سقوط الأصنام .. الإخوان المسلمون وربيع الغضب العربي (الجزء الثالث)
محتويات
- ١ الفصل السابع:الإخوان المسلمون والثورة اليمنية
- ٢ الفصل الثامن: الإخوان المسلمون والثورة السورية
- ٢.١ المبحث الأول: مرحلة ماقبل الثورة السورية
- ٢.٢ المبحث الثانى:الإخوان المسلمون ويوميات الثورة السورية 2011
- ٢.٣ المبحث الثالث:إخوان سوريا والمقاومة المسلحة
- ٢.٤ المبحث الرابع: إخوان سوريا والدعم الإيرانى للنظام السورى
- ٢.٥ المبحث الخامس: إخوان سوريا والرد على الشبهات
- ٢.٥.١ طبيعة الهجمة على الجماعة
- ٢.٥.٢ المشروع الإسلامي للجماعة في إطاره الوطني
- ٢.٥.٣ الجماعة وعبء التصدّي لمشروع الاستبداد
- ٢.٥.٤ الجماعة وأحداث الثمانينيات
- ٢.٥.٥ موقف الجماعة من ثورة الشعب السوري
- ٢.٥.٦ رؤية الجماعة لسورية المستقبل
- ٢.٥.٧ دور الجماعة في الإطار الوطني
- ٢.٥.٨ الموقف من القوى الإقليمية والدولية
- ٢.٥.٩ علاقة الجماعة بالكتائب المسلحة
- ٢.٥.١٠ خطر تقسيم سورية وخطر التطرّف
- ٢.٥.١١ الوضع الإنساني للشعب السوري
- ٢.٥.١٢ الحلّ السياسي
- ٢.٥.١٣ الموقف من الحملة على الجماعة
- ٢.٥.١٤ التعبير عن مواقف الجماعة
- ٣ الخاتمة :الإسلاميون وتحديات مابعد الثورات
- ٤ المراجع
الفصل السابع:الإخوان المسلمون والثورة اليمنية
المبحث الأول: نشأة جماعة الإخوان باليمن
قبل الخوض فى دور الإخوان المسلمين بالثورة اليمنية من الأهمية بمكان أن نتعرض لنشأة الإخوان باليمن والتى يمثلها "التجمع اليمني للإصلاح":
- كان أول اتصال للإمام البنا باليمن في حفل أقامته جمعية الشبان المسلمين في ذكرى الهجرة سنة 1348هـ الموافق يونيو سنة 1929م بعد المحاضرة التي ألقاها الإمام البنا بعنوان: "ذكرى يوم الهجرة والدعوة الإسلامية وأثرها" ، حيث التقى مع السيد محمد زبارة الحسن اليمني أمير قصر السعيد في صنعاء حينذاك وتحدثا طويلاً عن مصر وعن اليمن، وعن انتشار الإلحادية والإباحية المستشري في ذلك الوقت ووجوب الوقوف أمامه بكل القوى.
ثم توطدت الصداقة بينهما من ذلك العهد، وعرض السيد محمد زبارة على الإمام الشهيد العمل مدرسًا باليمن، ودارت مخاطبات بهذا الخصوص بين الإمام الشهيد وبين سيف الإسلام محمد ابن الإمام يحيى ملك اليمن في ذلك الوقت، لكن الفكرة لم تنفذ للعقبات الرسمية بين الحكومة المصرية والحكومة اليمنية.
وزار السيد محمد زبارة الإمام الشهيد في الإسماعيلية، ومكث معه ثلاثة أيام وشاهد منشآت الإخوان ومؤسساتهم معهد حراء الإسلامي، ومدرسة أمهات المؤمنين، وفرقة الرحلات، ورأى الإخوان في دروسهم ومحاضراتهم ولمس ما تفيض به نفوسهم من حب وإخاء وغيرة على الإسلام والمسلمين، فأعجب بذلك كله أيما إعجاب، واستمرت هذه الصلة بينه وبين الإمام الشهيد والإخوان بعد ذلك قوية ومتينة.
ولقد اهتم الإخوان بالصدام الذي وقع بين الإمامين الإمام يحيي بن حميد إمام اليمن والملك عبدالعزيز آل سعود فعمل الإمام البنا على تهدأت الجو بينهما
وكتب تحت عنوان (إلى الإمامين العربيين) يقول فيه:
- بين الملك ابن السعود وبين الإمام يحيى بن حميد الدين خلاف تتراءى أنباؤه الفينة بعد الفينة على صفحات الجرائد، ولسنا نعلم أنباء تهتز لها قلوب العالم الإسلامى إشفاقًا وفَرَقًا أعظم مما تهتز لهذه الأنباء.
- إنا نمسك بالجريدة فأول ما تبحث عنه العين ماذا فى جزيرة العرب، أو بين الملكين العربيين، أو الخلاف بين نجد واليمن، أو نحو ذلك من العناوين، فإذا وجدنا تحت العنوان ما يبشر بانفراج الأزمة وانتهاء أمد الخلاف تنفسنا الصعداء وحمدنا الله تعالى، ودعوناه كثيرًا أن يديم الوحدة والولاء بين زعماء المسلمين حتى يقضى الله أمرًا كان مفعولاً، وإذا رأينا غير ذلك خفقت القلوب واحتبست الأنفاس وتصعدت الدعوات حارة إلى الهر تبارك وتعالى أن يدفع عن الإسلام والعرب بلاء التفرق والخلاف.
- ليس ذلك لصلة خاصة بيننا وبين الإمامين العظيمين، وليس ذلك لأننا نرجو مغنمًا شخصيًا من وراء الوحدة، أو نخشى مغرمًا شخصيًا كذلك من وراء الفرقة، ولكن ذلك لإحساسنا بالخطر العظيم الذى تستهدف له الجزيرة قلب الإسلام وقبلة المسلمين، إذا استحكم الخلاف بين إمام الجنوب وبين إمام الشمال.
- وعندما عقد مؤتمر فلسطين بلندن وحضره مندوبي الدول العربية وممثلي فلسطين بدعوة من الحكومة البريطانية سنة 1938م، كان يمثل اليمن فيه الأمير سيف الإسلام الحسين وقد مر بالقاهرة بعد عودته من اليابان وفي صحبته القاضي العمري والقاضي الشامي، فاتصل في مروره هذا بالإخوان
- وطلب إلى المرشد العام أن يختار له من الإخوان (بهذا الوصف) سكرتيرًا خاصًّا إذ إنه سيكون له من الأعمال الخاصة ما يستدعي كفئًا أمينًا، فقدم له الأخ الأستاذ محمود أبو السعود أحد إخوان المركز العام الذي صحبه في رحلته إلى لندن وباريس، وقام بمهمته خير قيام مما كان له أجمل الأثر في نفس الأمير ، وتوثقت صلته بالإخوان منذ ذلك التاريخ.
ويقول الأستاذ جمعة أمين:
- كما استقبل الإخوان في فبراير 1944 السيد حسين الكبسي وزير الأوقاف اليمنية ومبعوث الإمام يحيى بن حميد الدين للاشتراك في مشاورات الوحدة العربية، وقد أقام الإخوان له ولمرافقيه احتفالاً في دارها حضره رجال الصحافة، وممثلو الدول العربية، وأهل الرأي، وقد تحدث إلى الجمع الأستاذ المرشد، والأستاذ أحمد السكري، والأستاذ عبد الحكيم عابدين، والأستاذ الفضيل الورتلاني، وغيرهم، ورد تحيتهم الأستاذ حسين الكبسي
- وكانت هذه أول زيارة للسيد الكبسي إلى مصر، وتعرف فيها على الإخوان وانبهر بهم، وكان أشد ما بهره الجانب الاقتصادي لدعوة الإخوان، فتعرف على الحاج محمد سالم الذي كان يشرف على كثير من شركات الأتوبيس والنقل المصرية، ويديرها، فاتفق مع الحاج محمد سالم على وجوب التعاون الاقتصادي من أجل نقل هذه النهضة إلى اليمن.
- "وكان الكثير من أبناء اليمن على اختلاف آرائهم وميولهم يتصلون بالمركز العام للإخوان المسلمين في مصر كغيرهم من شباب البلدان العربية والإسلامية الأخرى، فيجد هؤلاء اليمانيون من رجال الإخوان إخلاصًا لدعوة الإسلام وخير العروبة، وعطفًا على اليمن الذي يعزونه ويقدرونه ويشعرون بمدى صلتهم الوثيقة بشعبه وإمامه، فيأنسون بهم ويبثونهم ذات أنفسهم
- وكان المركز العام يحرص كل الحرص على توجيه هؤلاء المتحمسين توجيهًا صالحًا إلى الحكمة والموعظة الحسنة، والتمسك بأهداب النظام، والبعد عن كل ما من شأنه المهاجمة والخصومة، مع الحرص على حسن الطاعة للإمام؛ حتى لا تنفر منهم قلوب المخلصين، أو تنقبض عنهم جهود العاملين، أو يفتح الثغرة أمام المستعمرين، وقد كانوا يتقبلون هذا التوجيه بصدر رحب، ويعملون على أساسه في معظم الأحيان".
إلا أن الإخوان قد تأكدوا أن الأوضاع الاجتماعية متردية في اليمن، وأن هناك جمودًا في حكم الإمام يحيى، وأنه بعيد عن حقيقة الشريعة الإسلامية رغم ادعائه بتطبيقها.
وقد نقل الوزير الكبسي والوفد الذي رافقه التقدم الحضاري والاقتصادي الذي رآه في جماعة الإخوان، وما اتفق عليه مع الحاج محمد سالم إلى الإمام يحيى، فأيد الإمام يحيى الفكرة، وفكر كثير من أعضاء الوفد إنشاء شركة مصرية يمنية للتجارة والنقل والمواصلات والمشروعات العمرانية المختلفة برأس مال قدره مليونان من الجنيهات المصرية، يكون معظمها لليمنيين وبعضها للمصريين، وبدأت الفكرة بعد ذلك تدخل حيز التنفيذ في خطوات وئيدة، تسرع حينًا وتبطئ أحيانًا، وهذا ما سنتحدث عنه في الفترة التالية -إن شاء الله.
واستمرت علاقة الإخوان بالإمام يحيى وأبنائه على خير حال، وقد أجرت مجلة الإخوان المسلمين حديثًا مع أحد سيوف الإسلام من أبناء الإمام يحيى أثناء زيارته إلى مصر، وأثنى فيه على الإخوان ومواقفهم، وتمنى لمرشدهم وأعوانه التوفيق والسداد.
وكانت علاقة الإخوان بالشعب اليمني وأبنائه علاقة حميمة، خاصة الذين يقيمون منهم في مصر للدراسة أو لأغراض أخرى، لكن مع ذلك وحتى نهاية الفترة محل الدراسة (1938-1945م) لم يكن لدعوة الإخوان منتسبون يمنيون ظاهرون، فضلاً عن أن يكون للإخوان شعبة في اليمن.
وقد جاء في مجلة الإخوان المسلمون الأسبوعية العدد 207 السنة السادسة 3 رمضان1367هـ الموافق10 يوليو 1948م، قال الأستاذ حسن البنا للرئيس القواتلي:
- إن اليمن أمانة في أعناقكم، وخاصة بعد هذا الانقلاب الأخير الذي ذهب ضحيته الإمام الراحل عليه رحمة الله. ذلك الانقلاب الذي أخرجها من عزلتها. وكشف للعالم عن الكثير من أحوالها. فانصحوا لإمامه وسددوا حكومته، وخذوا بأعنة شعبه إلى الحرية والنور والعرفان. وليس بمستصعب على الجامعة العربية أن تحمل هذه الرسالة وتؤدي هذه الأمانة.
- ولقد حدثت الثورة في اليمن وقتل على إثرها الإمام يحيي بن حميد على يد حارثه الخاص بسبب سياسته الاستبدادية واتهم فيها الإخوان المسلمين وقد اخرج الإخوان بيانا وضحوا فيه القضية وابعادها وعلاقتهم باليمن والإمام يحيي وابن الوزير، الذي قاد الثورة وتولى الحكم وقد حكم عليه بالاعدام بعد سيطرة أحمد بن الامام يحيي على الحكم مرة أخرى، وبعد ذلك عاد الفضيل الورتلاني وعبد الحكيم عابدين من اليمن بعد تدخل جامعة الدول العربية.
- وأثناء فترة الخمسينات وانقسام اليمن نشط القوميين والماركسيين في الجنوب كما لم يكن للتيار الإسلامي وجود منظم في الجنوب أو الشمال، والإخوان المسلمون اكتفوا بالعمل من خلال الواجهات الموجودة على الساحة. فنشط عمر طرموم من خلال "الجمعية الإسلامية" ثم "الرابطة" ثم انصرف إلى العمل التربوي سيما في المعهد الإسلامي (أسسه الشيخ محمد سالم البيحاني عام 1957).
يقول الأستاذ سعيد ثابت سعيد:
- يكاد يكون عام 1959م عام ميلاد فكرة العمل الإسلامي المنظم في أوساط الطلاب الدارسين في مصر، ولكن من دون رؤية متكاملة للمنهج والتنظيم والمسار. بمعنى أن ميلاد فكرة العمل الإسلامي المنظم تبلورت في وعي مجموعة طلابية عائدة من قواعد حركة القوميين العرب، والبعث العربي الاشتراكي، أبرزهم عبد المجيد عزيز الزنداني، وعبد السلام العنسي، ومحمد قاسم عون، وعبد الرحمن المجاهد، وذلك عام 1959م.
لكن عام 1961م تحول بعض الطلبة اليمين بعد تفكير من الفكر الماركسي والقومي إلى الفكر الإخواني كان على رأسهم الشيخ عبد المجيد الزنداني، خاصة عندما التقى عبد المجيد الزنداني وعبده محمد المخلافي الطالب في مدينة البعوث الإسلامية، بعد جهد كبير.
وكان لقاؤهما الأول دافعاً للشابين المتحمسين لخدمة الإسلام في التعجيل بإخراج الفكرة إلى حيز الوجود الطلابي، سيما أن شخصيتي الرجلين (الزنداني و المخلافي) كانتا تكملان بعضهما لشخصية قيادية فريدة ومؤثرة وفاعلة .
ويروي الدكتور عبد المجيد الزنداني قوله:
- أنه عندما علم بوجود أعداد من الطلاب اليمنيين في مدينة البعوث الإسلامية التابعة للأزهر بالقاهرة ، قرر زيارتهم والعمل على استقطاب عناصر منهم إلى صف مجموعة الحياد. و في نهاية كانون ثاني (يناير)1961م قابل علي أحمد سعيد المخلافي، أحد الطلاب اليمنيين الدارسين في الأزهر، وطلب منه جمع زملائه للتعرف عليهم
ولما اجتمع عدد منهم ألقى على مسامعهم كلمة تضمنت دعوتهم للم شملهم والاهتمام بالواجبات الإسلامية كزاد للطالب الحريص على مصلحته ومصلحة وطنه، غير أن القوميين العرب عملوا على تفريق هذه الجبهة الإسلامية، ولما تغلبت الجبهة على الخلافات، وتصافى الزملاء فيما بينهم، كوَّنَّا مجلساً مؤلفاً من مجموع رؤساء الأسر.
غير أن الزنداني واربعة من زملائه تعرضوا للمضايقات من حكومة اليمن بسبب توجههم الإسلامي والذي يخالف توجه الدولة الماركسي فقطعت عنهم رواتهم. التقت نخبة من طلاب "كتلة العمل الطلابي"، من بينهم: عبد المجيد الزنداني، وعبده محمد المخلافي، وعبد اللطيف الشيباني، وآخرون، في منزل أحمد الويسي مطلع عام 1962 وحضر الشهيد الزبيري اللقاء، وفاتحوه بأمرهم وعرضوا عليه قيادة نشاطهم.
كان الطلاب الستة الذين التقوا في الشقة السكنية في حي "الهرم" في مصر، يدركون جيداً أنهم بصدد إخراج فكرة تأسيس النواة الحركية إلى حيز الواقع الطلابي، فقد أعدوا لأنفسهم "قسم العمل" وتعاهدوا على الالتزام بنصه ولم يكن الزبيري غريباً عن مدرسة الإخوان المسلمين، فالرجل ارتبط روحياً وفكرياً وعضوياً بها منذ لقائه الأول بالشهيد البنا، وظل يحتفظ بمشاعر ود وتقدير وإكبار لرموزها وقادتها.
شارك الطلاب الإسلاميون اليمنيون، في ظل تلك الأجواء الملبدة والخانقة لأي صوت إسلامي حركي، في أول انتخابات طلابية توطئة لتأسيس رابطة طلاب اليمن الطبيعية، وهم يدركون محدودية وجودهم وضعف بنائهم التنظيمي، إذ أنهم في ذات الفترة هذه بدأوا العمل على تأسيس النواة الحركية الإسلامية من داخل مجموعة الحياد.
أثر اتفاق النخبة الطلابية الإسلامية الأولى على العمل الإسلامي في إطار "كتلة العمل الطلابي"، وتحت غطاء "الحياد بين الأحزاب" ارتفعت أصوات حزبية كانت هامسة، تتهمها بمعاداة النظام المصري، وتطلق على أفرادها عبارات تشهيرية وتحريضية مثل "الرجعيون" و"الإخوان المسلمين". وتنامت مشاعر القلق لدى بقية القطاعات الطلابية الحزبية جراء تزايد عدد الطلاب الرافعين للافتة الحياد بين الأحزاب إلى نحو 30 طالباً.
و ظل الطلاب الإسلاميون يمارسون نشاطهم العلني تحت غطاء مجموعة "الحياد بين الأحزاب" منذ قرارهم خوض انتخابات رابطة طلبة اليمن الطبيعية في أيلول(سبتمبر) 1961، كتعبير عن تميزهم الفكري والسياسي عن بقية التيارات الطلابية اليمنية الملتزمة بالأحزاب القومية.
ومن ذلك التاريخ وقد سار هؤلاء الطلبة على نشر دعوتهم داخل المجتمع اليمني خاصة انه مجتمع يتميز بالقبيلية ولقد اشتهر الشيخ عبد المجيد الزنداني في علم الطب وبرع فيه، وما زالت الحركة لها عطاءها داخل هذا المجتمع. والإخوان المسلمين في اليمن حاليا هم ما يعرف بالتجمع اليمني للإصلاح، والذي أنشأ في(13 سبتمبر 1990م) كامتداد لحركة الإخوان وتم افتتاح مقره الرئيسي في (3/1/1991م).
ولقد شارك الإصلاح في الإنتخابات النيابية عام (1993م) و (1997م) و(2003م) وفاز بالموقع الثاني في كل الانتخابات. كما شارك في كل الانتخابات المحلية الماضية وشارك مع المشترك في الإنتخابات الرئاسية لعام 2006 م بانتخاب المهندس فيصل بن شملان ، الذي حصل على الترتيب الثاني.
كما شارك الإصلاح في حكومة ائتلافية ثلاثية بين (المؤتمر، والإصلاح ، والاشتراكي) ثم في حكومة ائتلافية ثنائية بين (المؤتمر والإصلاح) ما بين عام (1992 – 1997م) (119)
المبحث الثانى: الإخوان المسلمون وعلى عبدالله صالح من التعاون إلى المواجهة
بعد قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م عاد الشباب اليمني الذي كان يدرس في مصر بمختلف مشاربه الفكرية للمشاركة في بناء الجمهورية الوليدة إلا أن الاختلافات الفكرية والسياسية السائدة آنذاك بين الضباط الأحرار والقيادة السياسية الجديدة للدولة والشخصيات الاجتماعية والطلاب بالإضافة إلى الحرب المسلحة بين الجمهوريين والملكيين ساهمت في تأجيج الصراعات الداخلية وظهور التيارات الفكرية التي كان كل تيار منها يحاول السيطرة على دفة القيادة وإضفاء نكهته على المعطيات الجديدة للثورة اليمنية
مما أسفر عن أجواء مرتبكة سادها التوتر والحذر وسوء الظن الأمر الذي استلزم عقد مؤتمر الجند عام 1966م لتنقية هذه الأجواء بين الصف الجمهوري الواحد وقد حضر هذا المؤتمر المشايخ والأعيان والمسؤولون وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية المشير عبدالله السلال .
وقد شارك الإخوان المسلمين في هذا المؤتمر من خلال عبده محمد المخلافي المرشد الأول لجماعة الإخوان التي كانت قد بدأت في العام 1965م في مشروعين اثنين أولهما نشر فكرة الجماعة في أوساط المجتمع وتوسيع القاعدة التنظيمية لهم أما المشروع الثاني فكان "أسلمة الثورة" من خلال محاربة التيارات التي وصفها عبدالملك الشيباني في كتابه (عبده محمد المخلافي شهيد القرآن) بالتيارات الإلحادية التي كانت تستهدف إنكار وجود الله تعالى وسب الدعاة إلى الله وتشويهم صورتهم وسمعتهم .
واصلت جماعة الإخوان أنشطتها الدعوية والاجتماعية خلال الجمهوريتين الأولى والثانية إلا أن وصول العقيد إبراهيم الحمدي إلى سدة الحكم في يونيو 1974م مع مشروعه التصحيحي كان فرصة ذهبية للإخوان خاصة أن الحمدي اختارهم في البداية لينشر من خلالهم صيته للجماهير اليمنية وليثًبت دعائم دولته التي لم يجد المشايخ والقبائل مكانا لهم فيها.
ويشير د . عبدالولي الشميري في كتابه (ألف ساعة حرب) إلى أن الرئيس الحمدي وطَد علاقته بالعلماء وأصحاب المنابر والأقلام ورفع شعار الحفاظ على الدين , فأنشأ مكتبا للتوجيه والإرشاد الإسلامي وجعل على رأسه الشيخ عبد المجيد الزنداني كما أسس الهيئة العلمية اليمنية التي كان هيكلها الإداري من تنظيم جماعة الإخوان بنسبة 100% .
ويضيف الشميري بأن الإخوان خيبوا آمال الحمدي في القيام بالدور الإعلامي اللازم من خلال الإشادة بشخصه وبسياسته التي أغضبت مراكز النفوذ الاجتماعي والقبلي والمتمثلة في إلغاء مجلس الشورى وتعليق الدستور الدائم للبلاد وعزل الشخصيات الاجتماعية الكبيرة ذات النفوذ القبلي والعسكري .
عجز الرئيس إبراهيم الحمدي في احتواء جماعة الإخوان المسلمين كما عجزت الجماعة في احتوائه لهذا بحث عن تيار آخر فلم يجد غير الناصريين الذين وجدوا أنفسهم بين عيشة وضحاها على بوابة القصر الجمهوري .
في أكتوبر 1977م لقي الرئيس الحمدي مع أخيه عبدالله مصرعهما في ظروف غامضة وقبل يوم واحد من السفر إلى عدن لترتيب أوضاع الوحدة بين شطري اليمن وأُعلن في صنعاء عن اختيار المقدم أحمد حسين الغشمي رئيسا للبلاد لفترة لم تتجاوز التسعة الأشهر إذ لقي مصرعه في تفجير انتحاري بمكتبه في 24 يونيو 1978م .
تسلم الرائد علي عبدالله صالح قائد لواء تعز مقاليد الحكم في البلاد في 17 يوليو 1978م وكان صالح أحد الشخصيات العسكرية البارزة في محاربة المد الماركسي القادم من جنوب البلاد لهذا فقد أنشأ الرئيس الجديد تحالفا مع حركة الإخوان المسلمين التي كانت تسعى بدورها للتصدي للأيدلوجية الماركسية التي كانت السبب الرئيسي لإنشاء تحالف استراتيجي بين علي عبدالله صالح وجماعة الإخوان المسلمين استمر لما يقرب من ربع قرن ولم يسقط إلا بسقوط برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك في سبتمبر 2001م .
في مطلع الثمانينيات خاض الرئيس علي عبدالله صالح بالتحالف مع الإخوان المسلمين مواجهات عسكرية ضارية ضد المعارضة الماركسية المسلحة، وحقق نجاحًا ملموسًا أسهم في إنقاذ النظام الحاكم، الذي كان يعاني حالة ضعف شديدة آنذاك.
وقد سعى الرئيس صالح إلى توحيد الساحة السياسية في الشمال والتي كانت تعاني من تعدد الجماعات السياسية والفكرية والتي كانت تعمل "تحت الطاولة" فأصدر في عام 1981 قرارا بتشكيل لجنة الحوار الوطني برئاسة المناضل حسين المقدمي وقد شكل الإخوان المسلمين 25 % من أعضاء الجنة .
قامت اللجنة بصياغة الميثاق الوطني الذي خرج بصيغة وافق عليها الإخوان خاصة وأن القيادي البارز والسابق عبدالملك منصور كان له بصمات واضحة في الصياغة. وفيما كان الرئيس علي عبدالله صالح مشغول بتثبيت حكمه وترتيب البيت اليمني الداخلي وإطلاق عجلة التنمية من خلال المجالس المحلية التي شكلت ظاهرة فريدة من نوعها حقق الإخوان توسعا كبير في مناطق عموم الجمهورية من خلال نشر المعاهد العلمية التي تزايد عدد المنتسبين إلى صفوفها، وترافق مع انتشارها توسع في عدد مدارس تحفيظ القرآن الكريم، وإنشاء معاهد خاصة بالفتيات.
وبحلول عام 1985 أصبحت المعاهد العلمية مؤسسة تعليمية موجودة في عموم محافظات شمال اليمن لكن حجم الضغوط تزايد على الرئيس من القوى الماركسية واليسارية والقومية العلمانية، لتحجيم قوة المعاهد وتقليص عملية انتشارها، بعد أن أحست تلك القوى أن المعاهد تشكل مخزونًا تربويًّا يمكّن من مواجهة تيارات التغريب في البلاد.
ويشير الكاتب الصحفي سعيد ثابت سعيد إلى أن الرغبة في إلغاء المعاهد العلمية ظهرت
- " لا سيما بعد أن نجحت الحكومة في استئصال قوات المعارضة اليسارية المسلحة ودحرها، بالتحالف مع أبناء الحركة الإسلامية، من المناطق التي كانت تسيطر عليها، وذلك مع تنامي شعور الحكومة باستغنائها عن الحركة الإسلامية، فشكلت المجلس الأعلى للمناهج، برئاسة الدكتور حسين عبد الله العمري وزير التربية والتعليم السابق ".
إلا أن أحداث يناير الدموية عام 1986م في جنوب اليمن دفعت الرئيس صالح إلى التأكيد على أهمية المعاهد العلمية وقال في خطاب له في معهد معاذ بن جبل العلمي بمدينة تعز في 17 يناير 1986، " أن المعاهد العلمية جزء لا يتجزأ من حقول التربية والتعليم " ، منوها إلى أن جيل التربية والتعليم هو جيل واحد، سواء كان في المعاهد العلمية، أو في معاهد المعلمين، أو في الجامعة، أو في أي حقل من حقول التعليم.
بدء الصدام بين الإخوان وعلى عبدالله صالح
فرقت الوحدة اليمنية التي أعلنت في 22 مايو 1990م بين الإخوان المسلمين وحليفهم الاستراتيجي الرئيس علي عبدالله صالح حيث أصر قادة الحركة الإسلامية الأولى في اليمن على الخروج من المؤتمر الشعبي العام وإعلان حزب التجمع اليمني للإصلاح في 13 سبتمبر 1990م ليحضى الشريك الأساسي في الدولة الجديدة الحزب الاشتراكي اليمني بكل اهتمام ورعاية الرئيس صالح .
وخاض الإسلاميون صراعا مريرا مع حزبي المؤتمر والاشتراكي من أجل تعديل الدستور الجديد الذي وصفه الإخوان بأنه علماني وقد مارس الاشتراكي ضغوطه على الرئيس صالح من أجل عدم تعديل الدستور مشترطين استمرار الوحدة اليمنية بعدم المساس بالدستور ما جعل الرئيس صالح يخوض حملة مضادة لحملة الإخوان المسلمين التي وصلت إلى أرياف ومدن اليمن بأكمله لإقناع الشعب بمعارضة الدستور .
