عادل الأنصارى يكتب.. اقتحام وزارة الثقافة

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
عادل الأنصارى يكتب.. اقتحام وزارة الثقافة


بتاريخ : الأحد 09 يونيو 2013

ما يحدث فى وزارة الثقافة من اقتحامات لمكتب الوزير بحضور عدد من موظفى مكتبه ومسئولى الأمن بالوزارة يحمل دلالات خطيرة تستوجب الوقوف عندها والتعامل معها بما تستحق من جدية.

أولى هذه الدلالات أن هناك قطاعا من المثقفين يصرون على احتكار مفهوم الثقافة، ويغلقون بابها على تيار دون غيره وعلى فصيل دون سواه، بل على رموز بعينها دون غيرها.

هؤلاء ظنوا مع طول المكث على عرش مؤسسات الثقافة المصرية أنهم يملكون دون سواهم حق تصنيف الناس؛ فيصفون واحدا بأنه مثقف ويمنعون شرف الثقافة عن غيره من البشر.

فقد نحتوا على مدار عقود من زمن صورة نمطية للمثقف قصروها وحصروها على فصيل دون غيره، وعلى توجه فكرى دون سواه، وحاولوا -فى ظل توافر جميع الإمكانات- تسويق هذا المفهوم وترويج تلك البضاعة.

ومع طول المكث نسى كثير من هؤلاء أن تغيرات كثيرة حدثت فى المجتمع، وأن ثورة وقعت أحداثها فى مصر تسعى لأن يحصل كل مواطن على حقه ليس فى العيش والحياة الكريمة فحسب، ولكن أيضا فى الثقافة التى تعبر عنه وتترجم مشاعره بعيدا عن الثقافة المعلبة التى كانت مقصورة على "النخبة" دون "العامة".

وقد حان الوقت لتغيير مفهوم الثقافة لتكون معبرة عن الجماهير كل الجماهير وليتم تسويقها وترويجها للشعب كل الشعب بدلا من أن تظل محصورة على من يظنون أنهم يفضلون الشعب معرفة وثقافة.

الدلالة الثانية أن الوزارة عانت على مدار عقود مضت من التدهور الإدارى والخلل الاقتصادى والإهدار الواسع للمال العام دون رقيب أو حسيب ومن غير خطط أو إجراءات تتخذ لمواجهة حجم الخسائر التى تتزايد.

وظن كثير من هؤلاء أن الأمور ينبغى أن تستمر على ما هى عليه دون تغيير يذكر أو تطوير يرتقب، لتظل المجلات والكتب أوراقا تطبع وأموالا تهدر دون أن يقرأها أو يستفيد منها أحد.

الدلالة الثالثة أن السياق خارج الوزارة لا يختلف كثيرا عما يدور داخلها؛ حيث يقوم البعض خارج الوزارة بتسويق ما يحدث داخلها بعيدا عن حقيقته ومنزوعا من سياقه لتحقيق مستهدفات سياسية؛ بغض النظر عن الشق الأخلاقى فى المسألة، وبعيدا عن المصلحة العامة التى ينبغى على الجميع أن يكون حريصا عليها.

ما يحدث فى وزارة الثقافة يدل دلالة واضحة على أن تغييرا مهما وكبيرا ينبغى أن يحدث فى مكونات الدولة، وما زال أمامه طريق طويل لتحقيقه؛ وهو ما يستحق من الشعب كثيرا من الجهد للثورة عليه بأكثر مما احتاجته الثورة على رأس الفساد والاستبداد.

المصدر