حبيب: نحرص ألا يكون بيننا والرئيس مبارك أي احتقان
بقلم: محمد الشريف
محتويات
الحرص علي عدم الاحتقان

أكد الدكتور محمد حبيب- النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين- أن الإخوان يحرصون على ألا يكون بينهم وبين الرئيس محمد حسني مبارك أي احتقان لكونه رئيسًا للجمهورية ورئيسًا لكل المصريين، وله مكانته ومنزلته التي يحرص الإخوان على المحافظة عليها.
وقال حبيب في حوار مع جريدة نهضة مصر القاهرية "نتصور أن السيد الرئيس حريصٌ من جهته على أن تكون علاقته بأبناء شعبه علاقة يسودها التقدير والود والاعتزاز، وأضاف: وهذا كله لا يمنعنا من الاختلاف مع السيد الرئيس في بعض الآراء، مشيرًا إلى أن الأسئلة التي وجِّهت إليه من قِبل محرر جريدة "دير شبيجل" الألمانية قد شابها نوعٌ من الاستفزاز.
موضحًا أن الإخوان أحرص الناس على أمن واستقرار بلدهم من منطلق عقيدتهم وحبهم لوطنهم؛ فحب الأوطان من الإيمان، ولا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن يمارس الإخوان أي نوعٍ من العنف؛ فدعوتهم الإصلاحية قائمة على الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة بالوسائل السلمية، وعبر القنوات الدستورية والقانونية.
موضحًا أن حادثي النقراشي والخازندار كانا عملين فرديين استنكرهما الإخوان والامام البنا في حينه، وأضاف: وفيما يتعلق بحادثة المنشية المزعومة فهي تمثيلية دُبرت لإلصاق التهم بالإخوان لتصفية قياداتهم والزجِّ بعشرات الآلاف منهم في السجون والمعتقلات للاستئثار بالسلطة والانفراد بالحكم.
وعن حرص بعض رجال الثورة الوقيعة بين عبد الناصر والإخوان قال الدكتور حبيب: هذا تاريخ طوينا صفحته، ونظرتنا يجب أن تُوجه للأمام لتحقيق التعاون بيننا وبين كافة القوى السياسية والحزبية والوطنية من أجل مصلحة مصر.
النظام الخاص
وعن النظام الخاص قال الدكتور حبيب كان لكل حزب أو قوة سياسية موجودة في مصر فترة ما قبل الثورة نظام خاص، حتى الملك كان له نظام خاص هو الحرس الحديدي، وقد أنشئ التنظيم الخاص للإخوان المسلمين لمواجهة المحتل الغاصب والدفاع عن مصر، ولم يكن في يومٍ من الأيام موجهًا ضد أي مصري، وانتهى هذا النظام بزوال الاحتلال، فمنذ الخمسينيات لم يعد للتنظيم الخاص أي وجود أو ممارسة.
وعن علاقة الإخوان بالسلطة قال الدكتور محمد حبيب:
- نحن حريصون على عدم وجود أي توتر بيننا وبين السلطة في أي فترة، ونحن دائمًا نحسن الظن بغيرنا، موضحًا أن الإخوان حاولوا باستمرار أن يجروا حوارات مع السلطة، نجحت أحيانًا وفشلت في أحيان أخرى.
وأضاف:
- وأتصور أن سياسة النظام تجاه الإخوان لا تقوم على الإقصاء وإنما التحجيم، والذي يتجلى في فرض الحراسة على النقابات، وتزوير إرادة الناخبين واتحادات الطلاب، وحلِّ الجمعيات، وإحالة المدنيين إلى القضاء العسكري، والزجِّ بألوف المعتقلين أثناء الانتخابات النيابية، والحبس الاحتياطي والتضييق عليهم في المساجد.. إلخ.
وعن رؤية الإخوان للديمقراطية قال الدكتور محمد حبيب إن الديمقراطية التي نفهمها ترتكز على الحريات العامة "التي تتضمن حرية إنشاء الأحزاب وإصدار الصحف وعدم عرقلة النشاط الحزبي السياسي, والفصل الحقيقي بين السلطات الثلاث, فضلاً عن التداول السلمي للسلطة.