وقد انتهت معركة الدستور بين الطرفين باستفتاء شعبي أصاب الحركة الإسلامية في اليمن بخيبة أملة كبيرة خاصة أن نسبة الموافقين على الدستور بلغت أكثر من 98% من إجمالي الذين شاركوا في الاستفتاء .
كما شدد الحزب الاشتراكي من ضغوطه من أجل إلغاء المعاهد العلمية وهو مطلبه القديم ، باعتبارها إحدى المؤسسات، التي ساهمت في إجهاض مشروعه اليساري في شمال اليمن. وبالفعل تحالف أعضاء الحزب الاشتراكي والمؤتمر الشعبي في مجلس النواب إبان الفترة الانتقالية، التي أدارها الحزبان، لإصدار قانون التعليم، الذي ينص على دمج ميزانية المعاهد العلمية في ميزانية التربية والتعليم، وذلك عام 1992.
ومع إجراء أول انتخابات نيابية في 27 أبريل 1993م تشكل واقعا سياسيا جديدا في اليمن تمثل في دخول الحليف الإسلامي للرئيس علي عبدالله صالح معترك العمل السياسي وبالرغم من حصول الإخوان المسلمين على النصيب الثاني في عدد مقاعد البرلمان بـ 63 بعد حزب المؤتمر الشعبي العام الذي حصل على 120 مقعد وقبل الحزب الاشتراكي الذي حصل على 56 مقعدا
إلا أن الواقع السياسي المتأزم في البلاد بسبب التقاسم الفعلى بين المؤتمر والاشتراكي لكل مؤسسات الدولة إضافة إلى التوازن العسكري بينهما فرض على الإسلاميين التنازل عن المركز الثاني لصالح الاشتراكيين وبالفعل كان نصيب الإصلاح عضوية مجلس الرئاسة ورئاسة مجلس النواب ونيابة مجلس الوزراء .
وشكلت حرب الانفصال التي اندلعت في صيف 1994م فرصة ذهبية للإخوان المسلمين في تقوية علاقتهم بالرئيس صالح والتي تأثرت خلال أربع سنوات ماضية بسبب الحزب الاشتراكي فشاركوا بفاعلية في الحرب التي انتهت بانتصار دولة الوحدة ليشكل الإصلاح بعد ذلك مع حزب المؤتمر في حكومة ائتلافية استمرت حتى عام 1997م .
وقد كان للإصلاح بصماته الواضحة في تلك الفترة كما كان له دور واضح في استعادة جزيرة حنيش وتسوية الحدود السعودية اليمنية عبر مسئول العلاقات السياسية الدولية بجماعة الإخوان المسلمين يوسف ندا كما جاء في شهادته بقناة الجزيرة .
أسفرت الانتخابات النيابية التي جرت في أبريل 1997م على اكتساح حزب الرئيس صالح البرلمان بـ 223 عضوا وحصول الإخوان المسلمين على 64 مقعدا فقط ليتراجع الإصلاح إلى صفوف المعارضة مرة أخرى ولتبدأ مرحلة جديدة في العلاقة بين الرئيس والإخوان لم يشهدها الطرفان من قبل حيث عمد الرئيس صالح بعد انتخابات 97م إلى تحجيم جماعة الإخوان المسلمين في اليمن عن طريق تجفيف منابع هذه الجماعة سواء في المساجد أو المعاهد العلمية التي كان لا بد للرئيس صالح من إلغائها حتى يضمن عدم انتشارها بصورة أكبر ..
وخلال الفترة ما بين انتخابات 97 البرلمانية وانتخابات 99 الرئاسية التي رشح فيها الإخوان المسلمين الرئيس علي عبدالله صالح رئيسا للبلاد استمرت الحرب الباردة بين صالح والإخوان إلا أنها لم تتطور إلى حد الاتهامات كون الورقة الأهم في علاقة الطرفين ما زالت قائمة وهي المعاهد العلمية التي استخدمها صالح كثيرا في إرعاب جماعة الإخوان .. وفي مايو 2002 أعلنت الحكومة وضع المعاهد العلمية ماليا وإداريا تحت إشرافها، وإدماج ميزانياتها في ميزانية وزارة التعليم اعتبارا من يونيو 2002.
وبحسب مراقبين دوليين ومحليين فإن هذا القرار يأتي نتيجة لاعتقاد الرئيس صالح تحرره من الحاجة إلى حلفائه التاريخيين الممثلين في جماعة الإخوان المسلمين ، وبعد أن طرأت متغيرات جديدة مرتبط باليمن سواء على الصعيد الداخلي والخارجي مما دعاه إلى إعادة النظر في خريطة التحالفات وترتيب الأوراق لتستقيم مع متطلبات قيادة الدولة في المرحلة القادمة .
ويعد قرار إلغاء المعاهد العلمية الذي أثار كثيرا من الجدل داخليا وخارجيا رصاصة الرحمة بين جماعة الإخوان والرئيس صالح خاصة أنه جاء بعد العديد من الإجراءات التي انتهجتها الحكومة من أجل وقف الزحف الإسلامي ..
كما أغلقت الحكومة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 جامعة "الإيمان" مؤقتا، وطلبت من مؤسسها ورئيسها الشيخ عبد المجيد الزنداني ترحيل 500 طالب من الأجانب الذين يدرسون فيها؛ تجنبا لأي شبهة تلحق بها في إطار مكافحة الإرهاب.
وجاءت هذه الإجراءات من الجانب الحكومي بعد أن وقع الرئيس علي عبد الله صالح أثناء زيارة له لواشنطن في نوفمبر2001 اتفاقًا للتعاون الأمني مع الولايات المتحدة، وبموجبه قامت صنعاء بتعقب عناصر يمنية إسلامية (120)
المبحث الثالث: الإخوان المسلمون ويوميات الثورة اليمنية
انطلقت الثورة الشعبية اليمنية فى 3 فبراير وأشتعلت يوم الجمعة 11 فبراير عام 2011 م الذي أطلق عليه اسم "جمعة الغضب" (وهو يوم سقوط نظام حسني مبارك في مصر) متأثرة بموجة الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في الوطن العربي مطلع عام 2011 م وبخاصة الثورة التونسية التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي وثورة 25 يناير المصرية التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك ، أستمرت ثورة الشباب فعلياً حتى انتخاب عبد ربه منصور هادي رئيساً للبلاد في فبراير 2012
ولكن ظلت الإعتصامات والمظاهرات تقام من فترة لأخرى حتى قيام الرئيس هادي يتفكيك شبكة إقارب صالح من الجيش والمناصب العليا ضمن خطوات إعادة هيكلة الجيش اليمني وفي يوم 18 أبريل 2013 رفعت آخر الخيام من ساحة التغيير بصنعاء وأعلنت تنظيمية الثورة تعليق الإعتصامات والمظاهرات لأول مرة منذ فبراير 2011 .
وتمثلت مشاركة الإخوان المسلمين]] فى تلك الثورة بمظاهر عدة أهمها: المشاركة مع القوى السياسية المختلفة من خلال اللقاء المشترك، المشاركة بفعالية من خلال هيئة علماء اليمن بقيادة الشيخ عبد المجيد الزنداني، المشاركة من خلال فعاليات الشباب المختلفة
أولاً: اللقاء المشترك .. خطوة للمواجهة
مثل تجمع اللقاء المشترك أحد الخطوات المهمة لمواجهة نظام على عبدالله صالح، ففى فبراير 2003 دشن التجمع اليمني للإصلاح "الإخوان المسلمون باليمن" تكتل أحزاب اللقاء المشترك وهو تكتل لأحزاب المعارضة الرئيسة في اليمن، وقد تم تأسيسه في 6 فبراير - شباط 2003 م.
يضم هذا التكتل كلا من:
- حزب التجمع اليمني للإصلاح، الحزب الاشتراكي اليمني، حزب الحق، التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، حزب البعث العربي الاشتراكي القومي، التنظيم السبتمبري الديمقراطي، اتحاد القوي الشعبية اليمنية.
ويشكل اللقاء المشترك تطويراً لتكتل أحزاب المعارضة اليمنية، فهو ليس سوى انضمام حزب التجمع اليمني للإصلاح والتنظيم السبتمبري الديمقراطي إلى ما كان يعرف بـ "مجلس التنسيق الأعلى للمعارضة" المؤسس عام 1999 م والذي كان يضم الحزب الاشتراكي اليمني والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري و حزب البعث العربي الاشتراكي القومي وحزب الحق و اتحاد القوي الشعبية اليمنية. وكان الهدف من إنشاء تكتل اللقاء المشترك هو الوقوف أمام نفوذ حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم.
وتعد تجربة أحزاب المشترك من أندر وأروع التجارب السياسية فى العالم العربى على الإطلاق، وذلك لأسباب عدة أولها جمعها بين مختلفى الأيدلوجيا والمذاهب، وثانياً أن كل تجارب التقارب بين أحزاب العمل السياسيى فى العالم العربى لم تتقدم خطوة واحدة إلى الأمام، ولهذا تأتى تجربة أحزاب المشترك اليمنية
نجحت خطوة التنسيق بين تكتل اللقاء المشترك فى انتخابات 2003 البرلمانية التى أعادت الحزب الاشتراكى لواجهة المشهد السياسى بفضل دخوله فى تلك الانتخابات وحصوله على بعض المقاعد النيباية، وإن كانت معظمها فى المحافظات الجنوبية، ولوحظ فى تلك الانتخابات بروز ظاهرة التنسيق وخاصة بين مرشحى الاشتراكى والإصلاح.
لكن الدور الكبير والمحورى لعملية التنسيق تلك، تمثل بعد ذلك فى أهم خطوة سياسية على المستوى الوطنى لتلك الأحزاب من خلال وثيقة الإنقاذ الوطنى، التى أعلن عنها من قبل أحزاب اللقاء المشترك فى عام 2005م، تلك الوثيقة الهامة خطوة كبيرة فى مسيرة توحيد جهود قوى المعارضة فى إطار مواجهة مشروع التوريث العائلى والأسرى الحاكم.
لكن الخطوة الأهم بعد ذلك - بالنسبة لأحزاب المشترك- تمثلت فى مواجهة الاستحقاق الانتخابى الرئاسى 2006م بمرشح وحيد لجميع تلك الأحزاب، وذلك من خلال ترشيح المهندس فيصل بن شملان كمرشح إجماع وطنى، لمنافسة مرشح حزب صالح وأحزاب ماعرف بمجلس تنسيق أحزاب المعارضة، التى كانت تمثل الأحزاب المستنسخة والمنشقة عن أحزابها التى عرفت بأحزاب التحالف الوطنى الديمقراطى.
وبالفعل مثلت تلك الخطوة خطوة متقدمة وهامة فى مواجهة سلطة الفرد الحاكم، وشكلت تحدياً كبيراً لصالح الذى لجأ إلى خلط الأوراق من خلال الحديث عن فزاعة القاعدة التى ستحكم اليمن إذا لم يتم إعادة انتخابة. تعاظم دور أحزاب المشترك بعد تلك الانتخابات بشكل كبير، وصل إلى حد تشكيل تكتل سياسى عصى على الترويض والشق والتفريخ، وهو ماحدا بهذه الأحزاب إلى أن تقدم على خطوات لاحقة من خلال تعزيز لحمة ذلك التحالف.
ولقد كانت الفترة اللاحقة لإعلان ذلك المشروع أى من 2005وحتى 2011م عام الربيع العربى كانت تلك الفترة بمثابة أشد مراحل تعقيدات الأزمة السياسية فى اليمن حيث بلغت ذروتها فى فبراير فى فبراير 2009م حينها تم الاتفقا بين أحزاب المشترك والحزب الحاكم على تأجيل الانتخابات لمدة عامين، والدخول فى عملية حوار دائم بين الطرفين للاتفاق على جملة قضايا هامة كإصلاح النظام السياسى والنظام الانتخابى بتبنى القائمة النسبية وعدد من القضايا الرئيسية كقضية الاقتصاد والعدالة الاجتماعية وغيرها.
لكن أياً من ذلك لم يتم أبداً، كون صالح كان يعمد فى كل مراحله الحرجة إلى الدعوة إلى حوارات لاهدف منها لديه سوى كسب المزيد من الوقت وإعادة ترتيب أوراقه السياسية المبعثرة.
ويرصد التقرير الاستراتيجى اليمنى تأسيس اللقاء المشترك فيقول:
- رغم أن إعلان ولادة تكتل "اللقاء المشترك" لأحزاب المعارضة شكل نقطة تحول مفصلية على صعيد الحراك السياسي في اليمن، ومحطة تحول لها تأثيرها العميق والقوي على صعيد الصراع بين الحكم والمعارضة
وبالرغم من أن تكتل "اللقاء المشترك" لقي ترحيباً من أطراف دولية مهتمة بالشأن اليمني ، إلا أن صالح راهن مجدداً على فشل أحزاب "اللقاء المشترك" في التوافق فيما بينها معتمداً بعض الرؤى القاصرة في الحزب الحاكم، والتي كانت تستند على خلفية موروث هائل من العداء "الأيدلوجي" بين الإسلاميين، والتيارات اليسارية والقومية، و"الليبرالية" المجتمعة في تحالف المعارضة..
في حين تجاهل أراء كانت تميل إلى إنه يتوجب على الحزب الحاكم " المؤتمر الشعبي العام" إعادة ترتيب تحالفاته بالانفتاح على الحزب الاشتراكي اليمني، والقوى السياسية اليسارية والقومية و"الليبرالية" من خلال تبني مشروع بناء الدولة المدنية الحديثة يتم طرحه على مائدة حوار مستديرة ومفتوحة وشاملة..
لم يكن الرئيس السابق مستعداً الاعتراف بوجود اختلالات، وتفشي الفساد، وضعف الدولة في بسط نفوها على كامل الأرض اليمنية، وغياب سيادة القانون، في منظومة حكمه، ولم يكن حزب "المؤتمر" مؤهلاً القيام بهذا الدور في ضوء تعدد التيارات في مكوناته، وتباين مصالح مراكز النفوذ في تركيبته التنظيمية، وتراتبية قياداته
بالإضافة إلى خضوعه المطلق لمزاج الرئيس صالح وتوجهاته، والتي أسهمت في عدم ضبط إيقاع خطابه السياسي مع خطابه الإعلامي، وأدائه الجماهيري، وبالتالي بدا "المؤتمر" في السنوات الأخيرة مرتبكاً، وغير مقنع لجماهيره في مواجهة مشروع خصومه في تكتل أحزاب "اللقاء المشترك" الهادف إلى تعرية أخطاء الحكم وإخفاقاته في إدارة شئون البلد، وفشله في تنفيذ برنامج الإصلاحات الشاملة
ورفض الحوار مع أحزاب المعارضة حول الإصلاحات الدستورية التي تحقق مبدأ التداول السلمي للسلطة، وتحول دون منح الرئيس صالح حق الترشح لمنصب رئيس الجمهورية بعد انتهاء ولايته الأخيرة التي تنتهي في (أيلول) سبتمبر 2013 ، وتشدد على تحديد حق الترشح لمنصب رئيس الجمهورية لدورتين انتخابيتين
وعدم توريث الحكم لنجله أو أحد من أقاربه، وتعديل قانون الانتخابات العامة بما يضمن نزاهتها وشفافيتها وتكافؤ الفرص لكل الأحزاب في التنافس على أصوات الناخبين والامتثال لنتائجها، وعدم تسخير إمكانيات الدولة ومواردها لمصلحة طرف على حساب الأطراف الأخرى (121)
وخلال السنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وقبل سنوات على اندلاع ثورات "الربيع العربي" كان اليمن يشهد احتجاجات، وتظاهرات نجحت أحزاب المعارضة في تنظيمها لمزيد من الضغط على النظام، وباتت تلك الفعاليات الجماهيرية المزعجة للنظام والمرهقة لأجهزة الأمن شبه دورية في العاصمة صنعاء وعواصم معظم المحافظات
ثم ما لبثت أن تحولت إلى مطالب أميركية ودولية مباشرة للرئيس صالح بأن عليه استيعاب مطالب قوى المعارضة والانفتاح على معارضيه، وتحقيق خطوات ملموسة وعملية لإحداث تغيير ديمقراطي، وإصلاحات سياسية شاملة تستوعب مطالب المعارضة، وتبعد الدولة اليمنية عن شبح السقوط في هاوية الدول الفاشلة..
وكلما تزايدت حدة الاحتجاجات في الداخل كان حزب "المؤتمر" يحاول مواجهتها بخطاب سياسي، وإعلامي متشدد، في حين كلما تزايدت الضغوط الخارجية على الرئيس صالح يضطر إلى تقديم تنازلات، تضعف موقف المؤتمر، وتكون معارضة الداخل تجاوزتها ورفعت سقفها.
اللقاء المشترك فى ركب الثورة
بدلاً من أن تعقد أحزاب المشترك وحلفاءها مؤتمرهم الوطنى الأول الذى كانت قد أعلنت عنه منذ شهر مايو 2009م حيث كان لقاؤها التشاورى الوطنى الأول، الذى تمخض عنه تشكيل اللجنة التحضيرية للحوار الوطنى الذى كان من المقرر أن تٌعد لانعقاد مؤتمر الحوار الوطنى فى منتصف عام 2011
لكن ذلك لم يتم بفعل انطلاق ثورتى الربيع العربى فى تونس "يناير" ومصر "فبراير" وبفعل ثورة الشباب اليمنى المستلهمة من ثورات ربيعية أخرى، حيث سارعت كوادر أحزاب اللقاء المشترك إلى النزول إلى الشوارع وخاصة فى مدينة تعز 11/2/2011.
وبنزول الشباب إلى الميادين والمساحات والشوارع وخاصة الحزبيين وكذا منظمات مجتمع مدنى ومستقلين، قرر المشترك النزول ورمى كل بيضه فى سلة الثورة الشبابية السلمية وهو مادشن مرحلة الثورة الربيعية من قبل هذه الأحزاب المعارضة، التى ماكانت تتخيل أن تحصل ثورة بذلك الشكل والحجم والشعبية.
أحزاب المشترك ناضلت نضالاً سياسياً وسلمياً ومدنياً طويلاً مؤمنة أن يتم الإصلاح السياسى من خلال الانتخابات لكنها كانت تزور بشكل واسع وكبير فكانت ثورة الشباب هى المخرج لهذه الأحزاب من كابوسية الثورة الفوضوية المسلحة التى كان يخاف المشترك وقوعها.
خوف المشترك من تطورات مشهد الثورة إلى حرب أهلية كما كان يخطط صالح، كان هو الدافع الأكبر لهذه الأحزاب للقبول بالحلول السياسية التى لجأت إليها أحزاب المشترك عقب ما عٌرف بجمعة الكرامة 18-3-2011 التى سقط فيها أكثر من خمسين شهيداً.
المشترك والمبادرة الخليجية
انخرطت أحزاب اللقاء المشترك فى تفاوض سياسى معقد بعد أحداث جمعة الكرامة، وانضمام الجنرال على محسن وعدد من القادة العسكريين لدعم ومساندة الثورة الشبابية الشعبية السلمية، فقد تبدى الخيار السياسى لدى تلك الأحزاب خياراً استراتيجياً كبيراً حيث رأت إستحالة إسقاط النظام بثورة مظاهرات سلمية
نظراً لما يتمتع به النظام من قوى وترسانة عسكرية هائلة لاتزال تحت إمرة أفراد أسرة الرئيس، هذا بالإضافة إلى مايمكن أن يخلفه أى حسم عسكرى من تداعيات خطيرة على المشهد اليمنى القبلى المسلح، الذى قد يؤدى به القتال إلى دوامة عنف أعمى قد يؤدى باليمن إلى صومال آخر على ضفة خليج عدن الشمالية، وكذا ماقد يؤدى إليه الأمر من خسران اليمن لوحدته وأمنه وإستقراره.
كانت المبادرة الخليجية بصيغها المتعددة، هى خيار مُر جرت بعده أحزاب المشترك بقوة كخيار تدرك أهميته فى تجنيب اليمن ويلات الدمار والاقتتال، والحرب الأهلية المعد لها بعناية من قبل صالح وأجهزته الأمنية والعسكرية وهو ما تأكد من خلال عدم توقيع صالح على المبادرة الخليجية لأكثر من مرة رغم أنه كتبها بيده وأوصلها السفير الأمريكى إلى الخليجين لتعديلها وتطويرها.
ومن خلال تطورات المشهد السياسى اليمنى المتعلق بفشل مشروع الاقتتال الأهلى والطائفى والمناطقى الذى كان صالح يحذر منه ويعمل لإشعاله، فضلاً عن إنكشاف لعبة فزاعة القاعدة للمجتمع الدولى والمحلى، بدا أن المبادرة الخليجية على علاتها كان فيها شئ إيجابى واحد، وهو تجنيب اليمن الاقتتال الأهلى والطائفى (122)
وفي هذا السياق لابد من التأكيد على أن حزب "التجمع اليمني للإصلاح" لعب الدور الرئيس في تحريك الاحتجاجات الشعبية، وحشد المعتصمين في ساحات وميادين العاصمة والمحافظات الأخرى بمن فيها المحافظات الجنوبية ضد نظام الرئيس صالح
ونجح في طمأنة حلفائه في تكتل "اللقاء المشترك" والحفاظ على تماسك التحالف أمام محاولات "النظام" تفكيكه وزعزعة الثقة بين أطرافه، واستفاد من تنوع المحتشدين في ساحات الاعتصام بحيث لا يبدو الصراع بين النظام، والإسلاميين على السلطة والنفوذ والثروة
وحتى لا يطغى حضور "الإسلاميين" على واجهة الفعاليات المناهضة للنظام على التيارات السياسية، والشرائح المجتمعية، والمنظمات الحقوقية، ومؤسسات المجتمع المدني، وتمكن من توظيف نفوذه القبلي في استقطاب الوجاهات القبلية إلى صفوف "الثورة"
والحد من مخاطر استعانة الرئيس صالح، والحزب الحاكم بالقبائل الحليفة لإجهاض مشروع "إسقاط النظام" مستفيداً من تجربة سنوات تحالفه مع صالح و"المؤتمر الشعبي العام" ولم يتردد "الإصلاح" في الاستفادة من نفوذ أنصاره وقياداته على منابر المساجد لحض الناس على "إسقاط النظام" وشرعنة سقوط شرعيته برفضه الإذعان لمطالب شعبه، واستخدام القوة في قمع المتظاهرين السلميين، والدفع بمسلحيه من شبابه، ورجال القبائل الموالين له لمحاصرة معسكرات وحدات الجيش الموالية للرئيس صالح
وخوض مواجهات للسيطرة عليها بحجة منعها من تنفيذ عمليات قتل المعتصمين في الساحات، وإجهاض "الثورة" السلمية، خصوصاً بعد إعلان القائد العسكري البارز اللواء ركن علي محسن صالح الأحمر قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية، قائد الفرقة الأولى مدرع، في أواخر مارس الانشقاق عن الرئيس صالح وتأييد "الثورة السلمية" والانضمام إلى مطالب الشعب المشروعة في التغيير
وتسخير إمكانيات وقدرات القوات العسكرية التي يرأسها، والوحدات التي أيد قادتها موقفه لحماية المعتصمين والمتظاهرين، بعد أيام قليلة على مجزرة "جمعة الكرامة" في ساحة التغيير بصنعاء، حيث شكل موقف اللواء الأحمر (وهو كان الذراع العسكري القوي للرئيس صالح في المؤسسة العسكرية) تحولاً كبيراً في معطيات وتطورات الأزمة الراهنة، وأسهم في بدء العد التنازلي لسقوط النظام أو تنحي صالح عن الحكم.
ورغم أن حلفاء "الإصلاح" في تكتل "اللقاء المشترك" يعتقدون بما ذهبت إليه اتهامات الحزب الحاكم، بأن اللواء الأحمر ينتمي بشكل أو بآخر إلى حزب "الإصلاح" ولديه علاقة تحالف "إستراتيجي" مع تيار "الإسلام السياسي" ..
إلا أن قادة "الإصلاح" نجحوا في إقناع حلفائهم بأن انضمام اللواء الأحمر ومعه العشرات من القادة العسكريين، ووحدات الجيش إلى "الثورة" ضد نظام صالح يصب في مصلحة الهدف المشترك لأحزاب وقوى المعارضة، ويقلص من عمر النظام، وليس بالضرورة اعتباره لمصلحة "الإصلاح" يستقوي به على حلفائه وشركائه
وبالمقابل كان اللواء الأحمر حريصاً على التأكيد في كل مناسبة بأنه لم ينشق عن الجيش، ولم يسع للانقلاب على الرئيس صالح، وإنما برر موقفه بالانحياز إلى إرادة الشعب اليمني وحقه المشروع في التغيير والقضاء على الفساد، وإسقاط مشروع "توريث" الحكم، والانتقال باليمن إلى الدولة المدنية وإنهاء سيطرة العسكر على مفاصل الحكم
وشدد اللواء الأحمر على أن علاقته بحزب "الإصلاح" لا تتجاوز إطار علاقته المتوازنة مع كل الأحزاب السياسية، والقوى الوطنية وتصب في مصلحة الوطن ووحدته وأمنه واستقراره، وقال في حوار صحافي بأنه يؤمن بأن اليمن فوق كل الأحزاب، وفوق كل المصالح الضيقة، وأن احترام إرادة الشعب، وحقوقه المشروعة في تحقيق التغيير والدولة المدنية المنشودة، وأنه عازف عن السلطة، وغير طامع في منصب (123)
ثانياً: هيئة علماء اليمن.. و الثورة
كان لهيئة علماء اليمن –غير الرسمية- دور كبير ومهم فى أحداث الثورة. فعلى خلاف جمعية علماء اليمن –الرسمية- التي كانت غائبة عن المشهد حتى استنهضها النظام لتفتي بأن المظاهرات والاعتصامات "فتنة" و"خروج على ولي الأمر" ، وينبغي تجنبها، كانت الهيئة المشكلة من رموز علمية على مستوى اليمن والقوى الإسلامية حاضرة منذ بداية الحراك الجماهيري ومتابعة لأبعاد القضية.
ففي 21 فبراير، صدر عن هيئة علماء اليمن، التي يرأسها الشيخ عبد المجيد الزنداني، بيان جاء فيه –عقب الإشادة بثورتي تونس ومصر- الدعوة ضمنيا إلى "تحقيق ما تطمح إليه الشعوب من إصلاح للأوضاع، وإقامة للعدل، ورفض للظلم والاستبداد، وإرجاع الحقوق إلى أهلها، دون حصول تلك الأحداث المريرة والمؤلمة التي صاحبت الثورتين –التونسية والمصرية".
وحث بيان العلماء جميع الأطراف للتمسك بالكتاب والسنة والاحتكام إليهما، و"جمع كلمة أبناء اليمن، وتوحيد صفوفهم، والحفاظ على أمن البلاد واستقرارها، وترك كل ما يؤدي إلى إحداث الفرقة والنزاع، وإثارة الفتنة، وإيقاع العداوة والبغضاء، وإثارة النعرات الجاهلية، والعصبيات الطائفية والمناطقية، مذكرين بأن اليمن شعب واحد".
كما تضمن البيان دعوة جميع أبناء اليمن لعقد مؤتمر وطني جامع لتدارس أوضاع اليمن الحاضرة، والاتفاق على الحلول، والتوافق على تشكيل حكومة إجماع وطني مؤقتة من أهل الكفاءات، تقوم بالإشراف على تمكين الشعب من اختيار نوابه وحكامه برضاه، وفي أجواء حرة ونزيهة وآمنة.
وأكد العلماء على:
- "أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالضوابط الشرعية واجب شرعي، سواءً مورس بطريقة فردية أو جماعية"، وأن "على الدولة أن تقوم بواجبها في حماية هذا الحق وضمان ممارسته، ولا يجوز لها أن تمنع أحداً من ممارسة هذا الحق فضلاً عن الاعتداء عليه أو اعتقاله".
