حوار مع الشباب

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
حوار مع الشباب
09-01-2005

يقدمه: محمد عبد القدوس

كنت أتحدث مع أصحابي عن أهم الشخصيات السياسية في العام المنصرم.. قلت لهم في ثقة: محمد مهدي عاكف- المرشد العام للإخوان المسلمين- أختاره بلا تردد كأبرز شخصية في السنة التي مضت.

سكت كل الحاضرين، وكأنهم يفكرون مليًّا فيما قلته, وبعد فترة صمت قصيرة فوجئت بأحدهم يقول كلامًا لم أتوقعه!! "يا عمَّنا هذا الاختيار تمَّ بالعاطفة والقلب وليس بالعقل والمنطق".

وكدت أنفجر في وجهه, لكنني التزمت الهدوءَ لأسمع وِجهة نظره، فقال: معروف عنك أنك تحب جدًّا جماعة الإخوان, وتعشق مرشد الجماعة محمد مهدي عاكف, وتتحدث عنه بكل ودٍّ وحبٍّ وإكبارٍ، وتعتبره قدوتَك ومثلَك الأعلى.. فمِن الطبيعي جدًّا أن تقول عنه إنه رجل العام وكل عام كذلك!!

قلت له في غيظ: "يا أستاذ فيلسوف"!! كان الأجدرُ بكَ أن تسألني عن أسباب اختياري له كأفضل شخصية، بدلاً من أن تقول كلامًا يُدخلُنا في جدل بيزنطي!! ولمعلوماتك فإن كل ما قلتَه صحيحٌ تمامًا!! وإذا كان حبِّي لفضيلة المرشد والإخوان تهمةً فأنا مُدان يا صاحبي, وهذا اتهام لا أتبرَّأُ منه.. لكنني أقول: مذنب يا بيه!!

وضحك الحاضرون من هذه المداعبة وزال التوتُّر, ثم التزموا الصمت في انتظار ما أقدمه من أسباب حول اختيار مرشد الإخوان المسلمين شخصيةَ عام 2004م..

وبدأت أشرح وجهة نظري قائلاً: تولى منصبَه مع بداية العام الماضي، وتحديدًا في يناير الموافق لشهر ذي القعدة سنة 1424م, وبعدها بشهرين بالضبط عقَد مؤتمرًا صحفيًّا عالميًّا في نقابة الصحفيين يتعلق بالإصلاح الشامل في مصر, وهو برنامج جدير بالاحترام, ويوضِّح أن الجماعة لها رؤيةٌ واضحةٌ في مشاكل مصر, وما قدمته من حلول تجده كلامًا منطقيًا ومقبولاً من الغالبية الساحقة من المصريين, وهذا البرنامج موجود ومطبوع, وكل من يريده فالإخوان تحت أمره!!

وأنتقل إلى السبب الثاني الذي دفعني لاختياره، وهو ديمقراطيته في إدارة الجماعة، فهو لا ينفرد أبدًا بأي قرار وحدَه, بل يعرِض كلَّ الأمور على مكتب الإرشاد!! ويعطي صلاحيات واسعة لأعوانه, ولا يحب تركيز السلطة في يديه, وهذا أمر لا تراه كثيرًا في مصر التي تشتهر بنظامها الفرعوني!!

والسبب الثالث يتعلق بنظرته للشارع, فهو لا يفكِّر في السلطة، بل يضع هدفَه الأول الانتشار بين الناس، وتقديم الإسلام المتوازن الذي يقوم على الوسطية والاعتدال، بعيدًا عن التطرف من ناحية وتقديم تنازلات للغرب من ناحية أخرى.

وهنا انتقلت إلى العامل الرابع الذي دفعني لاختياره، فقد أجرَت معه وسائل الإعلام العربية والعالمية- من صحافة وتليفزيون- عشرات من الأحاديث، وكان موفَّقًا فيها إلى حدٍّ كبيرٍ, ولا تستطيع أن تُمسِكَ عليه "غلطة" أو "إساءة" للوطن، أو تقول عنه إنه متشدد, بل على العكس هو رجل معقول جدًّا.

وأخيرًا فإن محمد مهدي عاكف- المرشد العامللإخوان المسلمين- عامل استقرار أساسي لبلادنا, فالجماعة تتعرض لضربات بوليسية متلاحقة, والتعصب القبطي برَز من قلة من المتطرفين المسيحيين، خاصةً في الأشهر الأخيرة، وفي مواجهة التطرف المسيحي يدعو المرشد العام للإخوان إلى الهدوء والعقل والبُعد عن الإثارة.. يعني باختصار إنسان محترم!!

قال أصحابي بعدما انتهيت من كلامي: هذه أسباب معقولة لاختياره أفضل شخصية في عام 2004م.. أنت لم تختره فقط بقلبك وعاطفتك، بل وبعقلك أيضًا.. "واحنا معاك"!!

المصدر