سيد قطب وقصة الإرهاب الأمريكي!!

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
سيد قطب وقصة الإرهاب الأمريكي!!

بقلم أ. سعود أبو محفوظ

العالم اليوم يضطرم، والدنيا تهتز، والنظام العالمي يضطرب، والقوى الكونية المهيمنة تجيِّش قواها ضد عدو غير مرئيٍّ يسمى "الإرهاب".. إنه عالمٌ مجنونٌ تقوده قوى مجنونةٌ غير مؤهلة لقيادة الكون نجحت فقط في جرِّ البشرية إلى حافة الاصطدام.

في المقابل هناك أمةٌ مسلمةٌ شُطبت مرجعيتها السياسية وهُمِّشت مرجعيتَها الدينية واغتُصبت أراضيها وأُهينت في ذاتها، مع أنها ناضجةٌ في قيمها، مكتملةٌ في دينها، عظيمةٌ في رسالتها، كريمةٌ في أخلاقها، إنسانيةٌ في تعاملها، ولكنها تواجه تطرفًا دنيويًّا غربيًّا أحمقَ أفرز تطرفًا دينيًّا لدى بعض المقهورين من شبانها دفعهم للرد في أماكن عديدة وبطرق مدانة، لكن البادئ أظلم وأغشم، ونتاج فعله على الأفراد والشعوب والأمم أوخم وأعظم.

قبل قرن لم يكن لدى المسلمين "إرهابي" واحد، وكان لدينا احتلال غاشم، وقبل نصف قرن لم تشكَّل لدينا خليةٌ "إرهابية واحدة"، وأقام الغرب الكيانَ الصهيوني من العدم، ولأتركَ لكم سيد قطب يصف المشهد تمامًا عقب قيام إسرائيل (الكيان الصهيوني):

ففي كتابه (السلام العالمي والإسلام) وفي فصل (والآن..) - في ص(157) من نسخة مكتبة وهبة التي نُشرت في الخمسينيات- تحدث الشهيد سيد قطب عن أمريكا قائلاً ما يلي: "ناقوس الحرب يدق.. ها هو ذا يقرع سمع البشرية المنكودة الطالع، ولقد سمعته من قبل في أمريكا، وكل من عاش في أمريكا خلال الأعوام الأخيرة يدرك بوضوح أن أمريكا ستحارب كل شيء ينطق بهذه الحقيقة أو يوحي بالتعبئة العامة لكل قوى الشعب وموارده، قائمةً على قدم وساق، وما يغطي هذه التعبئة إلا ستارٌ رقيقٌ من الدبلوماسية، قد يحجب الحقائق في خارج أمريكا.. أما في داخلها فهي أبرز من أن يحجبها ذلك الستار..

وكل من يتتبع الصحافة الأمريكية وأجهزة الدعاية الأخرى في الإذاعة والسينما- بل في داخل الجامعات والمعاهد- يدرك بوضوح أن هذه أمة تستعد للحرب- للحرب القريبة- وأنها تعبِّئ الرأي العام، وتُعدُّه إعدادًا ثابتًا كاملاً شاملاً؛ وأنه إن لم تكن هي الحماقة المؤكدة في إنفاق كل هذه الجهود فإنها الحرب المؤكدة إذن وعن قريب.. إن أمريكا تريد أن تحارب؛ ولو طاوعتها أوروبا لما صبرت عن الحرب.. إن رؤوس الأموال الأمريكية في حاجة ملحَّة إلى حرب جديدة، هذه هي المسألة.

إن الفتوحات العلمية التي أسرعت خطاها في الحرب الماضية والتجارية التي أفادتها الصناعة من تعبئة الموارد في أيام هذه الحرب قد هيَّأت للصناعة الأمريكية فرصًا جديدةً لمضاعفة الإنتاج، في الوقت الذي أصبحت مسألة التصريف مسألةً عسيرة".

وجاء في ص (170) ما يلي: "إن المعركة في صميمها ستدور في تركيا وإيران والعراق وسورية ومصر والشمال الأفريقي وفي باكستان وأفغانستان، وفي منابع البترول الإيرانية والعربية في عبادان والظهران.. إنها ستدمر مواردَنا نحن، وتحطِّم حياتَنا نحن، وتدع أرضَنا بقعًا خرابًا يبابًا، وسواءٌ علينا انتصرت تلك فسنخرج نحن من المعركة فتاتًا وحطامًا، لا كما خرجت أوروبا من الحروب الماضية ولكن كما لم تخرج أمة من حرب قط، وإذا كانت هيروشيما قد ذهبت مثلاً بقنبلة ذرية صغيرة فسنكون نحن تلك الفئران الصغيرة لتجارب القنابل الذرية والقنابل الهيدروجينية وغاز الموت الزاحف، وأشعة الموت السحرية، وحرب الميكروبات الطائشة، وسائر ما يتمخض عنه الذهن الكافر في دنيا الضمير الغربي الملوث".

وجاء في ص(178) ما يلي: "وأنا أكتب هذا للشعوب لا للحكومات.. أكتبه للجماهير لا للمستغلين، وأنا مؤمن بالشعوب والجماهير في تلك الرقعة العريضة من الأرض، وأيًّا ما كانت عوامل الضعف والفرقة، وعوامل الضغط والكبت فإن واجب الدعاة ألا يفقدوا إيمانهم بالشعوب؛ فالشعوب تملك حين تريد..

تملك أن تسبب المتاعب للأقوياء ولحلفائهم من أهل البلاد، تملك أن تكلف هؤلاء وهؤلاء عنتًا دائمًا لا يأمنون معه الاندفاع، ولا يحمون معه ظهورهم من الاضطراب والانتقاض.

ولقد آن للشعوب أن تضع حدًّا لذلك العبث الآثم الذي يزاوله حكامها والمستغلون فيها؛ وأن تقرر مصائرها بأيديها، وتقطع كل يد تعبث بهذه المصائر لغاية خاصة لا تعني هذه الشعوب.

لقد ضاعت فلسطين على مذبح المنافسات بين عدة بيوت حاكمة، لا لأن قوى الأمة العربية- أيًّا كانت ضعيفةً- عجزت عن الوقوف أمام حفنة من اليهود، ولو كان في مجموعة الشعب العربي من الحيوية إذ ذاك ما تُحطم به من أطماع الطامعين وتَضرب على أيديهم العابثة ما وقعت الكارثة".

المصدر