كما قدم البيان دعوة بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة تتمثل في "سحب وإلغاء جميع الإجراءات الانفرادية التي أدت إلى تأزيم الأوضاع" بين السلطة والمعارضة بشكل أخص، و"إقالة كل الفاسدين والعابثين بمقدرات الأمة ومحاسبة من ثبت قضاءً في حقهم وفق أحكام الشريعة الإسلامية"، و"تشكيل لجنة متفق عليها من العلماء والقضاة المشهود لهم بالنزاهة والصلاح يستعينون بمن يرونه من الخبراء والمختصين للبت في قضايا النزاع بين جميع الأطراف".
ونبه البيان إلى أن هيئة علماء اليمن ستظل منعقدة لمتابعة تطورات الأحداث على الساحة اليمنية بشكل دائم. وفي ضوء بيان الهيئة السابق جرى الإعلان عن تشكيل لجنة من العلماء والقضاة مكونة من قرابة 20 شخصية لمتابعة البيان، وكذا زيارة كافة الإطراف السياسية في اليمن للخروج بحلول للأزمة الحالية.
وفي 28 فبراير، قال رئيس هيئة علماء اليمن الشيخ عبد المجيد الزنداني:
- إن العلماء قادوا وساطة تتضمن مبادرة لحل الأزمة التي تعيشها اليمن، وجرى تسليمها إلى الطرفين المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك؛ مشيرا إلى أن أحزاب اللقاء المشترك طلبت مهلة لدراستها.
وفي الأول من مارس، أكد الشيخ الزنداني على مشروعية اعتصامات الشباب وثورتهم السلمية، وقال أثناء زيارته المعتصمين في ساحة التغيير: "بإمكان الشعوب أن تغير وتأخذ حقها في ثورات سلمية ونحن سائرون في طريق الثورة السلمية إن شاء الله، وهذه صورة من صور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" ؛ واختتم حديثه بأن هيئة علماء المسلمين كانت في مقدمة المطالبين بتشكيل لجنة تحقيق في جرائم القتل التي ارتكبت في حق أبناء اليمن.
وفي إطار المشاورات التي تمت بين الأطراف جرى تقديم مبادرة من خمس نقاط دعت إليها أحزاب اللقاء المشترك إلى الرئيس صالح الذي أبدى موافقة مبدئية عليها، ثمَّ ما لبث -وهو الذي سعى جاهدا لإقناع العلماء برفع المعتصمين والمتظاهرين من الساحات- أن تراجع عنها.
فقد صرح – في الخامس من مارس - مصدر مسئول في مكتب رئاسة الجمهورية بأن النقاط الخمس المقدمة من أحزاب اللقاء المشترك عبر عدد من الوسطاء من أعضاء التجمع اليمني للإصلاح وآخرين –في إشارة للجنة العلماء والمشايخ التي سعت في الوساطة- اكتنفها الغموض والالتباس.
وأعلن المصدر -طبقا لما نقلته وكالة سبأ- "رفضه للتفسيرات المقدمة للنقطة الرابعة من قبل قيادات أحزاب اللقاء المشترك فيما أصدروه من تصريحات متناقضة ومخالفة للدستور ولإرادة الشعب المعبر عنها في صناديق الاقتراع".
وأوضح المصدر أن تلك النقطة تنص على: "وضع برنامج زمني لتنفيذ الخطوات الضرورية في إطار فترة انتقالية لتنفيذ ذلك بحيث لا يتعدى نهاية هذا العام بناء على مبادرة يقدمها الرئيس بذلك" وأن هذه النقطة تتناقض تماما مع ما ورد قبلها في النقطة الثالثة التي تنص على انتقال سلمي وسلس للسلطة بالاستناد على ما التزم به الرئيس بخصوص عدم التمديد وعدم التوريث وعدم ترشيح نفسه في الانتخابات القادمة.
وقال المصدر: "إن تلك التفسيرات المتعسفة تمثل عملية انقلابية مكشوفة على الديمقراطية والشرعية الدستورية" ، وأضاف: "أن الانتقال السلمي والسلس للسلطة لا يتم عبر الفوضى وإنما عبر الاحتكام لإرادة الشعب المعبر عنها من خلال الانتخابات".
وفي 8 مارس، صدر بيان عن لجنة العلماء والمشايخ الساعين في الوساطة بين الرئيس واللقاء المشترك وشركائه أوضح بأن اللجنة تدارست الأوضاع، وشكلت لجنة مصغرة تضم سبعة من العلماء وسبعة من المشايخ للقيام بالتواصل مع رئيس الجمهورية وأحزاب اللقاء المشترك وشركائه، وأنها بعد عرض الاثني عشرة نقطة التي تضمنها بيان هيئة علماء اليمن في المؤتمر الذي عقدته بجامع المشهد -في وقت سابق- على رئيس الجمهورية تمَّ الاتفاق معه على نقاط سبع، واقترح الرئيس النقطة الثامنة منها التي بيّن العلماء عدم موافقتهم على هذه النقطة
وهذه النقاط كالتالي:
- سحب قانون الانتخابات والاستفتاء وإعادته إلى مجلس النواب لإقراره بالتوافق.
- سحب مشروع التعديلات الدستورية المنظورة حاليا أمام مجلس النواب، وتشكيل لجنة وطنية لإجراء التعديلات الدستورية بالتوافق.
- تشكيل حكومة وحدة وطنية بالتوافق.
- إحالة الفاسدين إلى القضاء وسرعة البت في قضايا الفساد المنظورة أمام القضاء.
- إطلاق أي سجين ممن لم تثبت إدانته ولم يكن له قضايا منظورة أمام القضاء.
- يتم اختيار خمسة قضاة يقوم كل طرف باختيار اثنين منهم، والخامس يتم اختياره من لجنة العلماء المرجعية أو بالتوافق بين القضاة الأربعة، وذلك للفصل في النزاع القائم بين أطراف العمل السياسي.
- إيقاف الحملات الإعلامية والمهاترات والتحريض، وذلك بما يهيئ لإنجاح الحوار الوطني.
- إيقاف المظاهرات والاعتصامات وبما يكفل إزالة أعمال الفوضى والتخريب والاحتقان في الشارع ومن كل الأطراف. (وهي النقطة التي أصر عليها الرئيس).
وأضاف البيان بأن اللجنة قامت بالالتقاء بأحزاب اللقاء المشترك وشركائه وتسليمهم النقاط المذكورة، وأن اللقاء المشترك أفاد بعد تدارس بأن النقاط السبع واجبات دستورية تحتاج إلى اتخاذ خطوات إجرائية من الأخ الرئيس وليست موضوع خلاف، وأنه جرى بعد نقاش مستفيض الخروج بالاتفاق مع اللجنة على النقاط التالية كمفاتيح للحل:
- ضمان حرية التظاهر والاعتصام لجميع أبناء اليمن بالأسلوب السلمي.
- يطالب الجميع بتشكيل لجنة للتحقيق في الاعتداءات التي تعرض لها المتظاهرون في المدن اليمنية ومحاسبة المسئولين عنها وتقديمهم للمحاكمة، وتعويض أسر الشهداء ومعالجة الجرحى على نفقة الدولة حتى الشفاء.
- انتقال سلمي وسلس للسلطة بالاستناد على ما التزم به الرئيس بخصوص عدم التوريث أو التمديد، وعدم ترشيح نفسه في الانتخابات القادمة.
- وضع برنامج زمني لتنفيذ الخطوات الضرورية في إطار فترة انتقالية لتنفيذ ذلك، بحيث لا تتعدى نهاية هذا العام بناء على مبادرة يقدمها الرئيس بذلك.
- يتم التواصل مع جميع القوى وأطراف العملية السياسية في الداخل والخارج بدون استثناء لاستكمال النقاش حول هذه المبادرة.
وأنَّ لجنة العلماء والمشايخ قامت بمقابلة الرئيس وعرض تلك النقاط عليه واحدة تلو الأخرى، والذي أبدى موافقته عليها طالبا تحديد الجهة المتحاور معها لوضع البرنامج الزمني للنقطة الرابعة المتضمنة انتقال السلطة بشكل سلس وسلمي على أن يقوم الرئيس بوضع برنامج زمني لتنفيذ الخطوات الضرورية لذلك في فترة انتقالية لا تتعدى نهاية هذا العام 2011م.
وأضاف البيان بأنه تم التواصل باللقاء المشترك بعد ذلك، وبيان موافقة الرئيس وطلبه تحديد الجهة المتحاور معها لوضع البرنامج الزمني، فكان الرد منهم أن الرئيس أولى وأقدر على القيام بذلك ومعه من المستشارين والقانونيين وأهل الخبرة من يعينه؛ وأن لجنة العلماء والمشايخ عادت للالتقاء برئيس الجمهورية الذي أبدى اعتراضه على الفترة الزمنية المتعلقة بالانتقال السلمي والسلس للسلطة بنهاية 2011م متمسكا بفترته الدستورية إلى 2013 م.
وقد استنكر الشيخ الزنداني - في 6 مارس - قيام الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام وبعض وسائل الإعلام الرسمية بالتلبيس على الرأي العام والزعم بأنه قد تقدم بمبادرة مكونة من ثمان نقاط لحل الأزمة السياسية في البلاد بينما الحقيقة أنه وأصحاب الفضيلة العلماء قد اتفقوا مع رئيس الجمهورية على سبع نقاط تقدم للأخوة في اللقاء المشترك كتصور لحل الأزمة الراهنة
وأن رئيس الجمهورية أضاف للنقاط السبع نقطة ثامنة تقضي بإيقاف المظاهرات والاعتصامات، وقد أوضحوا حينها للرئيس بأن المظاهرات والاعتصامات حق دستوري للمواطنين وأنه لا يمكن الموافقة على منع ذلك الحق, إلا أن رئيس الجمهورية أصر على أن تكتب هذه النقطة باعتبارها مطلبا خاصا به ثم قام العلماء وبالاشتراك مع وفد من مشايخ اليمن يرأسهم الشيخ صادق بن عبدالله بن حسين الأحمر بنقل ما ورد في هذه النقاط إلى اللقاء المشترك، وبعد أخذ ورد مع اللقاء المشترك قاموا بتقديم رد يحتوي على خمس نقاط, وقد نقلها أصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ لرئيس الجمهورية.
وفي 19 مارس، وعقب ارتكاب النظام لمجزرة رهيبة راح ضحيتها أكثر من خمسين قتيلا وعشرات المصابين عقب صلاة الجمعة في ساحة التغيير بصنعاء، صدر بيان عن علماء ومشايخ اليمن عبروا فيه عن دخول الأزمة بعد أحداث الجمعة وضعا خطيرا، ومنعطفا تاريخيا مهما، ومنزلقا مخيفا، بدفع عن إرادة وتصميم لكي تصل إلى حد الاقتتال الداخلي بين أبناء اليمن، مؤكدين "إدانتهم الشديدة للمجزرة الجماعية التي تم ارتكابها"، ضد "المعتصمين سلميا"، مستنكرين في ذات الوقت أعذار السلطة التي وصفوها بـ"الواهية" .
وأدان المشايخ والعلماء "كل من تعاون، وكل من فتح بيته لدخول القتلة" ، واعتبروه "مشاركاً في الجريمة" ، محملين المسئولية الكاملة للسلطة ممثلة برئيس الدولة؛ كما أبدوا رفضهم إعلان حالة الطوارئ في البلاد لعدم وجود قانون منظم، ولخطورة أن يقوم طرف سياسي منفرد في مجلس النواب بإعداد مشروع قانون يلبي طلباته ويقمع الحريات التي كفلها الدستور والقانون ويشعل الفتن بين أبناء الشعب اليمني.
وفيما تبرأ مشايخ وعلماء اليمن من كل من شارك في جرائم الاعتداء على المعتصمين، طالبوا بتسليمهم للعدالة ومحاسبة مسئولي الأجهزة الأمنية في أمانة العاصمة لتقصيرها؛ منبهين إلى أن الرئيس بيده إغلاق أبواب الفتنة بالاستجابة لمطالب الشعب.
وطالبوا في بيانهم وحدات الجيش والأمن بعدم تنفيذ أي أوامر تصدر لهم من أي كان للقتل والقمع، وتحييد مؤسستي القوات المسلحة والأمن عن الصراع السياسي. كما دعوا إلى حل جهاز الأمن القومي الذي لم ينل اليمن واليمنيون منه منذ تأسيسه إلا الأذى والإرهاب والمطالبة بتقديم قياداته وأفراده للمحاكمة، وإلى إخراج وحدات الحرس الجمهوري وألويته من العاصمة صنعاء لعدم وجود مبرر لوجود كل هذه القوات داخل العاصمة وإنهاء الازدواجية داخل مؤسسة الجيش.
إلى جانب ذلك - وفي 21 مارس - ندد الشيخ الدكتور محمد بن موسى العامري - نائب رئيس هيئة علماء اليمن - بالمجازر البشعة التي تُرتكب بحق المعتصمين، واصفاً ما جرى يوم الجمعة الدامية بالجريمة النكراء التي تهتز لها الجبال، داعيا لمحاكمة مرتكبيها.
وفي اليوم التالي وبعد التحاق عدد كبير من قيادات الجيش ورموز القبائل وقيادات في الحزب الحاكم للثورة دعا رئيس هيئة علماء اليمن الشيخ عبد المجيد الزنداني الرئيس صالح إلى إنهاء ما وصفها بـ"المهزلة" والتنحي نزولا عند مطلب الشعب عن السلطة؛ مناشدا القوات المسلحة لاتخاذ الموقف الصحيح مع شعبهم.
هذه الأدوار التي قامت بها هيئة علماء اليمن لم تكن الوحيدة على الساحة فقد كانت هناك مجالس علمية أخرى مشاركة في التوجيه والإرشاد. فقد أصدر عدد من علماء حضرموت وعدن -في 18 فبراير- بيانا أكدوا فيه "حق الأمة في الاحتساب والإنكار على حكامها"، و"حقها في المطالبة بالتغيير والإصلاح بالوسائل السلمية المنضبطة"
ودعوا فيه "الفعاليات الشبابية وجموع المتظاهرين لعدم الانزلاق إلى الاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة، أو استخدام أي شكل من أشكال العنف المسلح، والالتزام بالخيار السلمي حتى تتحقق مطالبهم المشروعة والعادلة" ، كما دعوا "الجنود والضباط من أبناء القوات المسلحة والأمن، وكافة منتسبي الجهاز الأمني للدولة، إلى عدم استخدام الرصاص الحي أو أدوات القمع في تفريق المظاهرات والاعتصامات".
وفي ختام البيان دعا العلماء الموقعون على البيان الدولة للقيام بمبادرة "جادة نحو التغيير الحقيقي والفوري -قبل فوات الأوان؛ وذلك على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية بما يلبي تطلّع الأمة اليمنية واحتياجاتها، وفق ثوابت دينها الإسلامي الحنيف" (124)
وكان هدف دور هيئة علماء اليمن هو إسقاط أى شرعية عن نظام على عبدالله صالح وخاصة أن اليمن أحد الدول التى ترتكز بصورة كبيرة فى تحركاتها على خلفية دينية قوية ورجال الدين يمثلون قوة لايستهان بها فى الإطار العشائرى والقبلى.
ثالثاً: دور الشباب فى الثورة
شكل الطلاب والشباب طليعة قوى الثورة اليمنية فقد دعا طلاب جامعة صنعاء بتاريخ 15 يناير 2011م إل القيام بمسيرة إلى السفارة التونسية بصنعاء للتهنئة بنجاح الثورة التونسية وشارك فى هذه المسيرة القطاعات الطلابية لأحزاب اللقاء المشترك
وكذلك مع إعلان الرئيس المصرى السابق حسني مبارك بالتنحى عن السلطة 11فبراير 2011م سارت مظاهرات طلابية وشبابية كبيرة للسفارة المصرية المصرية للتهنئة كذلك بسقوط نظام مبارك، ثم بعد ذلك قام الشباب بمظاهرات ضخمة فى صنعاء وتعز وأعلن الشباب بتعز تحول المظاهرات إلى إعتصام دائم لن ينفض إلا مع سقوط النظام ورفعوا شعار الشعب يريد إسقاط النظام.
أما فى صنعاء فقد استمر الشباب وطلاب جامعة صنعاء فى تسيير مظاهرات يومية لمدة تسعة أيام وفى 19 فبراير بدأوا فى الاعتصام فى ميدان جامعة صنعاء وظهرت أول الائتلافات الثورية تحت اسم "ائتلاف شباب الثورة اليمنية السلمية" وكان لشباب الاصلاح "الإخوان المسلمون" دور كبير ومؤثر فى تفعيل وإستمرار تلك المظاهرات التى أدت إلى سقوط النظام
وعندما قابلت هذا الائتلاف بالقاهرة بعد تأسيسه فى بدايات الثورة وكان يهدف إلى كسب الدعم المعنوى والسياسى والإعلامى للثورة كانت أغلبية هذا الشباب من التجمع اليمني للإصلاح "الإخوان المسلمون" ولايغيب عنا جميعا الدور الذى قامت به أحد فتيات الإصلاح " توكل كرمان" (125) فى الحشد السياسى والمعنوى للثورة وماقبلها فعلى مدى السنوات الثلاث الماضية قادت الناشطة اليمنية توكل كرمان احتجاجات صباح كل ثلاثاء في الساحة امام مبنى مجلس الوزراء والتي أطلقت عليها لقب "ساحة الحرية".
ولمدة 3 سنوات حمل المحتجين لافتات يطالبون فيها بإصلاحات شتى بدءا من إصلاح الحكومة الى تحرير الإعلام والافراج عن السجناء السياسيين.لكن هؤلاء المحتجين لم يستحوذوا الكثير من الإهتمام حتى بداية عام الثورة وتحديدا يوم الغضب 3 فبرير - شباط 2011.
وهكذا تفاعل "التجمع اليمني للإصلاح" بكافة تشكيلاته مع الثورة وكانت محرك وفاعل قوى فى مسارها،وعن دور الإخوان المسلمين فى الثورة اليمنية كتب لورنت بونيفوي، الباحث في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى ومؤلف كتاب "السلفية في اليمن"، مقالاً نشرته مجلة فورين بوليسي تحت عنوان "الإسلاميون والثورة في اليمن"، استهله قائلاً إن الحركات الإسلامية لم تبدأ الثورة في اليمن ولكنها سيطرت بصورة كبيرة على مصيرها. فقد فازت توكل كرمان، العضو السابق في حزب الإصلاح وهو ائتلاف يضم جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، بجائزة نوبل للسلام لعام 2011 لحملتها السياسية الدؤوبة.
فقد لعبت حوالي خمسة تيارات إسلامية مختلفة أدواراً هامة في الأحداث الجارية في اليمن. ويرى الكاتب أنه ينبغي على من يريد المشاركة في الانتقال السياسي في اليمن إدراك الاختلاف والصراعات الداخلية الناشئة بين هذه التيارات الإسلامية، وأن يكون على استعداد للانخراط معها كجزء من المشهد السياسي للبلاد.
وكان حزب الإصلاح أكثر التيارات الإسلامية مشاركة في الثورة الشعبية في اليمن، فهو يوصف بالفرع اليمني لجماعة الإخوان المسلمين ولكنه يمثل تحالفاً يضم زعماء القبائل المحافظين ورجال الأعمال البارزين. وبدأ حزب الإصلاح كمؤيد لشباب الثورة الذين كانوا ينادون برحيل علي عبد الله صالح خلال الأيام الأولى من عام 2011.
وعندما تبين أن صالح بدأ يفقد السيطرة في أواخر الربيع الماضي، سارع حزب الإصلاح ليصبح عنصراً فاعلاً رئيساً في العملية الثورية. حيث ساعدت قدرته على الحشد- من خلال المساجد والمنظمات غير الحكومية والنشطاء- في إعادة تشكيل الثورة، فعلياً في ساحة التغيير بصنعاء وكذلك من ناحية الأهداف. ولم تستطع أي هيئة أو حركة أخرى التنافس مع حزب الإصلاح (126)
المبحث الرابع:إخوان اليمن وتحديات مابعد الثورة
رغم شكلية الانتخابات الرئاسية التوافقية في اليمن والتى فاز بالرئاسة عبدربه منصور هادى إلا أنها جوهرية في مضمونها التغييري لأول مرة منذ أزيد من عقدين من انتخابات ديكورية مزيفة، صحيح نجح اليمنيون في الدرس الأول، الذي كان يتحداهم، ويتحدون به
وهو إفشال سيناريو الانزلاق لمستنقع الحرب الأهلية، قبلية أو مذهبية أو مناطقية أو حزبية، التي راهن عليها النظام، وأثبتوا وعيا بمدى تسامحهم وتساميهم فوق جراحاتهم، رغم توفر كل أسباب الحروب والاقتتال الأهلي، لكن مازال أمام نموذجهم الربيعي العربي شوطا كبيرا ليثبتوا للعالم صدق توجههم الذي أثبتوه خلال الانتخابات التوافقية رغم كل المعوقات.
فما يزال أمام اليمنيين ونموذجهم تحديات جمة تأتي في مقدمتها جميعا مسألة إعادة هيكلة الجيش وقانون العدالة الانتقالية، ومسألة الحوار الوطني وقضاياه الرئيسية المتمثلة بالقضية الجنوبية وقضية صعدة والمأزق الاقتصادي، وقضايا التنمية المختلفة.
ولا شك في أن قضية هيكلة الجيش كما نصت عليها الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية، ستكون هي القضية الأكثر جدلا وتفسيراً، حيث إن ما حدث لم يتعدَ تغيير رأس النظام فقط، بينما لايزال أفراد أسرة صالح يتربعون على كراسي المؤسسات الأمنية والعسكرية الرئيسية كالأمن المركزي والحرس الجمهوري والقوات الخاصة والأمن القومي، وعديد من المؤسسات المدنية التي مازالت تدار من قبل أفراد عائلة صالح.
ومن دون هذه الخطوة، يقول المراقبون إن الثورة لم تنجز شيئا ذا قيمة، لأن بقاء تلك الأجهزة في يد ما تبقى من نظام صالح – أسرته بالتحديد – قد يتطور إلى مواجهة عسكرية مرتقبة، لا محالة، وبالتالي فإن كل الجهود الدولية والإقليمية المبذولة ستذهب أدراج الرياح.
أما القضايا الأخرى الأكثر خطورة، فهي – بحسب عدد من الباحثين – تكمن في قضية بسط سلطة القانون على كل أراضي الدولة اليمنية، ولن يتسنى ذلك من دون مدخلها الحقيقي في إعادة سيادة الدولة على مؤسساتها العسكرية والأمنية.
أما التحديات الأخرى فأعتقد أنها تكمن في عديد من قضايا الحوار الوطني الشامل، ومسألة صياغة الدستور، ومشاركة الشباب والعدالة الانتقالية، وغيرها من القضايا، ليتسنى بعد ذلك الحديث عن القضية الجنوبية، وقضية صعدة اللتين أصبحتا قضيتين معقدتين بحكم دخول قوى إقليمية كإيران والمملكة على خط هاتين القضيتين، وتدخلهما السلبي والمباشر من خلال بعض القوى السياسية كنائب الرئيس السابق علي سالم البيض، أو جماعة الحوثي في صعدة (127)
وإجمالاً: يتحدد مستقبل الحركة الإسلامية في اليمن بثلاثة عوامل أسياسية، هي:
- أولاً: المسار الذي سيتجه إليه التغيير في اليمن (إعادة هيكلة الجيش، والحوار الوطني، ومعالجة القضايا الملتهبة)، وعما إذا كان سيسير وفق ما هو مرسوم له في المبادرة الخليجية، أم أنه سيفلت من ذلك.
- ثانياً: الحدود التي سينتهي إليها تطور المشروعات الثلاثة: الحوثيون، وفصائل الحراك، وتنظيم القاعدة، ونمط العلاقة الذي سيستقر بينها وبين سلطة الدولة، وهي مشاريع يتمدد نفوذها ويتسع على حساب الحركة الإسلامية وسلطة الدولة على حدٍ سواء.
- ثالثاً: الوضع العام التي ستتجه إليه الدولة اليمنية في ضوء التحديات والمخاطر التي تواجهها؛ إذ لابد من التأكيد على أن مصير الإخوان وجودًا وتوجهًا سيكون مرتبطًا بمصير اليمن نفسه بعللهِ وتعقيداتهِ وأزماته وتحدياته.
وبالأخذ في الحسبان التفاعل بين العوامل السابقة، مع وضع حد أعلى وأدنى لذلك التفاعل، يمكن رسم ثلاثة سيناريوهات رئيسية لمستقبل الحركة الإسلامية في اليمن:
السيناريو الأول: يقوم هذا السيناريو على أن التطورات التي سيشهدها اليمن في المرحلة القادمة، ستسير في الاتجاه الإيجابي(بالنسبة للحركة الإسلامية)؛ حيث سيتمكن الرئيس الجديد "عبد ربه منصور هادي" من الإمساك بزمام السلطة، في ظل تهاوي قبضة بقايا النظام على مؤسسات الدولة، وإتمام إعادة هيكلة القوات المسلحة، وسحب سلطة القرار فيها من أقرباء الرئيس، وانخراط القوى السياسية -بما فيها فصائل الحراك والحوثيون- في حوار وطني واسع
ويُتوقع أن تساعد مثل هذه الأجواء الطبيعية على حدوث حد أعلى من التحولات في البنية الفكرية والتنظيمية والسياسية للحركة الإسلامية، وبما يحررها نسبيا من ضغط الأزمات الملتهبة والانهماك في التعاطي مع المخاطر القائمة، ويمنحها فرصة للانتقال من فكر الجماعة والحزب إلى التعامل بعقلية الدولة القائم على الفكر الاستيعابي الواسع، ويساعدها على ترجمة رؤاها الفكرية في شكل سياسات عامة تتعامل مع التحديات الاقتصادية والسياسية التي توجهها البلاد.
السيناريو الثاني: ويشير إلى حدوث تدافع بين العوامل التي تضغط باتجاه حدوث تحولات واسعة في الحركة الإسلامية وبين العوامل التي تكبح ذلك؛ فالتحولات التي راكمتها سنة كاملة من العمل الثوري، والمناخ العام الذي أوجدته الثورة، ومشاركة الإسلاميين في حكومة الوفاق، تشكِّل قوة دفع باتجاه إحداث تحولات واسعة في التوجه الفكري والبناء التنظيمي والأداء السياسي للحركة
فيما تؤدي مقاومة بقايا النظام لعملية التغيير، وتفجُّر المشاكل الأمنية والسياسية، والمخاطر التي يواجهها كيان الدولة جرّاء التمدد القائم على العنف لكل من تنظيم القاعدة والحوثيين والحراك الجنوبي، إلى إبقاء الحركة الإسلامية في حالة استنفار وتأهب دائم لمواجهة التحديات والمخاطر المختلفة، وستكون الحصيلة النهائية لمثل هذا الوضع تحقق بعض التحولات وتأجيل البعض الآخر إلى أن يتحقق لليمن قدر من الوفاق الوطني والاستقرار السياسي.
السيناريو الثالث: يشير هذا السيناريو إلى إمكانية حدوث تغير مفاجئ يؤدي إلى إرباك المشهد السياسي، كأن تتعثر عملية إتمام التغيير لسبب مفاجئ، أو حدوث مخاطر عملية تهدد كيان الدولة اليمنية، وفي كل الأحوال فإن اليمن، والقوى السياسية، وفي مقدمتها الحركة الإسلامية ستكون في ظروف استثنائية، ويُتوقَّع لهذه الأخيرة أن تتحمل عبئًا ليس بقليل في مواجهة تلك التطورات الطارئة (128)
الفصل الثامن: الإخوان المسلمون والثورة السورية
لم يعانى الاسلاميون عامة والإخوان المسلمون خاصة فى دولة ما مثلما عانوا فى سوريا فى ظل حكم الأسد "الأب والابن" فالإخوان المسلمون منذ نشأة تنظيمهم فى سوريا عام 1942 ووصلت حد المواجهة بين الإخوان والنظام الحاكم فى سوريا فى أوائل الثمانينات
وحين نتحدث عن دور اخوان سوريا فى الثورة ضد النظام السورى فكأننا نتحدث عن حدث قديم جديد وإن كان بالطبع هناك العديد من المتغيرات، فالإخوان الذين استدرجوا سواء برغبتهم أو بفرض الأمر الواقع للوقوف بقوة ضد تجاوزات حافظ الأسد فى بداية الثمانينات وللحقيقة والتاريخ فالثورة السورية الحالية لم يكن للاخوان فى تحريكها مباشرة ولكن كما ذكرنا سابقاً أن الثورات هى نتاج لتفاعلات وتحركات تقوم بها المعارضة السياسية على مر عقود مختلفة وقبل الخوض فى دور الإخوان فى الثورة السورية لابد من التعرض لمراحل ماقبل الثورة ودور الإخوان فى المعارضة القوية للنظام السورى
المبحث الأول: مرحلة ماقبل الثورة السورية
شهدت سوريا خلال منتصف القرن العشرين العديد من الانقلابات العسكرية كان أسوأها وآخرها انقلاب الثامن من آذار 1963م والذى كان هذا الانقلاب نقطة انعطاف خطيرة في تاريخ سورية الحديث. ومنذ ذلك التاريخ تعيش البلاد تحت ظلّ قانون الطوارئ الصّادر بالأمر العسكري رقم (2)، حيث استولى حزب البعث على السلطة فاتحاً بذلك الباب أمام الأقليّات الطائفية لتمسك بمفاصل القوّة والسّلطة في سورية. لأن معظم أعضاء اللجنة العسكرية البعثية المشرفة على نشاطات التنظيم العسكري كانوا من الأقليّات الطائفية.
