د.سعد فياض يكتب : " التوافق القطري ! "
بتاريخ : الثلاثاء 02 ديسمبر 2014
ترعى قطر سيناريو توافقي للحراك الثوري الحالي ، حيث تهتم منذ عدة أشهر بإبراز حركات مثل 6 إبريل وشخصيات مثل محمد كمال كرموز للثورة المصرية ، مع مبالغة واضحة في التأكيد على هذا المعنى .
ليس هذا فقط بل ترعى مشروعا لتقريب وجهات النظر بين هؤلاء وبين الإسلاميين القابلين لهذه الفكرة ، وتم تسليم هذا الملف للمفكر عزمي بشارة .
القيادات الثورية التي يتم استضافتها على شاشة القناة وتهاجم هذه الحركات بحدة يتم التوجيه بتقليل ظهورها على الشاشة ، بينما التي تبالغ في التأكيد على أهمية التوافق يفرد لها الساعات .
بعض المبادرات التي جاءتنا من قيادات في قطر كانت تقترح التوافق على مجلس رئاسي يفوضه د.مرسي لا يشمل أحدا من الإسلاميين كبادرة لحسن النية !
هذا السيناريو القطري للتوافق ليس بعيدا عن الدعم الأمريكي فبعض القيادات السياسية أخبرني ذات مرة أن السفارة الأمريكية تؤكد أن البيت الأبيض لا يعتبر أي حراك في الشارع ثورة مالم تكن 6 إبريل خاصة جزء منه!
سأناقش حركة 6 إبريل في مقال مستقل إن شاء الله ، ولكن الشاهد أن هناك أطراف قوية تحاول رسم مسار الثورة من الخارج وأن أمريكا ليست بعيدة عن ذلك .
المشكلة إذا هو في دعوة أ. أيمن نور المبكرة لتوافق لاسقاط السيسي في 25 يناير القادم ، حيث تنبني هذه الدعوة على رفع مطالب 25 يناير السابقة فقط وهو ما يعني أمرين التنازل عن مرسي وتقديم أيمن نور و6 إبريل لقيادة المشهد الثوري وتحول الإسلاميين إلى مقاولي أنفار لهذه المسرحية.
حراك معركة الهوية كان مفصلي لوقف هذا التوافق القطري أو على الأقل إثبات مسار ثوري يستمر بسند سابق ضد الواقع القادم ، ولذلك لم يكن إجهاضه هدفا في ذاته وإنما التراجع عنه أو تفريغه مع التأكيد على أنه لا قيمة حقيقية للداعين إليه واعتبارهم خارج مكونات الثورة.
المشكلة إذا ليست في التوافق كقيمة وإنما في أجندة مفروضة لهذا التوافق تتجاهل دماء وتضحيات الإسلاميين لعشرات الأشهر وتطالبهم بتسليم ثورتهم للمندوب السامي الجديد.
ويبقي أن أقول أن آخر ما سمعته من د.بشر هو رفض تصحيح الانقلاب لنفسه وأن أي تغيير شكلي لا يحقق مطالب الثورة فلا بديل عن استكمال المسار الثوري وأنه لا عودة للمسار الإصلاحي فرج الله عنه .
المصدر
- مقال:د.سعد فياض يكتب : " التوافق القطري ! " موقع: إخوان الدقهلية