عمرو عبد الهادي يكتب: أبايع الخليفة البغدادي!

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
عمرو عبد الهادي يكتب: أبايع الخليفة البغدادي!

بتاريخ : الاثنين 01 ديسمبر 2014

عزيزي الثائر النصاب، والثائر المتقاعد، والثائر المختبئ خلف شعارات فارغة تقول، معركتي ليست الشرعية، بل هي ثورة يناير والقصاص للشهداء،" كيف حالك اليوم؟

مبارك عاد في احتفالية بهيجة داخل قاعة المحكمة، عاد ومعه رجاله مدججين بتاريخ : الأربعاء 26 نوفمبر 2014 في يوم 13 نوفمبر 2013 ، و قبل أن أغادر مصر إلى لبنان ، اتصل بي أحد معدي قناة سكاي نيوز الإيطالية ، و طلب مني إجراء مقابلة كأحد المعارضين للانقلاب العسكري في مصر، و أثناء المقابلة سألني المراسل الإيطالي سؤالاً مباشراً " ماذا تقول عن عنف و إرهاب جماعة الإخوان المسلمين ؟

فأجبته على الفور " أي إنسان مع اختلاف أيديولوجيته سواء كان يساريا أو ليبراليا أو علمانيا، أو ديانته سواء كان يهوديا أو مسيحيا أو إسلاميا، تمنعه الدولة من العمل فوق الأرض فمن المؤكد أنه سيحمل سلاحا و يعمل خلف الدولة و تحت الأرض.

في دلالة صريحة على أن العدالة الاجتماعية هي الحل .

و هنا أنهى المقابلة دون إكمالها، واعتقد أنه لم يذيعها من الأساس .

نحن بدأنا ثوراتنا سلمية، سواء ثورة تونس أو اليمن أو مصر أو سوريا، ويشهد العالم أن أول من تحرك هم الليبراليون أنفسهم، وكانت ثورات كرامة بالأساس، ولكن انحياز العالم للأنظمة الفاسدة الدكتاتورية التي صنعتها، جعل التجربة المباركية تتكرر.

فكما نجح مبارك في محو الطبقة الوسطى، وهو نفس السيناريو الذي حدث، ولكن مع الطبقة الوسطى المفكرة منذ اندلاع الثورات في العالم العربي، و انحياز العالم الغربي للأنظمة التي جاءت من أقصى اليسار المتطرف لتقضي على اليمين المتطرف, و في طريقها جعلت هذا اليمين المتطرف المحتمل واقعا مريرا ولكنه مقبول لدى البعض، وإذا كانت محتملا فالأنظمة العسكرية ليست بها محتمل فكلها دكتاتوريات متطرفة دموية عاشرناها عشرات السنين.

و أثناء مضي تلك الأنظمة للقضاء على اليمين المتطرف فأتت على الأخضر، واليابس , فدهست في طريقها اليمين المعتدل، بل أكثر من ذلك لقد قضت على اليسار المعتدل أيضاً, وجعلت كل من كان يؤمن بالتغيير السلمي يكفُر به، و لذلك رأينا سوريا تحولت إلى عنف صريح و اقتتال, و قبلها ليبيا آملين أن يحمى الله مصر و يديم علينا سلميتنا .

مع مرور الوقت اصطدمت بشخصيات ليبرالية و علمانية لم يجدوا لوسطيتهم مجالا فذهبوا طواعية إلى اليمين المتطرف هروباً من اليسار المتطرف, ولعل أبسط مثال زميلنا أحمد الدروي رحمه الله الذي مات في صفوف داعش فقد كان ضابطا في وزارة الداخلية المصرية ثم ثوريا منذ اندلاع الثورة إلى أن قام الانقلاب، وظهرت داعش, وهذا ما سيتكرر مع أهل سيناء.

فهل يشك أحد بعد كل الظلم الذي مر به أهلها, وهذا التهجير القسري , أن ينحاز أهلها للسيسي حال دخول الدولة الإسلامية مصر.

إن ما فعله السيسي يمكن أن يدفع 250000 مواطنا مصريا من الانضمام إلى تنظيم الدولة هرباً من بطش السيسي و ظلمه.

لقد التف الغرب على بكارة الثورات السلمية , و جعل من أنظمة وسطية ثيران لن يوقفها مصارع , و نيران ستطول ألسنة ألهبتها الجميع.

والسؤال الأن كم خلف السيسي، وباقي الأنظمة من وسطيين خلفه مستعدين أن يحملوا سلاحا ليثأروا لأنفسهم؟ وكم ليبرالي، وعلماني أصبح الأن في سوريا، ومصر مستعدون تفجير أنفسهم في بشار، والسيسي ؟ إن هذا السؤال مطروح للعقلاء إن تبقى منهم أحدا، و من يشعل النيران في الأخر، لا يتعجب بعد ذاك كيف أحرقته؟.

