقال والإعدام والفساد، وهو ما يلخص الخوف من ضخ ولو دولارًا واحدًا في شرايين الانقلاب؛ لأن فساد الانقلاب يأكل الأخضر واليابس، والشعب لم يستفد شيئًا من منح ومساعدات نقدية ونفطية تجاوزت قيمتها 50 مليار دولار ضختها دول الخليج منذ الإطاحة بالرئيس الشرعي محمد مرسي في 3 يوليو 2013 وحتى وقت قريب.
ويرى مراقبون أن عدم إعلان المملكة في المبادرة الجديدة عن منح الانقلاب مساعدات نقدية مباشرة "رز" على غرار ما تم منذ 3 يوليو 2013 وحتى قبل أشهر قليلة، أو حتى منح "السيسي" وديعة أو قرضًا مساندًا بسعر فائدة يعادل الأسعار الممنوحة على القروض الدولية أو حتى قريب منها، كما جرى في شهر أبريل الماضي حينما منحت السعودية الانقلاب قرضًا بملياري دولار وبسعر فائدة 2.5% سنويًّا، مؤشرًا على أن "الرز" هذه المرة خالٍ من الدسم.
المصدر
- تقرير: مساعدات السعودية للانقلاب: أرز خالٍ من الدسم! موقع بوابة الحرية والعدالة