وتكوّنت اللجنة العسكرية في البدء من خمسة ضباط، من بينهم ثلاثة علويين وهم: محمد عمران وصلاح جديد وحافظ الأسد، وإسماعيليّان هما: عبد الكريم الجندي وأحمد المير. وبعد انقلاب الثامن من آذار وسِّعت اللجنة، وبقيت العناصر الفعّالة فيها من النصيريين (العلويين)، ولذلك سُميت هذه اللجنة بلجنة الضّباط العلويين. وكان التّحول الكبير الذي شهدته سورية هو انقضاض حافظ أسد على السّلطة في 16 من تشرين الثّاني 1970.
وعلى الرّغم من أنّ جماعة الإخوان المسلمين لم تبد خلال هذه الفترة أي معارضة عنيفة ضد النّظام، إلا أن السّجون لم تَخْلُ من معتقلين إسلاميين (وخاصة من الإخوان) كانوا يتعرّضون لأقسى أنواع العذاب، وكانوا يُعتقلون في أسوأ الظروف التي تهدر فيها آدمية الإنسان.
وعمد النّظام في هذه المرحلة إلى عمليات تصفية متعمّدة لبعض المعتقلين دون أن يُقدّموا لأيّ محكمة. نذكر منهم، الشّهيد حسن عصفور، والشّهيد مروان حديد، والفتاة المسلمة غفران أنيس وغيرهم... ومضى في تنفيذ مخططه في التخريب المُقنّن للعقول والأفكار، وذلك من خلال الخطوات التي وافق عليها المؤتمر القطري لحزب البعث عام 1978م في جملة مقررات كان منها:
- إقرار التّعليم المختلط.
- التضييق على المدارس الشّرعية الخاصّة، بتسليم إداراتها للحزبيين.
- وقف تعيين خريجي كليّة الشريعة مدرّسين.
- تغيير مناهج تعليم التربية الإسلامية وحشوها بالمعلومات المؤيّدة للنظام ورأسه ومبادئ الحزب العلمانية.
- نقل وتسريح أكثر من 500 مدرّس ثانوي وابتدائي دفعة واحدة (أتبعها فيما بعد بعملية تمشيط واسعة لقطاع التّعليم وإخلائه من كلّ المتديّنين).
هذا عدا عن المراسيم التي أصدرها الأسد من أجل التدخّل في التّعليم الجامعي وتوجيهه الوجهة التي يُريد، مثل المرسوم 1249 تاريخ 20/9/1979 م الخاص بجامعة دمشق، وبموجبه سُرِّحَ عدد من المدرّسين الإسلاميين.
والمرسوم 1250 (20/9/1979م) الخاص بجامعة اللاذقيّة، وتمّ فيه تسريح عدد آخر من المدرّسين الإسلاميين والموظّفين. والمرسوم 1256 (27/9/1979م) الخاص بجامعة حلب، الذي قضى بنقل بعض المدرّسين الإسلاميين إلى وظائف وأعمال أخرى.
كانت الفترة التي سبقت اندلاع المواجهة بين النظام والجماعة في صيف 1979 حافلة بالإرهاصات والنّذُر التي تؤكّد حتمية المواجهة والوصول إلى نقطة التفجّر. وكانت مجمل السياسات التي يمارسها النظام تخدم هذا الهدف، وهو دفع الحركة الإسلامية إلى ساحة المواجهة بغرض ضربها وتصفيتها، ولعلّ ما يؤكّد هذا الكلام ما جاء في الخطاب الذي ألقاه حافظ الأسد في المؤتمر القطري الثالث عشر للحزب، والذي عُقد في دمشق في تموز 1980م حيث استعرض مقررات المؤتمر القطري الثّامن للحزب عام 1965م، والتي اعتبرت الإخوان المسلمين ظاهرة من أخطر الظواهر.
ثم انتقل إلى وضع خطّة لمحاربة الإخوان المسلمين والإسلام فقال:
- "فالخطّة السياسية إزاء الإخوان المسلمين وأمثالهم لا يمكن أن تكون إلا خطّة استئصالية، أي خطة لا تكتفي بفضحهم ومحاربتهم سياسياً، فهذا النّوع من الحرب لا يؤثّر كثيراً في فعالياتهم... يجب أن نُطبّق بحقّهم خطّة هجوميّة".
وفي خطاب له، قبل ذلك، من ثكنة الشرفة في حماة بعد أحداث عام 1964 فضح الأسد نواياه تجاه المعارضين إذ قال: "سنُصفّي خصومنا جسدياً". وفي مطلع عام 1973 أصدر دستوراً مؤقّتاً، عليه طابع العلمانيّة الفاقعة، مما أثار سخطاً جماهيريّاً واسعاً، عبّر عنه الناس ببعض الخطب على المنابر، وبعض الشعارات التي كتبوها على الجدران... واتخذت الدولة من ذلك ذريعة لحملات اعتقالات في عدد من المحافظات. ومن المعتقلين من بقي في السجن أسابيع وشهوراً، ومنهم من بقي سنوات.
وفي عام 1976م وبعد التدخل السوري في لبنان، وبعد مقتل الشهيدين حسن عصفور ومروان حديد رحمهما الله، بدأ النظام يحصد نتائج سياسته القمعية، حيث بدأت عمليات الاغتيال التي تقوم بها جماعات إسلامية مستقلّة، ضد رموز النظام الذين كان لهم دور في ممارسة أساليب الاستفزاز ضد المواطنين.
ولم يكن لجماعة الإخوان المسلمين يومها علاقة بعمليات الاغتيال، والنظام السوري يعلم ذلك جيّدا لكنه بدلاً من تطويق الأزمة ومحاولة حلّها، عمد في ربيع عام 1979 م إلى شنّ حملة اعتقالات واسعة شملت عدداً من رموز الإخوان تحت ذريعة ملاحقة الذين يقومون بعمليات الاغتيال
وكان لهذه الحملة دور كبير في تسريع الأحداث وتفجيرها، ثم جاءت حادثة المدفعيّة التي وقعت في السادس عشر من حزيران 1979م، وذلك عندما قُتل ما لا يقلّ عن 35 طالباً عسكرياً وأصيب 54 آخرون بجراح (حسب البيانات الرّسميّة للدّولة)، وقيل: إن معظم الضحايا كانوا من العلويين.
وفي هذا السياق يمكن أن نلخّص أهم الأسباب التي أدّت إلى وقوع المواجهة بين الإخوان وبين النظام:
- اتهام جماعة الإخوان المسلمين بتدبير حادثة مدرسة المدفعيّة بل اتهامهم بجميع عمليات الاغتيال التي وقعت خلال السنوات التي سبقت تلك الفترة، حيث أصدر وزير الداخلية السوري بياناً في 22 من حزيران 1979 م اتهم فيه الإخوان المسلمين بالتورّط في الاغتيالات. وقد جاء بيان وزير داخلية النظام منسجماً في السياق مع الخطة التي رسمها النظام منذ البداية "لتصفية الخصوم جسدياً".
- تكثيف الاعتقالات ضد كل من يُشَكُّ بانتمائه إلى جماعة الإخوان المسلمين أو التعاطف معها، بل قد امتدت حملات الاعتقال إلى جميع الفئات السياسية المعارضة.
- مُسارعة النظام إلى تنفيذ أحكام الإعدام ب/15/ معتقلاً من شباب الإخوان المسلمين جرى اعتقالهم قبل حادثة المدفعية بحلب وذلك بعد محاكمات صوريّة عقدت لهم وصدرت أحكام الإعدام بحقّهم عن محكمة عرفية شُكّلت لهذه الغاية برئاسة فايز النوري، بتاريخ 28/6/1979م.إن تلك الحملات الإجرامية ودعْمها بالحملات الإعلامية ضد الإخوان المسلمين والإسلاميين والشعب السوري بأكمله، جعلت كاتباً مثل "فان دام" يقول في كتابه "الصراع على السّلطة في سورية" بالرغم من تحيزه الواضح فى كتابه للطائفة العلوية: "وبشكل عام بدت الحملات الإعلامية للنظام التي تلت ذلك، وحملة النظام لاستئصال الإخوان المسلمين فظّة وحادّة للغاية حتّى أثارت عداوة الشقّ الأعظم من الشعب المخلص بدلاً من أن تُثير تعاطفهم" (129)
- احتلال بيوت المطلوبين للسلطة سواء اعتقل المطلوب أو لم يُعتقل، حيث عمدت السلطات إلى إبقاء عدد من رجال المخابرات في بيت المعتقل أو المطلوب أياماً عدّة، يُقيمون فيها مع النّساء والأطفال، وذلك لاعتقال كلّ زائر للبيت أو متّصل بصاحبه.
- لجوء النّظام إلى أسلوب الرّهائن وذلك باعتقال آباء أو أمهات أو إخوة أو أخوات للمطلوب لإجباره على تسليم نفسه. وتعريضهم لصنوف فظيعة من التعذيب مما أدّى إلى استشهاد عدد منهم.
- البدء بحملة تعذيب شديد القسوة والوحشية ضد كل من دخل السجن، وقد أدّى تسرّب أخبار التّعذيب إلى خارج السّجون إلى إشاعة جوٍ من الرّعب والخوف في صفوف المواطنين، وجعل الكثير من الشباب الإسلامي يُفكّر في طريقةٍ تُخَلِّصُه من المصير الذي ينتظره في السجن.
- قيام السّلطات بقتل عدد من المعتقلين أثناء المداهمات أو في الشوارع، أمام أعين النّاس.
- إصدار القانون 49 وذلك في 7 من تموز عام 1980م والذي تنصّ مادّته الأولى على ما يلي: "يُعتبر مجرماً ويُعاقب بالإعدام كلّ منتسبٍ لتنظيم جماعة الإخوان المسلمين" .
وكانت إجراءات السّلطة الهوجاء الظّالمة هذه أكبر مفجّر لبركان الغضب الشّعبي الدّفين. فالممارسات الطّائفيّة، ونشر ألوان الفساد الخُلقي، وتهجّم النّظام على النّساء المسلمات في الشّوارع، ونزع الحجاب من رؤوسهنّ، ومنع الحجاب في المدارس، ونقل المدرّسين ذوي الصّبغة الإسلاميّة إلى قطاعات أخرى خارج نطاق التّعليم.
في هذه الأجواء الإرهابية وجدت جماعة الإخوان المسلمين نفسها في مأزق حرج، فشبابها خاصّة، والإسلاميون عامة، أمام خيارين لا ثالث لهما، إما أن يُصفَّوا في المعتقلات دون أن يدري بهم أحد، أو أن يَدفعوا موجات الظلم التي وقعت عليهم وعلى الشعب السوري بكامله.
وفي أجواء الرعب والخوف تلك لم تُجْد صيحات العقلاء، ووساطاتهم في احتواء الأزمة ووقف شلال الدم الذي آثر النظام أن يخوضه تحت شعار العنف الثوري. ورأت الجماعة أنها أمام معركة حقيقيّة مفروضة عليها لا مناص من خوضها واستكمال عدّتها، فاتخذ مجلس شورى الجماعة الذي اجتمع خارج سورية في أيلول 1979 م قراراً بالمواجهة وتعبئة القوى وحشد الطاقات لهذه المعركة.
ولبّى الكثير من أبناء الجماعة نداء الواجب، واختار طريق الدفاع المشروع عن النفس والعقيدة ومقاومة الظلم الذي وقع على البلاد والعباد؛ تلك المقاومة التي لقيت تأييداً وتعاطفاً شعبياً كبيراً مما أسهم في انتشارها وتوسّعها لتمتدّ إلى جميع أرجاء سورية.
وبدل أن يلجأ النظام إلى الاستجابة لمطالب الشعب بأكمله، مارس سياسة الأرض المحروقة في المحافظات السورية، فكانت مذابح تدمر وجسر الشّغور وجبل الزّاوية وحلب وسرمدا، وكانت كبرى هذه المجازر مجزرة حماة المروّعة عام 1982م والتي ذهب ضحيتها آلاف الأبرياء.
ولعل من أهم المحطات الدموية في هذه المواجهات مذبحة تدمر التي جاءت بعد يوم واحد من القاء قنبلة على الرئيس الأسد في 26 يونيو - حزيران 1980 إذ قامت على إثرها سرايا الدفاع التي يقودها رفعت الأسد شقيق الرئيس السوري بقتل ما يزيد على 550 سجينا إسلاميا أعزل في سجن تدمر الصحراوي حسب المصادر الحقوقية الدولية
وبعد أقل من أسبوعين في 7 يوليو - تموز أصدر مجلس الشعب القانون رقم 49 لعام 1980 والذي ينص على عقوبة الإعدام لمن ينتمي الى حركة الإخوان المحظورة أصلا يستثني منها من يعلن توبته خلال ثلاثين يوما .
في هذه الأجواء تبنت قيادة الإخوان المسلمين في الخارج خيار " الثورة الإسلامية " وأصدرت بيان الثورة الإسلامية في سوريا ومنهاجها " ويتبين من قراءة هذه الوثيقة أن النظام السياسي الإسلامي البديل الذي تقدمه يستند الى مبادئ دستورية هي مزيج من المبادئ الإسلامية والتجربة الإنسانية
فبعد أن يقدم البيان تبريرا في القسم الأول للثورة الإسلامية ويدعو الطائفة العلوية الى التخلي عن النظام يقدم القسم الثاني معالم النظام الدستوري البديل القائم على المبادئ التالية :
- المساواة بين المواطنين وحمايتهم والحفاظ على كرامتهم .
- تبني نظام الشورى .
- الفصل بين السلطات .
- حرية تأليف الأحزاب السياسية
- اعتماد نظام الانتخابات المباشر
- حرية التفكير والتعبير .
- احترام حقوق الأقليات .
- ضمان استقلال القضاء .
المهم أن النظام قد استطاع حسم المواجهة العسكرية لصالحه خصوصا بعد مجزرة حماة الشهيرة في 2 فبراير - شباط – 5 مارس - آذار 1982 والتي ذهب ضحيتها ما بين خمسة الى عشرة الاف قتيل .
وبعيداً عن تقييم تلك المرحلة والتى بالطبع مارست الجماعة أخطاء تحت ضغوط النظام وذلك من خلال الانجرار الى مواجهة غير متكافئة سعي لها الشباب المتحمس من الطليعي في أجواء من الإقصاء السياسي والحمان من الفرص الاقتصادية والتمييز الطائفي – وتلقفها التيار الاستئصالي في النظام من رؤساء الأجهزة الأمنية والقوي الانتهازية فيه ودفع ثمن هذه المواجهة عشرات الاف الضحايا وتركت تركة ثقيلة على سوريا بأكملها .
الإخوان ومرحلة بشار الأسد
لا شك أن وفاة حافظ الأسد في 10 /6 /2000 مثلت نهاية مرحلة على الرغم من أن الحكم انتقل الى ابنه بشار من خلال عملية دقيقة ومحكمة لعبت فيها مؤسسات الدولة دورا شكليا لكن الإجراءات الحقيقية تم تخطيطها وتنفيذها من قبل الأجهزة الأمنية المتحكمة وتظهر البيانات والمقابلات التي صدرت عن جماعة الإخوان في سوريا تحفظا على انتقال السلطة على شكل التوريث
لكنها تتحدث عن فرصة لإنهاء حالة العداء بين الجماعة والنظام والى إمكانية فتح صفحة جديدة تعيد الى الشعب السوري لحمته ووحدته الوطنية والسير بالبلاد نحو الحرية والتعددية والديمقراطية والمشاركة الشعبية وتؤكد جملة هذه المواقف أن الطريق الى الإصلاح الداخلي يمر من خلال الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين والسماح بعودة المهجرين والغاء القانون رقم (49) ورفع حالة الطوارئ والغاء القوانين الاستثنائية .
وتزامنا مع الحراك السياسي في ما سمي " بربيع دمشق " الذي أفرز وثيقة الـ 99 ووثيقة الألف اللتين طالبتا بإطلاق سراح المعتقلين ورفع حالة الطوارئ والسماح بعودة المنفيين وإطلاق الحريات العامة والانتقال الى نظام تعددي أصدرت جماعة الإخوان في مايو - أيار لعام 2001 مشروع ميثاق شرف وطني للعمل السياسي يبلور الخط السياسي الجديد للجماعة ويمثل فراقا مع خطاب الثمانينيات " الثوري – الجهادي " ينطلق المشروع من ثلاثة ثوابت :
- أولها: أن الإسلام هو مرجعية دينية وحضارية وبالتالي فهو عنصر موحد لكل أبناء الشعب السوري
- وثانيها: انتماء سوريا الى المظلومة العربية تركز على عدم تناقض هذا الانتماء مع الهوية الوطنية
- وثالث هذه الثوابت : الاستفادة من التجارب البشرية.
ثم يطرح المشروع هدفين رئيسيين:
- الأول: بناء الدولة الحديثة وهي دولة تعاقدية ومؤسسية وتعددية وتعلو فيها سلطة القانون وتداولية ومدنية أما الهدف الثاني : فهو مواجهة تحديات البناء العام الذي يشمل بناء الفرد والمجتمع ومؤسسات المجتمع المدني وتحدي الإنجاز وبناء النظم وتحدي التنمية الشاملة .
وقد تم إقرار هذا المشروع في مؤتمر بلندن عام 2002 ضم بالإضافة الى الإخوان شخصيات ذات خلفيات قومية ويسارية وحقوقية مع إضافة بعض النقاط المهمة مثل الالتزام بمصلحة الوطن ووضعها فوق المصالح الذاتية والحزبية والالتزام بالعمل العام بعيدا عن الأساليب السرية والتزام باليات العمل السياسي الديمقراطي ووسائله
مؤكدين الحق المتكافئ للجميع إضافة الى الالتزام بنبذ العنف وبالتعاضد على حماية حقوق الإنسان وأخيرا وفيما بدا رسالة واضحة لبشار الأسد اشتمل الميثاق الوطني على فقرة تبدي تفهما " للتدرج في تحقيق الأهداف العامة لهذا الميثاق " ويفصل المشروع السياسي الذي أصدرته الجماعة في نهاية العام 2004 في كل هذه النقاط
ويؤصلها بشكل شرعي طارحا اجتهادات جديدة ومتبنية اجتهادات لمفكرين إسلاميين معاصرين وعموما فقد لاقي هذا الخطاب الجديد تجاوبا طيبا من القوي السياسية المعارضة الأخرى لعل أهم تطور فيه يتمثل في استعداد الحركات والشخصيات والأحزاب داخل سوريا المطالبة بأن يشمل الإخوان في أى حراك سياسي على طريق بناء نظام سياسي تعددي
لكن النظام القديم - الجديد لبشار الأسد لم يبد تجاوبا حقيقيا مع أى من هذه الطروحات الأمر الذي دفع بالإخوان الى دخول المرحلة الثانية من حكم بشار والمنتقلة من مرحلة المطالبة بالإصلاح الى المطالبة بالتغيير الشامل .
تعتبر النقط الفاصلة بين تصعيد الإخوان ومعهم باقي فصائل المعارضة الداخلية والخارجية ضد نظام بشار هو المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث العربي الإشتراكي والذي انعقد في يونيو - حزيران 2005 فقد وضعت المعارضة بمن فيهم الإخوان مجموع من المطالب الأساسية كانت تأمل في أن يأخذها المؤتمر على محمل الجد وتضمنت ما يلي:
- أولا: إطلاق سراح المعتقلين وإغلاق الملفات الإنسانية
- ثانيا: رفع حالة الطوارئ المفروضة على البلاد منذ عام 1963
- ثالثا: الغاء القانون 49 الذي يقضي بإعدام من ينتمي الى الإخوان المسلمين
- رابعا: تعديل المادة الثامنة من الدستور التي تكرس احتكار حزب البعث للحكم وكان الإخوان قد ضمنوا مطالبهم في بيان دعا الى عقد مؤتمر وطني شامل خلال ثلاثة أشه يضع برنامج عمل للإنقاذ والتغيير يبدأ من الغاء المادة الثامنة للدستور وينتهي بإقامة جمهورية دستورية ديمقراطية .
رد النظام على كل هذه الدعوات والمطالب كان بالنفي ما خلا الوعود بالنظر في تجميد بعض مواد قانون الطوارئ وفي هذه الأجواء ومع تصاعد الضغوط الخارجية على النظام السوري بسبب سياساته الخارجية في لبنان والعراق وفلسطين بلورت المعارضة الداخلية والخارجية إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي والذي كان الإخوان أول المنضمين له من المعارضة في الخارج (130)
ولم تتوقف جماعة الإخوان المسلمون عن معارضتها للنظام السورى من خلال قياداتها فى الخارج ومحاولة تكوين جبهات وطنية قوية لمعارضة النظام كان أهمها "إعلان دمشق" (131) وجبهة "الخلاص الوطنى" (132) وغيرها من الجبهات والتكتلات التى سعت الجماعة إلى تدشينها مشاركة مع بعض القوى السياسية الأخرى
المبحث الثانى:الإخوان المسلمون ويوميات الثورة السورية 2011
تقترب حالة الإخوان المسلمين في المعارضة السورية من حالة حركة النهضة في تونس. في كلتا الحالتين لم تقل الحركتان الإسلاميتان إن عناصرهما هم من فجروا الثورة، ولكن القاصي والداني يعرف أنهما أكثر من عانى من بطش النظامين خلال العقود الماضية.
وفيما كنا قد تعرضنا لحالة حركة النهضة التي كافأتها الجماهير على صبرها وتضحياتها في مواجهة نظام دكتاتوري مريض مثّله بن علي وعائلته (تكرر ذلك في الحالة المصرية مع فارق أن الإخوان هناك كانوا من أكثر القوى الفاعلة في الثورة بالفعل).
فقد عانى الإخوان السوريون من عقود من الملاحقة كانت حصيلتها عشرات الآلاف من الشهداء ومثلهم من المعتقلين والمنفيين، الذين أنجبوا جحافل من الأبناء الذين لم يعرفوا بلدهم إلا من خلال الأناشيد الحزينة التي كانت تتردد في جنبات بيوتهم طوال عقود كان النظام يحرمهم خلالها حتى من الوثائق الثبوتية، قبل أن يمنَّ عليهم منذ سنوات قليلة بجواز سفر لسنتين فقط؛ اعتبره شكلا من أشكال الانفتاح والعفو، رغم أن قانون 49 سيئ الذكر القاضي بعقوبة الإعدام على كل من يثبت انتماؤه للجماعة لا يزال فاعلا إلى الآن.
وكما ذكرنا سابقاً أن الإخوان لم يغيبوا تماما عن الساحة، ليس فقط من خلال القلة الذين خرجوا من السجون أحياء يرزقون ، ولكن أيضا من خلال البيانات والكتب التي تؤرخ للمجازر والقمع الدموي، فضلا عن حضور الكثير من رموزهم طوال سنوات في وسائل الإعلام بوصفهم معارضة النظام المطالبين بإصلاحه لكي ينسجم مع أبسط مستويات الحرية والتعددية
الأمر الذي كان يقابله الأخير بالسخرية والتجاهل، معتبرا أن انتماءه إلى معسكر المقاومة والممانعة يعني أن الشعب سيقبل طائعا بقمعه ودكتاتوريته وفساده، من دون أن نعدم مجاملات عابرة من طرفه لبعض مساعي المصالحة التي كان يقوم بها بعض رموز الحركات الإسلامية التي انفتحت على نظام الأسد بسبب مواقفه الخارجية، لا سيما احتضانه لقوى المقاومة وفي مقدمتها حركة حماس.
وكما يقول أحد الباحثين:
- الإخوان لم يكونوا جزءا لا يتجزأ من شعب يعاني من القمع ودفع الثمن الأكبر في مواجهة النظام فحسب، بل كانوا أيضا -بتاريخهم والصحوة الدينية التي كانوا جزءًا منها- حاضرين في قلب المشهد، ومنذ اليوم الأول للثورة دخلوا في حوارات مع سائر القوى من أجل ترتيب أوراق المعارضة لكي تغدو صفا واحدا في مواجهة النظام، ولكي تكون صوت الثوار على الأرض أمام العرب والعالم أجمع
وليس سرا أن الإخوان كانوا أصحاب الدور الأكبر في إنشاء ما يعرف بالمجلس الوطني، ولولاهم لما كان للمشروع أن يمرَّ ويغدو صوتا للثورة في الداخل والخارج، وهم من أجل ذلك مارسوا نكران الذات وقبلوا أن يكونوا في الصفوف الخلفية، بل قبلوا بأن يأخذوا أقل بكثير من حصتهم على الأرض، وفي وعي الجماهير (133)
وقد انطلقت الثورة السورية من حيث لم يتوقع أحد فبرغم قبضة النظام الأمنية جاءت الثورة ، فاندلعت شرارة الثورة في مدينة درعا حيث قام الأمن باعتقال خمسة عشر طفلا على إثر كتابتهم شعارات الحرية على جدار مدرستهم بتاريخ 26 شباط/فبراير 2011 م
وفي خضم ذلك كانت هناك دعوة للتظاهر على الفيسبوك في صفحة لم يكن أحد يعرف من يقف وراءها استجاب لها مجموعة من الناشطين يوم الثلاثاء 15 آذار/مارس عام 2011 وهذه المظاهرة ضمت شخصيات من مناطق مختلفة مثل حمص ودرعا ودمشق وكانت هذه الاحتجاجات ضد الاستبداد والقمع والفساد وكبت الحريات
وعلى إثر اعتقال أطفال درعا والإهانة التي تعرض لها أهاليهم بحسب المعارضة السورية، بينما يرى مؤيدو النظام أنها مؤامرة لتدمير الممانعة العربية ونشر الفوضى في سوريا لمصلحة إسرائيل بالدرجة الأولى، وقد قام بعض الناشطين من المعارضة بدعوات على الفيس بوك
وذلك في تحد غير مسبوق لحكم بشار الأسد متأثرة بموجة الاحتجاجات العارمة (المعروفة باسم الربيع العربي)، والتي اندلعت في الوطن العربي أواخر عام 2010 وعام 2011، وخصوصاً الثورة التونسية وثورة 25 يناير المصرية. وكانت الاحتجاجات قد انطلقت ضد الرئيس بشار الأسد وعائلته التي تحكم البلاد منذ عام 1971، وحزب البعث السوري تحت سلطة قانون الطوارئ منذ عام 1963.
قاد هذه الاحتجاجات الشبان السوريون الذين طالبوا بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية ورفعوا شعار: "الله سوريا حرية وبس" ، لكن قوات الأمن والمخابرات السورية ومليشيات موالية للنظام (عُرفت بالشبيحة) واجهتهم بالرصاص الحي فتحوّل الشعار إلى "إسقاط النظام". في حين أعلنت الحكومة السورية أن هذه الحوادث من تنفيذ متشددين وإرهابيين من شأنهم زعزعة الأمن القومي وإقامة إمارة إسلامية في بعض أجزاء البلاد.
