علي هامش يوم الأحد...العاقبة للمتقين

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
علي هامش يوم الأحد...العاقبة للمتقين


من امام المحكمة

كان علي أن استيقظ باكرا بعض الشيء لأذكر أولادي بأهمية المسارعة في تجهيز أنفسهم للقاء ابيهم .. وبالطبع -كما يعرف القراء-لن يطرقوا باب غرفة نومه ليقبلوا يديه وينعموا بإفطار جميل معه ،إنما ليذهبوا بعيدا في إحدي المناطق الصحراوية القاحلة الحارة في مصر ، وفي عمق تلك الصحراء ينتصب قفص حديد صدأ ليضم خيرة رجال مصر من أبناء الحركة الإسلامية الداعين للإصلاح والرافضين للفساد والمفسدين ، ولم يجد النظام وسيلة لإسكات صوتهم إلا إحالتهم الي المحكمة العسكرية ومصادرة اموالهم وتشويه سمعتهم .. ولكن هيهات ! انهم في رعاية الله وحفظه ولقد وعدهم بنصره والعاقبة للمتقين

اسرع الأولاد بالذهاب ومعهم بعض الماء والمشروبات علها تطفئ لهيب يوم صيفي شديد الحرارة .. لم يكن هناك متسعا من الوقت لتذكيرهم اننا علي حق ،واننا أصحاب مشروع إسلامي هدفه إصلاح الدنيا بالدين ورفع الظلم والغبن عن الناس وتحقيق العدالة الإجتماعية والأمن في المجتمع

لم يكن هناك متسعا من الوقت لأشرح لللأولاد ان اباهم واخوانه عرفوا طريق الحق فلم تغرهم دنيا ، ولم يرهبهم بطش ..رجال خاطبهم الله بقوله "ياايها الذين ءامنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون" المائدة(35) ،فما كان جوابهم إلا ان قالوا :سمعنا واطعنا ..وهاهم يدفعون حريتهم واموالهم ثمنا صدقهم مع الله ولكن الله لن يضيعهم .. والعاقبة للمتقين

المحكمة العسكرية تتحول الي مهزلة بكل المقاييس ، والأولاد يتعجبون من تبجح المفسدين وتطاول المفسدين وزيف المدعين .. ويعجبون في المقابل من صدق المؤمنين ، ونزاهة المتهمين وعدالة القضية أمام العالمين

من امام المحكمة
من امام المحكمة

ذهب الأولاد وكلهم حماس لمناصرة ابيهم واخوانه ..اكثر من عشرين جلسة ووقفة ومحكمة زادتهم ايمانا علي ايمانهم بانهم علي الحق ،وان هذا الطريق اوله النية الصادقة والعمل الدؤوب واخره الجنة ان شاء الله ، وان يكون طريقه محفوفا بالشوك بالألم بالدمع بالوجع ، فكله يهون في سبيل الله ، بل تهون الحياة كلها وترخص الأرواح الغالية لنصرة دين الله .. والعاقبة للمتقين

لم استطع توديعهم .. لم استطع القاء نظرة من الشرفة وهم يركبون السيارة .. لم استطع محاصرة ومصادرة (عفوا لهذه المصطلحات التي غزتنا) دمعي وانا عاجزة عن الذهاب معهم .. كنت احلم بالذهاب معهم وتحية زوجي واخوانه من وراء الاسلاك بعلامة النصر .. كنت احلم بالذهاب معهم لأربت علي كتف ام حزينة ،وزوجة متألمة ،وبنت دامعة ، وطفل عنيد من الأسر الحاضرة.. كنت احلم بالذهاب معهم لأتفرس في وجوه الجنود والقضاة وأسألهم :اليس فيكم رجل رشيد ؟ .. كنت احلم بالذهاب معهم لأغبرقدمي ساعة لنصرة دين الله .. ورجال الله

اغلقت الباب خلفهم ، وهرولت الي سرير الوليد الحبيب يوسف ..رضيع يناغي نفسه ، يبتسم تارة يصرخ تارة اخري يتطلع بلهفة الي رشفة تسكت جوعة بطنه ، وبسمة تدفئ القلب ..قلبه الصغير الأخضر الذي ينبض بيقين ..والعاقبة للمتقين

مني صبحي

الأحد 5\8\2007

المصدر