بدء أكبر حملة حج المسحيين للقدس في زمن السيسي..
غادرت مطار القاهرة الدولى، أمس الخميس، أولى الرحلات، التابعة لشركتي طيران "إير سيناء" والخطوط الأردنية، متوجهة إلى تل أبيب، وعلى متنها 305 مسيحيين مصريين لحضور أسبوع الآلام وعيد القيامة بالقدس الشريف.
وصرحت مصادر بالمطار أن 263 مسيحيا غادروا على متن طائرة "إير سينا" متوجهين إلى تل أبيب، كما غادر 42 آخرين على متن طائرة خطوط الأردن ومنها إلى تل أبيب.
ومن المقرر أن يبدأ مطار القاهرة الدولي اليوم الجمعة، تسيير الجسر الجوى لنقل المسيحيين المصريين الراغبين في الحج إلى القدس المحتلة والاحتفال بأعياد القيامة، حتى يوم 28 إبريل الجارى.
ويبلغ عدد الحجاج هذا العام نحو 6 آلاف مسيحي مصرى، سيتم نقلهم عبر 11 رحلة يوميا لمدة ثلاث أيام متتالية، إضافة إلى 1500 مسيحي وافدين من أمريكا وفرنسا.
وتنطلق جميع الرحلات من مطار القاهرة عبر شركة "آير سينا" التي نقلت العام الماضي نحو 4430 إلى القدس على متن طائراتها.
وتتنافس نحو 26 شركة لتنظيم حج المسيحيين، ويتراوح سعر البرنامج ما بين 10 : 16 ألف جنيه مصري، فيما يبلغ سعر برنامج "الحج السريع" 7 آلاف جنيه لمدة 3 أيام.
وقال صبري يني، عضو الجمعية العمومية لغرفة الشركات السياحية والمشرف على حج المسيحيين للقدس، في تصريحات صحفية: إن عدد المسيحيين الذين سيؤدون الحج العام الجاري سيبلغ نحو 6 آلاف مسيحي بزيادة قدرها نحو 10% عن الأعوام الماضية، وستكون الإقامة بفنادق بيت لحم أو القدس، مشيرًا إلى أن أسعار الرحلات تتراوح بين 13 و20 ألف جنيه بارتفاع نحو 6 آلاف عن العام الماضي، ويتم الحصول على تصريح الزيارة من وزارة السياحة.
تجريم كنسي
ورغم التبريرات العديدة التي ساقتها الكنيسة في وقت زيارة تواضروس في نوفمبر الماضي، وتأكيدها تجريم وتحريم الزيارة إلى القدس على المسيحيين، اكتفت الكنيسة الأرثوذكسية بالتصريح بأن المسافرين سيتعرضون لعقوبات دينية.
وحاولت مصادر الإيحاء بأن الزيارة للقدس ليست تطبيعا بمزاعم أن الطيران المستخدم ليس إسرائيليا، وأن الإقامة ستكون بدور الكنائس أو فنادق غير إسرائيلية.
فيما أكد القس بولس حليم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة الأرثوذكسية، أن موقف الكنيسة من رحلات المسيحيين إلى القدس ثابت ولم يتغير، برفض الزيارة في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أن الكنيسة تسمح فقط للحالات كبيرة السن بالسفر إلى القدس لدوافع إنسانية، ولا تعطى تصاريح لغير ذلك.
زيارة تواضروس
وكان تواضروس الثانى، بطريرك الكرازة المرقسية، قد أكد فى وقت سابق، أن الكنيسة تراعي رغبة الحالات الإنسانية من كبار السن فى السفر إلى القدس، وكذلك المسيحيين حاملي الجنسيات الأجنبية التى لا تستطيع منعهم من السفر.
وعاقبت الكنيسة بالحرمان الكنسى من كسر قرار المجمع المقدس ويزور القدس طوال السنوات الماضية، قبل أن تحدث خروقات منذ وفاة شنودة صاحب قرار المنع، وصولاً إلى زيارة تواضروس في ديسمبر 2015 لتأبين مطران القدس الراحل.
وهي الزيارة التي أثارت استياء سياسيا بالأوساط المصرية وانتقادات واسعة؛ حيث هاجمت عدة أحزاب وشخصيات عامة الزيارة، معتبرينها محاولة للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وأنها تمس الوطنية المصرية.
وجاء سفر تواضروس الثاني إلى القدس، مخالفا لموقف الكنيسة الأرثوذكسيّة الذي اتخذته بمنع المسيحيين من السفر إلى القدس، وممارسة الشعائر الدينيّة، بدعوى ترأس جنازة مطران القدس الأنبا أبراهام في 26 نوفمبر الماضي، وهو الأمر الذي أثار جدلا واسعًا بين الأوساط المسيحية.
فيما بررت الكنيسة الأرثوذكسية سفر تواضروس الثاني إلى القدس في بيان لها تحت عنوان "وطنية الكنيسة المصرية وهوية الوطن والفانتازيا الإعلامية"، ردًّا على الهجوم عليها؛ حيث قال البيان إن "الكنيسة المصرية أثبتت عبر التاريخ وطنيتها".
وأكدت الكنيسة في بيانها أن "موقفها من زيارة القدس ثابت لم ولن يتغير، فلا زيارة إلى القدس إلا مع جموع المصريين يدا في يد، وسفر البابا يقتصر على صلاة الجنازة فقط".
كما برر تواضروس الثاني، وجوده في القدس زيارة لأنه لم يعد لها مسبقًا، وإنما واجب إنساني ولمسة وفاء لإنسان خدم الوطن والكنيسة ووجب تعزية أبنائه، وعدم حضوره بمثابة تقصير يجب ألّا يتم، وأوضح أنه حضر للمشاركة في التعزية وتأكيد الدور القوي الذي أداه المطران الراحل.
وبهذا تنتهك مقررات منع التطبيع في ظل الاحتلال الصهيوني للقدس الأراضي الفلسطينية.
المصدر
- تقرير:بدء أكبر حملة حج المسحيين للقدس في زمن السيسي..موقع:نافذة مصر