سياسيون وحقوقيون:اعتقالات الإخوان إفلاس سياسي للنظام

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
سياسيون وحقوقيون:اعتقالات الإخوان إفلاس سياسي للنظام


وصف خبراء وسياسيون وحقوقيون الاعتقالات الأخيرة التي طالت عددًا من قيادات الإخوان ؛ على رأسهم الدكتور أسامة نصر عضو مكتب الإرشاد؛ بأنها إفلاس واضح من النظام المصري الذي يلجأ للعنف مع معارضيه، بعد فشله المتواصل من مواجهتهم سياسيًّا.

في البداية يشير النائب المهندس سعد الحسيني عضو مكتب الإرشاد إلى أن حملة المداهمات التي حدثت فجر أمس الخميس هي جزء من حملات متكررة، توضح طبيعة المعركة بين سلطة فاقدة للشرعية، تعتمد على البطش والقهر والجبروت والقوة مقابل جماعة كل جريمتها أنها تحمل فكرة إصلاحية لا أكثر ... وأكَّد أن تلك الحملات تزيد من مكاسب الجماعة لتزايد حب الشارع وتعاطفه؛ بينما يحدث العكس فيزداد كره الشارع المصري للسلطة التي لا تتحدث إلا بالقوة

ويضيف أننا كجماعة اعتدنا على مثل هذه الحملات، وإن اختلفت تفسيرات ومبررات كل منها؛ فهذه الحملة إما أن تكون ذات علاقة بالزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي أوباما لمصر أو متعلقة بنداء فضيلة المرشد الذي أطلقه لاستنفار القوى، وجعل اليوم الجمعة يومًا للغضب من أجل القدس ، والسببان ليس لهما علاقة مباشرة بالإخوان ، فمنذ انتهاء العدوان على غزة وهناك حالة سكون وهدوء جماهيري تعم الشارع المصري.

ويضيف الحسيني أن النظام المصري لا يملك لغة الحوار مع معارضيه لإيجاد مساحة مشتركة لصالح الشعب المصري، كما أن الإخوان اعتادوا دائمًا على مد اليد للحوار ما دام أن ذلك يصب في مصلحة الوطن، إلا أن التعنت الأمني الدائم للإخوان لن يفلح في قمع اندماج الجماعة داخل المجتمع المصري، ولن يجبرها على التنازل عن أهدافها الإصلاحية، وإلا كان حدث هذا منذ سنوات عدة، ووجه الحسيني رسالة لأهالي المعتقلين، وقال: "قلوبنا معكم.. وستنجلي الأزمة بمشيئة الله.. وإن غدًا لناظره قريب".

ويؤكِّد السيد نزيلي مسئول المكتب الإداري للإخوان المسلمين بالجيزة أن حملة المداهمة لمنازل 13 من قيادات جماعة الإخوان ، واعتقالهم بأنها "غير مبررة"، ولم تكن متوقعة، فالقيادات الـ13 ليس بينهم ارتباط، واستنكر نزيلي تلك الحملة الشعواء على الجماعة وقياداتها

كما أهاب بالمسئولين إعادة النظر في مواقفهم من الجماعة، وعدم الاستناد لقانون الطوارئ كذريعة لمداهمة المنازل، ونشر الرعب... ولم يستبعد نزيلي أن تكون حملة المداهمات مرتبطة بالزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي أوباما في مطلع الشهر القادم، وأنها محاولة من النظام بأنه يضرب بيد من حديد على معارضيه ومعارضي السياسة الأمريكية.

من جانبه رجح د. ضياء رشوان خبير الجماعات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية والسياسية أن تكون حملة المداهمات لقيادات الجماعة مرتبطة بنداء فضيلة المرشد بالغضب من أجل القدس أكثر من كونها مرتبطة بزيارة الرئيس الأمريكي المرتقبة لمصر

مدللاً على ذلك بأن الحملة طالت قيادات من المحافظات المختلفة في محاولة من النظام وأجهزته لعرقلة تفاعل الشارع الإخواني والمصري مع نداء فضيله المرشد، وتوقع رشوان أن تحدث حملة مداهمات أشد ضراوة قبيل زيارة الرئيس الأمريكي في الرابع من يونيو القادم... ووصف رشوان تلك الحملة الشعواء بأنها جزء من الروتين والتكتيك المعتاد الذي تتعامل به الأجهزة الأمنية المختلفة مع جماعة الإخوان .

ونفى عبد الله السناوي رئيس تحرير جريدة (العربي الناصري) أن تكون الاعتقالات لها صلة بأي من زيارة أوباما لمصر أو يوم جمعة الغضب، بل تدخل في سياق توتر العلاقة بين الإخوان والنظام، وداخل الإستراتيجية الكائنة في وضع الإخوان تحت المطاردة الدائمة والصدام معهم، وتحجيم قدراتهم في التصرف السياسي والتعاطي مع أحداث الواقع وقصقصة ريشهم لإنهاك روح النضال فيهم، على حد تعبيره ...

وأوضح السناوي أن هذه الاعتقالات على المدى البعيد تؤدي إلى إنهاك المجتمع، وهذا ليس لصالح البلاد أو التطور الديموقراطي وليس لصالح الإخوان أيضًا، مشيراً إلى أن مصلحة البلاد تكمن في دمج الإخوان داخل النسيج السياسي؛ ليمكنهم من المشاركة الفعلية في الواقع الحياتي للبلاد، وكذلك في الانتخابات.

وطالب سناوي القوى السياسية باحتضان الإخوان والضغط على النظام، فيما يقوم به من تعسف ضدهم، وإلغاء قانون الطوارئ السبب الرئيسي لممارسة الاعتقالات وقتما يشاء النظام، وكيفما يشاء؛ خاصةً أن هذا القانون تم تسويغه للغرب لتبرير اعتقالات الإخوان ، ومنعهم من المشاركة الفعلية في الحياة السياسية، ووصمهم بأنهم إرهابيون لا يمكن التعاطي معهم، الأمر الذي أنهك البلاد وأضر بجميع الأطراف الوطنية.

المصدر