قبل أن يجف دم الرجل
بقلم: أ. سالم الفلاحات
قبل أن ينتهي العزاء، وقبل أن تُرفع الأعلام بعد تنكيسها، وقبل أن تنتهي معلقات المديح في أعلام السلطة للرئيس الراحل، وقبل أن يستفيق الناس من هول الصدمة التي تحفهم ولم يعرفوا سببها بعد، وقبل أن يأخذ المسئولون الجدد مواقعهم بصفة شرعية "ديمقراطية!!"، وقبل أن ينسى الناس مجازر اليهود في غزة: حنَّ الأوسلويون إلى لعبتهم الأولى التي دمرت أسود الشعب الفلسطيني واحدًا واحدًا وشرعنت للاحتلال الصهيوني لفلسطين.
أوسلو أو "السَّلْوى" أو "التسلية" التي استمرت اثنا عشر عامًا ولم يحصد منها الشعب الفلسطيني إلا مزيدًا من المستوطنات وآلاف المعتقلين والبيوت المهدمة على رؤوس أصحابها واصطياد شباب الانتفاضة الأبطال واحدًا واحدًا ثمَّ حملات التصفية للقيادات السياسية الإسلامية والوطنية المجاهدة التي لم يكن الشيخ أحمد ياسين ود. عبدالعزيز الرنتيسي آخرها.
ولم يكتف شارون في ظل أوسلو التسلية بهذا بل ابتدع بناء جدار لم يستطع أحد إيقافه وهو مستمر حتى اليوم يبتلع الأرض ويقسم القرية الواحدة.. لم يكتفِ بهذا كذلك بل اشترط التنازل حتى عن المطالبة بحق العودة والتعويض وحق المطالبة بالقدس "أي قدس مهما كان موقعها" عاصمة لدولة فلسطين الأوسلوية، وليس فلسطين التاريخ والعرب و الإسلام ، ولربما يكون هذا الذي من أجله حصروا السلطة فيه ثم في جحر في رام الله وحاصروا الرئيس في المقاطعة ثم دسوا له السم في الغالب.
يهلل عشاق أوسلو وأوسلو فقط التي تُعني الطائرات والفنادق والصور والفضائيات والمياومات والعيش على الأمل القادم يهللون لاستعداد شارون مقابلتهم والحوار معهم، وكأن حوار العقد الماضي غير كاف ولا بد من إعادته من جديد.
أوراق أوسلو التي مزقت الشعب الفلسطيني وقسمته إلى معتدل ومتطرف حتى من مؤيدي مشروع التسوية أنفسهم.
مزقته إلى مقاومة بما تيسر من سلاح وإرادة وعزم وتصميم ووفاء لأرواح شهداء فلسطين منذ قرن من الزمن ومصير هؤلاء الشهادة أو السجن والويلات والتشريد من البيوت وعيش الأطفال في العراء، وفرقة أخرى مفرقة أيضًا يصل بعضها إلى حد قبول ما لا يقبل شريطة أن يقبل الصهاينة ولن يقبلوا أخيرًا لأن همهم الحقيقي الإستراتيجي أن تكون لهم فلسطين كلها بلا شعب آخر غير اليهود.
أوسلو التي مزقها شارون ثم مزق الممزق مرة أخرى، وأعلن دفنها بخارطة الطريق ثم مزق الخارطة مرة أخرى ثم أعلن رئيس السلطة الراحل موتها.
ثم يأتي الأكثر إخلاصًا لأوسلو في الأرض ليعيد الملهاة مرة أخرى، فأوسلو هي الهدف والغاية والمبتدأ والخبر، لعل جيلاً ينقضي يتسلى بأوسلو بينما تُبتلع فلسطين في كل يوم ويزداد الطمع الصهيوني بإمكانية امتلاكها كلها إلى الأبد.
والأكثر إيلامًا أن يطرب الأوسلويون لمقولة أن عرفات هو الذي كان حجر عثرة أمام التسوية وصنع السلام، ثم تجد في الشعب الفلسطيني مَن يُعطي أمثال هؤلاء الثقة في مستويات قيادية متعددة، ولا رهان على بقية ملهاة الانتخابات التي ستعقد بعد شهر، وسيكتب لها النجاح وسيشهد العالم بشفافيتها لصالح محمود عباس، وستفاخر بها السلطة العالم كلها وسيحقن الدم الفلسطيني والوحدة الفلسطينية لا لتحرير فلسطين إنما لتنجح أوسلو، بمعنى أن يرضى شارون وآله، أمَّا تحرير فلسطين فله مشروع آخر لم يطرح رسميًّا بعد وعسى أن لا يكون بعيدًا.
المصدر
- مقال:قبل أن يجف دم الرجلإخوان أون لاين
Locally Advanced Breast Cancer..., http://www.facebook.com/notes/healthy-diet-products/smart-barleans-organic-oils-extra-virgin-coconut-oil-16-ounce-jar-price/210931995653191?ref=nf Barlean's Organic Oils Extra Virgin Coconut Oil, 16-Ounce Jar, 859618, http://www.facebook.com/notes/healthy-diet-products/today-chia-seeds-3-pound-chemical-free-coupon/210929392320118?ref=nf Chia Seeds 3 Pound (Chemical Free), ukaoxn,
