كلاب الحراسة وحراسة الكلاب
بقلم: د. عز الدين الكومي
لقد استفزني كثيرا خبر نشرته الصحف الانقلابية، وروج له الإعلام الانقلابي، إعلام مسيلمة الكذاب، عن استقدام 1400 كلب من دولة بلجيكا لتأمين احتفالات ترعة الفنكوش !!
هذا الخبر جعلني أشفق على هذه الكلاب المستوردة، والتي ستطالب بعد مدة ليست بالطويلة بطلب اللجوء السياسي لأي دولة أو العودة إلى بلجيكا.
قلت في نفسي: هل وصل الأمر بسلطة الانقلاب أنها فقدت الثقة حتى في الكلاب المصرية وهي كثيرة ووفية للسلطة الانقلابية ومستعدة أن تضحي بالروح وبالدم وتفدي الزعيم المفدي؟.
لكن ما أحزنني حقا في هذا الخبر هو أن المملكة المصرية في عام 1918 أرسلت إلى مملكة بلجيكا معونة قدرها 600،000 فرانك فرنسي، حيث نشر المؤرخ الدكتور أشرف صبري وثائق تاريخية على موقع مجلة اللطائف المصورة توضح تفاصيل المعونة التي أرسلتها مصر إلى بلجيكا في عام 1918، وتمثلت الوثائق في الشيكات التي أرسلتها مصر إلى بلجيكا.
ورسالة بخط يد ملكة بلجيكا، وأخرى لسكرتيرة الملكة، وطبقًا للوثائق المنشورة، ففي سبتمبر من عام 1918 آخر أعوام الحرب العالمية الأولى، أرسلت مصر أكثر من 600 ألف فرنك فرنسي لإنقاذ الشعب البلجيكي من الفقر ومرض السل، بل واستمرت في إرسال الأموال بعد ذلك، وبعثت جلالة الملكة إليزابيث ملكة بلجيكا رسالة بخط يدها تعرب فيها عن عظيم كرم الشعب المصري، وما قدمه للشعب البلجيكي خلال الحرب العالمية الأولى.
وهو ما يستوجب على الشعب البلجيكي أن يرد الجميل للشعب المصري الكريم، إذا احتاجت مصر لبلجيكا في يوم من الأيام، أما سكرتيرة جلالة ملكة بلجيكا فبعثت هي الأخرى بخطاب شكر على إنقاذ مصر للشعب البلجيكي، معلنةً فيه أن بلجيكا ستدون هذا العمل الجليل في الكتاب الذهبي لها، ليعلم العالم من كان يساند بلجيكا.
وأوضحت في رسالتها أنه تم تقسيم هذه الأموال إلى 3 أقسام منها، ١٦٥ ألف فرنك لحساب الملكة الشخصي باعتبارها رئيسة الممرضات، وللإنفاق منها على تمريض ضحايا الحرب و٢٥٠ ألف فرنك لشراء الغذاء الكافي للجنود، و١٥٠ ألفا لشراء ملابس عسكرية للجنود في الشتاء.
وبعد 97 سنة من المنحة والمعونة الملكية المصرية لدولة بلجيكا مصر، وبعد 63 سنة من الديكتاتورية وحكم العسكر والحكم الشمولي وتقديس الفرد الزعيم الرئيس الملهم، فإن مصر ما زالت تتلقى البطاطين والملابس المستعملة من دولة نكرة اسمها دولة المؤامرات المتخلفة وتنتظر منها معونة الشتاء.
ولما كان رد الجميل من شيم الكرام، قررت المملكة البلجيكية أن ترد الجميل لمصر وشعبها بعد 97 سنة، حيث أرسلت بلجيكا 1400 كلب من الكلاب المدربة والمميزة لتأمين الاحتفلات وحراسة الضيوف من الإرهاب والكباب المحتمل، لكن يبدو أن الكلاب البلجيكية مدربة على حقوق الإنسان أيضا، واحترام الغير، وقبول الرأي والرأي الآخر، فرفضت النزول في مطار القاهرة، وقررت العودة من حيث أتت، وأنها لن تنزل من الطائرة وتلوث سمعة الكلاب ووفاءها، بل تطالب الشعب بالنزول يوم الجمعة القادم ليعطوها تفويضا وأمرا ضد الإرهاب المحتمل.
وبعد "أخذ ورد وعض وهوهوة" وافقت الكلاب، لكنها أعلنت أن بقاءها في هذه البلاد الانقلابية مؤقت، وإذا أصرت السلطات الانقلابية على بقائها أكثر من ذلك سترفع الأمر إلى "بان كي مون" لكي يعرب عن قلقله على حالة الكلاب البلجيكية في البلاد الانقلابية، وسيرفع الأمر إلى الجهات المعنية، وربما يستخدم الفصل السابع والثامن والتاسع وكل الفصول الأربعة إذا لزم الأمر!!!.
من جهته قرر سمير صبري، المحامي، تقديم شكوى ضد الكلاب البلجيكية لمحكمة الأمور المستعجلة جدا في مدينة نصر؛ بحجة أنها متعاطفة مع الإخوان، لكنه فوجئ بأن مستشار المحكمة طالع بالملاية اللف وبيغنوله "يا حلوة يا أم الملايا اللف"!!
المصدر
- مقال:كلاب الحراسة وحراسة الكلاب موقع: إخوان الدقهلية