صفقة رز.. قريبًا حزب سياسي إماراتي في مصر!
(16/05/2016)
كتب: أسامة حمدان
محتويات
مقدمة
منذ الوهلة الأولى للانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي، الذي قاده المجلس العسكري بقيادة عبدالفتاح السيسي، لم تتوان معظم الدول الخليجية، وعلى رأسها الإمارات والسعودية، في دعم هذا الانقلاب، سياسيًّا ولوجيستيًّا وماديًّا، وهو ما برز جليًّا في المنح والمساعدات التي قدمتها هذه الدول للعسكر، والتي بلغت مليارات الدولارات.
وكشفت مصادر مطلعة، اليوم الاثنين، عن أن دولة الإمارات العربية المتحدة، تؤسس حاليًا حزبًا سياسيًا جديدًا في مصر، وتدفع بمصريين مقيمين في الإمارة الخليجية للقيام بالمهمة. وتعد الإمارات من أبرز الدول الداعمة للانقلاب العسكري في مصر، وكان لها دور كبير في تدعيم أركان قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي من خلاله إمداده بالمساعدات (الرز) والقروض.
وتعليقًا على ذلك، قال الكاتب والمحلل السياسي عامر عبدالمنعم، إن الإمارات مسيطرة على مؤسسات الدولة السياسية والاقتصادية والإعلامية، وهي من دعمت انقلاب 3 يوليو، وسيطرت على القرار السياسي في مصر برمته، وتمول أحزابًا سياسية كثيرة".
أما من الناحية الاقتصادية، فأشار عامر إلى أنها تعد من أكبر المستثمرين ومشترى الأراضي في مصر، وأضاف: "هم يريدون شراء الإعلام، كما أشتروا المستشفيات نظام "تأميمي".. الإمارات تشتري كل شيء في مصر".
وقال إن
- "الإمارات تمول فضائيات ومواقع إلكترونية وصحفا مصرية، واليوم نشر أنها تتفاوض لشراء قنوات الحياة للسيطرة على الإعلام المصري".
إضافة إلى ذلك، قال إن
- "الإمارات تشتري أيضًا مراكز التحاليل والأشعة والمستشفيات الكبرى لتأميم القطاع الصحي في مصر"، مشيرًا إلى أن الدكتورة منى مينا، أمين عام نقابة الأطباء كتبت باستفاضة في هذا الموضوع.
وفي هذا السياق، قال نقيب الصحفيين الأسبق ووكيل المجلس الأعلى للصحافة السابق الخبير الاقتصادي ممدوح الولي، إن دول الخليج مضطرة لسحب دعمها عن مصر بسبب الظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها.
وأكد "الولي" أنّ دول الخليج تمرّ بأزمات سياسية واقتصادية غير مسبوقة في التاريخ، ومن ثم فهي مضطرة لوقف دعمها لمصر، قائلًا:
- "نجد على سبيل المثال دولة الإمارات العربية المتحدة -وهي الداعم الأكبر لمصر- تعاني وبشكل خطير وغير مسبوق من ارتفاع حجم الدين الخارجي، حيث بلغت ديون الإمارات الخارجية حتى نهاية العام الماضي 168 مليار دولار، أما السعودية فتعاني من اضطرابات سياسية داخل المملكة، فضلًا عن ارتفاع حجم البطالة بين الشباب، وبلوغ ديونها الخارجية 149 مليار دولار".
وأوضح أن توقيع أمريكا لاتفاقية التعاون النووية مع إيران، أجبر السعودية على إعادة ترتيب أوراقها واستقطاع جزء كبير من المساعدات التي تقدمها لمصر، وتوجيهها لصالح دول الخليج لتأمين حدودها وحلفائها ضد أطماع إيران في المنطقة.
إفلاس!
من جانبه، قال مدير منتدى الحوار الاستراتيجي اللواء عادل سليمان، إن مصر في ظل حكم الانقلاب مقبلة على إفلاس بعد انتهاء دعم دول الخليج.
وأضاف سليمان -في تصريحات تلفزيونية- أن قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي تأكد أن الخليج لن يقوم بدعمه مرة أخرى وأراد أن يعتمد على قوت الشعب، وبالتالي ضغط على الفقراء ورفع عليهم الأسعار وترك الأغنياء يمرحون.
يمثل خطرًا
في حين أشار قيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية (رفض ذكر اسمه)، إلى أن الخليج بما فيه الإمارات أو السعودية لن يستطيع أن يداوموا على دعم الانقلاب في مصر حتى لو كان منع الدعم يمثل خطرًا عليهم.
وأضاف في تصريحات صحفية أنه من غير المعقول أو المستطاع أن يدعم الخليج انقلابًا مسؤولًا عن شعب تعداده 90 مليون نسمة، فيهم نسبة كبيرة من الموظفين في الجهاز الإداري للدولة، وله احتياجات يومية. موضحًا أنه من الحماقة الرهان على الفشل والخسران والبوار، فهؤلاء الحمقى أنفقوا أموالهم وينفقون أموالهم ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون.
وأكّد المصدر أنّ ذلك حدث هذا في أكثر من موقف وفي أكثر من مناسبة، موضحًا أن صمود الثوار زلزل أركان الانقلاب، وأوصل رسالة إلى الداخل والخارج أنه لا قرار ولا استقرار ولا بقاء لهذا الانقلاب، وأنه يجب على العالم المحلي والإقليمي والدولي أن يعيد ترتيب أوراقه، وأن ينظر في حقيقة الواقع ومآلاته، ولهذا ربما فكروا في التراجع عن الدعم؛ لأنهم يراهنون على ما لا بقاء له ولا استمرار.
والجدير بالذكر أن مركز "أوبن ديمقراسي" الأمريكي قال إن دول الخليج تدعم الثورة المضادة في مصر بدعمها للانقلاب العسكري ضد الرئيس المنتخب د.محمد مرسي، مشيرًا إلى أن الدعم المالي المستمر من الدول العربية لـ"عبد الفتاح السيسي"، قائد الانقلاب، يهدف إلى خلق مادة عازلة للنظام عن الضغط الشعبي.
وأوضح المركز أن القوى الثورية في مصر تهدف إلى استعادة دور مصر المحوري في جميع أنحاء العالم العربي، وهذا من شأنه تقليص النفوذ السعودي، حيث سيؤدي نجاح الثورة المصرية إلى تغييرات إقليمية في المنطقة على غرار آثار الثورة الإيرانية بعد عام 1979 أو الثورة الفرنسية بعد 1789، وهذا يفسر الموقف المعادي للثورة المصرية من قبل المملكة العربية السعودية والإمارات التي تتخوف من تدويل الثورة.
وأشار المركز إلى أن السعودية والإمارات تدعمان الانقلاب العسكري ماليًّا وسياسيًّا، حيث يعدّ هذا الانقلاب إعادة للنظام القديم؛ بهدف الحفاظ على الوضع الراهن لأمن أنظمة الخليج، حيث ينطلق من هذا الوضع السياسة الخارجية للولايات المتحدة تجاه المنطقة.
المصدر
- تقرير: صفقة رز.. قريبًا حزب سياسي إماراتي في مصر! موقع بوابة الحرية والعدالة