شيطنة إيران وتشيع أمريكا
بتاريخ : الاثنين 13 إبريل 2015

لا أرانى متفقة مع بعض التحليلات التى تفسر الاتفاق الأمريكى الإيرانى الأخير والخاص بالملف النووى الإيرانى والذى يحلو للبعض أن يتناوله كاتفاق حدث بمعزل عن باقى الملفات الأخرى مثل الملف العراقى والملف السورى وأخيرا الملف اليمنى والذى أراه يمثل الثقل الذى تمخض عنه الاتفاق الأمريكى الإيرانى الأخير وذلك لأن تشابك العلاقات والمصالح والأهداف يفرض على الطرفين مراعاة توازنات معينة تحقق المصلحة لكل منهما بشكل عام وعلى كل الأصعده واستخدام كل منهما لأوراق الضغط مستخدمة كل مالديها من فلسفات وامتيازات .
ويتحدث البعض على أن إيران وافقت مضطره بسبب عاصفة الحزم والتى ربما تضعف من قوة الحوثيين والذين يمثلون الذراع القوى لها باليمن لبسط نفوذها على جنوب شبه الجزيره ومن ثم خنق المملكة العربية السعودية بتصدير المذهب الشيعى الإثنى عشرى من هذا الإتجاه ومن ثم تهديد استقرارها كقوه عربية وإقليمية ودولية سنيه.
والأمر ليس بهذه الصورة لأن إيران كما سوفت كل السنوات الماضية فى حسم أمرملفها النووى كان يمكن أن تسوف لسنوات أخرى قادمة ثم أن الأمر والبت فيه حتى وإن كان مجرد تفاهمات لايحدث بهذه السرعة وفى مثل تلك الأمور.
والسؤال الذى يجب أن يسأل هنا ماذا قدمت كل منهما من مصلحة للأخرى حتى يتم هذا التقارب بينهما؟!!
إن أمريكا وكما يقولون تمتلك معظم أوراق اللعبة كقوة عظمى وتحرك هذة الأوراق وفق مصالحها ثم مصالح ربيبتها إسرائيل .
هذه المصالح تقتضى أن تظل المنطقة فى حالة من التوتر والإضراب الذى لايحسم ولا يخرج عن السيطرة التى تهدد هذه المصالح ويظل أثره على المستوى القريب والبعيد على دول وشعوب المنطقة فقط .
وكملهاة لهذه الشعوب لا تستطيع الفكاك منها والإفاقة لتبصر مصلحتها ومن ثم كيفية الخروج من هذه الملهاة المدمرة .
تعلم أمريكا ومن يسيرون فى ركابها من دول العالم "المصلحجية " أن الدول العربية والإسلامية لو تحررت من السطوة الخارجية وعاشت فى ظل أنظمة ديمقراطية لأصبحت قوة تهدد سطوتهم على هذه البلدان وهذا ليس كلامناوإنما تقريراتهم هم .
يقول المستشرق الأمريكى "و.ك سميث " : " إذا أعطى المسلمون الحرية فى العالم الإسلامى وعاشوا فى ظل أنظمة ديمقراطية فإن الإسلام ينتصر فى هذه البلاد وبالديكتاتوريات وحدها يمكن الحيلولة بين الشعوب الإسلامية ودينها "
وليست أى ديكتاتوريات هنا يقصد المستشرق ولكن العسكرية بالذات وهذا ليس كلامى أيضا .
يقول رئيس تحرير مجلة " تايم " فى كتابه " سفر آسيا " ناصحا الحكومة الأمريكية " أن تنشئ فى البلاد الإسلامية ديكتاتوريات عسكرية للحيلولة دون عودة الإسلام إلى السيطرة على الأمة الإسلامية وبالتالى الإنتصار على الغرب وحضارته " .
وعولت أمريكا على هذه الديكتاتوريات العسكرية طوال السنوات الماضية حتى جاء ماغير تكتيكها وهنا " مربط الفرس" كما يقولون .
لقد رأت أمريكا من خلال ثورات الربيع العربى – الذى لم يكتمل – مايمكن للشعوب أن تحدثه من تغيير وماتطلقه من طاقات مبدعة رغم وجود القبضة الأمنية العسكرية التى كانت تعول عليها أمريكا مائة بالمائة .
حتى أن هذه الشعوب جاءت برئيس منتخب ليقول " علينا أن ننتج غذاءنا ودواءنا وسلاحنا ....."
فكان لزاما على أمريكا أن تستعين بقوة أخرى تسد الثغرة التى حدثت فى نسبة المائه بالمائه للعسكر وتعمل على صعيد آخر وهو الشعوب وهى قوى داعمة أو مدعمة للعسكر ومن العسكر بالتناوب فأمريكا لاتترك الأمر للإحتمالات أو المفاجآت .
وهنا أيضا " بيت القصيد " فأوباما فى لقاء أخير مع توماس فريدمان الكاتب الأمريكى المعروف قال " يجب على الحكومات العربية ألاتقلق من إيران ولكن يجب أن تقلق من شعوبها "
وهى نظره رجل يقدر ماللشعوب من أثر فى التغيير وما يمكن أن تحدثه قوى الثورة العربية والإسلامية فى البلدان وماثورات الربيع منه ببعيد لذا كان لزاما أن يتم التفاهم والتعاون الإيرانى الأمريكى لفتح أحد الملفات وبقوة والذى يعمل على صعيد الشعوب وهو ملف الفتن الطائفية وخاصة الملف الشيعى السنى .
وهذا ماتطلبه أمريكا من إيران أو أحد طلباتها ربما بمقابل كأن تقوم أمريكا بعدم حسم المعارك الدائرة الأن فى العراق وسوريا ومؤخرا اليمن لصالح الجانب الثورى السنى أو على الأقل إطالة أمد هذة الحروب دون حسم .
وما نراه على شاشات الإنقلاب الآن مثلا من هدم لأصول الدين الإسلامى والهجوم الشرس على علماء أهل السنه وعلى الجانب الآخر نراهم يركزون على مسألة الشيعة والتشيع وإفراد المساحات لها يؤكد على ذلك .
وهناك نقطة أخرى ربما يحتج بها البعض وهى الإعتراض الإسرائيلى على هذا التقارب الأمريكى الإيرانى وهذا أيضا من الأمور التى تعلن عكس ماتخفى فالفوضى التى يحدثها فتح الملف الشيعى السنى فى البلاد العربية يصب فى مصلحة إسرائيل .
بل لا أستبعد أن يؤدى ذلك فى النهاية إلى تفاهمات جديدة أخرى ولكن هذه المرة ستكون تفاهمات إيرانية إسرائيلية فإذا كان قد تم التقارب بين إيران والشيطان الأكبر أمريكا كما ظلوا يصدعوننا .
فلم لا يتم مثل هذا التقارب بين إيران والابن المدلل لهذا الشيطان فهو فى النهاية حلف شيطانى نحن عنه متغافلون .
المصدر
- مقال:شيطنة إيران وتشيع أمريكا موقع: إخوان الدقهلية