شاهد- مخبر الأوقاف.. يحرم دم البرغوث ويحلل دم الحسين!
(17/12/2015)
كتب: أسامة حمدان
مقدمة
"أتستفتونني عن دم البراغيث العالق بثيابكم ودم الحسين لعنة في رقابكم؟" بتلك الكلمات الغاضبة رد عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما - في قصة منسوبة له، على من جاء مستفتيًا عن حكم دم البرغوث إن لطخ ثياب الإحرام، وأعاد التاريخ نفسه وأجاب "محمد مختار جمعة" وزير الأوقاف عن سؤال الانقلاب، وأحل له دماء المِصْريين وحرم عليهم سرقة تذاكر المترو!
"المخبر" كان يعمل مستشارًا بالمكتب الفني لشيخ الأزهر، وعميد كلية الدراسات الإسلامية بالأزهر، ورئيس لجنة الدعوة بالجمعية الشرعية سابقًا، أرسله "أحمد الطيب" لزيارة الإمارات وقت اختيار وزير الأوقاف، وكان مرشحًا قويًّا للفوز بأن يكون وزير الأوقاف وتم استبعاده إلى ان حدث الانقلاب.
وعقب قيام ثورة يناير قام مختار بالقفز على الثورة وقام بعمل مجموعة لقاءات داخل الجمعية الشرعية وكلها تتحدث على الربيع العربي، إلا أن ذلك لم يشفع له أو يخفي جرائمه وتم اتهام "جمعة" في واقعة فساد مالي وعمالة لأمن الدولة من قبل مشايخ الجمعية الشرعية في اجتماع عاصف.
دم الحسين
حذر محمد المختار جمعة -وزير الأوقاف في حكومة الانقلاب والشهير بـ"المخبر"- المِصْريين من سرقة الكهرباء والمياه والتهرب من سداد تذاكر القطارات والمترو، موضحًا أنها حرام شرعًا.
وأضاف "المخبر" -في بيان للوزارة، أمس الأربعاء:
- "أن من يتحايل على صرف ما لا يستحق كمن يقوم بتزوير بعض الأوراق للحصول على دعم لا يستحقه أكل للسحت".
وتابع البيان:
- "إذا كان القانون قد حدد فئات معينة ودخلا معينا محددا شهريا لاستحقاق السلع التموينية المدعومة فإن كل من يصرف هذه السلع بالمخالفة لشروط صرفها يعد آثمًا، لأنه يصرف ما لا يستحق من جهة ويؤثر على مستوى الدعم الحقيقي الذى ينبغى أن يقدم للمحتاجين الحقيقيين أو للأكثر فقرًا واحتياجا من جهة أخرى، وكذلك من يتحايل للحصول على وحدة سكنية بالمخالفة للواقع والشروط المحددة".
وانتهى بيان الأوقاف إلى أنه يستوى مع هؤلاء في الإثم والمعصية من يعينهم على ذلك أو يغض الطرف عنه أو يتقاعس عن وضع الأمور في نصابها أو تحصيل ما أسند إليه تحصيله من مستحقات المال العام.
فتاوى في خدمة الانقلاب!
ويعلم "المخبر" أن بقاءه في منصبه مرهون بخدمة الانقلاب، ومع تصريح وزير الكهرباء المصري بأن القطاع على وشك الانهيار، أعلنت الوزارة النفير العام، بعنوان جمعة الثالث من يناير "الامتناع عن سداد فواتير الكهرباء أكل للسحت وخيانة للوطن".
أما خطبة المولد النبوي صلى الله عليه وسلم في الثامن من ربيع الأول والعاشر من يناير، فلم يكن باقيًا على موعد الاستفتاء على التعديلات الدستورية سوى أربعة أيام فقط (14، 15 يناير)؛ ولأن حياة النبي صلى الله عليه وسلم لا تخلو من القدوة والأسوة، والحديث عن حياته هو حديث الساعة، فالحل سهل ويسير، فجاء عنوان الخطبة "المشاركة الإيجابية والوفاء للوطن في حياة النبي (صلى الله عليه وسلم)"!
وحتى تنقذ الوزارة خطباءها من الخلل في فهم العنوان، جاءت الخطبة مكتوبة بالكامل هذه المرة في خمس صفحات، راحت تقترب وتلمح وتشير وتشي إلى أن الإيجابية تقتضي المشاركة في الاستفتاء، ولعل أبرز هذه التلميحات: "كثير من الناس لا يشاركون في اختيار ممثليهم، أو التعبير عن آرائهم بالموافقة أو الرفض، إنهم بذلك يتخلون عن حق من حقوقهم الدستورية، وعن مسئولية من مسئولياتهم الوطنية".
ولأنه ليس كل الناس يمكنه فهم المراد بالتلميح ولو كان قريبا، فقد جاءت الفقرة الأخيرة في الخطبة: "نؤكد أن المشاركة الجادة في الاستفتاء على الدستور عمل شرعي وواجب وطني"، فليست مجرد مشاركة، ولكنها "المشاركة الجادة"!
ومع ذكرى ثورة يناير، وتنادي تحالف دعم الشرعية، وعديد من القوى الثورية لاستعادة الثورة، استعدت الدولة بجيشها وشرطتها بحوالي ربع مليون فردًا شرطيًّا وعسكريًّا كما صرح مصدر مسئول، فكان على الوزارة بمنابرها أيضا أن تستعد بعنوانها "نعمة الأمن والاستقرار"، والمِصْريون يفهمون، فالثورة تعني الفوضى، وبقاء النظام يعني الاستقرار، وليحافظ المِصْريون على عودة الأمن الشرطي، فقد ذاقوا ويلات غيابه عقب ثورة يناير!
فساد مالي وعمالة لأمن الدولة:
المصدر
- تقرير: شاهد- مخبر الأوقاف.. يحرم دم البرغوث ويحلل دم الحسين! موقع بوابة الحرية والعدالة