شاهد.. بعد معايرة السوريين.. "كراتين العسكر" تفضح تسول الانقلاب

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
شاهد.. بعد معايرة السوريين.. "كراتين العسكر" تفضح تسول الانقلاب


بعد معايرة السوريين.. كراتين العسكر.jpg

(15/11/2015)

كتب: هيثم العابد

لم تكن تدرك الإعلامية الموقوفة عن العمل ريهام سعيد أن معايرة الشعب السوري المنكوب بحرب دولية لا ناقة له فيها ولا جمل تدور رحاها فى بلاد الشام لترسيخ عبارة قائد الانقلاب "مش أحسن ما نكون زي سوريا والعراق"، أن الواقع فى مصر أكثر إيلام والمشهد أبرز وضوحا فى بلد أنهكه العسكر حتى النخاع وبات حلم أن تصبح مثل كثير من البلدان التى طالما عايرناها صعب المنال.

الانقلاب الفاشي على مكتسبات ثورة 25 يناير والردة إلى الدولة البوليسية بوجهها لقبيح، اعقبه على الأرض تردي فى كافة مناحي الحياة، خاصة فى ملف الاقتصاد الذى دخل فى نفق مظلم لن يتمكن الخروج منه فى الأفق المنظور، وهو الواقع على انعكس بشكل مباشر على الوضع المعيشي للمواطنين بانفجار هائل فى الأسعار وانهيار لقيمة العملة المحلية واختفاء السلع الأساسية وعلى رأسها الدواء، وتهديد العاملين فى أكثر القطاعات بالتشريد وقطع الأرزاق.

الواقع الذى فرضه العسكر على المواطن البسيط حوّل مشهد إعلامية الفضائح ريهام سعيد أثناء توزيع المعونات على الشعب السوري الجريح على وقع عبارة "تلك هى الشعوب التى مزقتها الخلافات السياسية"، سيناريو يتكرر بشكل يومي حيث يحتشد المصريون أمام عربات القوات المسلحة من أجل الحصول على معونات الانقلاب.

معونات الجيش للشعب المصري المنكوب اختلفت فى المقدمات عنها فى الخواتيم، حيث عمد العسكر إلى استمالة المصريين بمعونات غذائية وكسائية من أجل اكتساب أرضية وتمرير الانقلاب على السلطة المنتخبة عبر كراتين الزيت والسكر، وتطور الأمر إلى محاولات تقديم الجنرالات باعتبارهم أصحاب فضل على الشعب ووحدهم من يملك العصا السحرية لحل أزمة الجوع والتشرد المتفشية، قبل أن تتعلق الخواتيم باحتواء غضب الشارع المتنامي والسيطرة على الانفجار المرتقب.

ولأن حديث السيسي مطلع الشهر الجاري –فى الندوة التثقيفية للقوات المسلحة- حول الاستعانة بالعسكر من أجل احتواء أزمة الأسعار عبر منافذ وسلع ومنتجات الجيش، لم تعرف طريقها بعد إلى الواقع الملموس، كان من الضروري توفير مسارات بديلة عبر الضغط على رجال الأعمال لإنقاذ رقبة قائد الانقلاب من غضب الشعب.

وعاد المصريون للتدافع أمام عربات المعونات بدلا من حل الأزمات المعيشية، بعدما قررت مجموعة من المولات والمحلات الكبرى الدفع بنحو 500 سيارة متنقلة تحمل السلع الغذائية الاستراتيجية للمناطق الشعبية لبيعها بسعر الجملة للمواطنين.

وأكد أصحاب مراكز التسوق، أنهم قرروا بيع هذه المنتجات بنفس أسعارها دون البحث عن مكسب مادى، انطلاقاً من الدور الوطنى لتخفيف العبء عن المواطنين البسطاء، وتضامناً مع حملة داخلية الانقلاب للسيطرة على غلاء الأسعار.

سوريا التي تعاني من حرب عالمية فيها قرابة 20 دولة وتشهد صراع القوي العظمي على أراضيها، لم تملك خيار آخر سوي انتظار مساعدات الأشقاء لإنقاذهم من نظام يبيد شعبه وبقتله بدم بارد، فيما أجبر الانقلاب العسكري فى مصر الشعب على التسول وترقب المعونات والتسول على عتبات المسئولين من أجل لقمة العيش أو إيجاد مأوي أو توفير مياه نظيفة أو الحياة على حد أدني من الأدمية.

المصدر