بحيرة الطمع... رسالة أطفال فلسطين على شاشات القاهرة

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
بحيرة الطمع... رسالة أطفال فلسطين على شاشات القاهرة
30-07-2005

حوار: استشهاد عز الدين

مقدمة

رسوم كرتونية

اختتم مهرجان القاهرة الدولي للإذاعة والتلفزيون فاعلياته في الحادي عشر من شهر يوليو الجاري، والتي شارك فيها 769 عملاً إذاعيًا وتلفزيونيًا من عشرين دولة عربية حصلت على 113 جائزة، فضلاً عن 424 جنيهًا ذهبيًا، و65 جائزة خاصة للمبدعين، وذلك وفقًا للنتائج التي أعلنتها لجنة تحكيم المهرجان برئاسة أ. د. ماجي الحلواني.

ومن أبرز ملامح المهرجان هو مشاركة وفد فلسطين من وحدة أفلام الكارتون بالجامعة الإسلامية بغزة من خلال فيلم الكارتون (بحيرة الطمع) مدته 26 دقيقة، وهو أحد ستة أفلام أنتجتها الوحدة على مدار ثلاث سنوات، شاركت بها في أكثر من مهرجان دولي ومحلي، حازت خلالها على إعجاب جميع المشاركين ودهشتهم من هذا التوجه الفني الذي تتبناه الجامعة في ظل الظروف القاسية التي تمر بها فلسطين اليوم، والمستوى التقني المرتفع الذي وصلت إليه رغم ضعف الإمكانيات المادية والتكلفة الضخمة لإنتاج أفلام الكارتون، والتي تعجز عنها شركات وقنوات فضائية كبرى مما يجعلها تتجه للاستيراد من الخارج، ومن ثم كان لـ(إخوان أون لاين) هذا اللقاء مع رئيس الوفد الفلسطيني أ. أحمد حامد صقر مدير العلاقات العامة والتسويق بوحدة أفلام الكارتون بالجامعة الإسلامية في غزة.

  • كيف تمَّ اختياركم للمشاركة في مهرجان القاهرة الدولي؟
نحن اتصلنا بإدارة المهرجان وعرضنا المشاركة فطلبوا أن نرسل إليهم أعمالنا والسيرة الذاتية للوحدة، وبالفعل قاموا بتقييمها ثم أبلغونا بالموافقة، والحقيقة أن مهرجان القاهرة الدولي ليس أول مهرجان نشارك فيه، فلقد سبقه مهرجان الجزيرة بالدوحة، كذلك بعض المهرجانات المحلية على مدار ثلاث سنوات هي عمر وحدة أفلام الكارتون (الفلسطينية للأفلام المتحركة)، خلال كل هذه المهرجانات كنا نتمنى الفوز ببعض الجوائز، ولكنَّ كان الهدف الأهم لدينا هو المشاركة والتواجد والانتشار وسماع آراء الخبراء في أعمالنا؛ لنعمل على تطويرها ومتابعة أحدث التقنيات وتبادل الخبرات في مجال إنتاج وتوسيق أفلام الكارتون.
  • وماذا عن فيلم المهرجان؟
شاركنا بفيلم كارتون للأطفال مدته 26 دقيقة هو فيلم (بحيرة الطمع) تأليف د. كمال غنيم وإخراج إياد الوحيدي، وتُرسخ قصة الفيلم لقيم التعاون والعمل الجماعي والوحدة، وقد حاولنا قدر المستطاع في هذا الفيلم تجنب الأخطاء التي وقعنا بها في الأفلام السابقة.
  • وما أبرز الملاحظات التي أُخذت على الأفلام السابقة؟
هي ملاحظات تتعلق بأمور تقنية في حركة الشخصيات، وكذلك لغة الحوار التي تميزت بمستوى لغوي مرتفع نسبيًا، ولكن من شاهد الفيلمين الأول والأخير يتأكد أنَّ هناك تطويرًا مستمرًّا وفرقًا كبيرًا بين الاثنين؛ حتى إنَّ إحدى الشركات العربية التي تتعامل مع مؤسسة والت ديزني شاهدت إنتاجنا خلال المهرجان وأبدوا دهشتهم من مستوى العمل!!، رغم أنَّ عمر الإنتاج لم يتعد ثلاث سنوات حتى قال أحدهم إنَّ أعمالنا في مستوى شركات عمرها 40 عامًا، وتم الاتفاق على تعاون وإنتاج مشترك بيننا وبين قناة المجد والإعلامية السعودية وغيرها، هذا فضلاً عمَّا يتميز به الفيلم من كونه إنتاج عربي إسلامي خالص دون أي عنصر أجنبي، ويتناول قضايا إقليمية هامة إلى جانب الترفيه.

