لبنان: الجماعة الإسلامية تستعد للانتخابات النيابية
بيروت- حسان العمري
دراسة ملف الانتخابات

بدأت الجماعة الإسلامية في لبنان دراسة ملف الانتخابات النيابية القادمة،والتي من المقرر أن تكون في شهر إبريل القادم، وتستهدف الجماعة تحديّد رؤيتها وموقفها من المشاركة فيها أو مقاطعتها وصياغة تحالفاتها،غير أن موقفها النهائي سيظل مرتبطًا بقانون الانتخاب الذي لم يصدر بعد.
ويؤكد نائب الأمين العام للجماعة الإسلامية- إبراهيم المصري- في تصريحات خاصة لـ (إخوان أون لاين) أنه "من البديهي القول إن الجماعة الإسلامية تشارك في أية انتخابات تمثيلية تجري في لبنان، سواء كانت نيابية أو بلدية أو غيرها.
وقد شاركت الجماعة في الانتخابات النيابية منذ عام 1972م،وكان لها مساهمة مقدّرة في هذا المجال، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن تكون المشاركة حتمية؛لأن السؤال الذي يطرح في مثل هذه الحال:هل يمكن أن تقاطع الجماعة الانتخابات النيابية؟".
د المصري أن الجماعة قد تتخذ قرارًا كهذا،إذا جاء قانون الانتخاب مصادمًا لمصالحها الانتخابية،أو إذا كان جائرًا في تمثيل المواطن اللبناني،ولفت إلى أن الجماعة قد تشارك في دائرة دون أخرى بناءً على قانون الانتخاب الذي ينتظر صدوره،واعتمادًا أيضًا على وضع الجماعة في تلك الدائرة وإمكانية قيام تحالفات فيها.
آلية اتخاذ القرار
وعن آلية اتخاذ القرار في الجماعة، ولمن يرجع القرار في المشاركة أو المقاطعة؟أوضح المصري أن "مبدأ المشاركة أو المقاطعة تتخذه أجهزة الجماعة المركزية،بمعنى أن المكتب العام للجماعة (قيادتها المركزية) يقرر إطلاق الحملة الانتخابية، ويعتمد برنامجًا انتخابيًا في بداية الحملة"،ويضيف: "أما عملية مشاركة دائرة من الدوائر أو عدم مشاركتها،ومن يكون مرشحًا هذه الدائرة،فهذا قرار يعود إلى قاعدة الجماعة في تلك الدائرة بالذات".
ويعتبر نائب أمين عام الجماعة أن جدوى مشاركة الجماعة في الانتخابات النيابية ليست مجرد تعليق آمال على تحقيق نتائج الفوز،بل تغتنم الجماعة "فرصة الحملة الانتخابية لتؤدي من خلالها واجبها الدعوي والسياسي، فتطرح رؤاها المتعلقة بمستقبل البلد من خلال الاحتكاك الذي توفره الحملة الانتخابية بالناس".
واعتبر المصري أن الحملة الانتخابية هي "مناسبة دعوية سياسية من أجل نشر فكر الجماعة وتسويقه على الساحة اللبنانية،أما موضوع الفوز فهذه قضية تأتي بالدرجة الثانية،وهي خاضعة لاعتبارات كثيرة في لبنان أهمها قانون الانتخابات".
وترى الجماعة الإسلامية على لسان نائب أمينها العام أن "لبنان بلد غير عريق في إطار صياغة قوانينه الانتخابية،ولطالما انتظرت الحكومة ربع الساعة الأخير لتقدم قانونًا يخدم مصالحها ومصالح المجموعة السياسية الحاكمة،وليس بالضرورة أن يحقق التمثيل العادل للقوى اللبنانية أو يخدم مصالح الوطن والمواطنين".
وتفضل الجماعة القانون الذي يعتمد النسبية مع الدائرة الموسعة وصولاً إلى اعتماد لبنان دائرة انتخابية واحدة، "لكن بما أن هذا غير ممكن في هذه المرحلة،فنحن نفضل الدائرة الوسطى مع اعتماد النسبية".
تحالفات الجماعة
وكانت الجماعة قد تحالفت مؤخرًا في الانتخابات البلدية مع الرئيس رفيق الحريري (رئيس الوزراء حينها) في الجنوب، وتحالفت في الشمال مع المعارض- حينها- الرئيس عمر كرامي (رئيس الوزراء الحالي)،وعن إمكانية استمرار هذه التحالفات يشير القيادي في الجماعة أن "الانتخابات البلدية لم تكن تحمل طابعًا سياسيًا،وتحالفنا مع الرئيس الحريري أو الرئيس كرامي لم يحمل توافقًا على نهج سياسي معين"،ويعتبر أن "الميدان مفتوح لتحالفات مع هذا الفريق أو ذاك،لكن مع الأسف الشديد لا يمكن الكلام عن تحالفات قبل صدور قانون الانتخابات وتقسيم الدوائر في المناطق؛لأن المرشح الآن لا يعرف الدائرة التي سوف يعمل فيها،هذا على مستوى كل الساحة اللبنانية".
يُذكر أن الجماعة كانت قد حققت فوزًا لافتًا في بعض المناطق اللبنانية في الانتخابات البلدية التي أجريت ربيع السنة الماضية،وأثبتت حضوراَ شعبيًا واسعًا، ويتشكل حضور الجماعة الأساسي في المناطق التي تحظى بأكثرية مسلمة سنّية،ولاسيما شمال لبنان،كما تنتشر الجماعة في الجنوب (صيدا والعرقوب) وفي بيروت وفي إقليم الخروب والبقاع الغربي وبعلبك.
ويلفت المصري أنه ليس بالضرورة أن يقتصر ترشيح الجماعة على الوجوه القديمة؛ ويعزو ذلك إلى رغبة قواعد الجماعة،وبمدى القبول الذي يلقاه مرشحو الجماعة،سواء من قاعدة الجماعة التنظيمية أو قاعدتها الشعبية الانتخابية،ويعتبر أنه "من البديهي جدًا أن يكون هناك ترشيح لوجوه جديدة،لأن هذا مرهون بتطور البنية التنظيمية في الجماعة والحياة السياسية على الساحة اللبنانية".
المصدر
- تقرير:لبنان: الجماعة الإسلامية تستعد للانتخابات النيابية موقع : إخوان أون لاين