في 18 مارس الانطلاقة الحقيقية للثورة السورية وتحت شعار "جمعة الكرامة" خرجت المظاهرات في مدن درعا ودمشق وحمص ووبانياس وقابلها الأمن بوحشية خصوصاً في درعا، فسقط أربعة قتلى على يد الأمن السوري في تلك المدينة، وتحوَّلت المظاهرات لباقي الأسبوع إلى أحداث دامية في محيط المسجد العمري ومناطق أخرى من المدينة
قالت منظمات حقوقية إنها أدت إلى مقتل 100 محتج بنهاية الأسبوع. في 25 مارس انتشرت المظاهرات للمرَّة الأولى لتعمَّ العشرات من مدن سوريا تحت شعار "جمعة العزة" لتشمل جبلة وحماة واللاذقية ومناطق عدة في دمشق وريفها كالحميدية والمرجة والمزة والقابون والكسوة وداريا والتل ودوما والزبداني، واستمرَّت بعدها بالتوسع والتمدد شيئاً فشيئاً أسبوعاً بعد أسبوع.
في 31 مارس ألقى بشار الأسد خطاباً في أول ظهور علنيٍّ له منذ بدء حركة الاحتجاجات، لكن المظاهرات استمرَّت بالخروج مع ذلك. وتحت الضغط المتزايد أعلن بشار في 7 أبريل عن منح الجنسية للمواطنين الأكراد في سوريا بعد حرمانهم منها لعقود، وفي 14 أبريل شُكلت حكومة جديدة للبلاد عوضاً عن القديمة التي استقالت الشهر الماضي. ثم أعلن بشار الأسد أخيراً في 21 أبريل عن رفع حالة الطوارئ في البلاد بعد 48 عاماً متصلة من فرضها.
مواقف الإخوان خلال الثورة
منذ انطلاق الثورة السورية وبدء الاحتجاجت الفعلية فى مارس 2011 أعلنت الجماعة دعمها لتلك الاحتجاجات والتحركات وطالبت كافة القوى العربية والدولية بالقيام بدورها تجاه تلك التحركات والموقف السورى العنيف منها، وحرصاً من الجماعة على تلك التحركات وعدم وأدها فى مهدها أنشأت الجماعة بمشاركة بعض الشخصيات والقوى السياسية "لجنة المبادرة الوطنية لمساندة الانتفاضة السورية" وكان فى القلب منها الإخوان المسلمين والتى أصدرت عدد من البيانات والتحركات لدعم تلك الثورة
وتقول المبادرة فى أوائل بياناتها الداعمة للثورة:
- إننا ومن موقع المسئولية الوطنية، نؤكّد أن استحقاقاتِ التغيير في سورية قد بلغت مداها، وأن يقظةَ الشعوب ستصلُ إلى غايتها، وأن شعبنا لن يتنازلَ عن حقوقه في الحرية والكرامة والشراكة الوطنية، ونؤكّد أنّ الحلولَ الالتفافية والترقيعية لن تنفعَ في قطع الطريق على إرادة جماهير شعبنا، بكلّ مكوّناته الدينية والمذهبية والعرقية..
- كما نحمّلُ النظامَ الحاكمَ مسئوليةَ عدم استجابته لمطالب الإصلاح المشروعة، ومسئوليةَ كلّ انتهاكاتِ حقوق الإنسان، كما نحمّلُه مسئوليةَ كلّ قطرة دمٍ تُسفَكُ في محاولاتِ قمع الشعب السوريّ وتطلّعاته التحرّرية..إننا ومن موقع المسئولية الوطنية، نؤكّد أن الحراك الشعبي الذي يجري في سورية، هو حراكٌ وطنيّ شبابيّ محض، وأنه ليس محسوباً على طائفةٍ أو فئةٍ أو حزبٍ أو جماعة.. إنه تحركٌ وطنيّ يشملُ أبناءَ الوطن جميعاً، ولمصلحة أبناء الوطن جميعا..
أيها الإخوة المواطنون.. إنّ من عوامل نجاح هذه الانتفاضة الشعبية المباركة، أن يكونَ خطابها ذا مصداقية. وإنّ في فضاء الإعلام المفتوح اليوم، قوى كثيرة، تحاولُ أن تسيء إلى مشروع شعبنا، عن طريق الأحاديث المضطربة والروايات غير الموثّقة، عن تدخّل قوى وأحزابٍ على خلفياتٍ طائفية، لمصادرة إرادة شعبنا وتشويه انتفاضته.
إنّ سلميةَ الخطاب والنضال لا يجوزُ أن تكونَ موضعَ جدل، في كلّ المراحل، فلا بدّ من الالتزام بالنضال السلميّ، ولا يجوزُ أن يُستجرّ أيّ فريقٍ وطنيّ، على الصعيد الفردي أو الجماعي، لأيّ فعلٍ أو موقفٍ عنيف..(134)
كما أصدرت المبادرة نداء الى قادة العالم مطالبة بتدخلها لوقف عمليات القتل التى تمارسها فرق "الشبيحة" المدعومة من النظام السورى فيقول البيان:
- لقد كان الهدف من قتل أكبر عدد من المواطنين في أقصر وقت، هو قطع الطريق على الانتفاضة، وبث الرعب والذعر في نفوس أبناء المجتمع، لكي لا تتوسع دائرة الانتفاضة الشعبية، المطالبة بالحرية والكرامة وبمكافحة الفساد..
- ولكي يتخلص النظام من مسئولية الجريمة التي مارسها - وما يزال - ضد المواطنين الأبرياء من أبناء الشعب السوري، والتي تقع في إطار الجرائم ضد الإنسانية، وتطالها القوانين والمحاكم الدولية.. فقد لجأ إلى الحديث عن نظرية (المؤامرة والفتنة)، وابتدع مصطلحاً وهمياً (المندسون)، ليلقيَ على مشجبه كل جرائمه وآثامه، ظناً منه أنه يستطيع بذلك أن يقتل بلا مسئولية ولا حساب..
ويضيف البيان:
- إن لجنة المبادرة الوطنية لمساندة الانتفاضة السورية، تؤكّد أن الانتفاضة الشعبية في سورية - كما يعلن شبابها - هي انتفاضة وطنية، بعيدة عن أي موقف طائفي، سلمية بعيدة عن كل فعل عنيف، مطالبة بالحرية والكرامة والعدل، منددة بالفساد والاستبداد..
- كما تؤكد أن فرق القتل وأدواته، هي قوات منظمة، تأتمر بأمر النظام وأجهزته، وأن الحديث عمن يسميهم إعلام النظام بالمندسين، هو حديث عن أشباح وهميّين، يريد النظام أن يختبئ وراءهم، وأن يحملهم مسئولية الجرائم وسفك الدماء.إن هذا الأسلوب الماكر والمكشوف، لن يُعفيَ أجهزة النظام من المسئولية الإنسانية والقانونية. ولن ينطليَ بأيّ حال من الأحوال على العقلاء (135)
وتحفيزاً لنضال الشعب السورى فى مواجهة النظام الفاسد وفى الذكرى السادسة والستين للجلاء وجهت جماعة الإخوان بياناً إلى الشعب السورى لتحفيزه على استمرار النضال والمواجهة فتقول فى بيان لها تحت عنوان " كما صنعنا الجلاء الأول.. معاً نصنع الجلاء الثاني":
- أيها الإخوة المواطنون.. أيها السوريون جميعاً على اختلاف أديانكم ومذاهبكم وأعراقكم..في الذكرى السادسة والستين ليوم جلائنا العظيم، نتذكر آباءنا العظام الذين صنعوا لنا يوماً للفخر الوطني، نتذكرُ سلطان باشا الأطرش، وفرسان الغوطة الأبرار، والشيخ صالح العلي، وإبراهيم هنانو، ورجال الكتلة الوطنية، بكلّ مجدهم وعظمتهم، ونجدّد العهد لنصنعَ جلاءنا الثاني معاً، كما صنعوا الجلاء الأول من قبل، ونؤكد العهد ثانياً أن نحافظ على ثمرة جهاد المجاهدين، ببناء سورية الغد، وطناً لجميع أبنائه، ودولة للعدل والحرية والكرامة والعزة والفخار.. (136)
وعندما تصاعدت الأحداث وممارسات النظام العنيفة تجاه المتظاهرين دعت جماعة الإخوان المسلمين السورية المجتمع الدولى للتعرف على حقيقة الأوضاع فى سوريا
فتقول فى بيان لها:
- نحمّلُ النظامَ القائم المسئولية الكاملة عن عمليات التفجير، التي تمت على الأرض السورية، ونؤكّد أنها عمليات مفتعلة، وتحمل بصمات عصاباته.
- نطالبُ بتحقيق دوليّ شفاف في هذه التفجيرات، ونعتبرُ نكول المجتمع الدوليّ عن القيام بهذه التحقيقات، هروباً من تحمّل المسئولية الإنسانية والسياسية التي يفرضُها القانون الدولي..
- نتمسّكُ بحقّ شعبنا في الانتصار لمشروعه الثوري، بكل الأساليب المشروعة، وفي مقدمتها التظاهر السلمي، والعصيان المدني. إننا، وإزاءَ تخلّف المجتمع الدوليّ عن مسئوليته في حماية أبناء شعبنا، ومع تمسّكنا بسلمية الثورة، وبوطنية منطلقاتها وآفاقها، نؤكّد على حقّ جميع أبناء شعبنا بالدفاع عن أنفسهم وأعراضهم وأموالهم.
- كما نؤكّد على ضرورة الاعتراف بالجيش السوريّ الحرّ، كمؤسسة وطنية، وتمكين هذه المؤسسة من القيام بواجبها في حماية الشعب السوري من عصابات الإجرام. ونحمّل إخواننا من العرب والمسلمين مسئولية إمداد هذا الجيش وإسناده، حتى يفتحَ الله على شعبنا بالحق.. صبراً أبناء سورية، فإنّ موعدَكم النصر.. نصرٌ من الله وفتحٌ قريب.. ويومئذ يفرح المؤمنون (137)
وعندما انعقد مؤتمر أصدقاء سورية فى باريس فى يوليو2012 وجهت جماعة الإخوان بياناً للمؤتمر لتضع فيه بعض الحقائق وتحدد المطالب التى ينتظرها الشعب السورى من المؤتمر وأولها هو أن يسفر المؤتمر عن نتائج واقعية توقف المذبحة التى يتعرض لها الشعب السورى
ووصفت المؤتمر بأنه بمثابة مؤتمر لمواجهة عطالة مجلس الأمن ومما جاء فى البيان:
- نعتقد - في جماعة الإخوان المسلمين في سورية - أن مبادرة السيد كوفي عنان قد ثبت فشلها. وإنه عندما يستطيع نظام عرف الجميع عنه المراوغة والكذب، أن يعلن في كلّ مرة قبولا زائفا للمبادرات الدولية، ثم يدير ظهره لها، كما هو شأن النظام في التعامل مع الملف اللبنانيّ، والملف العراقيّ، ومبادرة الجامعة العربية، ومبادرة كوفي عنان؛ فإن على الجميع أن يعلموا أن الثورات الشعبية لا يمكنها أن تتلوّن ولا أن تناور. إن الاسترسال في إطار مهمة السيد كوفي عنان، في الوقت الذي أعلن فيه المراقبون لزوم بيوتهم، يعني إعطاء النظام فرصة أكبر للقتل. وهذا ما ينبغي أن يكون حاضرا في أذهان الجميع..
ويضيف البيان:
- إن خيبات الأمل المتكررة، التي جناها الشعب السوري من المؤتمرات الدولية المتعدّدة، سيكون لها - لو استرسل أصحاب القرار في تجاهل معاناة هذا الشعب الإنسانية والسياسية - انعكاسات خطيرة على حاضر الشعب السوري ومستقبله. إن الانتصار الحاسم لما يدعمه القانون الدوليّ من ضرورة حماية المدنيين، ومساعدة الشعوب المضطهدة على تحرر إرادتها لتقرير مصيرها، هو المفتاح الأخير لحلّ الأزمة السورية سياسيا..
- يتطلّع شعبنا إلى بناء دولة مدنية ديمقراطية تعددية، يتساوى أبناؤها أمام قانون مدنيّ عادل، لا يطغى فيها بعض أبنائها على بعض. تحترم فيها حقوق الإنسان، وتكون فيها المواطنة مجردة من كل قيد، مناط الحقوق والواجبات. في عالم حرّ، تقاربت فيه المسافات، وانفتحت آفاقه بعضها على بعض، لن يقبل الشعب السوريّ أن يعيش تحت القيد من جديد (138)
كما دعت الجماعة ورحبت بحركة الانشقاق الداخلى التى أصابت بعض أركان النظام السورى وطالبت كافة أركان النظام بالخروج على الأسد ونظامه فتقول فى تصريح لها:
- نرحب في جماعة الإخوان المسلمين بانشقاق الأستاذ رياض حجاب رئيس الوزراء السوري . ونرى في هذا الموقف الشجاع تعبيرا عن وطنية عالية ، وصدق انتماء إلى الوطن وإلى الشعب الذي أنجب لسورية أبناءها ليقوموا بحمايتها ..
- ندعو كل رجال الدولة السورية في شتى مواقعهم إلى المسارعة إلى الانحياز إلى شعبهم ، إلى الانحياز إلى دماء الأطفال في سورية ، إلى مستقبل سورية الواحدة ضد بشار الأسد والمجرمين من عصاباته . ونؤكد للجميع أن هذه الثورة لا تستهدف إلا أكابر المجرمين الذين قتلوا وانتهكوا وعاثوا في الأرض الفساد ...
- لقد أصبح البقاء في هياكل عصابات الأسد تحت أي عنوان لطخة عار في جبين كل من يقبل به . لطخة عار وطنية ، وثقافية ، واجتماعية ، وعشائرية ، وأسرية ... ندعو كل أحرار سورية إلى أن يغسلوا عن أنفسهم وعن مستقبلهم الوطني إثم هذا العار ...
- يا رجال الدولة السورية على اختلاف مواقعكم وخلفياتكم .. تذكروا أنها لم تعد دولة منذ قتل بشار الأسد أول طفل سوري بريء ، تذكروا أنها عصابة مجرمة ترتكب باسمكم كل البشاعات ، فلا تذهبوا مع بشار الأسد إلى المزيد من المجازر .. إن بشار الأسد يخطط لتدمير سورية حضارة وعمرانا وإنسانا .. فكيف تقبلون أن تكونوا شركاء في الجريمة النكراء ؟!! إن صمتكم في هذا الزمن الثوري الذي يسفك فيه الدم السوري بكل قسوة ووحشية هو قبول في الشراكة بالإثم وبتحمل إثم المجزرة الكبرى على مدى التاريخ (139)..
كما كان للجماعة موقف واضح من خطاب بشار والذى طرح فيه مبادرة للحوار مع المعارضة السورية فقالت الجماعة فى تصريح لها:
- لم يكن الشعب السوري لينتظر خطاب المدعو بشار الأسد، ولم يكن الشعب السوري ليتوقع من بشار الأسد شيئا، لأنّ بشار الأسد نفسه لم يعد يعني للشعب السوري شيئا.. إلاّ أنه مجرمُ حرب، تجب محاكمته، وإنزال القصاص العادل به، ولأنّ ما يعرضه من حلّ سياسيّ وحوار، إنما هو استمرار في نهج الغطرسة، ومرفوض من قبل أبناء الشعب السوري، ولا يعدل في ميزان الثورة والثوار شيئا.
وبشار الأسد الذي لا يرى في الشعب السوري الثائر على استبداده وفساده، إلا إرهابياً متطرفاً أو عميلاً مرتبطاً، لم يعرف أصلاً الشعب السوري، وإن كان قد ولد على الأرض السورية، وعاش بين السوريين. بشار الأسد -كما أبوه من قبل- لم يرَ في سورية إلا مزرعة، يستدرّ خيراتها، ويستعبدُ أبناءها. بشار الأسد هذا، لا يفهم معنى أن يرفضَ السوريون الأحرار الشرفاء، ما يعرضه من حوار، ولا معنى أن يقولوا له: أنت لم تعدْ تعني لنا شيئا، فاخرج من حياتنا إلى الأبد..
باختصار شديد.. ولأنّ بشار الأسد لم يعُد يعني السوريين في شيء أصلاً، ولأنه لا يمكن أن يكون له أيّ دور في واقع سورية، وفي صناعة مستقبلها، نقول لبشار الأسد: أنت -وليس مبادرتك فقط- لا تعنينا.. وأنّنا سنبقى ملتحمين مع شعبنا وثورته، حتى تحقق أهدافها كاملة في استعادة حريته وكرامته، وبناء دولة المواطنة المدنية الحديثة لكلّ أبنائها. ويسألونك متى هو؟. قل عسى أن يكون قريبا (140)
وحرصاً من الجماعة على وحدة الصف السورى وتبديد بعض المخاوف التى انتابت البعض من دورها المؤثر فى مشهد الحراك السورى سواء سياسياً أو على أرض الواقع طرحت الجماعة ما أطلقت عليه "ميثاق البر والوفاء"
وجاء فيه:
- أيها الثوار الأبطال الأحرار.. أنتم صناع الثورة، كان مدادُها من دمائكم، وأنتم مالكو قرارها. وكلّ ما عداكم ومَن سواكم، إنما هو ملحق بكم، منفذ لإرادتكم، فلا تلتفتوا إلى حديث الوهن، يبثه هنا وهناك الواهنون. وإننا في هذا المقام، نعاهدُكم أن نظلّ الأوفياءَ لخياراتكم، الداعمين لقراراتكم، الكتِفَ بالكتِف، والساعدَ بالساعد، والدمَ الدم، والهدْمَ الهدْم.
- نعلمُ أيها الثوار الأبطال، أنكم تسمعون تشكيكات كثيرة، يطلقها بعضُ من باع نفسه للشيطان، وبعضُ من لم يلتزم التحققَ مما يسمع وينقل؛ إننا في هذا المقام نجدّد عهدنا مع الذين مضَوْا من إخواننا الشهداء، ونجدّد العهد مع الذين ينتظرون منهم، أنّ بيعتنا مع الله، ثم مع شعبنا، ماضية، لا نقيلُ ولا نستقيلُ، بإذن الله، حتى تنتصرَ إرادة الشعب السوريّ، وتتحققَ أهدافُه، وتزولَ عصابة الظلم، برموزها ومرتكزاتها، وحواشيها وأتباعها، عن وطننا الذي نحبّ ونفدي..
- لقد التقينا في فضاء المعارضة السياسية على قاعدة الشورى، وتواثقنا على ميثاقها، وها نحن أولاء - في جماعة الإخوان المسلمين- نجدّد عهدَنا معكم، وندعو كلّ أطراف المعارضة ورجالها، إلى البرّ والوفاء، والنزول على حكم الشورى وقانونها. لا نظنّ إلاّ خيرا، ولا نقولُ إلاّ خيرا، ندركُ في هذا الظرف العصيب التي تمرّ به ثورتنا، أنّ المتربّصين كثر، وأنّ الماكرين يحيطون بها من كلّ اتجاه..
- أيها الثوار الأحرار.. وإذ تفترق بالبعض الطرق، فيؤثرون استعجالا أو اختزالا، فإنّ خيارَكم هو خيارُنا، وطريقكم هو طريقنا، بيعة عهد وبرّ، حتى يفتحَ اللهُ بيننا وبين قومنا بالحقّ (141)
وعلى واقع الممارسة السياسية مارست الجماعة العديد من الفعاليات والمؤتمرات لتجميع صف المعارضة السورية شاركت الجماعة بدور فعال فى تأسيس المجلس الوطنى كما سعت الجماعة إلى تأسيس عدد من الجبهات والقوى الفعالة لدعم الثورة السورية منها على سبيل المثال : "الاتحاد الوطني لطلبة سورية الأحرار" بقيادة حسن درويش، و"رابطة علماء بلاد الشام"، و"التيار الديمقراطي الإسلامي المستقل" بقيادة غسان نجار
و"رابطة العلماء السوريين" بقيادة محمد فاروق بطل، و"اتحاد منظمات المجتمع المدني" و"المجلس القبلي السوري العربي" بقيادة سالم المسلط وعبد الإله ملحم، و"مجلس ثوار مدينة حلب وريفها" بقيادة أحمد رمضان، و"هيئة حماية المدنيين" بقيادة نذير حكيم، و"جبهة العمل الوطني" بقيادة أحمد رمضان وعبيدة نحاس.
المبحث الثالث:إخوان سوريا والمقاومة المسلحة
من المؤكد أن جماعة الإخوان المسلمين لم يكن لها تنظيم مسلح داخل أو خارج سوريا ولكن مع بدء الاشتباكات المسلحة شاركت الجماعة فى بداية تلك العمليات بالدعم اللوجستى والاغاثى، حتى استطاعت تكوين صفوفها وعودة الكثير من أبنائها المهجرين إلى الداخل وأعلنت دعمها وبكل قوة للجهاد المسلح ضد نظام بشار وخاصة بعد العديد من الجرائم التى ارتكبها هذا النظام السفاح
فقالت الجماعة فى أحد بيانتها:
- لقد بلغ السيل الزبى، وتجاوزت فرق القتل الأسدية المجرمة، كلّ الخطوط والحدود.. فبعد القصف، والقنص، والقتل، والتدمير، والاعتقال، والانتهاك، والاجتراء على الأعراض، وتعذيب الأطفال والتمثيل بأجسادهم؛ أقدمت العصابات الهمجية يوم الأحد 26/2/2012، على إيقاف مجموعة من الأسر النازحة من حي بابا عمرو، في مدينة حمص، طلباً للنجاة من القصف الوحشي على مدار ثلاثة وعشرين يوماً، ثم حشرت الأسر النازحة في حافلات خاصة بحجة نقلهم إلى أماكن آمنة..
ثم قامت هذه القوات بإنزال الشباب والشيوخ من الحافلات وأقدمت على ذبح خمسة وستين شاباً بالسكاكين وبدم بارد.. كما تذبح الخراف. إننا - وبناء على كل ما مرّ - نعلن أسرة الأسد وفرق الموت التي يديرها وتسانده، عصابات مجرمة مارقة، اختطفت الوطن، فأمعنت فيه تدميراً وإفسادا، فأهلكت الحرث والنسل، مستعينة بقوى الشر من كل مكان..
أيها السوريون جميعا.. لم يترك لكم بشار الأسد خيارا، وليس أمامكم إلا أن تنتزعوا استقلالكم الثاني، كما صنعتم استقلالكم الأول، دون أن تنسوا أن عدونا اليوم هو أشرس وأقسى.. (أذِن للذين يقاتلون بأنهم ظلِموا، وإنّ الله على نصرهم لقدير..) (142)
وبالطبع لم يكن من السهولة بمكان اعلان الجماعة عن إنشائها لكتائب مسلحة داخل سوريا ولكن نظراً لمقتضيات الوضع الداخلى كشف أحد قياديها عن وجود تنظيم مسلح داخل سوريا يقاتل جنبا الى جنب وتحت قيادة "الجيش السورى الحر" فوفقاً لجريدة الشرق الأوسط
فقد كشف الناطق الرسمي باسم جماعة "الإخوان المسلمين" في سوريا وعضو المجلس الوطني السوري ملهم الدروبي عن "تشكيل الإخوان ومنذ نحو 3 أشهر لكتائب مسلحة في الداخل السوري مهمتها الدفاع عن النفس وتأمين الحماية للمظلومين" مشددا على أن "هذا حق مشروع وواجب شرعي يشرّف الجميع" .
وفي أول حديث رسمي للجماعة عن الموضوع، أوضح الدروبي أن "هذه الكتائب منتشرة في معظم المناطق والمحافظات السورية وخاصة الملتهبة منها" ، مشددا على أن "هذه الكتائب تابعة للجيش الحر وتتعاون وتنسق معه"، وأضاف: "كما الكل يعلم فإن الجيش الحر ليس جيشا نظاميا له قادة ميدانيون بل هو تجمع وتعاون بين كتائب متعددة منتشرة بشكل غير مركزي" .
وبينما رفض الدروبي الحديث عن مصدر السلاح الذي يوزّع على عناصر هذه الكتائب أو طريقة مدّهم به لخصوصيات عسكرية، شدّد وردا على سؤال على أن "الشعب السوري قادر وحده على الدفاع عن نفسه وإسقاط النظام وبالتالي هو ليس بحاجة لعناصر غريبة تقاتل إلى جانبه"
وقال:
- "أما موضوع ضبط كل الكتائب المسلحة بعد سقوط النظام، فهو لا شك تحدٍ يواجه الجميع ولا بد أن تكون هناك استراتيجية لهذا الأمر ولكن الشعب السوري هو شعب مسالم وحضاري وسيسلم سلاحه عندما يزول السبب الذي جعله يحمل هذا السلاح" جازما بأن "الشرفاء سيقومون وعندما يحين الوقت بتسليم أسلحتهم".
وكانت صحيفة "تلغراف" البريطانية نشرت مقالا حمل عنوان "الإخوان المسلمون يؤسّسون ميليشيا داخل سوريا". وأشارت الصحيفة إلى أن "جماعة الإخوان أنشأت هذا الجناح العسكري الذي يتمتّع بوجود قوي على الساحة السورية بشكل عام، خصوصا في العاصمة دمشق وفي المناطق الساخنة كحمص وإدلب.
وذكرت الصحيفة أن "الميليشيا التي يُطلق عليها اسم (الرجال المسلّحون للإخوان المسلمين)، تحدّث أحد قادتها ويدعى (أبو حمزة) عن أنها (تشكلت بالتعاون مع أعضاء بالمجلس الوطني السوري المعارض". ونقلت الصحيفة عن أبو حمزة قوله: "لاحظنا انتشار الكثير من المسلّحين في المناطق السورية، فقررنا جمعهم تحت مظلة واحدة".
ويقول، حسام أبو هابل، الذي كان والده الراحل عضوا في "الإخوان المسلمين" في الخمسينات، إنه يجمع بين 40 إلى 50 ألف دولار شهريا لتمويل المسلّحين الإسلاميين في حمص ومدّهم بالسلاح والمساعدات. ويشير أبو هابل إلى أن هؤلاء لم ينضووا في "الجيش السوري الحر" ، وهو الفصيل العسكري الأساسي للمعارضة السورية. وأضاف: "هدفنا أن نبني دولة مدنية لكن بقواعد إسلامية، ونحن نحاول رفع الوعي لناحية الإسلام والجهاد" (143)
ورداً على بعض الشائعات التى حاول أن يروجها البعض بخصوص إنشاء ميلشيات مسلحة للاخوان فى سوريا أكد أحد قياديى الإخوان أن هذه المليشات تعمل تحت قيادة الجيش السورى الحر وليس هناك ميلشيات مستقلة للاخوان، وقال القيادي الشاب محمد سيرميني، المتحدث الرسمي باسم المجلس الوطني السوري، في تصريحات خاصة لمراسل وكالة الأناضول "الإخوان المسلمون هم من يدفعون في اتجاه إيجاد هيكلة واضحة للجيش الحر، بحيث يكون الجيش الوطني لسوريا بعد رحيل بشار، فكيف يتم اتهامهم بالعمل لأنفسهم من خلال ميليشيات خاصة".
وأردف قائلاً
- "الإخوان يميلون للوحدة سياسيًا تحت مظلة المجلس الوطني، وعسكريًا تحت قيادة الجيش الحر، وهذه السياسة نرى أنها هي التي ستقود سوريا للنصر" (144)
المبحث الرابع: إخوان سوريا والدعم الإيرانى للنظام السورى
منذ سيطرة حزب البعث السورى على السلطة وتركيز الحزب الحاكم على طائفيته وتوثيق علاقاته القوية بإيران وخاصة بعد الثورة الإيرانية والتى كان لها موقف مؤيد وداعم لنظام بشار الأسد فى حربه الدامية على الاسلاميين وجماعة الإخوان المسلمين عام 1982
مما جعل علاقة الإخوان المسلمين السوريين بإيران يشوبها التوتر المستمر وزادت حدة هذا التوتر مع النظام الإيرانى بدعمه المعلن للنظام السورى خلال الثورة الحالية ولم تكتف إيران بالدعم السياسى واللوجستى فقط بل وتخطت ذلك إلى الدعم البشرى والميدانى سواء من خلال عناصر الحرس الثورى الإيرانى أو حزب الله وكان موقف اخوان سوريا من إيران واضحاً ومباشراً فقد وضوعها فى مصاف النظام السورى، وتقول الجماعة فى أحد بياناتها
وذكر البيان الصادر عن الناطق الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين في سوريا زهير سالم "نعتبر روسيا والصين وإيران شركاء مباشرين في المذبحة البشعة التي تنفذ على شعبنا ليس فقط بدعمهم للنظام وإنما بمشاركتهم التعبوية المباشرة بالسلاح والعتاد في ذبح أبناء شعبنا الأعزل".
