عامر شماخ يكتب : هل وجدتم ما وعدكم العسكر حقًا؟!

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
عامر شماخ يكتب : هل وجدتم ما وعدكم العسكر حقًا؟!


بتاريخ : الاثنين 25 مايو 2015

عامان -إلا قليلا- مرا على انقلاب العسكر، لم تذق مصر قبلهما مثل ما وقع فيهما من مصائب وويلات.. جاء العسكر على ظهور الدبابات، وأزاحوا رئيسًا منتخبًا عن الحكم، ونصبوا أنفسهم حكامًا للبلاد، ووعدوا الناس ومنوهم،

وأقسموا ألا يغدروا أو يخونوا، وأكدوا أنهم ما أطاحوا بالإخوان إلا لمصلحة البلاد والعباد، أما الناس فكثير منهم صدقوهم، واتبعوهم كمن يتبعون الشيطان اغترارًا بعد أفعال وأقوال التزيين والإغواء..

مر عامان، هما الأسوأ فى تاريخ المحروسة، أما ما وعد به العسكر فهو (حديث خرافة يا أم عمرو)، لقد أثبتوا أنهم كاذبون،

ولا يستطيعون غير ذلك، عامان من القهر بعد الحرية، ومن الخوف بعد الأمن، ومن الفقر بعد الأمل فى الغنى والسعة..

عامان قتل خلالهما الأحرار الشرفاء غدرًا وغيلة، لم يرقب فيهم من قتلوهم إلا ولا ذمة، وقد اغتصبت النساء وأسرت الشريفات وأهينت بنات الأصول الدينات، أما الجانى فهو أحط البشر منزوع الإنسانية يلبس شارة العسكر.

الجهلاء والعبيد والمخدعون حسبوا أن الأنهار سوف تتفجر من تحتهم، وأن الأسعار سوف تهبط إلى ما قبل الأربعينيات -كما وعدهم العسكر- فإذا هم يكتوون بلهيب الأسعار،

ويعجزون عن العيش بكرامة، وإذ فى كل يوم تصدمهم الكوارث الاقتصادية والانهيارات المالية، وإذا نظروا إلى المستقبل بمنظار الواقع لا يرون سوى الظلام الحالك والبلاء الخانق..

ويسألون: أين أموال الخليج التى حصل عليها العسكر؟، وأين فروق الكهرباء؟ والوقود؟ والغاز؟، والضرائب، والجمارك؟، والطرق؟، والمحررات الحكومية؟ والدمغات الرسمية؟.. إلخ، أين ذهبت تلك الأموال التى تفوق ميزانية الدولة بكثير؟

والحقيقة التى يجهلها أو يتجاهلها الكثيرون أن تلك الأموال ذهبت إلى جيوب العسكر، وصبت فى حسابات القتلة،

وأثرى بها من بالغ فى تعذيب وقتل المسلمين الموحدين، لقد ضاعفوا رواتب الجيش والشرطة والقضاء دون باقى الموظفين، مرة واثنتين، تقديرًا لأدوارهم فى القمع والتلفيق،

وتحفيزًا لهم لاستمرارهم فى هذه الأدوار الشيطانية.. وفى نظام عسكرى فاشى لا تسل عن حسيب أو رقيب، ولا تسل عن الوارد أو المنصرف، فهؤلاء فراعنة مستبدون يظنون البلاد ملكًا لهم والناس خلقوا عبيدًا لخدمتهم.

توجهت بالسؤال إلى أحد الذين أيدوا العسكر، وخرج هاتفًا لهم فى اليوم المشئوم (30/ 6): هل وجدتم ما وعدكم العسكر حقًا؟!،

قال: لا والله لم نجد ما وعدونا به إلا كذبًا وتدليسًا وزورًا، ولو كنت أعلم ما فى الغيب ما خرجت من بيتى ولقطعت لسانى عن التأييد والهتاف، فما كنت أظن بشرًا على هذه الصورة من الجبروت والبلطجة، وما خرجت إلا رغبة منى فى الانتقال من الحسن إلى الأحسن، فإذا بنا نعود إلى دولة القرون الوسطي،

وياليتها طاغية متجبرة على الجميع، بل الكارثة أنها تستهدف الدين، وتتعقب كل من له انتماء إسلامي، ما يعنى أن تلك العصابة لم تأت لإصلاح أو لنهضة -كما ادعت- إنما جاءت لتغيير الهوية، ولنزع السمت الإسلامى عن البلاد،

وهذا -فى اعتقادي- سيجعل كل (السيناريوهات) السيئة متوقعة -إلا أن يكشف الله الغمة ويخلصنا من هذا البلاء.

فى مثل هذه الأيام منذ عامين خلق العسكر حالة من الفوضى الشديدة عمت جميع أرجاء مصر، وحرضوا المواطنين ضد حكم الإخوان، وأغدقوا الأموال على المعارضة،

وأقسموا للناس جهد أيمانهم إنهم لمعهم، والواقع أنهم كانوا مع الصهاينة يأتمرون بأمرهم وينفذون خططهم ويلبون إشارتهم،

فلم تمر أيام بعد انقلابهم الدموى حتى كانت سيناء الأبية مسرحًا للحرب، ومن يومها لم تتوقف آلة الدمار حصدًا للأرواح وللمزارع، وقد حظر التجوال وأقيمت الأسوار حول المدن،

وانتشرت الكمائن فى كل مكان، ولم تعد هناك حرمة لامرأة أو شيخ أو طفل، أو عاجز أو مريض، بل الكل مستهدف كأن أهل هذا القطاع الحبيب من محاربى العدو.

واليوم أنظر إلى بلدى وقد تلف عصبى وزاغت عينى حزنًا عليها وعلى أبنائها الشرفاء، فلا أجد إلا انهيارًا اقتصاديا، وانفلاتًا أمنيا، وانقسامًا مجتمعيا، وتفسخًا على كافة المستويات،

والناس من خشية القتل والإهانة فى خوف وفزع؛ لما يرونه من قمع واستبداد ورعونة وطغيان، ناهيك عن الفقر المدقع، وانتشار المرض وتصدع طبقات المجتمع، ورغم ذلك فإن العصابة جادة فى نشر الرذيلة،

والاحتفاء بالشذوذ، وفتح الأبواب على مصاريعها أمام الإباحية، وطعن الدين ولمز وغمز الثوابت.. حسبنا الله ونعم الوكيل.

المصدر