  • عضو مؤسس بجبهة الضمير

احة، إن اليوم عيد قومي بمناسبة وفاة الثورة واجتياز مصر المرحلة الثورية.. فما قولك؟

هل تتذكر وأنت تحشد الناس للمشاركة في ثورة 30 يونيو المضادة، بحجة أنها موجة جديدة لاستعادة حقوق الشهداء، وهتافك ضد العسكر والداخلية والإخوان والفلول "وحياة دمك يا شهيد.. ثورة تاني من جديد"؟.

ما شعور الدكتور جلال أمين، أستاذ الاقتصاد بالجامعة الأميركية والكاتب الكبير، وهو يشاهد ابتسامة المومياء المتوحشة، احتفالاً بانتصارها على ثورة يناير؟ جلال أمين هو صاحب أول ضربة معول في بنيان ثورة يناير، تمهيداً للانقلاب العسكري، إذ كتب بتاريخ 4 مايو/ أيار 2012 مقالاً تحت عنوان "الثورة المصرية: أسئلة بلا أجوبة"، يشكك فيه بتوقيت ظهور محمد البرادعي في مصر، كما يشكك في الشاب وائل غنيم العائد من أميركا للثورة، ثم يختتم مستدعياً نظرية المؤامرة للإجابة عن ثورة يناير.

لكن، الأهم هنا أننا نسأل رموز الثورة الكبار: محمد البرادعي- حمدين صباحي- عبد المنعم أبو الفتوح .. البرادعي أول من أعطى إشارة ضم فلول مبارك إلى معسكر الثورة، للمساهمة في القضاء على حكم مرسي.. حمدين صباحي أول من استقبل في مخيمات تياره بميدان التحرير أعضاء حملات "آسفين يا مبارك وعمر سليمان وأحمد شفيق"، وأسس لمبدأ كراهية الإخوان تجبّ ما قبلها.. وعبد المنعم أبو الفتوح خرج ولم يعد، وتحول من مشروع زعيم معارضة حقيقية إلى كاتب مرثيات ركيكة في المنتحرات والمنتحرين من الثوار.

هؤلاء قادوا ما سميته "عملية الانزلاق الثوري" في وحل استدعاء الثورة المضادة، بحجة مواجهة التغول الإخوانى.. نريد أن نسمع منهم.

وما قول الذين قيل لهم تعالوا إلى الميادين للدفاع عن آخر ما تبقى من ثغور يناير، فردوا بأنهم يأنفون الميادين لأن بها الإسلاميين والإخوان، ومن شأن ذلك أن يؤثر سلباً على مظهرهم الثوري الأنيق، ووسامتهم النضالية المزيفة؟

حسناً.. نرجو من الإخوان وكل الإسلاميين، الآن، عدم التظاهر بدءاً من اليوم حتى يتسنى للثوار الأنقياء الحلوين إسقاط نظام مبارك من جديد.. تفضلوا بالنزول.. الميدان في انتظار تشريفكم.

أذكر أن في ذروة الحشد لإسقاط محمد مرسي كانت جلسة في سلسلة محاكمات مبارك، وحدث أن تعرض ذوو الشهداء والمصابون لاعتداءات عنيفة من مجموعات فلول مبارك وأفراد الشرطة في محيط المحكمة.

وبالطبع، تُرك هؤلاء في العراء وحدهم، لأن القوى الثورية المزعومة كانت منشغلة بالاجتماعات السرية مع قوى الثورة المضادة، للاتفاق على الترتيبات الأخيرة لهجمة الثلاثين من يونيو/ حزيران.

وفي ذلك الوقت، تعليقاً على ابتسامة حسني مبارك داخل القفص، وكأنه يخرج لسانه للجميع "لماذا لا تنفرج أسارير المومياء فى توحش، وتنشب ابتساماتها فى صدر أهالي الشهداء، وهي تجد رموز معسكر الثورة تغازل بقايا دولة الفساد والقهر، وتغدق عليهم بالألقاب وشهادات الصلاحية الثورية، وتفتح لهم الميادين والشاشات، ليدوسوا على الدماء، ويبصقوا كلاماً وضيعاً في وجه أرواح أزهقت من أجل "مصر حرة"؟ والآن فماذا أنتم فاعلون؟

أكرر: هي فرصة حقيقية لمن أراد أن يستعيد وعيه وضميره النائم تحت تلال من الزيف والأكاذيب التي ابتلعت المسافة بين الثورة وعكسها، وبين الدماء والسولار، وبين الحق والباطل.

هي الفرصة الأخيرة لاستنهاض الضمائر الثورية من ثلاجات الموتى الأحياء، والأحياء الموتى.

- المقال نقلا عن "العربي الجديد"

المصدر