كما ترتكز أيضًا على ضرورة أن يكون الشعب هو مصدر السلطة، وهو مطلب لا يتحقق إلا من خلال انتخابات حرة نزيهة يشرف عليها القضاء إشرافًا كاملاً وحقيقيًا داخل اللجان وخارجها، ويقوم بتنقية كشوف الفرز وإعلان النتائج.
الاخوان والليبرالية
وعن رؤية الإخوان لليبرالية قال إن الحرية في كافة المجالات السياسية و الاجتماعية والاقتصادية يجب أن تتم وفق الدستور وقيم المجتمع التي نص عليها الدستور.
وعن العلاقة مع الأقباط قال الدكتور حبيب:
- نحن لا نفرق بين مسلم وقبطي، مشيرًا إلى أن مجتمع الرسول- صلى الله عليه وسلم- عاش فيه المسلمون مع اليهود والنصارى جنبًا إلى جنب، مشددًا على أن الإخوان يعتبرون الأقباط شركاء الوطن والمصير، ولهم كافة حقوق المواطنة، ولا ينبغي أن يُنظر إليهم على أنهم كتلة سياسية؛ لأنهم جزء من نسيج هذا الوطن يجب معاملتهم كمواطنين شأنهم في ذلك شأن المسلمين.
وعن مفهوم الحزب الديني قال الدكتور حبيب لا يوجد لدى الإخوان تفكير في إنشاء حزب ديني بالمفهوم الكنسي الذي كان سائدًا في القرون الوسطى في أوربا، مشيرًا إلى أن الإخوان يأملون في حزبٍ مدني له مرجعية إسلامية.
وأوضح حبيب أن المسألة ليست إنشاء حزب بقدر الحاجة إلى مناخ سياسي مغاير للمناخ الحالي، الذي تُكبل فيه الأحزاب وتُشل حركتها ويُقلص دورها وتُمنع من ممارسة الكثير من الأنشطة الخاصة بها، كالتعامل مع الجماهير وطرح برامجها عليها، هذا بالإضافة إلى الحاجة إلى وقف العمل بقانون الطوارئ وإلغاء كافة القوانين الاستثنائية سيئة السمعة.
وأوضح حبيب أن حالة الجمود والانسداد السياسي تسبَّبت في التخلف العلمي والتقني والحضاري والأزمات التي أصابت مصر والتي يأتي في مقدمتها الأزمات الاقتصادية والتعليمية والصناعية.. إلخ.
الاخوان وعلاقتهم بأمريكا
وعن العلاقة بين الإخوان وأمريكا قال الدكتور حبيب: الإدارة الأمريكية لم تكن في يومٍ من الأيام جمعية خيرية أو ساعية إلى تحقيق الديمقراطية في المنطقة؛ وإنما تهدف إلى تحقيق مصالحها وتنفيذ استراتيجيتها القائمة على الهيمنة على العالم، والكل يعلم أنها تعمل على تفكيك المنطقة وإعادة رسم خريطتها من جديد وِفق المشروع الصهيو- أمريكي الذي يستهدف عقيدة الأمة وأخلاقها وهويتها وخصوصيتها الثقافية، فضلاً عن ذلك فإن الإدارة الأمريكية تقف داعمة ومساندة وحامية لكثير من الأنظمة الديكتاتورية في العالم, كما لا يتصور أحد أنها يمكن أن تسعى إلى مساعدة المسلمين ورفع شأنهم وتحقيق أمانيهم وطموحاتهم!.
وعن الموقف من اتفاقية الكويز أكد الدكتور حبيب على أنها تخدم المصالح الأمريكية والصهيونية في المنطقة أكثر من خدمتها لقضايا العروبة والإسلام، وقال إن الادعاء الذي يروجه البعض بأن الاتفاقية ستفتح السوق الأمريكي أمام المنتجات المصرية مجرد ضغوط أمريكية لتحقيق مزيد من التطبيع وفرض هيمنة العدو الصهيوني الاقتصادية على المنطقة.
المصدر
- تقرير: حبيب: نحرص ألا يكون بيننا والرئيس مبارك أي احتقان موقع إخوان أون لاين