د. عز الدين الكومي يكتب : الأمن القومي الحزين
بتاريخ : الثلاثاء 17 فبراير 2015
بقلم: د. عز الدين الكومي
بعدما تم بث فيديو يصور مأساة الأقباط الذين تم إعدامهم على يد داعش في ليبيا دعا قائد الانقلاب إلى اجتماع عاجل لمجلس الدفاع الوطني بعد نشر جماعة متشددة في ليبيا مقطع فيديو على الانترنت لإعدام 21 قبطيا ذبحا في ليبيا، حسبما أعلن التلفزيون الرسمي.
عندما تشاهد هذا الخبر تشعر أنك أمام دولة وبها مؤسسات ومجلس دفاع وطنى ويجتمع وله رأي ويقرر إلى ما هنالك من المؤسسات التي تمارس دورها المرسوم لها بدقة.
نحن أمام مشهد عبثي بامتياز أن مجلس الدفاع الوطني منذ خمسين يوما هي تاريخ اختطاف هؤلاء الأقباط والشيء بالشيء يذكر يوم أن تم اختطاف عدد من الأقباط في فترة رئاسة الرئيس مرسى وكنا يومها في مجلس الشورى واستدعينا أهالي المختطفين وأجرينا عددا من الاتصالات في لجنة حقوق الإنسان وتم الإفراج عن الرهائن دون قيد أو شرط تحت شعار أنهم مصريون وهذا شهادة النائب النصراني نبيل عزمي: قامت لجنة حقوق الإنسان.
بتقديم نموذج للمواطنة بعيدا عن أي انحياز حزبي، مشدداً على ضرورة تقصى الحقائق حول الواقعة، قائلا "بعض الدول المسلمة عندما تجد شخصا يحمل صورة قبطية تتخيل أنه يقوم بالتبشير وكذلك العكس".
مؤكدا أنه ضد التبشير في أي دولة لأن الدين ليس بالتبشير إنما بالمعاملة وأبدى النائب عز الدين الكومة "وكيل اللجنة" موافقته على استقدام ممثلي حقوق الإنسان في الداخلية والخارجية لعقد جلسات استماع لحل مشكلة المصريين المحتجزين في ليبيا.
ودعا عزمي، الأقباط الذين تعرضوا للاحتجاز بعدم الخوف من الحضور إلى مجلس الشورى لعرض قضيتهم وحذر رضا الحفناوي رئيس اللجنة، من أن أي إجراء قد يصل إلى إشعال النيران في السفارة الليبية، مشيرا إلى أن هناك خطوات يتم اتخاذها.
داعيا الناس للتنسيق مع نواب مجلس الشورى بدلا من التصعيد وقال: "هل أنت خائف من المجيء للشورى ولا تخاف من التظاهر أمام السفارة".، مؤكدا "أنتم في دولة يومئذ من إعلام فاهيتا ولا الكنيسة ولا منظمات حقوق الإنسان تتحدث عن الموضوع بكلمة إنصاف واحدة لأن هذا فرض على الدكتور مرسى والإخوان المسلمين الذين قاموا بواجبهم خير قيام وانه هذه الأزمة بسلام.
الأمن القومي المصري الحزين بل والحائر والذي يتم استدعاه واستخدامه كفزاعة في وجه كل من ينتقد النظام الانقلابي وحكم العسكر ولمزيد من قمع الحريات والدكتاتورية بين الحين والآخر كلما كانت هناك مصلحة للعسكر أو سبوبة أو مؤامرة كما يحدث على الحدود الشرقية على حدود غزة من هدم بيوت أهالي رفح بحجة الأمن القومي مرورا بإغلاق المعبر.
وهنا أنا بدوري أتساءل هل مجلس الدفاع الوطني عندما اتخذ قراره بتوجيه ضربات موجعة لتنظيم الدولة هل كانت لديه معلومات دقيقة عن المواقع التي يمكن أن يستهدفها القصف أم أن القصف سيكون عشوائيا وسيكون الضحايا من الأبرياء .
وهو ما حدث بالفعل وأن من ضمن الضحايا ثلاثة أطفال وامرأتين وهل راعى المجلس المزعوم مصلحة قرابة 2مليون مواطن مصري في ليبيا هل راعى مصلحة عدد آخر من الأقباط محتجزين عند بعض الجماعات هناك؟ أم راعى أن عددا من الصيادين اختطفوا قبل أيام في مصراتة؟
أما أنها أوامر أمليت عليه من دولة المؤامرات المتخلفة وبعض القوى الدولية لضرب تنظيم الدولة في ليبيا دون مراعاة لأى مصلحة مصرية بعدما قامت دولة المؤامرات المتخلفة بدفع فواتير طائرات الرفال الفرنسية البايرة والتي ظلت فرنسا تدلل عليها منذ سنوات ولا علاقة للأمن القومي المصري بالموضوع لا من قريب ولا من بعيد ولا يحزنون.
بينما قال السفير أحمد القويسني مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق: لا بد أن يكون ردا قويا من مصر خاصة أن الحدود الشرقية أصبحت تهدد البلاد ولا بد لمصر أن تنسق مع تحالف دولي للقضاء على هذه البؤرة وطبعا هذه أصوات نشاز لكنها ستكون مسموعة في ظل غطرسة النظام الانقلابي وعدم سماعه لصوت العقل.
وأضاف لا بد أن يسمع صوت مصر بشكل أقوى وأعلى في هذه التحالف للخلاص من هذه التنظيم الإرهابي الذي يوجد رأسه في سوريا والعراق وأذنابه في سيناء وليبيا، ولا بد من تنسيق جبهة عربية لمحاربة الإرهاب في ليبيا فالجميع يطالهم هذا الخطر.. ولذلك نحن نحذر من تورط الجيش المصري في المستنقع الليبي على غرار تورطه من قبل في حرب اليمن عام 1962.
وتداعيات هذا التصرف الأحمق من قبل النظام الانقلابي الذي تحول لمجموعة من المرتزقة والذي يأتي على خلفية شراء طائرات الرفال الفرنسية المعدة للتخزين أصلا وهزيمة حفتر أمام المجاهدين في ليبيا لمنحه قبلة الحياة وبوادر انشقاق بينه وبين الثنى وفشل السيسي ونظامه الانقلابي وفضيحته في التسريبات أمام شركاء وممولي الانقلاب في عزب الخليج المتخلفة فكان لا بد من البحث عن مخرج دراماتيكي ولو بضرب المدنيين وهدم البيوت على ساكنيها بحجة أنها مواقع لتنظيم الدولة.
والطريف أن قذاف الدم الذي يعيش في كنف النظام الانقلابي وجه اليوم صفعة للنظام الذي يحميه بقوله أنا أؤيد داعش على طريقة القذافي خالف تعرف.
المصدر
- مقال:د. عز الدين الكومي يكتب : الأمن القومي الحزين موقع: إخوان الدقهلية