صديقتي الارهابية في السفارة الأمريكية

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث

بقلم / د. ديمة طارق طهبوب


رحلات العمرة و الحج، الى المملكة العربية السعودية بالطبع، و حساب في البنك الاسلامي الاردني كانا السببين الوحيدين لتكون صديقتي غير مؤهلة للحصول على فيزا لزيارة عائلتها للمرة الأولى في الولايات المتحدة!!!

كانت كل رحلاتها خارج الأردن الى العمرة و مرة الى الحج مما أثار تعجب موظف التأشيرات في السفارة فسألها: لماذا فقط الى السعودية و لماذا لم تسافر الى أي مكان آخر، و لماذا ليس لديها حساب بنكي الا في البنك الاسلامي الأردني؟؟!

و الحقيقة أن اللوم على صديقتي المعلمة و الموجهة التربوية حيث كان عليها أن توزع ثروتها من العمل في قطاع التعليم الحكومي على عدة بنوك غير اسلامية لتأخذ الزيادات الربوية و في عدة محافظ استثمارية و أسهم في البورصة لتكون أحد ضحايا الأزمة العالمية الاقتصادية فتنال الرضى الأمريكي بالسير مع قطيع البشر ..

و بالرغم أن قبلة العمرة و الحج ليست اختيارية حتى تنوع صديقتي وجهة السفر لأدائها، و بالرغم أن البنك الاسلامي الأردني حصل على مرتبة أفضل مؤسسة مالية إسلامية في الأردن بتصنيف مجلة جلوبال فايناس الأمريكية المتخصصة في مجال البنوك و المؤسسات المالية و المصرفية في نيويورك الا أن ذلك لم يشفع لصديقتي لتنال الفيزا

العمرة و الحساب البنكي انضمت الى الأسباب الارهابية التي تثير حفيظة و توجس الولايات المتحدة فتمنع أصحابها من أن يطأوا أرض بلاد الحرية و العدالة و المساواة في ظل هيمنة العقلية الأمنية في التعامل مع العرب و المسلمين، أصبح كل شيء و كل انسان مؤهل أن يكون مشروعا إرهابيا كما يؤكد التقرير الذي نشرته صحيفة يواس ايه تودايه الامريكية و الذي يؤكد أن لوائح الارهاب و الارهابيين التي تصدرها وزارة الخارجية و السي اي ايه تتوسع كل سنة لتشمل مائتي ألف اسم جديد حتى وصل عدد الممنوعين من دخول أمريكا كارهابيين محتملين تدور حولهم الشكوك الى سبعمائة و خمسين ألف اسم مما يشكك في مصداقيتها و الاسس التي تعتمدها في تصنيف الارهابيين الممنوعين من دخول البلاد برا و بحرا و جوا، و قد صرح المدافعون عن حقوق الانسان في أمريكا و بعض القانونيين أن هذه اللوائح غير دقيقة فلا يمكن أن يكون كل هؤلاء البشر ارهابييون محتملون ، و ما هذه الا مبالغات تدل على الخوف الذي استوطن العقلية و السياسة الأمريكية الخارجية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر و ليس هناك أسس واضحة للتقييم بل و تدخل فيها ألأهواء و تصورات الموظفين

و لعل الأمر أكثر مزاجية و أكثر اذلالا عندما يكون المواطن المتقدم لنيل التأشيرة واضح الانتماء الديني إما بالحجاب للنساء أو بما تملكه هذه السفارات من معلومات استخبارية عن المواطنين في كل دولة تعمل بها

عندما تغيب القواعد الواضحة يصبح التخبط سيد الموقف، و قد تصبح ممارسة الهوايات بعد ذلك اذا شملت ركوب الخيل أو الرماية مؤهلات ارهابية، و قد تصبح العادات الغذائية و تناول المنسف المشتق من جذر الكلمة نسف و ارتباطها بالتفجير و التدمير ممارسة إرهابية و كذلك الكرشات المكورة كالقنابل اليدوية، فالسخافة عندما تبدأ لا حد لانتشارها!!

رُفض طلب صديقتي بعد أن دفعت مائة دينار كرسوم غير مستردة للأسباب السابقة، و لم يعني للموظفين و لأمريكا بلد الحرية و حقوق الانسان أنهم حرموها من زيارة أهلها و اخوتها بالرغم من تقديمها لكافة الوثائق المطلوبة بما فيها الاثبات المالي و اثبات مكان العمل

صديقني الحاجة و المعتمرة و صاحبة الحساب البنكي في البنك الاسلامي الاردني أصبحت ارهابية ممنوعة من دخول الولايات المتحدة الامريكية بلد الأحرار و الشجعان كما يصفها النشيد الوطني The Home of the Free and the Brave، عندها كان للديمقراطية حدود، و لحقوق الانسان تفسيرات و النتيجة واحدة: التهمة و المنع و التوقيف

لقد قالها مرة الشاعر الامريكي الافريقي الاصل هيوز يصف أبناء وطنه الذين كانوا في مرحلة من تاريخهم يعاملون السود كما يعاملون الكلاب "I swear to the lord I still can’t see why democracy means everybody but me" أقسم بالرب اني ما زلت لا أفهم لماذا الديمقراطية تشمل كل الناس الا أنا

المصدر : نافذة مصر