ديمقراطية الإخوان.. نموذج أزعج النظام!
- فهمي هويدي: عصا الاعتقالات السبيل للتخلص من أصحاب الفكر الديمقراطي
- رفيق حبيب: الحزب الحاكم لا يمتلك أدوات للحوار مع القوى السياسية الفاعلة
- عمرو الشوبكي: التعامل الأمني لن يثني الجماعة عن الاستمرار في مسيرتها
- عبد الله الأشعل: الإخوان نجحوا في إرساء الديمقراطية رغم استبداد النظام
- رفعت سيد أحمد: لا بد من وجود تشريع يكفل للإخوان حرية العمل السياسي
- جورج إسحاق: الاعتقالات الأخيرة تشكِّك مقدَّمًا في نزاهة أي انتخابات قادمة
حزب يدَّعي أنه ديمقراطي، وينزعج من أي تجربة ديمقراطية تكشف زيف شعاراته.. إنه الحزب الوطني الحاكم في مصر الذي وضعته جماعة الإخوان المسلمين في مأزقٍ حرج للغاية أمام الرأي العام المصري والعالمي بتجربتها الديمقراطية الفريدة من نوعها في مصر والوطن العربي في انتخابات فضيلة المرشد العام للجماعة وأعضاء مكتب الإرشاد الأخيرة، والتي احتفى بها العالم فيما وصفوه بعرس الديمقراطية في مصر والوطن العربي.
انزعاج النظام المصري الحاكم ترجمته أجهزة الأمن التابعة له بحملة اعتقالات واسعة في صفوف قيادات الجماعة ورموزها، طالت الدكتور محمود عزت نائب المرشد العام للجماعة، والدكتور عصام العريان والدكتور عبد الرحمن البر ، عضوي مكتب الإرشاد ، وعددًا كبيرًا من قيادات الإخوان بالمحافظات؛ في محاولةٍ منه لإفساد تلك التجربة أو حتى التغطية بحملة اعتقالات واسعة دون أن يدرك ذلك النظام بأن هذا التصرُّف الشائن يدعم تلك التجربة بل وينمِّيها ويرسِّخها.
ما سبق يؤكده نتائج استطلاع رأي أجراه مركز أبحاث أمريكي، بأن أكثر من ثلثي المصريين (69%) يرون أن الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية تؤمن بالديمقراطية كأفضل نظام سياسي، وكشف الاستطلاع أن 99% من المصريين يعتقدون أنه من الضروري العيش في بلد يُحكَم ديمقراطيًّا، وقال 75% إن العيش في بلد تحكمه الديمقراطية مهمٌّ بدرجة كبيرة من أجل تحقيق الرخاء والتقدم.
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن هو: هل أراد النظام بتلك الحملة الهمجية معاقبة الجماعة على تجربتها الديمقراطية الفريدة من نوعها؟ وما السيناريو المتوقَّع لتعامل النظام مع الإخوان خلال المرحلة القادمة؟
يقول الكاتب الكبير فهمي هويدي إن ما يحدث لجماعة الإخوان المسلمين من حملات اعتقال متكررة يدحض دعاوى الديمقراطية التي يتشدَّق بها النظام، ويثبت أن ما يتباهى به من حرية الرأي والتعبير ما هو إلا ديمقراطية منقوصة اختلقها النظام وحاول إقناعنا بها.
ويضيف: "لا وجه للمقارنة بين الأسلوب الذي يمارسه النظام المصري مع التيارات الإسلامية والإصلاحية وبين الدول الغربية الديمقراطية؛ لأننا لا نمتلك بالأساس أيَّ قاعدة صلبة لتلك المبادئ، وباتت عصا الاعتقالات السبيل للتخلُّص من أصحاب الفكر الديمقراطي السليم كالإخوان".
وعن معاقبة النظام للإخوان بشأن ممارستهم الديمقراطية يرى هويدي أن النظام يريد أن يعاقب جماعة الإخوان على كل خير تقدِّمه للمجتمع، ولعل مشاورات الإخوان العلنية خلال الفترة الماضية بشأن الانتخابات الداخلية أشعلت لهيب العقاب؛ ليصل لرموز وقيادات داخل الجماعة، متسائلاً: إلى متى سيُعتقل الإخوان ويتم الإفراج عنهم دون معرفة سبب حقيقي لاعتقالهم؟ ومتى سينتهي مسلسل الإرهاب السلطوي؟!
"الانتخابات التي جرت مؤخرًا أظهرت صلابة جماعة الإخوان وقوتها داخل الوسط السياسي من جانب، وكشفت عورة النظام وفشله في إدار حوار سياسي ديمقراطي من جانب آخر".. بهذه الكلمات استهلَّ الدكتور رفيق حبيب الباحث السياسي حديثه فيما يتعلق بالاعتقالات التي أُجريت مؤخرًا لعدد من قيادات جماعة الإخوان، موضحًا أن النظام دومًا ما يأخذ موقفًا متشددًا تجاه جماعة الإخوان، ولكن وطيس العنف والتشدد تزايد بعد أن أُجريت انتخابات مكتب الإرشاد مؤخرًا، وسط اهتمام إعلامي كبير داخليًّا وخارجيًّا أظهرت فيه الجماعة قوةً وصلابةً هائلةً في تداول السلطة وإرساء الديمقراطية ...