واكد البيان "مسؤولية هذه الدول المباشرة عن كل قطرة دم تسفك على الأرض السورية" مشيرا الى ان "المحرقة النازية يمكن أن تتكرر على أيدي النازيين الذين يحكمون سوريا اليوم" ، كما طالب البيان المجتمع الدولي بايقاف "المجزرة بحق الشعب السوري".
واضاف "لقد صمتم على مجازر الأمس لتقع مجزرة اليوم، وصمتكم على مجزرة اليوم يعني أنكم تطلقون يد هذا النازي الفاشي لتنفيذ مجازر الغد المفتوح على شر هؤلاء المجرمين الحاقدين" ، وشدد البيان على ان "عزيمة شعبنا لن تلين، وان نصره قادم بإذن الله" (145)
كما كشفت جماعة الإخوان عن رفضها لعرض إيرانى لوقف معارضة الإخوان لنظام بشار مقابل المشاركة فى الحكومة بأربعة مناصب رفيعة المستوى، فقد قال نائب المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا محمد فاروق طيفور إن إيران حاولت إستمالة الحركة إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد مقابل حصولها على 4 مناصب رفيعة المستوى في الحكومة السورية.
ونقلت صحيفة (واشنطن تايمز)، عن القيادي الإخواني إن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي، أرسل 3 مبعوثين إلى اسطنبول في تشرين الأول - أكتوبر بهدف التوصل إلى إتفاق.
وقال طيفور، عضو المجلس الوطني السوري المعارض، إن إيران حاولت إستمالة (الإخوان المسلمين) إلى جانب الرئيس الأسد، مقابل 4 مناصب رفيعة المستوى في الحكومة السورية المقبلة.
وأضاف رفضنا الإلتقاء بهم، وأضاف أخبرناهم (من خلال وسيط تركي) أن إيران تأخذ طرفاً ضد الشعب السوري. وتابع حين تقف إيران إلى جانب الشعب السوري سنكون حينها على استعداد للقاء المبعوثين ونجري محادثات معهم، وقال وإلا لا يمكن أن نلتقي مع الإيرانيين حين يساعدون على قتل شعبنا.
وأوضح أن الوسيط التركي لم يكن مسؤولاً حكومياً، وأشار إلى أنه لا يعلم ما إذا كانت أنقرة على دراية بالموضوع. ولفت إلى أن الوسيط إتصل به 3 مرات في أسبوع واحد في مسعى لترتيب لقاء وجهاً لوجه مع المبعوثين الذين نزلوا في فندق باسطنبول (146)
كما أصدرت جماعة الإخوان المسلمين بياناً صحفياً للرد على بعض الاشاعات التى أصدرها على لاريجانى فيقول البيان نقلت وسائل إعلام عربية عن صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية تصريحات منسوبة إلى رئيس مجلس الشورى الإيراني "علي لاريجاني" بأن إيران أجرت اتّصالات بجماعة الإخوان المسلمين في سورية لتشجيعها على الانخراط في جهود إحلال السلام ودعم الإصلاحات اللازمة في سورية، ونقلت الصحيفة عن لاريجاني قوله بأن هذه الاتصالات جرت في إيران.
وإننا في جماعة الإخوان المسلمين إذ ننفي نفياً قاطعاً إجراءنا أي اتصالاتٍ مع إيران، فإننا نؤكّد ما جاء في تصريح المراقب العام للجماعة المهندس محمد رياض الشقفة لوكالة جيهان في السابع من أيلول الجاري أنّ إيران شريكةٌ في الجرائم التي يرتكبها نظام الأسد بحقّ السوريين
و كما جاء أيضا في تصريح نائب المراقب العام للجماعة الأستاذ فاروق طيفور في الخامس عشر من أيلول الجاري لموقع "إخوان سيريا" أنّ العرض الذي أبلغت فيه إيران الجماعة استعدادها للتنازل عن مطلبها في استمرار الأسد مقابل التفاهم على المرحلة القادمة قد تمّ عبر وسيط تركيّ غير رسمي، وأبلغت الجماعة الوسيط أنه يجب أن تتوقف إيران عن دعم النظام السوري وتقف مع مطالب الشعب السوري وثورته قبل النظر في أي عرض مقدم .
كما نؤكد أن إيران بدعمها المستمر لنظامَ الأسد هي شريكةٌ في قتل الشعب السوري وفي معاناته، وما تصريحات القائد الأعلى للحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري حول وجود أفراد من فيلق القدس التابع للحرس الثوري في سوريا ولبنان إلا تأكيدا على الدور الإيراني فيما يحدث ، وعلى إيران أن تفهم جيدا أنّ المستقبل لهذه الثورة مهما طالت ، فعليها أن تغير موقفها و تقف في صف الشعب السوري وتنحاز إلى ثورته وتتخلى عن الأسد ونظامه (147)
المبحث الخامس: إخوان سوريا والرد على الشبهات
واجهت جماعة الإخوان المسلمين بسوريا وخاصة فى الفترة الحالية من عمر الثورة السورية العديد من الاتهامات والشبهات التى تستهدف الجماعة ورموزها بدعوى سعيها لفرض ارائها وسياساتها الخاصة على مسار الثورة وهذا مانفته الجماعة جملة وتفصيلاً، فقد اعتبر نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين السورية علي صدر الدين البيانوني أنّ أولوية الأولويات للثورة السورية هي إسقاط نظام الأسد وتغيير موازيين القوى على الأرض بتزويد الثوار بأسلحة نوعية.
وأشار رئيس اللجنة السياسية في جماعة الإخوان السوريين إلى أنّ التدمير الشامل الذي يقوم به النظام بحاجة لإعادة إعمار تمتد لسنوات، ويظهر أنّ المقصود هو شغل السوريين طويلاً بعد سقوط النظام بعلاج جراحهم وإعادة بناء بلدهم.
ورأى أنّ تبرير عدم تسليح الثوار بالخوف من وقوع الأسلحة بقبضة متطرفين، يقابله إدراك الولايات المتحدة بوجود قيادات منضبطة بالجيش الحرّ يمكن تسليمها الأسلحة دون خوف. وذكر أنّ التذّرع بتشتّت المعارضة السورية ينفيه اتّفاق هذه المعارضة على خطوط عامّة تمثّل هدفاً للشعب ولا يمكن توقّع منهم أكثر منها، وهي إسقاط النظام وإقامة دولة ديمقراطية تعددية.
وشدّد نائب المراقب العام للإخوان المسلمين السوريين على أنّ منحنى الثورة السورية في صعود مقابل تراجع النظام، وإدراك داعميه الرئيسيين بروسيا وإيران أنّ سقوطه قادم لا محالة. وأكّد البيانوني أنّ الشعب السوري لن يقبل بعد تنسّمه نسمات الحرّية وما سدّده من ثمن باهظ بالعودة للدكتاتورية مرة أخرى.
واعتبر أنّه لا خوف على سورية من التطرّف لأنّ المسلمين فيها أصحاب تديّن وسطي ومعتدل، وذكر أنّ من يتحدّثون عن مجموعات متطرّفة بين الثوار يقرّون بعدم تجاوز هذه المجموعات نسبة 10% ويشيرون إلى أنّ هدفهم الرئيسي هو إسقاط النظام.
ولفت القيادي الإخواني السوري إلى أنّ تطرّف هذه المجموعات قابل لمعالجته بعد سقوط النظام عبر حوار حرّ يستند للمنطق والأدلّة الشرعية. من جهة أخرى أشار البيانوني إلى أنّ ممثّلين التقاهم لكلّ وزارات خارجية الاتّحاد الأوروبي كالوا الثناء لوثيقة العهد والميثاق التي أصدرتها جماعة الإخوان المسلمين السورية.
وقال إنّ الحديث عن سيطرة الإخوان على الائتلاف الوطني لا سند له لأنّ نسبتهم بالائتلاف لا تتجاوز 10% وهم مستعدّون لخفضها 5% حرصاً على الصالح الوطني (148) كما نفت الجماعة اتهام البعض لها بمحاولة السيطرة على "الائتلاف الوطنى" فقد صرح المراقب العام لإخوان سوريا إنه لا يعرف السر وراء ما وصفه بـ"موسم الهجوم" على الإخوان، معتبراً أن الاتهامات التي كيلت لجماعته مؤخراً "تافهة ولا قيمة لها".
وأشار الشقفة في حديث للوكالة الألمانية أن الهجوم على إخوان سوريا يهدف "لإضعاف الثورة السورية عبر تمزيق المعارضة" ، وأن الشعب السوري "يدرك جيداً من هم الإخوان وماذا قدموا للثورة" .
وتابع مرشد إخوان سوريا:
- من يهاجموننا ليسوا من الشخصيات الثورية أو من قيادات المعارضة صاحبة الوزن الحقيقي على الأرض.. إنهم شخصيات تحاول من خلال الهجوم علينا أن تكون شخصيات مهمة ونافذة، ولكننا نقول لهم: القوة تكتسب من الثقل على الأرض بسوريا وبين صفوف الثوار لا عبر التحدث بوسائل الإعلام".
ونفى الشقفة أن يكون للإخوان أي دور في اختيار أو دعم "غسان هيتو" لتولي رئاسة أول حكومة للمعارضة، كما نفى أن يكون للإخوان أي دور في تقديم رئيس الائتلاف "معاذ الخطيب" باستقالته.
وفصّل قائلاً:
- لم نرشح هيتو ولسنا سبباً في استقالة الخطيب، والحديث حول ذلك لا أساس له من الصحة، وبالمثل الحديث عن سيطرتنا على كل من المجلس الوطني ثم الائتلاف الوطني لا أساس له من الصحة، فتمثيل الإخوان في كل منهما يقل عن 10 في المئة" (149)
كما نفت جماعة الإخوان المسلمين ما ردده فهد المصري المسئول الإعلامي السابق بالجيش الحر، من مزاعم حول أزمة بين الإخوان والجيش الحر، مؤكدة أن المصري لا يمثل إلا نفسه وأن كل ما ادعاه عار تمامًا عن الصحة.
وقال عمر مشوح رئيس المكتب الإعلامي لإخوان سوريا: في بيان: إنه لا مشكلة بين الجماعة والجيش الحر، مشيرًا إلى أن بيان المصري كاذب لا أصل له، ولا يمثل إلا نفسه، وأن الجماعة على اتصال دائم على مدار الساعة بالجيش الحر.
وأوضح مشوح أن القيادة المشتركة لهيئة الأركان بالجيش الحر أكدت للجماعة في اتصال بينهما، أن المصري لا علاقة له بهيئة أركان الجيش الحر، بعد إقصائه هو وقاسم سعد الدين، وأن المتحدث الإعلامي باسم هيئة أركان الجيش الحر حاليًا هو العقيد الطبيب عبد الحميد زكريا، ورئيسها هو اللواء سليم إدريس وأكد الحر أنه لا علاقة له بهذا البيان.
وفي مداخلة هاتفية مع قناة "الميادين" أوضح مشوح أن الاتهامات التي يسوقها المصري في بيانه، لا أدلة عليها، كاشفًا أن هذه الاتهامات والافتراءات وغيرها حلقة من سلسلة للإساءة للجماعة وسمعتها والنيل منها، تقودها أطراف عديدة، منها النظام ودول عربية إقليمية، قائلا: "أنصح هذه الأسماء بالحفاظ على استقلالية قرارهم والحفاظ عليه دون المساس بالجماعة ورموزها ومشروعها، نحن جزء كبير من الشعب ومحاولات النيل منا لن تأتي لكم بخير" .
وتابع:
- "كل ما يجري في النيل من الجماعة هو مخطط فاشل وسخيف يحاول عرقلة مسار الثورة، موضحًا أن كل من يتواطئ مع هذا المخطط سيكون عليه علامة استفهام حول مواقفه البعيدة عن التحالف الوطني".
وردًا على مزاعم المصري بسعي الإخوان إلى إسقاط الدولة السورية، أكد مشوح قائلا: منذ بداية الثورة، كنا الأحرص على حماية الشعب والوطن والمؤسسات ونعمل على الحفاظ عليها، مضيفًا: "نحن لا نريد غير إسقاط النظام دون النيل من المؤسسات بل نعمل على حمايتها" (150)
كما أصدرت الجماعة بياناً توضحيياً عن دورها فى الثورة والرد على بعض الإشاعات التى استهدفتها خلال الفترة الأخيرة ونظراً لأهمية هذا البيان ننشره كاملاَ دونما حذف أو تصرف لأنه يعالج العديد من النقاط المثارة حول الإخوان والثورة السورية
بيان وتوضيح من جماعة الإخوان المسلمين في سورية
إلى إخوة الدين والعقيدة.. وإلى شركاء الوطن في سورية الحرة الأبية..
إن تطورات الأحداث من حولنا، والظرف الوطنيّ الحرج الذي تمرّ به ثورة شعبنا، وحملة التشويه والإفك التي تشنّها بعض الأصوات والأقلام على جماعتنا.. توجب علينا هذا البيان والتوضيح، لوضع الحق في نصابه، ولقطع الطريق على دعاة السوء، الذين تفننوا بإلحاق الأذى بهذه الثورة، التي قررنا أن نلتحم بها، من أول يوم انطلقت فيه، وأن نكون من جندها الأوفياء، لنؤديَ ما نستطيع من واجب نصرتها ومساندتها..
طبيعة الهجمة على الجماعة
لقد كانت بداية هذه الهجمة التي يشنها دعاة السوء هؤلاء، هجمة على هذه الثورة وأبطالها، فتناولت أقلامهم المسمومة شعارات الثوار الإيمانية، وأسماء جمعها، والمساجد التي ينطلقون منها، حتى بلغ ببعضهم الكيد والحقد أن يصفوا أمهات الشهداء وأخواتهم وبناتهم المسلمات القانتات، أنهن القادمات من العصر الحجري.
ولم يكن سكوتنا عن هؤلاء ضعفاً أو عجزا، بل على أمل أن يردّهم إلى رشدهم سيل الدماء وأشلاء الشهداء، ولكن هيهات هيهات.. فقد ظلّوا يلوكون أحاديث الكيد عند أوليائهم، تخويفا من الثورة، وتشويهاً لصورتها، وتأليبا عليها، وتخذيلا عن نصرتها، وربما أسهم ذلك في هذا الموقف الدوليّ المتخاذل عن نصرة شعبنا وثورته.
مما يؤكّد أن ما يدّعونه من دعاوى الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، ما هي إلاّ دعاوى باطلة، وشعارات رنّانة، فليست الديمقراطية - في فهمهم - إلا أن ينزل شعبنا على إرادتهم، ويدور في فلكهم، ويسلم قياده لهم.
المشروع الإسلامي للجماعة في إطاره الوطني
لقد حملت جماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتها، عبء المشروع الإسلاميّ لشعبنا في إطاره الوطنيّ، لتستعيد سورية مكانتها، وطنا عزيزا، وشعبا سيدا، ودولة مدنية حديثة، يتساوى فيها المواطنون، على اختلاف انتماءاتهم القومية والدينية والمذهبية والسياسية، دولة تنتمي إلى هذه الأمة الوسط على مدى ألف وخمسمائة عام، حاملة لدعوة الإسلام، حارسة لقيمه، حيث ظلّ الشام موئلَ الفئة الظاهرة، تنفي عن الإسلام تحريف الغالين وانتحال المبطلين.. كما تنتمي إلى دوحة العروبة الباسقة، تجمعنا اللغة والأصول المشتركة، من غير تعصب ولا انغلاق.
وطوال العهد الوطني كانت جماعتنا شريكا وطنيا إيجابيا فعالا. لم يسجّلْ عليها في تاريخها الناصع ضلوعا في مؤامرة، ولا تواطؤا مع مستبد، ولا تحريضا على فتنة، ولا استئثارا بموقع، ولا تهمة واحدة مما يلصقه بها اليوم هؤلاء الخرّاصون المتقوّلون.. بل كانت دائما بقادتها ومؤسسيها، موئلاً للدعوة إلى الخير، وحصنا للإسلام وأهله، ودرعاً لكل أبناء الوطن..
وعند احتلال الصهاينة أرضَ فلسطين، استنفرت الجماعة مع من استنفر من رجال الأمة، للدفاع عن الأرض، وللذود عن الحياض، وقدمت شهداء تحتسبهم عند الله، وظلت قضية فلسطين الهمّ الأول، والشغل الشاغل، إلى أن تم إقصاؤها عن الساحة السورية بالطريقة التي تعلمون..
وكان التأسيس للفقه الوسطيّ المعتدل، الهمَّ الأول للجماعة ولقيادتها، متمسكة بالمبادئ والقواعد والأصول، داعية إلى التجديد فيما يحتاج إلى تجديد، من فقه النوازل والفروع. وحمَلت الجماعة في هذا المضمار عبئا وطنيا كبيرا، وكان الجهد الدعويّ في التأسيس لمدرسة الاعتدال والتيسير والانفتاح، هو السمة البارزة في مشروع الجماعة النهضويّ الوطني الإسلاميّ.
كما حملت الجماعة في برنامجها الاجتماعي، همّ مكافحة العادات البالية، والتصدّي للتعصّب بكل أشكاله وصوره، بما فيه التعصب الطائفيّ. ورفعت راية العلم والتعليم، وعملت على ترسيخ نظرية الإسلام في العدالة الاجتماعية، ودافعت عن حقوق المرأة، وسعت لرفع نير التعصّب والانغلاق عنها، وحضّت على تعليم البنات في المدارس والجامعات.
وعندما طرح مشروع الوحدة بين سورية ومصر، وعلى الرغم من الخلاف التاريخيّ بين الجماعة وبين عبد الناصر، فقد أيّدت الجماعة دولة الوحدة، وحلّت تنظيمها استجابة لاستحقاقاتها. وعندما قام المغامرون بحلّ عُرَى هذه الوحدة، ووقعوا وثيقة الانفصال، كانت الجماعة من القوى الوطنية التي رفضت التوقيع على هذه الوثيقة.
الجماعة وعبء التصدّي لمشروع الاستبداد
ومنذ أن أستأثر حزب البعث بالسلطة في الثامن من آذار/1963، بدأت القوى السياسية تتوارى عن الساحة. ولم يبق إلا بعض الرموز من المعارضين الشرفاء، الذين يأبى علينا إسلامنا ووفاؤنا أن نغمطهم حقهم ودورهم؛ لتبقى الجماعة شبه وحيدة في ساحة المعارضة، خلال نصف قرن.
وحتى نكون أكثر إنصافا، فنحن عندما نستخدم كلمة (الجماعة) في هذا السياق لا نقصد (تنظيم جماعة الإخوان المسلمين) بأفراده المحدودين.. وإنما نقصد الحامل العقديّ والفكريّ والسياسيّ والاجتماعيّ، من أهل العلم والفضل، والشخصيات الوطنية المستقلة، الذين حملوا معاً متعاونين متضامنين، عبء التصدّي لمشروع الاستبداد.
وفي الستينيات، عندما كان شعار البعث المدوّي: (آمنت بالبعث ربا لا شريك له.. وبالعروبة دينا ما له ثاني).. كانت الجماعة تأخذ زمام المبادرة، ويهبّ معها كلّ أبناء سورية، في المدن والبلدات.. للدفاع عن الدين والعقيدة والقيم. وكانت الجماعة تدفع ثمن ذلك من أمنها ومن حياة أبنائها وحرية قياداتها..
وفي السبعينيات، عندما خلا الجوّ لحافظ الأسد، وتفرّغ لتنفيذ مخططاته المريبة على كل الصعد السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية.. كانت جماعة الإخوان المسلمين، ومعها الكثرة الكاثرة من أبناء سورية، تتصدّى لمخطّط حافظ الأسد وسياساته الاستبدادية.
وكان الصراع يومها حاميَ الوطيس، وصنف الإسلاميون عموما، وأبناء جماعة الإخوان المسلمين خصوصا، تحت عنوان الثورة المضادّة حسب المفهوم الستاليني، ومضت المعركة إلى غايتها حتى حدث الصدام الكبير..
الجماعة وأحداث الثمانينيات
وكانت ثورتكم الوطنية الأولى في الثمانينيات.. ثورة كل الشعب السوري. ولم تكن ثورة الإخوان المسلمين وحدَهم. لقد زجّ فيها المجتمع السوري كلّ قواه السياسية والمدنية. ولم تكن نقابات الأطباء والمهندسين والصيادلة والمحامين التي شاركت في تلك الثورة، محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين.
وتواطأ المجتمع الدولي حينئذ على الجريمة، وأعطى حافظ أسد الغطاء، ليسحق الثورة بكل قسوة، في عصر لم تكن تتوافر فيه وسائل التواصل والإعلام المعينة على كشف الجريمة. لقد كانت تلك الثورة - كما هي اليوم - ثورة الشعب كله، وحُمّلت جماعتنا مسئوليتها فتحملتها بكل شمم وإباء. بينما انفضّ عنها كثيرون.
إن كل الاتهامات والادعاءات التي يسمعها أبناء شعبنا اليوم عن ثورتهم الحالية، سبق أن أطلقها حافظ أسد من قبل عن ثورة الآباء، وفرض على أبنائنا تردادها كل يوم في طابور الصباح. وبدلاً من أن يأخذ على شباب سورية العهد على تحرير الجولان الذي سلمه للعدو بصفقته المشهورة، كان يأخذ منهم العهد على القضاء على (جماعة الإخوان المسلمين). ثم أكّد ذلك بقانون العار رقم (49/1980) الذي أعدم بموجبه عشرات الآلاف من آبائكم وإخوانكم وأعمامكم وأخوالكم..
موقف الجماعة من ثورة الشعب السوري
لقد كانت ثورة آذار 2011 ثورة كلّ الأحرار من شعب سورية، الذين خرجوا يهتفون للحرية والعدل والكرامة، ويعلنون التزامهم بسلمية الثورة ووطنيتها. ولم تكن ثورة حزب أو جماعة. إنها ثورة الدفاع عن حقوق المسحوقين وحرياتهم، على اختلاف خلفياتهم الدينية أو المذهبية أو العرقية.. ثورة العامل والفلاح الذي سُرق عرقه وجهده، والمثقف يفقد حقه في الفرصة الوطنية
لأنه من خلفية لا تروق لضابط الأمن، ثورة المرأة تُحرَمُ من حقها الوطنيّ لأن زيّها في اللباس لا يعجب بعض الذين وضعوا قيما للحداثة وللعلم والعقل، غيرَ التي يقرّرها العلم والعقل. كما هي ثورة التاجر الذي اضطر لسنوات طوالا، أن تشاركه الطفيليات البشرية في جهده، وثورة الفنان والشاعر، والكاتب والصحفيّ والمبدع الذي لم يُسمَح له أن يتنفس إلا من منخري ضابط الأمن..
لقد أعلنا من أول يوم انطلقت فيه هذه الثورة المباركة، أنها ثورتكم، ثورة الشعب السوريّ كلّه، وأننا ملتحقون بها. وإن كانت لنا قوة، فهي لهذه الثورة، ولهؤلاء الثوار، الذين نقف من جميعهم على مسافة واحدة.. نحن منكم وبكم ولكم.. قوتنا من قوتكم، لسنا جسما منفصلا عن هذا الشعب وثورته.
لكننا نصارح شعبنا وبكل شفافية في هذا المقام، أن جماعتنا كانت - وما زالت - في محنة منذ نصف قرن: قتلٌ وسجنٌ وتشريدٌ وتضييقٌ وتقتير.. نعلمُ أن كثيرين منكم حين تضيق بهم السبل، يتوقعون أن يجدونا قريبا منهم، دعماً ومساندة، وذلك هو سعينا، والأحبّ إلى قلوبنا، والأقرب إلى عقولنا
لكن الحقيقة التي ينبغي أن ندركها جميعا، هي أن الحاجة أكبر من الطاقة، وأنّ هذه الجماعة التي تحمل على كاهلها عبء خمسة عقود من المحنة، لا تملك من الإمكانات ما تتحدّث عنه مبالغات بعضهم، ولا تجد من الدعم ما تنسجه أوهام المتوهّمين..
رفض سياسات الإقصاء والاستئصال والاستئثار..
ونحن الذين عانينا خلال نصف قرن، من سياسات الاستئصال والإقصاء.. نبسطُ يدنا بالعهد، لجميع أبناء شعبنا، في ظل هذه الثورة المباركة، أننا لن نقبل أن يكونَ للإقصاء أو الاستئثار مدخل لحياة الناس، في مجتمع العدل الذي نسعى إليه.
وأن الدولة المدنية القائمة على المساواة في الحقوق والواجبات، لن تكون دولة امتيازات، على أيّ خلفية دينية أو مذهبية أو عرقية. وكلّ الإفك الذي يُفترَى حول نوايانا أو تصرّفاتنا، ما هو إلا من افتراءات أصحاب الامتيازات للاحتفاظ بامتيازاتهم..
رؤية الجماعة لسورية المستقبل
ولقد سبقت جماعتنا إلى توضيح مواقفها من شكل الدولة، وبنيانها وأسسها ومنطلقاتها ومرجعيتها، من خلال ما قدمت في ميثاق الشرف الوطني، وفي مشروعها السياسيّ، حيث أعلنت - انطلاقاً من مرجعيتها الإسلامية - تمسكها ببناء سورية دولة مدنية حديثة تعددية تداولية ديمقراطية، مؤكدة رفضها للدولة (الثيوقراطية) بكلّ أشكالها.
ثم أعادت تأكيد ذلك كله، بالعهد والميثاق الذي أصدرته في ظلال هذه الثورة المباركة. لقد أصدرت جماعتنا هذه الوثائق التاريخية، تعبيرا عن رؤيتها الإسلامية التي تسعى من خلالها إلى بناء مجتمع العدل والمساواة، حيث يكون التعاون الإيجابيّ البناء، هو الطريق إلى الدولة التي يحلم بها جميع الأخيار..
دور الجماعة في الإطار الوطني
ولقد انطلقت هذه الثورة المباركة فالتحم كلّ الشرفاء بها، وسعت إلى عقد مؤتمراتها وهيئاتها، فضممنا سعينا إلى سعي الجميع. ووضعنا ما نملك من إمكانات في خدمة المشروع الوطني، على كل صعيد. ويكفينا للردّ على الذين يدّعون علينا بالاستحواذ والاستئثار، أن يراجعوا أسماء الشخصيات الوطنية التي قامت جماعتنا بترشيحها للمجلس الوطني، حيث تنازلت الجماعة عن كثير من مقاعدها، لشخصيات من الطيف الوطني الواسع، بغية لمّ الشمل وتمتين اللحمة.
ثم كان الائتلافُ الوطنيّ لقوى الثورة والمعارضة، فاستجابت جماعتنا للدعوة إلى المشاركة فيه، دون مساومات أواشتراطات أومحاصصات، لأنها تدركُ انها تشاركُ لتعطيَ وتدعم، لا لتأخذ أو لتستفيد. وإنّ هذا الصخبَ وهذه الضوضاء، عندما يثيرها بعض المشاغبين، إنما هي جزء من نفسية المستبدّ، الذي يغضبُ كلما لاحظ أن الأمورَ لا تسير على هواه. أو الذي يظن أنه خُلِقَ ليأمرَ ويُطاع، وما مفهومُ الشورى والديمقراطية عنده إلا أن يجدَ من يصفقُ له عند كلّ قول، مستقويا بمن يدعمُه أو بمن يركنُ إليه..
