عنتر ولبلب..القلم الرابع .. بقلم رمضان الموصل
بتاريخ : الأربعاء 25 ديسمبر 2013
في ذاكرة السينما المصرية رائعة تحمل عنوان "عنتر ولبلب" لمحمود شكوكو وآخرين حاولوا فيها تجسيد الصراع بين الخير والشر لكن بصورةٍ خفيفةٍ لطيفةٍ لاتخلوا من حبكةٍ درامية، وربما يراه البعض تافهاً أو سطحياً عكس ماأظن أو أقرأ...
فمثلاً لقد كان القلم الرابع الذي صفعه "لبلب" الغلبان لـ "عنتر" المفتري في غرفة نومه قبل انتهاء الوقت الأصلي بثانيتين فقط نقطة تحول في مسيرة كفاح "لبلب" للتغلب على "عنتر" والفوز بالكازينو وفتاة أحلامه معاً، إذ كانت صدمة "القلم" وتوقيته ومكانه مبرراً كافياً لـ "عنتر" كي يثور هائجاً على "شريكة" حياته التي حاولت أن تساعده لتمنع عن وجهه يد "لبلب" التي لم ترحمه على مدار الأيام الثلاثة الفائتة، ولم تشفع لها جهودها التي بذلتها في خداع "لبلب" وصديقه وعزلهما في الصحراء حمايةً لصدغ عنترها، وقرر "عنتر" طرد "شريكة" حياته "أنيسه" من حياته لأنه اعتبرها السبب في القلم الرابع.
ويعد الرابع نقطة تحول لأسباب عدة، إذ أن توقيته فارق في استمرار التحدي بين الغريمين فلك أن تتخيل أن الثانيتين المتبقيتين قبل أن تدق ساعة الحائط معلنةً انتهاء اليوم قد مرتا، بالطبع كان "لبلب" سيخسر التحدي مع "عنتر" وتضيع عليه إنجازاته التي حققها في الأيام الثلاثة الأولى للتحدي، إلا أن قبلة الحياة التي حصل عليها "لبلب" بتمكنه في آخر لحظة من صفع "عنتر" أحيت من جديد التحدي الذي بينهما، ومنحته أملاً جديداً في كسب الرهان، لكن التحول الحقيقي كان في انضمام "أنيسة" "شريكة" حياة "عنتر" إلى المعسكر المعادي له وتطوعها للتعاون مع "لبلب" لينتصر على "عنتر"، ولم لا وقد خسرت كل شيء مع "عنتر" رغم تضحياتها....!!
بالطبع لم تنبري "أنيسة" لمساعدة "لبلب" لوجه الله أو من أجل سواد عيونه، لكنها بالأساس تحاول أن تحقق مكاسبَ خاصةٍ أقلها الاحتفاظ بزوجها وشريك حياتها "عنتر"، ولم تظهر عظمة تعاون "أنيسة" مع "لبلب" إلا عندما حذرته برسالةٍ مع أحد الصبية من الحارة تكشف له فيها عن خطورة التفاوض الذي يجريه معه مندوب عنتر وحماه المنتظر.
وأن هذا التفاوض ماهو إلا خداع الهدف منه تفويت الفرصة على "لبلب" في اليوم السابع حتى يخسر الرهان وتضيع عليه كل جهوده في الأيام الستة، وهنا لابد أن نرصد اللحظة التي قرر فيها "عنتر" ومستشاريه الدخول في تفاوض مع "لبلب" .
لقد كان ذلك بعد القلم السادس عندما لم يبق على الحلو إلا "تكة" وكلها قلم ويضيع الكازينو ولوزة معاً، حتى "لبلب" ورفاقه من أهل الحارة كادوا أن يُخدَعوا ويقبلوا بالاتفاق الذي عرضه "مندوب عنتر" بدعاوى مختلفة أقلها "عصفورٌ في اليد" وآخرها "الرصيد والقنال" حيث كان العرض يتضمن أن يحصل "لبلب" على مبلغ (50 جنيه) تعويضاً عن الأقلام الستة التي أنجزها والتضحيات التي بذلها في سبيل تحقيقها.
بالإضافة إلا وعد غير مضمون بتزويجه من فتاة أحلامه "لاحقاً" في وعدٍ بدا من موافقة أبوها عليه أنه مكذوب ولن يفي به، كاد الاتفاق أن يتم ويوقع الطرفان عليه "بالأحرف الأولى" لولا رسالة "أنيسة" –شريكة حياة عنتر سابقاً- التحذيرية من عدم جدوى الاتفاق أو التفاوض لنية أصحابه خداعه وعلمها بذلك لقربها منهم، هنا أفاق "لبلب" وعاد لصوابه وأدرك الحقيقة التي لاتحتمل التأويل أو المساومة أو التنازل وانتفض معلناً (الاستقلال التام أو القلم السبعان) على حد تعبير "لبلب"، ويتمكن بعدها بمساعدة "أنيسة" من صفع "عنتر" القلم السابع وإنهاء حلمه وطموحه بالظفر بـ"لوزة" ، القلم السابع الذي كان مدوياً حيث صفعه إياه وهما بين السماء والأرض والجميع يتابعهم ويصفق له بتمكنه من تحقيق الإنجاز وإنهاء حلم عنتر.
لاتتوقف فوائد القلم الرابع عند هذا الحد كحدثٍ فارق، بل تتجاوزه، عندما نتابع كيف ضاقت بـ"لبلب" السبل ولم يتمكن من الهروب أو الزوغان بعد قيامه بمهمة صفع "عنتر" القلم الرابع ، ولم يجد مكاناً آمناً ليحتمي به إلا "سرير" عنتر نفسه، فاختبأ تحته في مغامرةٍ بدت غير محسوبة، لكن ذلك مكنه لاحقاً بعد نيل قسط من الراحة أن يحقق إنجازه الخامس ويصفع "عنتر" القلم بسهولة منقطعة النظير، حيث اتسم هذا القلم بانعدام التخطيط له وانتفاء أي جهد مبذول من "لبلب" أو مساعدة تذكر من أنصاره وأهل الحارة، ولاحتى غباء "عنتر" وأنصاره وحماقة تصرفاتهم، لقد وجد نفسه منفرداً بـ"عنتر" وصدغي "عنتر" بين كفيه بتمكن لم يصادفه من قبل، فصفعه قلماً ذات جودةٍ عالية، كان يمكن لـ"عنتر" أن ينكره!!
لأن أحداً لم يشاهده وهو يصفعه، فكل الأقلام السابقة كان لها شهوداً، حتى الرابع الذي وقعت أحداثه في غرفة نوم "عنتر" ولم يشاهده أحد فضحته "أنيسه" بعد قراره بطردها من حياته، إلا الخامس هذا ...فلقد كان في "حمام عنتر" وكان يمكنه ببساطة أن ينكر تلقي صدغه لصفعة "لبلب" لكنه لم يفعل، فقد كان عنوان "عنتر ولبلب" (الخصومة بشرف).
المصدر
- مقال:عنتر ولبلب..القلم الرابع .. بقلم رمضان الموصل موقع: إخوان الدقهلية