ويقول: إن الإخوان خلال الفترة الماضية مارسوا العمل السياسي في ظل ظروف صعبة، ولكن الانتخابات التي تمَّت مؤخرًا وظهرت بشكل رائع ومميز تدلُّ على ديمقراطية الجماعة وقوتها... ويصف د. رفيق جماعة الإخوان بأنها الكتلة السياسية الأساسية التي تمارس السياسة والديمقراطية داخل المجتمع المصري أمام نظام أثبت فشله في السيطرة عليها أو إقصائها.
ويلقي د. رفيق الضوء على أسلوب النظام في تعامله مع الإخوان، موضحًا أن سياسته واحدة، ولسان حاله واحد، وهو التعسف والتعامل الأمني؛ لأنه لا يمتلك أدواتٍ أخرى للحوار مع القوى السياسة الفاعلة في المجتمع.
وعن ملامح الفترة القادمة لجماعة الإخوان يتوقع أن تشهد جماعة الإخوان هجمةً شرسةً من النظام، ومزيدًا من الإجراءات الأمنية المشدَّدة مع نهاية عام 2011م؛ نتيجة اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية، أما على الصعيد الداخلي لجماعة الإخوان فستظل مقاومةً لجبروت النظام داعمةً لأسس الديمقراطية التي أسَّستها وتمارسها داخل نظام تغلِّفه البيروقراطية العليا.
ويشيد السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية السابق بأداء جماعة الإخوان خلال الانتخابات التي أُجريت بمكتب الإرشاد، واصفًا الجماعة بأنها حقَّقت نجاحًا كبيرًا في مسيرة الإصلاح، على الرغم من ممارسات الحجر والتضييق والملاحقة المستمرة التي تتم لأفراد الجماعة.
وعن الوضع الراهن والصورة المتمثلة الآن يذكر السفير الأشعل أننا أمام صورتين متقابلتين في الدولة؛ صورة للإخوان بالشكل الديمقراطي المعتدل، وصورة أخرى لنموذج الدولة المتجبِّرة، صاحبة النظام السلطوي المانع للحريات؛ بما يضفي بريقًا وتألقًا لجماعة الإخوان، بالرغم مما يُمارَس عليها من اعتقالٍ وقهر ... ويطالب د. الأشعل بضرورة أن تواصل جماعة الإخوان مسيرتها الإصلاحية نحو الديمقراطية، وعدم الوقوف أمام التعنُّت السلطوي من النظام في سبيل إحداث طفرة في بلد تعاني من فساد على كافة الأصعدة.
ويشدِّد الدكتور رفعت سيد أحمد مدير مركز يافا للدراسات على حتمية وجود تشريع قانوني يكفل للإخوان حرية ممارسة العمل السياسي داخل الحياه العامة، واصفًا أفعال النظام مع الإخوان بأنه "باطل يراد به باطل"... ويستطرد: ما يحدث من جانب النظام تجاه جماعة الإخوان يمثل انعكاسًا لانزعاج النظام من أداء حقيقيٍّ قويٍّ أظهرته الجماعة وسط الشعب المصري.
ويستبعد د. سيد أحمد أن تنال تلك الهجمات من جهود الإخوان في مسيرة الإصلاح والديمقراطية، مشيرًا إلى أن هجوم النظام الدائم على الإخوان يعدُّ أكبر دليل على قوة الجماعة، وعلى ارتعاد النظام منها خشيةَ الإطاحة به، في حين أن جماعة الإخوان أعلنت مرارًا أنها لا تريد أن تصل للسلطة بمفردها في يوم من الأيام إلا من خلال نظام ديمقراطي يسمح بالتنافس الحر.
ويُعرب جورج إسحاق المنسق العام للحركة المصرية من أجل التغيير عن استيائه لممارسات النظام تجاه جماعة الإخوان المسلمين، مستنكرًا أن يوجه النظام تلك الرسائل المتلاحقة للإخوان؛ لمجرد أنهم يسعون للإصلاح والتغيير... ويتابع قائلاً: "إن حملة الاعتقالات التي طالت عددًا كبيرًا من قيادات الجماعة تعدُّ مؤشرًا خطيرًا يتناقض مع تصريحات مسئولي الحزب الوطني التي أعلنت أن الانتخابات القادمة ستشهد نزاهة قضائيةً وحريةً في التصويت!".
المصدر
- مقال: ديمقراطية الإخوان.. نموذج أزعج النظام! موقع إخوان برس