إن موقفنا الإيجابي من الانخراط في المشروع الوطني ببعدَيْه الثوريّ والسياسيّ، حسب قدرتنا وطاقتنا، إنما هو تعبيرٌ عن تصميم حاسم، على تقديم كل طاقة وجهد، لدعم المشروع الوطني في أفقه العام. وبينما تتخلّفُ بعض القوى المجتمعية – لأسباب لا تخفى – عن تحمّل مسئولياتها في الفعل الثوريّ والوطنيّ؛ تظلّ تلحّ في السؤال عن حظوظها في شراكة الغد، دون أن يخطرَ على بالها أبدا أن تسألَ عن دورها وواجبها في شراكة اليوم!!
وبالطريقة نفسها، بينما يشغلُ كلّ الوطنيين الشرفاء من قادة الرأي والفكر مكانَهم على مقعد المسئولية الوطنية، ليكون لهم الدور الفاعل أو الداعم، يختارُ بعضُهم أن ينتبذ مقعدا قصيّا، ليعطيَ نفسَه حقّ الأستاذية، التي تغمزُ وتلمز، وتطعنُ وتشكّك، وتخذلُ وتخوّن..
لقد كانت استراتيجية جماعتنا منذ قاربت العمل الوطني في هذه المرحلة، أن تسعى إلى التوافق، وتسير مع الأكثرية، لاسيما وأن الحوارات إنما تدورُ في فضاء قضايا، ليس فيها من الفوارق ما يدعو إلى كلّ هذا الصخب وهذه الضوضاء.. لم يكن لجماعتنا مرشحٌ لرئاسة الحكومة المؤقتة، ولم نكن ضدّ أيّ مرشح، وكنا مستعدّين للتصويت لأيّ مرشح يحقق أكبرَ نسبة من التوافق.
إن موقفنا السياسيّ المنحازَ أصلا للتوافق ولإرادة الأكثرية، في أيّ ملتقى وطني، هو الذي يجعلُ الأمورَ تبدو لمن يحب أن يعاندَ هذه الإرادة، أننا أصحابُ القرار والمتحكمون فيه..
الموقف من القوى الإقليمية والدولية
لقد انطلقت هذه الثورة الشعبية ثورة وطنية، للعدل والحرية والكرامة الإنسانية. ولم تكن جزءاً من أيّ صراع دوليّ أو إقليميّ، ولا تريد أن تكون. وكنا دائما حريصين مع كلّ المخلصين، على تجنيب هذه الثورة جرائرَ الصراعات الدولية. لم نكن نتوقعُ أن تحملَ روسية الاتحادية كلّ هذا الحقد والكراهية على شعبنا!! وما زلنا حريصين على وقف هذا الطوفان الذي تجاوز كل حد..
ولم تكن هذه الثورة ثورة طائفية أو مذهبية. ولم نكن نتوقع من مراجع إيران هذا الحجم من العداوة والبغضاء. أو أن ينغمس معهم في حربهم على شعبنا، أيّ من القوى المحسوبة على دولنا العربية في لبنان أو في العراق ، ولكن - مع الأسف - كان هذا الذي يواجهه شعبنا وثورته، بطريقة تجاوزت كلّ الحدود والتوقعات.
لقد اختار مراجع إيران وأتباعهم في المنطقة موقفهم. وحسموا أمرهم في الانحياز إلى القاتل المستبدّ، بطريقة قطعوا فيها على أنفسهم أيّ طربق للقاء، في الحاضر والمستقبل.إننا مع الشكر العميق لكل من ساند ثورة شعبنا، أو ساعد أهلنا اللاجئين اليوم تحت كل نجم، نجد من حق شعبنا علينا، أن نصارحَه وبكلّ الشفافية والصدق، أننا لسنا محسوبين على أيّ دولة، ولا ندور في غير فلكنا الوطنيّ، ولا نلتزمُ غيرَ الإرادة الوطنية التي هي إرادة هؤلاء الثوار الأبطال، الذين التزمنا أمام الله والناس، أن ندافعَ عنهم وأن نحملَ همّهم وأن نعبّرَ عن تطلّعاتهم..
ندركُ أن لهذه الهجمة الشرسة على جماعتنا أبعادَها الشخصية، وأبعادَها السياسية، كما أنّ لها أبعادَها الدولية والإقليمية. ليس لنا أن نحمّلَ ثورتنا تبعات أيّ قطر أو ربيع عربي. خصوصيتنا السورية نحن أدرى بها. خصوصية موقع قطرنا الإقليمي أكثر أهمية.
طبيعة معركتنا من خلال ما فُرِضَ علينا، من حرب طائفية مقيتة، تقتضي من أصحاب القرار في الدول العربية، أن يعيدوا حساباتهم، فمعركة ربيع سورية سيكون لها ما بعدها. ولا نحبّ أن نعيدَ على مسامعهم لغة بشار الأسد. بل الحقّ - والحق نقول - إن بقيَ بشار الأسد، فسوف يذهبُ من وراء بقائه الكثيرون.
وهذا ما نخافه على أمتنا وعلى شعوبها. نحن وربيعُنا السوريّ، لا نشكلُ تهديدا لأحد، وإنما التهديدُ الحقيقيّ هو في منجل الشرّ الذي استحكمت حلقاته، والذي سبق العاهل الأردنيّ إلى التحذير منه منذ عقد من الزمان..
علاقة الجماعة بالكتائب المسلحة
ليس لنا فصيلٌ مسلح خاص، يتبع لنا كما يزعمُ بعضهم.. ولم نقم بتشكيل أيّ فصيل مسلّح. وإذا كان بعضُ قادة هذه التشكيلات – مع الحب والكرامة – قد سبقوا إلى إعلان مواقف إيجابية من الجماعة ومن فكرها وأهدافها؛ فإن المصلحة الوطنية العليا على الأرض، هي التي تظلّ رائدَنا. ولا صحة لما يُشاعُ عن أن جماعتنا تتخذ قراراتها ومواقفها، حسب ما تُعطى من ولاء.
خطر تقسيم سورية وخطر التطرّف
نخاف على وطننا التقسيم، وعلى شعبنا خطرَ ردّات الفعل المتطرفة. ونرى في تخلّي المجتمع الدوليّ عن مسئولياته، وترك الحبل لروسية وبوارجها وقواها، ولإيران ومشروعها، لتنفردا في الساحة السورية، دفعاً في طريق مشروع التقسيم، الذي اعترفَ به بشار الأسد لأول مرة، في مقابلته مع محطة تركية، والذي جعل منه ورقة إضافية يخوّفُ بها من بجواره من الدول..
كما أن نكوصَ المجتمع الدولي عن مسئولياته، في لجم عنف ووحشية بشار الأسد وعصابته، وإطلاق اليد له ليقصف بصواريخ (السكود) وبالطيران الحربيّ والمروحيّ، وبالمدفعية البعيدة، وبالقنابل العنقودية، وبعبوات الأسلحة الكيميائية.. لن يؤديَ إلى كسر إرادة شعبنا، كما يتصورُ بعضهم، بل سيدفعُ في اتجاه حالة من ردود الفعل المتطرفة، على المستويات القريبة والبعيدة..
الوضع الإنساني للشعب السوري
ونحذرُ من كارثة إنسانية بعيدة المدى، تحلّ بالشعب السوري العزيز الكريم. إن إطلاق يد القاتل الهمجيّ في أديم شعب أعزل، سيدفعُ الملايين من السوريين إلى الهجرة من وطنهم. وسيتسبّبُ في حالات من الأوبئة الصحية، والكوراث الإنسانية، وسيتخرّجُ من هذه المحنة - إن طالت - جيلٌ إنسانيّ تربّى في أحضان الرعب والقتل والدم، وفقد الام والأب والمعيل.. إن صمتَ المجتمع الدوليّ على جرائم هذا النظام، لم يعدْ له تفسيرٌ إلا التواطؤ البيّن الواضح، والموقف العنصريّ المستهين بدماء السورييين، وبكرامتهم وبحقوقهم، وبحاضر أجيالهم ومستقبلها.
لا يمكنُ للمجتمع الدوليّ أن يشطبَ مجتمعا بأسره عن خارطة الوجود الإنسانيّ، من أجل حفنة من المجرمين، تعهّدوا لهذا المجتمع بأداء دور وظيفيّ، في كسر إرادة ملايين البشر، وإخراجهم من خارطة الوجود الإنسانيّ والفعل الحضاري.
الحلّ السياسي
ونحن أيضا مع الحلّ السياسيّ.. الذي تتحدّد أطرافه بكلّ القوى المكونة للشعب السوري، وليس منها - بالتأكيد - أحدٌ يمثل القاتلَ أو مرتكزاته، أو من يمتّ إليه. نحن مع الحلّ السياسيّ الذي يعيدُ بناءَ المجتمع المدنيّ الموحّد، على قاعدة السواء الوطنيّ، فلا أثرة ولا استئثار
ولا مغالبة ولا مكاسرة، لتكونَ الدولة المدنية الحديثة، هي المظلة الجامعة، التي تظللُ هذا المجتمعَ وتصونُه وتحميه.. إن ما يطرحه بعضُهم من حلول سياسية، خارجَ هذا الإطار، ما هي إلا حلولٌ ضالة مضللة، تمنحُ القاتلَ المزيدَ من الفرصة والمزيدَ من الوقت..
الموقف من الحملة على الجماعة
إن جماعتنا إذ تحدد مكانتها كفصيل وطني أساسيّ، على الخارطة الوطنية السورية، لا يمكنُ لأحد أن يقصيَه، أو يتجاوزَه أو يحجّمَه؛ تؤكّدُ أنها ترفضُ وبشدة، هذه الهجمة الشرسة من الكيد والحقد، على قياداتها وسياساتها ومناهجها وأساليبها، التي تتمسكُ دائما بسموّها ونبلها، وحرصها على المصلحة الوطنية العامة.. وتؤكدُ أنها منذ انطلاقة هذه الثورة، قد قرّرت أن تدمجَ مشروعَها بالمشروع الوطنيّ.
وأن تقصرَ برنامجها الخاص على المشترك الوطنيّ العام. وهي في هذه المرحلة الهامة من تاريخ ثورتنا، تعلنُ رفضَها أيّ شكل من أشكال التوظيف الحزبيّ المنغلق، في أيّ بعد من أبعاده، وهو ما تدورُ حوله بعضُ القوى والشخصيات المتضخّمة التي ترى في نفسها واحد الوطن الصحيح والوحيد..
نرفضُ الانشغالَ عن مشروع الثورة ونصرتها، والانجرارَ إلى أيّ صراع طرفيّ وجانبيّ، ونكلُ هؤلاء الذين يفتحون نوافذَ الصراع خوفاً على مصالحهم الشخصية أو الفئوية، إلى وعي شعبنا وثواره، فهم الأقدر دائما على تفهّم الدوافع والبواعث، وتقدير المواقف، وتمييز الخبيث من الطيّب، ومعرفة الحقّ من الباطل..
وأمام واقع متشابك في كل ما فيه.. لا تدّعي جماعتنا العصمة، ولا ننفي عن أنفسنا الخطأ، ونحنُ أولى الناس بالعودة إلى الحقّ إن تبيّن. لكنّ الحق كذلك يقتضينا أن نوضح أنّ الكثيرَ من الاتهامات تنسَبُ إلينا زورا وبهتانا. وأن الكثيرَ من الأخطاء تُحمّل علينا ظلماً وعدوانا. وبعضُها قد يرتكبُها من لا يمتّ إلينا بصلة، ويحسبُ نفسَه أو يحسبه الناسُ علينا، وبعضُها قد يكون خطأ فرديا لأخ، لم يحالفه الصوابُ في قول أو عمل.
ونعلن بهذه المناسبة، أننا منفتحون على كلّ نقدٍ إيجابيّ بنّاء، وأننا مستعدّون للمراجعة وتصحيح ما قد نقعُ فيه من أخطاء، ونأمل أن يكون ما وردَ في هذا البيان، كافياً لإزالة الالتباس، وتوضيح الحقائق، لكلّ من ينشدُ الحقيقة.
أما أولئك الذين يصرّون على الانخراط في هذه الحملة الظالمة، وفي محاولة تشويه صورة الجماعة النقية، فنكلُهم إلى وعي شعبنا وقدرته على تبيّن الحقيقة، وتمييز الغثّ من السمين، متمثلين قول الشاعر العربيّ: يا ناطحَ الجبل العالي ليكلِمَه أشفقْ على الرأسِ لا تُشفقْ على الجبلِ
التعبير عن مواقف الجماعة
وأخيراً فإن جماعتنا كمؤسسة يحكمها نظام خاص بها، تؤكّد أنه إنما يعبر عن مواقفها السياسية قرارات مؤسساتها المختصة، وتصريحات مراقبها العام، ونوابه في مجالات اختصاصهم، والناطق الرسميّ باسم الجماعة ، وما عدا ذلك من المواقف والتصريحات، تبقى تعبيرات فردية، توظّف في سياقاتها..
إخوة الدين والعقيدة، وشركاء الوطن في سورية الحرة الأبية.. هذه خطوط عريضة في ملامح الماضي والحاضر والمستقبل.. وعهدنا معكم أننا منكم وبكم ولكم، بنيانٌ مرصوص، لا مكرَ ولا خبابة ولا غدر، بل برّ وقسطٌ وودّ ووفاء. عهدُنا معكم نقتبسُه من قول نبينا صلّى الله عليه وسلم: (إنّ الرائدَ لا يكذبُ أهله). وستمضي ثورة شعبنا حتى النصر العزيز المؤزّر بإذن الله (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد..) (151)
هذه بعض المحطات والمواقف الهامة من تاريخ الثورة السورية ودور اخوان سوريا بها، وبالطبع لم تنتهى بعد هذه الثورة المباركة التى ترتسم فصولها على دماء أطفال ونساء ورجال الشعب السورى الشقيق،ولكن ستستمر تلك الملحمة حتى سقوط نظام بشار الأسد وسيكون ذلك قريبا بإذن الله.
الخاتمة :الإسلاميون وتحديات مابعد الثورات
أسفرت مرحلة مابعد الثورات العربية عن انتشار كبير ومؤثر للإسلاميين عامة والإخوان المسلمين خاصة فقد تولوا السلطة فى بعض تلك الدول مثل "تونس - اليمن" ولهم دور مؤثر وفعال فى دول أخرى "ليبيا - اليمن" وبالتأكيد أمام الإخوان المسلمون فى هذه البلاد العديد من التحديات التى سيبنى عليها نجاح الإسلاميين فى فرض مشروعهم أم فشله وللأبد.
فالثورات العربية في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن وكل التحركات الشعبية في بقية الدول أخرى تهدف لهدف رئيسي وهو تغيير بنية ونمط السلطة التي كانت قائمة، وبناء دولة المؤسسات الديمقراطية والحكم الرشيد، وحماية حريات الشعوب وكرامتهم، واستخدام ثرواتهم في برامج تنمية حقيقية.
ولهذا سيكون على الحركات والأحزاب ذات المرجعية الإسلامية التي تسلمت السلطة، أو تلك التي قد تتسلم السلطة ، معالجة عدة تحديات بشكل حكيم، حتى تستطيع استكمال مسار التحول الديمقراطي وبناء الدولة الحديثة المنشودة، والنهوض بمجتمعاتها التي ما عرفت مشروعا نهضويا مكتملا منذ الاستقلال.
ويواجه الاسلاميون مع وصولهم إلى السلطة أسئلة مهمة على المستويات التالية:
- علاقاتهم الداخلية مع الاحزاب والقوى الأخرى الاسلامية وغير الاسلامية
- علاقتهم مع الخارج،أي مع القوى الدولية مثل الولايات المتحدة وأوروبا.
كما يواجه الإخوان المسلمون بمصر بشكل خاص تحدي العلاقة مع اسرائيل . والمقصود بهذا التحدي هو اتفاقيات كامب ديفيد من جهة،والمقاومة ضد اسرائيل من جهة ثانية. وما يثير هذه التساؤلات ان الإخوان لم يكن لديهم موقف واضح من هذه الاتفاقيات حتى بعد انتصار ثورتهم في مصر … (152)
واثبتت الأيام الماضية من تولى الإسلاميين للسلطة ان هناك العديد من التحديات التى تواجه الإخوان المسلمين ومنها على سبيل المثال:
العلاقة مع الجماعات الاسلامية الأخرى
تتمثل الجماعات الاسلامية الأخرى فى التيارات الجهادية والتيارات السلفية وتمثل الإشكالية الأولى فى علاقة الإخوان بالسلفيين والتى مرت بمحطات عديدة من التقارب إلى التنافر ففي أعقاب ثورة الـ 25 من يناير وما حققته من انفتاح للإسلاميين على الممارسة السياسية وتم تاسيس عدد من الأحزاب ذات التوجهات الإسلامية
وقد تجلت نتيجة لذلك حالة توافقية بين الإسلاميين تجاه الكثير من القضايا والأحداث، كما رأينا إزاء الاستفتاء على التعديلات الدستورية، والحفاظ على المادة الثانية من الدستور، ومعركة هوية مصر الإسلامية، ومليونية الـ 29 من يوليو 2011، والموقف من قضية المبادئ فوق الدستورية، والانتخابات الرئاسية، ووضع الدستور، وغيرها من المواقف الكثيرة.
لكن في الانتخابات البرلمانية الأولى بعد الثورة لم يوفق الإسلاميون في تشكيل تحالف انتخابي واحد يجمع أحزابهم، بعدما اختار "الحرية والعدالة" تشكيل التحالف الديمقراطي مع عدد من القوى والأحزاب غير الإسلامية
وخاض السلفيون الانتخابات من خلال "تحالف من أجل مصر" ، وهو التحالف المكون من أحزاب (النور، والأصالة، والبناء والتنمية، والإصلاح). لكن بالرغم من ذلك خرجت تصريحات من الجانبين ترغب في اتفاق بين "الدعوة السلفية"، "وجماعة الإخوان" على التزام الآداب الإسلامية في المنافسة الانتخابيةـ
وجاءت الأزمة التي نشبت بين حزب "النور" ومؤسسة الرئاسة على خلفية إقالة الدكتور خالد علم الدين القيادي بالحزب ومستشار الرئيس لشؤون البيئة منتصف فبراير 2013 بمثابة نهاية شبه تفجيرية لفصل آخر من الخلافات بين الإخوان والدعوة السلفية،فلم تكن الإقالة سوى تفجير لفصل جديد من الخلافات بعدما بقيت مكتومة لما يقرب من شهرين
وهذه الأزمة مع طبيعة العلاقات بين الإخوان والسلفيين المشوبه بالانتقاد دائما تشير إلى عودة العلاقات لطبيعتها ماقبل الثورة هذا على صعيد التيار السلفى وهناك تحدى آخر وهو "حركات الإسلام الجهادى" التى بدأت تتصاعد دورها وخاصة مع موجات العنف بسيناء.
وهكذا الأمر بالنسبة لإخوان تونس واليمن فعلى كل منهم وضع آلية للتعامل مع الجماعات الجهادية "كالسلفية الجهادية" بتونس والقاعدة والحوثيين باليمن وغيرها من الجماعات والحركات التى تنتهج العنف.
الجماعات الجهادية
تمثل حركات "الإسلام الجهادي" العنيفة التي وُجدت حتى الآن في مصر وتونس وليبيا بشكل واضح وآلية التعامل معها أحد أهم التحديات التى تواجه مابعد السلطة وتشكل تحديا خطيرا قد يُجهض مسار التحول بأكمله. ولمعالجة هذا التحدي لابد من العمل أولا على رفع أي غطاء شرعي قد يضفيه البعض على الأعمال العنيفة، وإدانة هذه الأعمال، والتصدي لها فكريا وعمليا على أرض الواقع.
إلى جانب العمل على جذب أنصار هذه الحركات والمتعاطفين معهم إلى ساحة العمل السياسي السلمي، ودمجهم في العمل العام بفتح كافة قنوات العمل المجتمعي والدعوي والتنموي ضمن أطر قيمية وقانونية ومؤسسية واضحة ومحددة ومعلنة. تؤكد لنا تجارب التحول الديمقراطي أنه ما من مجتمع استطاع بناء دولة مؤسسات حديثة، بينما هناك قوى تحاول هدم الدولة من أساسها، وتحمل أجندات مناقضة تماما لغالبية القوى الأخرى.
ولهذا فالتراخي مع الأفكار المنادية بتشكيل جيوش جهادية، ومع من يرفع السلاح في وجه المخالفين في الرأي، لن يؤدي -في ظل حالة السيولة القائمة اليوم- إلا إلى عرقلة مسار بناء الدولة الوطنية الحديثة، واستنزاف القدرات الأمنية والعسكرية.
بل إن أفعال هذه الحركات ستؤدي على الأرجح إلى التأثير بالسلب على الأحزاب الإسلامية، إذ سينظر البعض إلى الحركات "الجهادية" على أنها الأذرع الخفية للإسلاميين المعتدلين، بينما سيراها البعض الآخر على أنها النتاج الطبيعي لفشل الإسلاميين وإقحام الدين في السياسة.
وفي الحالتين سيتحمل الإسلاميون بجميع أشكالهم نتاج تلك الأفعال. ومن الخطورة تصور أن وجود - أو الإبقاء على – هذه الحركات بأساليبها العنيفة سيدفع الناس إلى القوى الإسلامية المعتدلة كبديل.
الأمن والجيش والقضاء
من المؤكد أن المؤسسات الأمنية والعسكرية والقضائية والإدارية هي مؤسسات دولة لا تخضع لسيطرة حزب أو تيار بعينه، وحياد هذه المؤسسات ومهنيتها واستقلالها وقوتها تمثل جميعها الضمان الأساسي لمستقبل الدولة ولحريات أفرادها، ومنهم الإسلاميون أنفسهم.
والسعى لإيجاد هذه المنظومة قد تكون تحدياً قوياً أمام الإسلاميين وخاصة مع ارتباط قطاع كبير من هذه المؤسسات بالأنظمة السابقة وفك هذا الإرتباط هو الركيزة الأساسية فى بناء دولة مدنية تقوم على مؤسسات
المطالب الاجتماعية والاقتصادية
وأخيرا هناك تحديات مصدرها المطالب الاجتماعية والاقتصادية المشروعة التي تهدد بتحريك فئات جديدة ضد الأوضاع القائمة، وتصاعد الغضب الشعبي، مما يهدد بموجات جديدة من الثورة، بالإضافة إلى أطفال الشوارع وهى قنبلة موقوتة تجتاح الشارع المصرى بالفعل ويبدو أثرها واضحاً فى تحركات البلطجة والعنف التى انتشرت فى مصر فى الآونة الأخيرة
هذه بعض التحديات التى تواجه الإسلاميين فى الحكم فى مرحلة مابعد الثورة فهل ينجح الاسلاميون فى تجاوزها أم تكون تلك التجربة تجربة قاضية على نموذج جماعات الإسلام السياسي فى الحكم.
المراجع
- دراسة الإسلاميّون وربيع الثّورات المُمارسة المُنتجة للأفكار ،نواف بن عبد الرحمن القديمي،المركز العربى للأبحاث ودراسة السياسات
- أرسطو، السياسيات، طباعة اللجنة الدولية لترجمة الروائع الإنسانية1957
- كرين برنتون، تشريح الثورة،ترجمة سمير الجلبى، دار كلمة، ص25
- روح الثورات والثورة الفرنسية، جوستاف لوبون، ترجمة محمد عادل زعيتر، المطبعة العصرية، ص15
- ليون تروتسكى، الثورة الدائمة،ترجمة بشار أبو سمرا، دار الطليعة ص14
- العقل والثوره:هيجل و نشاه النظريه الاجتماعيه، هربرت ماركيوز- ترجمة فؤاد زكريا،الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر
- د. عبد الوهاب الكيالي وآخرون : موسوعة السياسة ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، بيروت ، ج1 ص 906ـ 911.
- التأصيل النظري لمفهوم الثورة والمفاهيم المرتبطة بها، وفاء على داود، مجلة الديمقراطية،العدد 49 يناير 2013 مركز الأهرام للدراسات السياسية
- محمد عمارة، الإسلام والثورة، دار الشروق، ص15
- محمد عمارة، الإسلام والثورة، دار الشروق، ص11
- عزمى بشارة، فى الثورة والقابلية للثورة، المركز العربى للأبحاث والدراسات، ص53
- عزمى بشارة، المصدر السابق ص56
- خليل العنانى، التيارات الإسلامية في عصر الثورات العربية، السياسة الدولية
- نواف بن عبد الرحمن القديمي، الإسلاميّون وربيع الثّورات المُمارسة المُنتجة للأفكار،المركز العربى للدراسات والأبحاث،أبريل 2012
- جماعة الإخوان المسلمون: قراءه منهجيه لأصولها الفكرية ... بقلم: د.صبري محمد خليل، موقع سودانيل
- مجلة الإخوان المسلمون الأسبوعية ، العدد الثانى ،السنة الثانية ،26 من المحرم 1353هـ - 11 مايو 1934م ص 1ـ3. ونشرت ضمن رسائل الإمام البنا طبعة مركز البصائر للدراسات والبحوث 2006 ، ص 44.
- مجلة الإخوان المسلمون الأسبوعية ، العدد السادس ،السنة الثانية ،25 من صفر 1353هـ - 8 من يونيو 1934م ص 1ـ3. ونشرت ضمن رسائل الإمام البنا طبعة مركز البصائر للدرات والبحوث 2006 ، ص 47.
- مجلة النذير العدد (36) السنة الثانية 17 من رمضان 1358هـ - 31 من أكتوبر 1939م ، ص 3ـ 18، ونشرت ضمن رسائل الإمام البنا طبعة مركز البصائرللدرات والبحوث2006 ، ص162.
- مجموعة رسائل الإمام الشهيد حسن البنا ، رسالة الجهاد ص 627ـ 628.
- رسالة المؤتمر الخامس : مجلة النذير : العدد(35) ، السنة الأولى 17 من ذى الحجة 1357هـ - 7 من نوفمبر 1939، ص 352 .
- المصدر السابق ص 353ـ354.
- محمد أنور السادات، البحث عن الذات ص 33 ـ 34 ، المكتب المصرى الحديث ، القاهرة .
- رسالة المؤتمر الخامس : مجلة النذير : العدد(35) ، السنة الأولى 17 من ذى الحجة 1357هـ - 7 من نوفمبر 1939، ص3ـ34.
- معالم المشروع الحضاري في فكر الإمام الشهيد حسن البنا أ.د محمد عمارة
- التربية السياسية عند الإخوان المسلمين في الفترة من 1928 إلى 1954م في مصر، عثمان عبد المعز رسلان،دار التوزيع والنشر الاسلامية، ص385.
- راجع ، موقع الدكتور يوسف القرضاوى
- راجع: الثورة عند سيد قطب ،بقلم: أحمد أحمد جاد، موقع اخوان اون لاين
- التربية السياسية عند الإخوان المسلمين في الفترة من 1928 إلى 1954م في مصر دراسة تحليلية تقويمية ، عثمان عبد المعز رسلان ،دار التوزيع والنشر الاسلامية،ص255-258
- عمر التلمساني، الدعوة، العدد (30)، السنة السابعة والعشرون، غرة ذي الحجة 1398هـ - نوفمبر 1978م، ص(13).
