ماذا لو فشل الحوار الوطني؟؟؟؟

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
ماذا لو فشل الحوار الوطني؟؟؟؟


بقلم : وليد العوض

بدأت مسيرة الحوار الوطني التي انطلقت كحوار وطني الشامل في 26-2- 2009 تخرج عن إطارها وتتجه للحوار الثنائي ومن المعروف أن الحوار الشامل حقق تقدما ملموسا حيث تم الاتفاق على تشكيل ستة لجان عملت لمدة عشرة أيام منذ 10- 3- 2009 ولغاية 20 -3 - 2009 وفي تلك الحوارات المطولة برزت نقاط خلاف جرى ترحيلها لمزيد من للبحث والتشاور عيد التذكير بهاا مرة أخرى لأهميتها وتتلخص فيما يلي:

1- الجملة السياسية في برنامج حكومة التوافق الوطني الانتقالية، يدور الخلاف حول كلمتي احترام والتزام حيث تؤكد حركة حماس أنها لا يمكن أن تقبل غير احترام الاتفاقات التي أبرمتها منظمة التحرير الفلسطينية ، بينما تؤكد حركة فتح أن الجملة السياسية في برنامج الحكومة المقبلة لابد وان تكون الالتزام بالاتفاقات التي أبرمتها منظمة التحرير الفلسطينية.

2 –منظمة التحرير الفلسطينية

المرحلة الانتقالية لحين إجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني، تصر حركة حماس تصر على أن تكون اللجنة العليا المنبثقة عن إعلان القاهرة 2005 بمثابة قيادة مؤقتة لشعبنا (مرجعية) بينما ترفض حركة فتح ذلك وتعتبره محاولة لإيجاد بديل عن منظمة التحرير وهيئاتها القائمة

3 – الانتخابات

حماس تتمسك بان تجرى الانتخابات القادمة وفقا لقانون المناصفة بين الدوائر والتمثيل النسب الكامل أو رفع نسبة الحسم إلى 10 % كما تحاول المماطلة في موعد إجراء الانتخابات، بينما تطرح حركة فتح والفصائل الاخرى إجراء الانتخابات وفق التمثيل النسبي الكامل لكن فتح قد لا تمانع من المناصفة والالتزام بموعدها المحدد.

4 – الأجهزة الأمنية0 (وحدة الأجهزة الأمنية) تتمسك حركة حماس بما إقامته من أجهزة أمنية في قطاع غزة ويمكن أن تقبل بضم بعض العناصر من الأجهزة قبل الانقسام وإصلاح الأجهزة الأمنية في الضفة،

بالإضافة إلى تمسكها بان تكون مرجعية قوى الأمن رئيس الحكومة وليس الرئيس، بينما تتمسك فتح وغالبية القوى بعودة الأجهزة الأمنية قبل الانقسام الى عملها وتقبل في نفس الوقت بضم الأجهزة التي أقيمت في غزة على أن يعاد بناء الأجهزة كلها على أسس مهنية غير فصائلية وتتمسك بان تكون مرجعية قوة الأمن حسب القانون مهام حفظ الأمن الداخلي والشرطة والدفاع المدني للحكومة أما الأخرى فالمرجعية للرئيس،

إن هذه النقاط ما زالت عالقة وتستوجب الحل بما يفتح الطريق لإنهاء الانقسام ،ولكن من الملاحظ انه بعد انتهاء جولة الحوار الوطني الشامل المشار لها أعلاه، بدأ الحوار يخرج عن كونه شاملا ويجنح نحو الثنائية بين فتح وحماس وقد عقدت جلسة حوار ثنائي بين فتح وحماس بتاريخ 2- 4 في القاهرة لم تستطيع حل قضايا الخلاف، وستعقد جلسة أخرى اليوم في 27-4 في مسعى أخر لإيجاد حلول للقضايا العالقة،من خلال ما تقدم نستطيع القول انه جرى تجميد مسار الحوار الوطني الشامل واعتمد الحوار الثنائي بديلا عنه وقد خرج قطار الحوار عن سكته التي انطلق عليها كحوار وطني شامل شارك الجميع في رسم إطاره العام في 26 -2-2009إطاره العام وتم تحديد مهامه والجدول الزمني لذلك تم تشكيل لجان للحوار حققت تقدما ملموسا في ملفات البحث، و ما يجري ألان يمثل نكوصا على ما تحقق بل ويحمل مخاطر تقديم صيغ ومقترحات قد تؤدي إلى ترسيم وتشريع الانقسام،

لذلك لا بد إعادة الحوار إلى سكته وإطاره الصحيح كحوار وطني شامل باعتبار أن قضايا الخلاف لا تخص فتح وحماس فقط بل تخص الكل الوطني وقد ثبت بالملموس أن الحوار الثنائي بين فتح وحماس فشل فشلا ذريعا في إيجاد الحلول بل عمقها وأزمها بينما نجح الحوار الوطني الشامل في إحراز تقدم كان لابد من البناء عليه وتطويره، أما فيما يتعلق بنقاط الخلاف العالقة وكما هو معلوم فقد تم تأجيل جلسة الحوار الشامل آنذاك على أن تقدم الفصائل تصوراتها لحل الخلافات ونعتقد أن الجميع بلور مقترحات تسهم في تعزيز التقدم والبناء على ما تحقق من انجازات خلال جولة الحوار الشامل، وتساعد على مغادرة حالة المراوحة وتجنب الجميع تبني اقتراحات يمكن إن تؤدي إلى شرعنة الانقسام وترسيمه إضافة إلى مثل تلك المقترحات غير ممكنة التطبيق فعليا،

وفي هذا المجال مع كامل التقدير لدور مصر وجهدها وحرصها على إنهاء الانقسام نعتقد بأنه لا بد من دعوة لجنة التوجيه العليا للحوار لمناقشة ما وصل إليه على أن يتحمل الجميع مسؤولياته في تقديم مقترحات ومخارج ملموسة وعملية لإنجاح الحوار واستعادة الوحدة، أما في حال فشل الحوار لا سمح الله تعذر الوصول إلى إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة عبر الحوار، فإننا ندعو لاعتماد خيار الاحتكام للعملية الديمقراطية والتوجه إلى صناديق الاقتراع في موعد أقصاه 25 – 1- 2010 وحسبما تم الاتفاق عليه خلال عمل اللجان منتصف آذار الماضي والبدء بإجراء الترتيبات والاتصالات اللازمة لضمان نجاح ذلك، وليقول الشعب كلمته الحاسمة في الخروج من المأزق.

  • وليد العوض

عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


المصدر