جمال سلطان يكتب : الاعترافات الخطيرة للبرادعي تستلزم توضيحا رسميا

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
جمال سلطان يكتب : الاعترافات الخطيرة للبرادعي تستلزم توضيحا رسميا


(5/13/2015)

ما قاله الدكتور محمد البرادعي ، نائب رئيس الجمهورية في أول سلطة بعد إطاحة الرئيس الأسبق محمد مرسي ، أمام مؤتمر دولي للاتحاد الأوربي بفلورنسا الإيطالية قبل أيام قليلة ، هو اتهامات وليس مجرد تصريحات أو توضيحات ، وهي اتهامات من العيار الثقيل ، لا يمكن لأي نظام يحترم مصداقيته أو شعبه أن يتجاهلها ، أو أن يكتفي بأن يطلق عليه بعض الأصوات الإعلامية المستأجرة لإطلاق قذائف التخويف والتشويش والسباب .

قال البرادعي في بيانه أنه قرر في يوليو 2013 أن يكون جزءًا من المعارضة من أجل الوصول إلى نظام يضم جميع طوائف الشعب الإسلاميين وغيرهم، مضيفا إن «ما حدث بعد ذلك كان مخالفًا تمامًا لما وافقت عليه كخارطة طريق».

وأكد على أن ما تم الاتفاق عليه هو (سلسة خطوات تتمثل في إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وخروج «كريم» للسيد محمد مرسي، ونظام سياسي يشمل الجميع بما فيهم الإخوان المسلمين وغيرهم من الإسلاميين، بالإضافة إلى بدء عملية مصالحة وطنية وحوار وطني وحل سلمي للاعتصامات، مضيفا: «كانت هناك خطة جيدة للبدء في هذا الطريق، ولكن كل هذا ألقي به من النافذة وبدأ العنف، وعندما يكون العنف هو الأسلوب ويغيب عن المجتمع مفهوم العدالة والهيكل الديمقراطي للعمل السياسي فلا مكان لشخص مثلي، ولا يمكن أن أكون مؤثرا».

هذا كلام شديد الخطورة ، خاصة وهو لا يصدر عن ناشط سياسي مثلا ، أو حتى شخصية سياسية عادية ، بل هو يصدر عن نائب رئيس الجمهورية ، أي أحد الشركاء في أعلى هرم السلطة ، وكلامه يحمل اتهاما صريحا لشركاء آخرين في مرحلة 3 يوليو 2013 بأنهم انقلبوا على اتفاق تم وفق خطوات محددة ، وأن الجميع شارك في بيان 3 يوليو بناء على هذا الاتفاق ، ولكن "أطرافا" في هذه الشراكة أطاحت بكل ما تم الاتفاق عليه ، وبشكل محدد ، فإن بيان البرادعي أو اعترافاته .

تقول أن محاور الاتفاق كانت خمسة هي : انتخابات رئاسية مبكرة ، وخروج "كريم" للرئيس مرسي ، ونظام سياسي يشارك فيه الجميع بما فيهم الإخوان ، ومصالحة وطنية شاملة ، وحل سلمي للاعتصامات ، ومن بين هذه المحاور الخمسة لم يتم تنفيذ أي بند سوى البند الأول فقط ، وقد تأخر كثيرا ، انتخابات رئاسية ، وهي التي انتهت بوصول وزير الدفاع للرئاسة ، وبخلاف ذلك فقد أطيح بكل شيء .

فقد تمت إهانة الرئيس مرسي بدلا من "تكريمه" المتفق عليه باعتراف البرادعي وتحويله إلى جاسوس ومجرم ومتآمر على الدولة إضافة إلى حزمة قضايا أخرى يحاكم فيها حاليا ، وتم الاندفاع في مسار إقصائي خطير ثانيا وتصنيف الإخوان ـ الحكومة السابقة ـ بأنها إرهابية وملاحقتها في الداخل والخارج بمئات القضايا والإجراءات ، ثم تمت تعبئة الأجواء بالكراهية والتشويه وبث كل ما ينهي أي فرصة للمصالحة الوطنية الشاملة ، وأخيرا تم إقرار الحل الدموي لفض الاعتصامات وهو ما تعاني من آثاره مصر حتى الآن وتدفع ضريبته ، من سمعتها ومن الأحقاد التي زرعت في أحشاء المجتمع ولا يعرف كيف يتعافى منها ومن نزعات الثأر التي ولدت أجيالا جديدة أصبحت تنزع إلى العنف بمختلف صوره وأشكاله .

مرة أخرى أذكر ، هذا الكلام هو شهادة نائب رئيس الجمهورية الذي اختاره السيسي والآخرون كرجل ثان في رأس هرم السلطة ، مثله مثل المستشار عدلي منصور ، وهو شريك "رسمي" في خارطة الطريق وشاهد عليها ، وبالتالي فما يقوله هو اتهامات بالغة الخطورة للسلطة الجديدة ، وللقيادة التي أدارت المشهد عقب أحداث 30 يونيه 2013 ، وهو ما يستدعي بيانا "رسميا" يوضح هذه الملابسات أو يكذب البرادعي بوضوح ، أو ينفي صحة ما ذكره ، ولا يمكن أن يتترس البعض خلف "سعار" إعلامي مستأجر دائما "لعض" سمعة أو كرامة أي معارض أو مخالف لما هو سائد من رأي وتوجه ، كلام البرادعي يحتاج إلى بيان رسمي عاجل .

المصدر