محمد عبد القدوس يكتب: هدية ثمينة لكل الرافضين للوضع القائم
هذا القرار الغريب الشاذ الذي لم يسبق له مثيل في تاريخ مصر حتى ولا العالم كله؛ والذي يقضي بإحالة أوراق 529 شخصا إلى المفتي تمهيدا لإعدامهم أساء إلى بلادي أبلغ إساءة، لكنه في الوقت نفسه كان بمنزلة هدية ثمينة لكل الرافضين للوضع القائم في مصر الذي قام على أنقاض الإطاحة بالرئيس المنتخب.. لذلك أقول بالنيابة عنهم جميعا للمستشار صاحب هذا الحكم واسمه سعيد يوسف صبري: شكرا لك!!
وإذا سألتني عن الفوائد التي عادت على المعارضة من جراء القرار الجائر الصادر من هذا المتعسف الذي يعتلي منصة القضاء، فإن أول فائدة أنها كشفت الوجه القبيح للحكم الانقلابي بطريقة غير متوقعة أبدا؛ فلا توجد دولة محترمة في العالم تصدر فيها مثل تلك الأحكام الهزلية.
والأمر الثاني التأكيد على أنه توجد مشكلة حقيقية في القضاء، وهذا ما يشكو منه الأحرار دوما في بلادي بعد الانقلاب؛ حيث كان من الواضح أن قضاءنا فقد استقلاله.
وأنه في خدمة السلطة الحاكمة؛ حيث تقوم النيابة مكان قانون الطوارئ في حبس المعارضين، وجاء القرار الشاذ ليزيد الطين بلة، ويكشف بمزيد من الوضوح الوجه القبيح للقضاء المصري.
وأخيرا فإن الكثيرين من المتعاطفين مع الانقلاب أصابتهم صدمة من تلك "المصيبة" القضائية وأعلنوا رفضهم لها، وبدا واضحا أنهم وجدوا أنفسهم في المكان الخطأ.
المصدر
- مقال:محمد عبد القدوس يكتب: هدية ثمينة لكل الرافضين للوضع القائم موقع: إخوان الدقهلية
