جمال عبد الناصر.. ولحظة خشوع أمام قبر حسن البنا
12/04/2014
في لحظة سجلها التاريخ.. الزعيم الملهم معبود الناصريين والشيوعيين يقف في خشوع أمام قبر زعيم الإرهابيين حسن البنا، عقب قيام الثورة، قائلاً: نحن على العهد وسنستأنف المسيرة "لحظة خشوع على قبر البنا"..
هكذا كتبت مجلة التحرير على صدر غلافها ( عدد44- بتاريخ 16/2/1954م) تعليقًا على صورةٍ لعبد الناصر يقف على قبر الإمام البنا في ذكراه الخامسة.
والمشهد مؤثر فعلاً.. يُوحي بالخشوع والإجلال والتأثر العميق ويزداد الخشوع والتأثر حين تسمع خطاب جمال عبد الناصر على قبر البنا وكلمته التي يقول فيها: إنني أذكر هذه السنين والآمال التي كنا نعمل من أجل تحقيقها أذكرها وأرى بينكم مَن يستطيع أن يذكر معي هذا التاريخ وهذه الأيام ويذكر في نفس الوقت الآمالَ العظام التي كنا نتوخاها ونعتبرها أحلامًا بعيدة.
نعم أذكر في هذا الوقت وفي مثل هذا المكان كيف كان حسن البنا يلتقي مع الجميع ليعمل الجميع في سبيل المبادئ العالية والأهداف السامية لا في سبيل الأشخاص ولا الأفراد ولا الدنيا..
ثم قال: وأُشهد الله أني أعمل إن كنت أعمل لتنفيذ هذه المبادئ وأفنى فيها وأجاهد في سبيلها.
وقام أحمد حسن الباقوري من بعده فقال: إن هذه الأخلاق العالية والصفات الحميدة قد اجتمعت وتمثلت في شخص أستاذٍ كبير ورجل أُجلُّه وأحترمه واعترفَ بفضله العالم الإسلامي كله.
وقد أحبه الجميع من أجل المثل العليا التي عمل لها والتي سنسير عليها إلى أن يتحقق لنا ما نريده من مجد وكرامة في أخوة حقيقية وإيمان أكيد رعاكم الله ووحد بين قلوبكم وجمع بينكم على الخير.
وللخبر بقية.. نذكره كما نشرته مجلة الدعوة. شارك أعضاء مجلس الثورة إخوانهم المسلمين في إحياء هذه الذكرى الغالية فحضر الاحتفال البكباشي جمال عبد الناصر نائب رئيس الجمهورية والصاغ أحمد حسن الباقوري وألقى كل منهما على قبر الشهيد كلمةً تحمل معاني التقدير لدعوته وجهده في سبيل حرية وطنه ومواطنيه.
وفي مسجد الإمام الشافعي رضي الله عنه أدَّى رجال الثورة وأسرة الشهيد وجمعٌ كبير من تلاميذه وإخوانه وعارفو فضله والسائرون على نهجه صلاةَ الجمعة وخطب الجمعة فضيلة الأستاذ أحمد حسن الباقوري وزير الأوقاف.
وبعد الصلاة زار الجميعُ قبرَ الإمام الشافعي.. ثم اتجهوا بعد ذلك إلى قبر المغفور له الإمام الشهيد حسن البنا فقرأوا الفاتحة ثم جلسوا يذكرون فضله وجهوده وحُسن بلائه حتى قدم نائب رئيس الجمهورية ومعه الصاغ أحمد حسن الباقوري فاستقبلهما والدُ الإمام الشهيد فضيلة الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا وأشقاؤه الأساتذة: عبد الرحمن ومحمد وعبد الباسط وجمال ومعهم نجل الفقيد السيد أحمد سيف الإسلام ممثلون للأسرة وجمع غفير من رجال الدعوة الإسلامية وتلامذة الفقيد منهم الأساتذة: عبد القادر عودة وصالح عشماوي وعبد الرحمن السندي، وسيد سابق وعبده قاسم، والشيخ محمد الغزالي، والحاج محمد الصولي، والحاج محمد جودة، وغيرهم كثيرون.
هذه حقائق سجلها التاريخ.
المصدر
- مقال:جمال عبد الناصر.. ولحظة خشوع أمام قبر حسن البناموقع: الإسلاميون