سنة الله فى إهانة الطغاة ... بقلم رشيد المهدى
بتاريخ : الخميس 11 سبتمبر 2014
لله عزوجل فى خلقه سنن وقوانين وأحكام ، تجرى عليهم ، وهم خاضعون لها لا تتبدل لا تختلف ولا تتحول ” فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا ” فمى قائمى تعمل عملها ، ويؤثر فعلها ما دامت السماوات والارض .
ويشير القران الكريم لاتباعه المؤمنين إلى أهمية التدبر والتفكر فى هذه السنن ، فربما تطول بهم محنة ، أو تشتد عليهم وطأة مكذب جبار فيقول تعالى ” قد خلت من قبلكم سنن فسيروا فى الأرض فأنظروا كيف كان عاقبة المكذبين ” فهؤلاء الكاذبون وإن اشتد بطشهم وتجبرهم فى طغيانهم فقد حقت عليهم سنة الله فى إهانة الطغاة
” ومن يهن الله فما له من مكرم “قد يتجبر الطغاة والظالمون على أفاضل القادة وسادة العلماء وأشرف الرجال ، فتتسلك عليهم النساء إذلالاً لكبيريائهم ، وتمرمغ أنوفهم فى التراب ومن ذلك ماروى أن الحجاج كان متزوجاً من إمرأة لسيد من سادات العرب ورجالات بنى أمية ، تتيه عليه زهواً بنسبها ، ودلالاً بجمالها ، وفوق ذلك ترى أنه غير كفء لها ، فوقفت أمام المرآة يوماً فاستمع لها وهى تحدث نفسها قائلة :
وما هند إلا مهرة عربية سليلة أفراس تجللها بغل
فسمعها الحجاج فقال لها : يا هند كنت فبنت
قالت : كنا فلم نسعد ، وبنا فلم نحزن ………… وطلقها ، فأرسل الخليفة فى طلبها فقالت :
لن يجدى الأمر نفعاً .. فالإناء قد ولغ فيه كلب
أرسل الخليفة قائلاً : يغسل الإناء سبع مرات أولهن بالتراب . فأشترطت عليه أن يكون جزءاً من مهرها أن يجر الحجاج الجمل الذى تركبه فى رحلة زفافها إلى الخليفة .. فلبى الخليفة طلبها ويفى بشرطها ، آمراً الحجاج أن يقود جملها بنفسه ، حتى إذا جاء يوم زفافها ومسيرها إلى الخليفة ، يقوم الحجاج نفسه وهو من هو كرجل من رجالات الدولة بجر الجمل وسحبه من خلف ستائر الهودج ، فألقت بدينار ونادته قائله : ياحمال ناولنى الدرهم
فيقول : هذا دينار يا مولاتى .. فتقول : الحمد لله الذى أبدلنى بدرهمك ديناراً.
ومن إهانة الطغاة والجببارة كسنة إلهية يلزمنا الوقوف عندها أن يغلب اللقب القبيح أسم الطاغية بين الناس ، ولو كان حسناً ، مثلما حدث مع ملك بيت المقدس الذى غلب عليه لقب الملك المجزوم فلا يكاد يعرف بين المؤرخين إلا بالملك المجزوم .
وهو ما حدث مع جبار بنى العباس عبد الله بن محمد بن على حيث استحر القتل فى بنى أمية على يديه فسفك دماءهم وطاردهم فى كل مكان بوحشية قتلهم ونبش قبورهم وإستخرج جثمان هشام بن عبد الملك فضربة بالسياط وحرقه ، وذرى رماده فى الهواء فلم يعرف فى التاريخ وكتب التراجم إلا بالسفاح ولا يعرف أحداً إسمه المذكور آنفاً .
فلما جاءنا من يعمل على تطيل شعائر ديننا ةإقصاء رئيسنا وخطفه والعبث بأخلاقنا ، وإهانة نسائنا واغتصاب بناتنا ، غلب لقبه إسمه وعن الرئيس العرص أتحدث …. الشيخ صادق
عضو الإتحاد العالمى لعلماء المسلمين
المصدر
- مقال:سنة الله فى إهانة الطغاة ... بقلم رشيد المهدى موقع: إخوان الدقهلية