- أرغمت فاروق على التنازل عن العرش مذكرات عبد المنعم عبد الرؤوف، الزهراء للإعلام العربى،ص46
- أسرار حركة الضباط الأحرار والإخوان المسلمون،حسين محمد أحمد حمودة،الزهراء للإعلام العربى، ص35
- أرغمت فاروق على التنازل عن العرش مذكرات عبدالمنعم عبدالرؤوف، الزهراء للإعلام العربى،ص64
- الإخوان المسلمون، ريتشارد ميتشل، ترجمة عبد السلام رضوان، مكتبة مدبولي، القاهرة، الطبعة الأولى، 1977م، ص 214 وما بعدها
- صفحات من التاريخ حصاد العمر، صلاح شادي،الزهراء للإعلام العربى، ص 216
- أسرار ثورة 23 يوليو، اللواء جمال حماد، دار العلوم للنشر، القاهرة، الطبعة الثانية، 2010م، 1/ 312 وما بعدها
- حصاد العمر،مصدر سابق، ص 220 وما بعدها
- أسرار ثورة 23 يوليو، جمال حماد، مصدر سابق،1/ 324
- المصدر السابق، ص 326
- أرغمت فاروق على التنازل عن العرش، مصدر سابق،ص 70
- المصدر السابق، ص 222
- أرغمت فاروق على التنازل عن العرش، ص 70 وما بعدها
- ابن القرية والكتاب، يوسف القرضاوي، دار الشروق، القاهرة، الطبعة الثانية، 2006م، 1/ 460
- أرغمت فاروق على التنازل عن العرش، مرجع سابق، ص 73 وما بعدها، بتصرف
- الإخوان المسلمون، ريتشارد ميتشل، مرجع سابق، ص 211
- مجلة الدعوة، السنة الثانية، العدد 76، 30 شوال 1371هـ الموافق 29/7/1952م
- مجلة الدعوة، السنة الثانية، العدد 78، 12 ذو القعدة 1371 هـ الموافق 12/ 8/ 1952م، ص 15
- موقع نادى الفكر العربى، http://goo.gl/Um0HH
- ورقة " وضوح الرؤية" ورقة تنظيمية داخلية
- ورقة "الإخوان المسلمون والإصلاح السياسى فى مصر بين الإمساك بالفرصة وعدم الغياب عن المشهد (ورقة نقاشية)" ورقة تنظيمية داخلية
- جريدة المصرى اليوم، 1/3/2006، «إخوان البرلمان» بدأوا معركة قانون الطوارئ واستقلال القضاء
- موقع إخوان اون لاين ،07-03-2006
- موقع إخوان اون لاين10-03-2006، للمزيد طالع الاخوان واستقلال القضاء منشور على موقع اخوان ويكى
- أضواء على ثورة مصر - 25 يناير، د. محمد عبد الرحمن المرسي، موقع اخوان الدقهلية
- بيان من الإخوان حول انتفاضة تونس ومطالب الشعب المصري،موقع اخوان الدقهلية
- بيان من الإخوان المسلمين بشأن حالة الاحتقان الشعبى والاستبداد الأمنى فى مصر، موقع اخوان ويكى
- راجع الإخوان عصب ثورة 25 يناير]، عامر شماخ ،موقع أنصار بور سعيد
- كان أول شهيد للجماعة هو الأخ مصطفى الصاوي، ارتقى يوم جمعة الغضب (82 من يناير 1102م)، على كوبرى قصر النيل، وكان أول من استُشهد على الكوبري
- راجع حلقات قناة الجزيرة مع الدكتور أسامة ياسين ضمن برنامج (شاهد على العصر) الذى يقدمه الإعلامى أحمد منصور، الحلقات بعنوان: "شاهد على الثورة المصرية"
- راجع حلقات الجزيرة مع الدكتور أسامة ياسين ضمن برنامج "شاهد على العصر"، مرجع سابق
- انظر: البيان كاملا على موقع (إخوان ويكى)، متاح على هذا الرابط بيان من الإخوان المسلمين بشأن الانتفاضة المباركة للشعب المصرى 28 يناير 2011م
- راجع حلقات قناة الجزيرة ضمن برنامج " شاهد على الثورة المصرية " الذى يقدمه الإعلامى أحمد منصور مع الدكتور صفوت حجازي، متاح على هذا الرابط شاهد على الثورة - د. صفوت حجازي.
- بيان من الإخوان المسلمين بشأن الانتفاضة المباركة المستمرة للشعب المصرى حتى يوم الأحد 30 يناير 2011م، موقع اخوان ويكى
- يقول الدكتور محمد البلتاجي: "وقع الاعتداء الآثم علينا فى ميدان التحرير يوم الأربعاء 2 من فبراير فى موقعة الجمل، فتقدم الشباب يدافعون عن الميدان، ثم تقدموا للأمام بعد انسحاب الغزاة، فملئوا ميدان عبدالمنعم رياض وصعدوا فوق كوبرى أكتوبر واعتلوا أسطح العمارات حتى لا يتركوا أى فرصة لهجوم آخر يأتيهم غدرًا.. وأضاف البلتاجى -على حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": "ظهر يوم الخميس 3 من فبراير طلبنى اللواء حسن الروينى قائد المنطقة العسكرية المركزية لمقابلته فى المتحف المصري، فرفضت أن ألتقيه منفردًا، وذهبت إليه بصحبة الدكتور عبدالجليل مصطفي، والدكتور محمد أبوالغار، والدكتور أحمد دراج، وأبو العز الحريري، فأصر الرجل على مقابلتى منفردًا، ورفضت اللقاء إلا فى حضور من معي، وأمام إصراره طلب منى الزملاء أن أجتمع به ثم أخبرهم بما يريد.. وقال البلتاجي: طلب منى الرجل أن يعود الشباب من ميدان عبدالمنعم رياض إلى داخل التحرير، وأن ينزلوا من فوق كوبرى أكتوبر ومن أعلى أسطح العمارات، فقلت له فى حزم: كيف أقنعهم بذلك وقد تعرضوا للقتل والاعتداء أمس دون أن تتحركوا لتدافعوا عنهم؟ ثم هم الآن يؤمنون ظهور إخوانهم فوق الأسطح حتى لا يتكرر العدوان عليهم ثانية، فقال لي: إن ما حدث أمس لن يتكرر وإننا لن نسمح ثانية بالاعتداء على المتظاهرين، قلت له: وما الذى يضمن لهم ذلك؟ إن من حق هؤلاء الشباب أن يدافعوا عن أنفسهم خاصة أن المعتدين ليسوا مجرد بلطجية وإنما هم قوات خاصة للنظام، فقال لي: قلت لك لن يتكرر ما حدث وقد قلنا للمسئولين الكبار اليوم أبعدوا أنصاركم عن الميدان. واستطرد البلتاجي: أكد الرجل إصراره على ضرورة نزول الشباب من فوق العمارات، وهدد بأنه يمكنه أن يستخدم القوة لإجبارهم على النزول، فقلت: لا بد أن يتأكد الشباب أولا أنكم بدأتم فى حمايتهم بالفعل لا بالقول، وطلبت منه أن تصعد الدبابات فوق كوبرى أكتوبر لتأمين ميدان عبدالمنعم رياض فوعد بذلك، وفى المساء مررت بالشباب فى الصفوف الأولى وحكيت لهم ما دار مع اللواء الرويني، فأصروا على البقاء فى مواقعهم ووافقتهم الرأي، واستمروا على ذلك عدة أيام رغم إلحاح القيادة العسكرية وتهديداتها بإنزالهم بالقوة.
- المصرى اليوم، الخميس 14 من يونيو 2012، متاح على الرابط التالى «البلتاجى»: لواء فى المخابرات طلب منى إخلاء «التحرير» يوم «موقعة الجمل»
- احتجُز على الطريق الزراعى وحده فى هذا اليوم أكثر من (50) ألف مواطن كانوا قادمين من محافظات وجه بحرى إلى التحرير، قامت قوات الأمن والبلطجية بإطلاق النار عليهم مما أدى إلى مقتل اثنين وإصابة العشرات، موقع (إخوان أون لاين)
- انظر بيان الجماعة الصادر يوم الجمعة (4 من فبراير 2011)، موقع إخوان ويكى
- بيان من الإخوان المسلمين فى اليوم الحادى عشر من الثورة الشعبية المباركة،موقع اخوان ويكى
- بيان من الإخوان المسلمين حول جلسة الحوار التى تمت اليوم بين القوى السياسية والوطنية والشبابية ونائب رئيس الجمهورية،موقع اخوان ويكى
- بيان صحفى من الإخوان المسلمين فى اليوم الرابع عشر من الثورة الشعبية المباركة، موقع اخوان ويكى
- بيان صحفى من الإخوان المسلمين فى اليوم الخامس عشر من الثورة الشعبية المباركة، موقع اخوان ويكى
- بيان صحفي من الإخوان المسلمين في اليوم السادس عشر من الثورة الشعبية المباركة بتصرف، موقع اخوان ويكى
- بيان صحفي من الإخوان المسلمين تعليقًا على ما جاء في بيان مبارك ونائبه، موقع اخوان ويكى
- بيان من الإخوان المسلمين بمناسبة سقوط مبارك ونظامه، موقع اخوان ويكى، للمزيد عن دور الاخوان فى الثورة راجع، عامر الشماخ، الإخوان عصب ثورة 25 يناير
- جريدة الأهرام، السبت 20 من جمادى الاولى 1432هــ 23 أبريل 2011 السنة 135 العدد 45428
- متاح على موقع كلمتى
- تفاصيل الخبر متاحة على هذا الرابط
- انظر: الثورة المصرية.. نموذجًا حضاريا، د. نادية مصطفي، مركز الدراسات الحضارية، 2011.
- المصرى اليوم، المقال متاح على هذا الرابط
- المصرى اليوم، السبت 09 أبريل 2011 ، متاح على هذا الرابط
- 6 أبريل: الإخوان والسلفيون لهم دور تاريخى يوم موقعة الجمل، اليوم السابع
- حيدر إبراهيم علي ، التيارات الإسلامية وقضية الديموقراطية، مركز دراسات الوحدة العربية،ص228
- مستقبل الأصولية في العالم العربي إصدار المركز العربي للمعلومات في بيروت .
- الحريات العامة في الدولة الإسلامية لراشد الغنوشي، راجع أيضاً أشواق الحرية الإسلامية : قصة الحركة الإسلامية في تونس للهاشمي الحامدي .
- أنظر كتاب الحركة الإسلامية المسلحة في الجزائر ليحي أبو زكريا الصادر عن دار التعارف في بيروت .
- الحريات العامة في الدولة الإسلامية لراشد الغنوشي و حركة الاتجاه الإسلامي للغنوشي أيضا .
- راجع الحركة الإسلامية في تونس من الثعالبي وإلى الغنوشي،يحي أبو زكريا، من تجربة الحركة الاسلامية فى تونس، الشيخ راشد الغنوشي
- أحداث قفصة، هو الاسم الذي أطلق على العملية المسلحة التي قام بها كوموندوس من المعارضين التونسيين ذى توجه عروبي في جانفي 1980 بعده تسربه إلى مدينة قفصة. تمكن المهاجمون من السيطرة على أغلب مراكز المدينة إلا أن دعواتهم للسكان إلى التمرد باءت بالفشل. تمكنت قوات الأمن والجيش التونسي في نهاية المطاف من إعادة السيطرة على المدينة وأسر قائد المجموعة. أدت العملية إلى تأزم حاد في العلاقات بين تونس وليبيا.فقد استيقظ في حدود الساعة الثانية من فجر يوم الأحد 27 يناير 1980 أهالي مدينة قفصة، على اصوات القنابل والصواريخ والرصاص بعد أن اقتحم عشرات المسلحين، مراكز الأمن والحرس الوطنيين وثكنة الجيش بالجهة واستولوا على أسلحة وذخيرة، ثم حثوا الاهالي على الانضمام اليهم عبر مكبرات الصوت، بعد أن أعلموهم بقيام "الثورة الشعبية المسلحة"، لاسقاط نظام بورقيبة.. هذه الأحداث التي انتهت بمقتل وإصابة عدد كبير من العسكريين والمتمردين والمواطنين وإيقاف عدد من المسلحين وإعدام 11 منهم بينهم أحمد المرغني وعبد المجيد السّاكري وعزالدين الشريف المنتمين لفصائل المعارضة التونسية ذات التوجهات القومية العربية،
- أحداث أو انتفاضة الخبز، هو الاسم الذي اطلق على الاضطرابات التي عرفتها تونس في يناير 1984 بعد زيادة سعر الخبز وعدد من السلع الأساسية. انطلقت أحداث انتفاضة الخبز لسنة 1984 من مدينة دوز بالجنوب التونسي بمناسبة السوق الأسبوعية في 29 ديسمبر 1983 في شكل مظاهرات أدت إلى المواجهة بين المتظاهرين وقوات النظام العام. انتشرت الظاهرة لتشمل مدينة قبلي و مدينة سوق الأحد المجاورتين في اليوم الموالي متخذة طابعا عنيفا بعد أن اتسعت لتشمل مدينة الحامة. ومع دخول مشروع الزيادة في أسعار العجين ومشتقاته حيز التنفيذ يوم 1 يناير 1984 شملت الحركة الاحتجاجية مناطق الشمال والوسط الغربي في الكاف والقصرين وتالة وبقية مناطق الجنوب في قفصة و قابس ومدنين، مما استدعى دخول الجيش لهذه المناطق بعد أن سجل عجز قوات النظام العام في الحد من توسع الانتفاضة. ومع إعلان وزارة الداخلية يوم 2 يناير عن سقوط قتلى وجرحى في مناطق قبلي والحامة والقصرين وقفصة، دخلت المنطقة الصناعية بقابس في إضراب شامل ومسيرات كبرى شارك في تنظيمها كل من العمال والطلاب. كما التحق طلبة الجامعات والمدارس الثانوية في مدن تونس و صفاقس بالشوارع معبرين عن رفضهم إلغاء الدعم عن العجين ومشتقاته. في يوم 3 يناير بلغت الانتفاضة أوج أحداثها وباتت المواجهة مفتوحة بين المتظاهرين من ناحية وقوات النظام العام والجيش من ناحية أخرى، وأصبح العنف سيد الموقف فأحرقت المحلات والسيارات والمؤسسات والحافلات في شوارع العاصمة وضواحيها وفي كثير من المدن في الساحل وفي الدواخل. لقد نجم عن ذلك إطلاق الرصاص وسقوط مزيد من القتلى والجرحى في صفوف المتظاهرين،و قرر رئيس الدولة احتلال شوارع العاصمة بواسطة الجيش وإعلان حالة الطوارئ ومنع كل تجمع بالطريق العام والساحات العامة يفوق ثلاثة أشخاص هذا علاوة على منع جولان الأشخاص والعربات من الخامسة مساء إلى السادسة صباحا.
- العجمى الوريمى، الإسلاميون والسلطة فى تونس، كتاب من قبضة بن على إلى ثورة الياسمين، مركز المسبار للدراساتً145: 177
- من الحبيب بورقيبة إلى بن علي : تجفيف الينابيع من 1957 وحتى 1987 م، عبدالباقي خليفة، شبكة الحوار نت الاعلامية
- مؤرخون – ثورة تونس الأعنف في تاريخها ، اليوم السابع
- عزمي بشارة وجهات نظر بصدد ثورة تونس الشعبية المجيدة موقع الجزيرة نت
- جبلاني العبدلي قراءة في عوامل نجاح الثورة التونسية موقع مغرس ومواقع أخرى
- محمد جمال عرفة.جمهوريات – فيس بوك وتويتر ويوتيوب تقود ثورة تونس ، موقع اون اسلام
- الاحتجاجات والمظاهرات مطالبة بتغير الأوضاع الاقتصادية في تونس ، موقع المعرفة
- راجع الثورة التونسية الأسباب .. عوامل النجاح .. النتائج ،د.على عبده محمود،موقع الهيئة العامة للاستعلامات
- عصام بدران، رؤية أمريكية: غياب الإسلاميين وراء نجاح ثورة تونس!، موقع إخوان البحيرة
- الشاب عمر أولاد أحمد عضو الهيئة التأسيسية في حركة النهضة وهو أول من دعى إلى إجتماع عام بولاية سيدي بوزيد بعد حرق البوعزيزي لنفسه و دعى فيه الأهالي إلى الثورة
- د.المولدى الأحمر،الانتخابات التونسية: خفايا فشل القوى الحداثية ومشاكل نجاح حزب النهضة الاسلامى،المركز العربى للأبحاث ودراسة السياسات،ص5
- الغنوشي: النظام التونسي يتحمل مسئولية أحداث "بوزيد"، موقع اخوان ويكى
- راشد الغنوشي يدعو الشباب التونسي للتعبئة للحفاظ على الثورة، موقع اخوان ويكى
- الغنوشي: مطلوب أن تستمر الانتفاضة لسقوط الطاغية ونظامه، موقع اخوان ويكى
- لين نويهض، أي دور للاسلاميين في تونس الجديدة
- الإعلان عن هيئة تأسيسية جديدة للنهضة موقع الحوار نت
- راشد الغنوشي: ثورة تونس عفوية والإسلاميون منفتحون على الجميع موقع الإسلام اليوم
- منير السايبي حركة النهضة ومربع الألغام موقع الحوار نت
- راجع كتاب: الحـركات الإسلامية الحديثة فى ليبيا ،محمود الناكوع، دار الحكمة لندن
- الحاج عبدالله أبوسن أحد مؤسس العمل الاخوانى بليبيا فى حوار له على قاة الحوار اللندنية ، متاح الفيديو على هذا الرابط
- راجع كتاب: الحـركات الإسلامية الحديثة فى ليبيا ،محمود الناكوع، دار الحكمة لندن
- راجع كتاب: الحـركات الإسلامية الحديثة فى ليبيا ،محمود الناكوع، دار الحكمة لندن
- راجع كتاب: الحـركات الإسلامية الحديثة فى ليبيا ،محمود الناكوع، دار الحكمة لندن
- مجزرة سجن بوسليم: (تاريخ المجزرة: 29/6/1996 م) تعتبر مجزرة بوسليم إحدى أكبر المجازر الجماعية التي ارتكبها نظام العقيد معمر القذافي في ليبيا ، حيث راح ضحيتها نحو 1269 معتقل معظمهم من سجناء الرأي. وتعد المجزرة إحدى أبرز القضايا التي ألهبت مشاعر الثورة الليبية التي انطلقت منتصف فبراير - شباط 2011 م.ووقعت المجزرة عندما داهمت قوات خاصة يوم 29 يونيو - حزيران 1996 م سجن أبو سليم الواقع في ضواحي العاصمة طرابلس، وأطلقت النار على السجناء بدعوى تمردهم داخل السجن الذي يعد الأكثر تحصينا وحراسة في ليبيا. ثم قامت تلك القوات بدفن الجثث في باحة السجن وفي مقابر جماعية متفرقة في ضواحي طرابلس وينتمي أغلب السجناء القتلى إلى جماعات إسلامية متعددة المشارب والاتجاهات،.
- فوزي بوكتف شخصية وطنية ومناضل تخرج من أمريكا بكالوريوس كمبيوتر سنة 1980م , ورجع إلى ليبيا وعمل في شركة الخليج العربي للنفط وسجن سنة 1984م على خلفية قضية أحمد حواس ومعركة باب العزيزية الشهيرة وبقى في السجن حتى سنة 1992م أي أنه يعتبر من المائة المعروفين الذين بقوا في السجن السياسي بعد 1988م وبعد أحداث 1995م في بنغازي تم القبض عليه بتهمة مساعدة أحد أصدقاءه المطلوبين وبقى في السجن (الكويفية السياسي) لمدة سنتين وأفرج عنه سنة في أكتوبر 1997م وبعد خروجه بأشهر تم القبض عليه مجددا تقريبا في يونيو 1998م في قضية إنشاء تنظيم سياسي معارض للنظام وسجن في طرابلس (سجن بوسليم سئ السمعة) وبقى في السجن حتى مارس 2006م وبعد خروجه من السجن رجع لعمله في شركة الخليج وعند انتفاض الشعب في الثورة المباركة كان المهندس فوزي بشير بوكتف من السباقين في هذه الثورة وكان هو صاحب فكرة تكوين مجلس عسكري استعدادا لمقاومة قوات الطاغية وأسس أول كتيبة للثوار بعد الثورة بقرار من المجلس العسكري والانتقالي وهي كتيبة شهداء 17 فبراير وبعد تعدد كتائب الثوار كان المهندس فوزي بوكتف أحد المؤسسين لتجمع سرايا الثوار (وهو تجمع لكتائب الثوار في المناطق المحررة جعل لها قيادة واحدة) وتم اختياره آمرا للتجمع
- لقاء للكاتب مع فيصل الصافى أحد القيادات من اخوان ليبيا وأمين التنظيم والفروع بحزب العدالة والبناء الجناح السياسى للاخوان المسلمين بليبيا
- جماعة الإخوان المسلمين – 26 فبراير 2011 م، موقع اخوان ويكى
- اخوان ليبيا : القذافي انتهى وسيقتل او يحاكم 27/02/ 2011، موقع اخوان ويكى
- إخوان ليبيا: إسقاط نظام القذافي اقترب، موقع اخوان ويكى
- بيان جماعة الإخوان المسلمين – ليبيا بخصوص تشكيل حكومة وطنية مؤقتة،27 فبراير 2011 م، موقع اخوان ويكى
- تاريخ الإخوان المسلمون في اليمن، ويكيبيديا الإخوان المسلمين، عبده مصطفى دسوقي
- الرئيس اليمني علي عبدالله صالح والإخوان المسلمين في اليمن العلاقات والتحديات، محمد النعماني، موقع الحوار المتمدن-العدد: 1819 - 7/2/2007-
- التقرير الاستراتيجى اليمنى 2011، القوى الاجتماعية فى ثورة التغيير السلمية.
- التقرير الاستراتيجى اليمنى 2011، القوى الاجتماعية فى ثورة التغيير السلمية.
- قراءة في مخاضات الأزمة اليمنية : من "الثورة" إلى "الوفاق"، ومن "إسقاط النظام" إلى "تنحي" الرئيس.. تحالفات مبعثرة، ومخاوف مشروعة!!، موقع الغد
- تقارير عن ثورة التغيير (3) مواقف الإسلاميين وخنادقهم!، مركز الجزيرة العربية للدراسات والبحوث
- كاتبة صحافية ورئيسة منظمة صحفيات بلا قيود وناشطة حقوقية يمنية الجنسية وهي الحاصلة على جائزة نوبل للسلام في العام 2011، وكانت قبل ذلك أديبة وشاعرة. وهي أحد أبرز المدافعات عن حرية الصحافة وحقوق المرأة وحقوق الإنسان في اليمن وبرزت بشكل كبير بعد قيام الثورة الشبابية الشعبية. يلقبها الثوار والمعارضون اليمنيون بأسم أم الثورة والملكة بلقيس الثانية ،وهى أصغر حاصل على جائزة نوبل للسلام منذ تأسيسها،وعضو الهيئة الاستشارية لمنظمة الشفافية الدولية، عضو اللجنة الأممية عالية المستوى لرسم رؤية جديدة للعالم، عضوة مجلس شورى (اللجنة المركزية) لحزب التجمع اليمني للإصلاح اللقاء المشترك الذي يمثل تيار (المعارضة) ويمثل الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين باليمن، وترأس منظمة صحفيات بلا قيود وهي إحدى أهم منظمات المجتمع المدني في اليمن وعضو الشبكة اليمنية لحقوق الإنسان.
- forign policy، Laurent Bonnefoy، Yemen's Islamists and the revolution ومتاح ترجمة له بعنوان الإســــلاميون والثـــورة في اليمـــن، جريدة الوطن القطرية
- ما بعد الثورة اليمنية: دروس وتحديات، نبيل البكيري، موقع اسلام اون لاين،
- تحولات الحركة الإسلامية في اليمن، ناصر علي الطويل، مركز الجزيرة للدراسات
- نيكولاس فان دام، الصراع على السلطة فى سوريا، مكتبة مدبولى، ص135
- راجع الإخوان المسلمون في سوريا،ممانعة الطائفة وعنف الحركة،مركز المسبار للدراسات والبحوث، عدنان سعد الدين، سنوات المجاز المرعبة،والعديد من الكتب الأخرى التى تتناول تلك الفترة المرعبة فى تاريخ سوريا
- إعلان دمشق اسم يطلق على الوثيقة التي وقع عليها عام 2005 م شخصيات بارزة من المجتمع المدني والإسلاميين والليبراليين السوريين, وتدعو إلى إنهاء 35 عاما من حكم أسرة الأسد لسوريا واستبداله بنظام ديمقراطي.ووثيقة إعلان دمشق هي الجامعة لقوى التغيير الوطنية المعارضة في سورية وتتضمن على بنود أساسية ترسم خطوطا عريضة لعملية التغيير الديمقراطي في سوريا, وكيفية إنهاء النظام الأمني الشمولي الذي سيطر على الشعب السوري وقدراته أكثر من أربعين عاما .
- جبهة الخلاص الوطني في سورية جبهة سورية معارضة تضم طيفاً من أحزاب وشخصيات معارضة في الداخل والخارج مؤيدة لمشروعها المعروض على مؤتمرها التأسيسي في لندن في 5 حزيران/ يونيو 2006. وتمثل هذه الأحزاب جميع مكونات المجتمع السوري، بما في ذلك القوميين والليبراليين الديمقراطيين واليساريين والإسلاميين (الإخوان المسلمون)، وأحزاب الأقليات الإثنية. أسسها عبد الحليم خدام مع عدد من الشخصيات المعارضة في الخارج. يشار بالذكر إلى أن الإخوان المسلمين قد أعلنوا في نيسان 2009 انسحابهم من الجبهة المعارضة، رداً على ما وصفوه بـ"حملة الافتراءات والاتهامات" التي تشنها أطراف في الجبهة عليهم بعد إعلانهم تعليق أنشطتهم المعارضة.
- الإخوان المسلمون والثورة السورية، ياسر الزعاترة، شبكة انا مسلم نقلاً عن الجزيرة
- بيان صادر عن لجنة المبادرة الوطنية لمساندة الانتفاضة السورية وموقع من علي صدر الدين البيانوني بتاريخ 23 آذار (مارس) 2011
- بيان من المبادرة الوطنية لمساندة الانتفاضة السورية حول حقيقة فرق القتل التي يشكلها النظام السوري (المندسون)، 7 نيسان (أبريل) 2011
- بيان صحفي صادر عن جماعة الإخوان المسلمين في سورية كما صنعنا الجلاء الأول.. معاً نصنع الجلاء الثاني.. 17/4/2012، موقع اخوان سوريا
- بيان من جماعة الإخوان المسلمين في سورية دعوة المجتمع الدولي إلى مواجهة الحقيقة في سورية.. 12/5/2012، موقع اخوان سوريا
- بيان من جماعة الإخوان المسلمين في سورية، مؤتمر أصدقاء سورية.. مؤتمر لمواجهة عطالة مجلس الأمن.. 5/7/2012،موقع اخوان سوريا
- تصريح من جماعة الإخوان المسلمين في سورية ترحيب بانشقاق رئيس الوزراء السوري .. ليكن رياض حجاب قدوة رجال الدولة .... 6/8/2012، موقع اخوان سوريا
- تصريح من جماعة الإخوان المسلمين في سورية حول خطاب بشار الأسد 6/1/2013، موقع اخوان سوريا
- بيان من جماعة الإخوان المسلمين في سورية تجديد ميثاق البر والوفاء 26 ربيع الأول 1434 – 7 شباط 2013، موقع اخوان سوريا
- الإخوان المسلمين فى سوريا يعلنون الجهاد على نظام بشار الإخوان المسلمين 27 (فبراير) 2012، موقع المرصد الاسمى لمقاومة التنصير
- جريدة الشرق الأوسط، 5 أغسطس 2012 العدد 12304،
- إخوان سوريا: نعمل مع الجيش الحر ولم نشكل ميليشيات، موقع الشرق العربى
- إخوان سوريا: روسيا والصين وايران مسئولون عن المجزرة، موقع مفكرة الإسلام
- الإخوان المسلمون في سورية لـ واشنطن تايمز: رفضنا عرضا إيرانيا عبر تركيا،موقع سوريون نت
- بيان صحفي من جماعة الإخوان المسلمين في سورية حول تصريحات علي لاريجاني.. 23/9/2012، موقع اخوان سوريا
- البيانوني: أولويتنا إسقاط الأسد.. والحديث عن سيطرة الإخوان على الائتلاف "لا سند له"،7 أبريل 2013
- إخوان سوريا : اتهامنا بالسيطرة على "الائتلاف" هدفه تمزيق المعارضة و"النصرة" ليست إرهابية ،الخميس, 4 ابريل 2013
- موقع المشرق العربى
- بيان وتوضيح من جماعة الإخوان المسلمين في سورية،11 ابريل 2013 ، موقع اخوان سوريا
- تحديات الإسلاميين وفرصهم بعد الثورات العربية ،د. طلالعتريسى