يعاني الشعب الفلسطيني مجازر وحصارًا تحت الاحتلال الصهيوني

  • كيف بدأت فكرة إنتاج أفلام كارتون رغم الظروف القاسية التي يمر بها الشعب الفلسطيني؟
بدأت الفكرة عندما قام د. أيمن أبو سمرة بالإشراف على مشروع تخرج طالبين بكلية الهندسة قسم الحاسب الآلي، وكان عبارة عن فيلم كارتون عن المرور مدته دقيقة ونصف، ولاقى نجاحًا كبيرًا كأول فيلم كارتون من إنتاج فلسطيني، فقامت إدارة الجامعة بتكليف د. أيمن أبو سمر ود. عليان الحوري بعمل دراسة لإنشاء وحدة رسوم متحركة، وبفضل الله تمَّت الموافقة وأُنشئت الوحدة في أغسطس 2002م تحت إدارة د. أيمن وفريق عمل من عشرين فردًا بين فنيين وإداريين ومخرجين ومتخصصي وسائط متعددة، وبالرغم من قلة الإمكانيات وقدم أجهزة الحاسب الموجودة بالوحدة إلا أنَّ جميع العاملين بالمشروع لديهم حماسة كبيرة للنجاح، ولا يمر أسبوع دون أن نحقق نجاحًا جديدًا، ويزورونا العديد من الوفود الأجنبية والعربية كان آخرها السفير المصري والوفد الدنماركي الذي قال رئيسه متعجبًا: "لا أدري كيف يفكر هذا الشعب... اقتصاده منهار.. وحرب مستمرة منذ ما يزيد عن نصف قرن.. وينتج مثل هذه الأعمال!!!".
  • أول إنتاج للوحدة يكون له وضع خاص... نرجو أن تحدثنا عنه؟
أول فيلم أنتجناه هو (ثوب من قوس قزح) تأليف ماهر الريس عضو المجلس التشريعي الفلسطيني وسيناريو وحوار وإخراج عز الدين المصري، ومدته 22 دقيقة وتمَّ عرضه في مؤتمر إعلامي كبير بالجامعة، ولاقى نجاحًا طيبًا وعُرض على أكثر من قناة فضائية بالرغم من بعض المشاكل التقنية التي اعترته، ولكن أهم ما نذكر به هذا الفيلم أنه بعد أن أوشكنا على الانتهاء منه تمَّ اعتقال أ. عز الدين المصري وتوقيفه إداريًا لمدة عامين.
  • توالى إنتاج الوحدة حتى بلغ ستة أفلام فما الذي ميَّز كلاً منها؟
نحن في الأصل نتوجه لإنتاج الأفلام الكارتونية ثنائية وثلاثية الأبعاد، فأنتجنا فيلم القلم والممحاة وعودة الغزالة والأسد الصغير وأخيرًا بحيرة الطمع، وكلها أفلام درامية، ولكننا توجهنا لمجال جديد هو الإعلان الإرشادي عن طريق الرسوم المتحركة، وأنتجنا في هذا الإطار (الماء حياة الملايين) ونعمل الآن في فيلمين آخرين من نفس النوع أحدهما يتحدث عن مصداقية وحرية الإعلام في العالم والآخر يتناول قضية اللاجئين بشكلٍ عالمي ولا تزيد مدة أي منهما عن ثلاث دقائق.
  • ما أبرز الصعوبات التي لاقيتموها؟
بالطبع هناك صعوبات خاصة بالإنتاج؛ نتيجة للتكلفة الخيالية لأفلام الكارتون، والتي أدت إلى وجود توجه عام لدى الشركات العربية والإسلامية؛ لشراء أفلام جاهزة من والت ديزني أو أفلام من جنوب شرق آسيا ويتم دبلجتها ووضع أصوات عربية عليها، فضلاً عن التسويق والتوزيع وما نلقاه من معوقات في ظل الظروف الصعبة التي يقاسيها الشعب الفلسطيني، وضعف الإمكانيات التقنية.
  • وكيف واجهتم هذه المعوقات؟
بفضل الله نحن مبادرون غير مقلدين، وكل مَن يعمل في هذا المشروع بدءًا من الجامعة إلى أصغر فرد يتبنى هذا الأمر ويستميت من أجل إنجاحه!، فالبعض يعمل بلا أجرٍ تقريبًا والبعض الآخر بأجورٍ زهيدة للغاية، فضلاً عن الإمكانيات والمهارات العالية لفريق العمل والتي تعوض بعضًا من نقص الإمكانيات التقنية، أما مشكلة التوزيع فنحن على يقين أنَّ الله لن يخذلنا، وما زلنا في البداية وبفضل الله تمَّ الاتفاق على التعاون بيننا وبين العديد من القنوات والشركات العربية من خلال المهرجانات التي شاركنا فيها.
  • القصة من أهم العناصر لأفلام الكارتون فكيف تنتقونها؟
بالرغم من أنَّ أفلام الكارتون تتوجه بالأساس للأطفال إلا أن الكُتَّاب لدينا من أساتذة الجامعات والمتخصصين، فضلاً عن لجنة من أساتذة الجامعة الإسلامية وعلماء الشرع تقوم بمراجعة الأعمال المعدة قبل إجازتها، من الناحية الأدبية والشرعية ومدى ملاءمتها لبيئتنا العربية والإسلامية.
  • ما أهم طموحاتكم في المرحلة القادمة؟
أهم مستهدف لدينا هو الوصول للعالمية خلال الثلاث سنوات القادمة، فنحن لا نأمل فقط أن نغطي السوق العربية بل أن نزاحم ونتفوق في السوق الغربية كذلك؛ لأنَّ هذه من أهم الوسائل التي تخدم قضاينا ودعوتنا وتعمل على نشر قيمنا الإسلامية في هذه المجتمعات.

المصدر